ما هو تجميل الأذن؟
في السنوات الماضية تقدم المجال الطبي بسرعة كبيرة وأصبح يعالج أمراض مستعصية بطرق جديدة وحديثة وذلك بسبب تطور الأجهزة والمعدات التي تساعد الطبيب في إنجاز مهماته.
كما يعود الفضل أيضًا لاتساع مجال البحث العلمي واكتشاف أفكار ومعلومات جديدة وتصحيح مفاهيم مغلوطة أيضًا.
نجد أن مجال التجميل والجراحة التجميلية قد تطور بشكل ملحوظ أيضًا حيث أن عمليات التجميل في وقتنا الحالي أصبحت ضرورة قصوى وملحة بالنسبة لبعض الأشخاص بسبب انتشار معايير معينة للجمال.
لم تعد هذه العمليات تقتصر على النساء بل انتشرت أيضًا بين الرجال، وتتنوع بين العلاج والتحسين وذلك بسبب تطور مجال الطب التقني وجهود الأطباء المكثفة.
إن أي إجراء يتم من خلاله تحسين وتجميل أي منطقة في الجسد يمكن اعتباره من العمليات التجميلية ونجد أن انتشار هذا الأمر يعود بشكل أساسي إلى الاهتمام بثقافة المظهر الخارجي وتمسك الناس بهذه المفاهيم.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أحد أنواع العمليات التجميلية وهي جراحة تجميل الأذن أو رأب الأذن البارزة والتي يتم من خلالها تصحيح شكل غير جميل أو موقع شاذ للأذنين وفق رغبة المريض.
معلومات عن حالة الأذن البارزة
تسمى بالأذن البارزة أو الأذن الوطواطية وهي عبارة عن شكل الأذن النامية بشكل شاذ أو غير طبيعي، ويعتبر شذوذ في نمو الغضروف بالتالي تظهر كبيرة وبارزة بعيدة عن الرأس بشكل ملحوظ.
من الممكن أن تكون حالة وراثية يأخذها المريض عن والديه، ولكن في 30% من الحالات قد يولد الطفل بأذنين طبيعيتين ثم تنمو وتبرز بعدها، وقد يكون البروز في كلا الأذنين متساوي أو قد نجد تفاوت.
هناك معايير وقياسات معينة يستخدمها الأطباء لتحديد الحاجة للجراحة بالنسبة لوضع المريض من عدمه.
تعتبر جراحة تصحيح هذه المشكلة من أشهر الجراحات التجميلية ضمن الوطن العربي، ويتم اللجوء لهذه الجراحة بسبب الأثر النفسي التي تتركه هذه الحالة لدى المريض.
تتأثر الحالة النفسية للمريض بقوة، حيث ينزعج من نظرة الناس لهذه المشكلة حيث أن الأذن تخل بالشكل العام لتوازن وجه المريض في حال كانت تعاني من شذوذ ما.
نجد أن المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة يعانون من القلق والتوتر، وأيضًا الخجل الاجتماعي مع فقدان الثقة بالنفس.
يبدأ الأطفال بالمعاناة من هذه المشكلة عند بداية الذهاب للمدرسة حيث يجدون أنهم مختلفين ويلاحظون هذه المشكلة لديهم، ومن هنا تبدأ مرحلة الخجل وفقدان الثقة بالنفس.
دواعي جراحة تجميل الأذن البارزة
تلعب شخصية المريض دور كبير في تحديد ضرورة اللجوء للجراحة أو لأي إجراء تجميلي يخص بروز الأذن، حيث يكون هناك مرضى يشعرون بحالة تصالح مع أنفسهم وشكل الأذن لديهم ولا يجدون أي مانع في إبقائها على حالها بدون علاج.
على الجانب الآخر هناك مرضى لا يرغبون بشكل الأذن الموجود لديهم ويسبب لهم الأمر مشكلة نفسية معقدة ومن الممكن أن يساعدهم هذا الإجراء على تغيير حياتهم للأحسن.
