معركة وادي المخازن – معركة الملوك الثلاثة

معركة وادي المخازن - معركة مقتل الملوك الثلاثة
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

معركة وادي المخازن

دراسة التاريخ تعني دراسة كل التغييرات التي مرت في الماضي، بدءًا من نزول آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا، إضافة إلى تفسير الأحداث والتعرف إلى الحضارات.

التعرف إلى التاريخ ليس مجرد اطلاع على الوقائع والأحداث القديمة بل هو التعمق في دراسة هذا المجال وفهم كل الأحداث وربطها بواقعنا الحالي في سبيل الحصول على فوائد ومعلومات تفيدنا في عصرنا الحالي.

كما يمكن ان يمنحنا التاريخ الأدوات اللازمة لحل مشكلاتنا وتوفير منظور جديد لفهم واقعنا وتفسير ما نمر به.

يعزز أيضًا القيم الاجتماعية ومفاهيم الأخلاق وخصوصًا لمن يعيش في بيئة متعددة الثقافات.

كما تغرس قيم التسامح ونبذ التعصب وأيضًا يتم بث الشعور بالانتماء في نفوس الناس.

يمكن القول أن دراسة التاريخ تعرفنا على طريقة تفكير الشعوب المختلفة والفريدة ومعرفة المشاكل التي وقعوا فيها بالماضي لتجنبها في واقعنا الحالي.

سنتحدث اليوم عن إحدى المعارك القديمة المشهورة جدًا وهي معركة وادي المخازن، وسنذكر أسباب قيام هذه المعركة ونتائجها أيضًا.

كيف جرت معركة وادي المخازن؟

إن معركة وادي المخازن أو المعركة الشهيرة باسم معركة الملوك الثلاثة هي معركة قامت في بلاد المغرب والبرتغال في 4 آب عام 1578 ميلادي، 30 جمادى الآخرة 86 للهجرة.

كانت هذه الحرب نتيجة صراع كبير على السلطة بين محمد المتوكل وأيضًا السلطان أبو مروان وكانت نهايته تطور إلى حرب كبيرة مع البرتغال.

كان قائد المعركة هو سبستيان ملك إسبانيا عندما حاول السيطرة على شواطئ المغرب العربي ولكن الانتصار كان حليف للمغاربة.

فقدت الإمبراطورية نتيجة لذلك ملكها وأيضًا جيشها وسيادتها وأعلام كبار من رجال الشعب، وفي النهاية لم يبق من رجال الأسرة الحاكمة سوى رجل واحد.

يطلق على هذه المعركة أيضًا اسم “التعاون التركي السعدي” بسبب دور القوات التركية التي أرسلتها الدولة العثمانية في تحقيق النصر الكبير الذي حصل في تلك المعركة.

من القائد في معركة وادي المخازن؟

كان هناك أكثر من قائد وهم كما يلي:

  • محمد المتوكل.
  • أبو مروان عبد الملك.
  • أحمد المنصور.
  • سبستيان “ملك البرتغال”.

من وجهة نظر إسلامية شبه المؤرخين هذه المعركة بغزوة بدر حيث أن موت الملوك الثلاث فيها إشارة إلى انهزام الثالوث.

كتب أبي عبد الله محمد بن علي القشتالي قصيدة شعر عن هذه المعركة حيث قال:

وجَرَّدْتَ فِـي ذَاتِ الْإِلَهِ صَوَارِمًــا تَصُولُ بِهَـا وَالْعَـاجِزُونَ نِيَــامُ

ضَرَبْتَ بِهَا التَّثْلِيثَ لِلْحَتْفِ ضَرْبَةً فَلَمْ يَبْقَ بَـعْدُ للصَّلِيـبِ قِيَــامُ

وَأَمْطَرْتَ وَيْـلاً بِالْمَخَــازِنِ قَطْرُ بِمَـوْتِ الْأَعَــادِي بُنْدُقٌ وَسِهَــامُ

أسباب معركة وادي المخازن

بدأت قصة المعركة عندما كان سبستيان قد تربع على عرش البرتغال عام 1557 ميلادي فقام بالاتصال بخاله فيليب الثاني الذي كان ملك إسبانيا ودعاه للمشاركة في حرب على الدولة السعدية مع معاونة العثمانيين على الأندلس.

من أحد الحكام كان محمد المتوكل على الله وكان قد رأى أن عمه أبو مروان هو أولى بالملك من ابن أخيه.