لا يوجد دواعي طبية للخضوع لهذا الإجراء إنما حاجة الشخص النفسية أو في حال كان البروز قد خرج عن الحدود الطبيعية يفضل إجراء الجراحة ولكن يتم وضع رغبة الطفل أو المريض في الأولوية القصوى بالطبع.
ما قبل عملية تجميل الأذن
في البداية يتم استشارة جراح تجميل مختص حول هذا الإجراء وفي الزيارة الأولى سيتم ما يلي:
- مناقشة تاريخك المرضي بكامله وكل ما يتعلق بعملياتك السابقة أو أمراضك المزمنة أو أي حالة عدوى قد اصابت أذنيك فيما مضى.
- سيسألك الطبيب عن كل الأدوية التي سبق وتناولتها مؤخرًا والتي قد يكون لها أي تأثير على الجراحة.
- يتم إجراء فحص سريري لتحديد كل خيارات العلاج ويشمل هذا الفحص دراسة شكل الأذنين وحجمهما مع أخذ بعض الصور.
- سيناقشك الطبيب بكل الإجراءات المحتملة والنتائج المتوقعة وسيتأكد من رغبتك في سلوك هذا الطريق.
عندما يتم تحديد موعد الإجراء سيتم منعك قبلها من تناول الأسبرين أو مضادات الالتهاب بكافة أنواعها، وأيضًا بعض المكملات العشبية التي تزيد قابلية النزف.
كما يعد من الهام جدًا أن يتم إيقاف التدخين في حال كان المريض مدخنًا قبل الجراحة وأثناء مرحلة التعافي.
يتم إجراء الجراحة في المستشفى أو في عيادة خارجية تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي وهذا ما يحدده الطبيب.
ما بعد عملية تجميل الأذن
بعد انتهاء الطبيب من الجراحة يتم تغطية الأذنين بالضمادات الطبية ليتم حمايتهما ودعمهما بالشكل الأمثل.
من الممكن أن يشعر المريض ببعض الانزعاج أو الألم وهو أمر يتم تجاوزه من خلال تناول بعض مسكنات الألم ولكن في حال استمرار الألم يفضل الاتصال بطبيبك.
لا يسمح بنوم المريض على جانبه لإبعاد الضغط عن الأذن، ومن المهم أن يرتدي المريض قمصان بياقات واسعة لمنع الاحتكاك بالجروح.
بعد عدة أيام سيقوم الطبيب بإزالة الضمادات عن أذنيك وبالنسبة للغرز الجراحية فبعضها يذوب لوحده وبعضها الآخر يحتاج للإزالة ويمكنك مناقشة طبيبك حول هذا الأمر.
مخاطر عملية تجميل الاذن
تعتبر هذه الجراحة كغيرها من الجراحات تمتلك بعض المخاطر المحتملة التي قد تظهر سواء بسبب النزف أو الإنتان أو غيرها من الأمور. نذكر منها:
- ظهور تفاعل تحسسي من الشريط اللاصق الجراحي أو الضماد.
- تندب الجلد مكان الشق الجراحي والذي يكون غالبًا خلف الاذنين وهي غالبًا تكون دائمة.
- عدم رضى المريض عن شكل الأذنين الجديد فمن الممكن أن يحدث تصحيح مفرط وبالتالي نجد الأذنين وكأنهما مثبتتين خلف الرأس.
- قد لا تنجح الجراحة في تصحيح الشذوذ الموجود أو قد تحدث تغيرات في أثناء عملية التعافي تؤدي إلى عدم تناسق وضع الأذنين.
- ظهور بعض المشكلات المتعلقة بالغرز المستخدمة من قبل الطبيب حيث أنها في بعض الحالات قد تشق طريقها عبر الجلد وتحتاج عندها للإزالة قبل أن تسبب التهاب في المنطقة.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.