نتيجة لذلك اضطر المتوكل إلى أن يفتك بعميه عبد الملك وأحمد، فقاما بالهروب والاستنجاد بالدولة العثمانية، فقامت الدولة العثمانية بالاتصال بواليها على الجزائر لإرسال 5000 من العساكر لكي يدخلوا لأرض المغرب ويعيدوا الحكم لهما.

تم الانتصار على المتوكل في معركة قرب مدينة فاس وفر نتيجة لذلك من المعركة وتم تسليم فاس لأحمد ليكون واليًا عليها وبعدها تم ضم مراكش إلى الدولة.

بعد فرار المتوكل إلى جبال السوس قامت جيوش عمه بملاحقته ثم بعدها انتقل إلى سبتة ثم طنجة مستنجدًا بسبستيان الذي قبل أن يساعده لكي يعلي شأنه بين ملوك أوروبا، إضافة إلى مفاوضته للمتوكل لكي يسلمه جميع شواطئ المغرب.

قام ملك سبستيان بالاستعانة بخاله ملك إسبانيا وقام الآخر بمده بالعساكر والمراكب كما أرسل إليه البابا أربعة آلاف جندي و500 خيل وتم إمداده بالكثير من الجنود من دول أوروبية مختلفة.

أطراف معركة وادي المخازن

ضمت معركة وادي المخازن طرفين رئيسيين متحاربين كانا كما يلي:

  • الجيش المغربي: وهو يضم الدولة العثمانية وأيضًا المغرب الأقصى.

كان هذا الطرف بقيادة أبو مروان عبد الملك الذي كان قد جهز 40000 محارب مغربي إضافة إلى مقاتلين من الدولة العثمانية والعرب وأيضًا أهل فاس.

كان هناك أيضًا 34 من المدافع المغربية الكبيرة.

  • الجيش البرتغالي: كان عبارة عن مرتزقة ألمان ومتطوعين قشتاليين مع القوات البابوية.

كانت القيادة لسبستيان ملك البرتغال الذي جهز جيش قوامه 28000 مقاتل من البرتغال ودعمه بمتطوعين كثر من إيطاليا وألمانيا وقشتالة ومرتزقة فلاندرزيتر.

توفر مع الجيش 40 مدفع.

نتائج معركة وادي المخازن

كان هناك نتائج مهمة ومؤثرة لهذه المعركة حيث انهارت البرتغال على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية وخصوصًا بعد موت سبستيان وجل الأسرة الحاكمة وتم ضم البرتغال إلى أسبانيا.

كما تم التأكيد على الوجود العسكري والاقتصادي القوي لدولة السعديين وسيطرت على الساحة الدولية، وأيضًا سيطرت الدولة العثمانية على البحر المتوسط بأكمله وأجبرت الأوروبيين على التراجع.

بالنسبة للبرتغال كانت المعركة من زاوية دينية تشاؤمية حيث أنهم رأوا انهزامهم أنه عقاب من الله وقاموا بتحميل الذنب للرجال النبلاء وأيضًا لسبستيان الذي اعتبروا أن تجربته قليلة وسنه صغير.

قام موالي الناصر أخ محمد المتوكل بالفرار إلى مدينة لشبونة وأيضًا فر ابن أخ مولاي إلى قرمونة واستضافه ملك أسبانيا في ذلك الوقت.

دور العثمانيين في معركة وادي المخازن

بالنسبة للعثمانيين كان اللجوء السياسي للشريفين السعديين عبد الملك وأحمد فرصة جيدة للسيطرة مجددًا على المغرب الأقصى لذلك قام السلطان العثماني مراد الثالث بتقديم الدعم العسكري ضد شقيقهم في فاس.

تم تحقيق المساندة من قبل الدولة العثمانية وكان لهذا الأمر تأثيرات كبيرة على الدولة نتج عنها خيانات ومحاولات اغتيال لذلك لعبوا دورا كبيرًا في المعركة.

تم قتل الشريف عبد الملك السعدي قبل لحظات قليلة جدًا من بدء المعركة حيث أنه سقي سمًا عن طريق إرسال كعك مسموم كهدية له.

تولى أحمد المنصور الذهبي زمام القيادة وأخفى خبر موت الشريف عبد الملك لمنع زلزلة المغرب في تلك اللحظات الحاسمة وكان نتيجة لذلك النصر حليفهم.

في النهاية نجد أن لمعركة وادي المخازن تأثير كبير في التاريخ القديم على كثير من الدول العظيمة والكبرى مثل البرتغال والدولة العثمانية.

‫0 تعليق