كيف تصبح طبيباً ناجحاً
لكل فردٍ منّا هدف يسعى لتحقيقه في الحياة، وخاصةً أثناءَ انتقاله من مرحلة الدراسة الثانوية إلى الجامعة، فاختيار التخصص الذي يُحبّه الإنسان ويتطلّع للوصول إلى أعلى درجات التفوّق بهِ أمر مهم للغاية، ولأنّ تخصص الطب يُعتبر من أعلى التخصصات وأكثرها أهمية يُحاول الطالب بذل قصارى جهده في التخرج منهُ بدرجاتٍ عالية والبدء بممارسة حياته المهنية على أرض الواقع.
ومنّ الجدير بالذكر، أنّ الطب عبارة عن علمٍ واسع يهدف إلى تشخيص الحالات المرضية التي يُعاني منها البشر ومن ثمَ علاجها واتباع أساليب محددة للوقاية منها، والطبيب يجب أن يحصل على ترخيص في أداء عمله ضمنّ المجال الطبيّ.
ونوّد الإشارة، أنه يتواجد آلاف الأطباء في عالمنا وفي كل عام يتخرج عدد لا بأسَ بهِ منّ طلاب الطب، ولكن نُلاحظ أنّ قلّة قليلة منَ الأطباء يمتازون بالشهرة والسمعة الطيبة والنجاح أكثرَ من غيرهم، فمن منّا لم يسمع عن الطبيب محمد غنيم الذي يُعتبر من أهم جراحي الكلى أو بالطبيب عدنان عبد اللات الذي يُعتبر من أفضل جراحي الأعصاب في عالمنا؟
بالتأكيد في كل دولة يتواجد أطباء مميزون بأسلوبهم وتعاملهم معَ المرضى وقدرتهم على التشخيص الصحيح، وبالمقابل يوجد أطباء لا يفقهون لشيء ويهتمون بالمال أكثر من صحة المريض وأحياناً يتسببون بأخطاءٍ طبيّة تودي بحياة المُصاب بينّ أيديهم، ويتساءل خريجي الطب الجدد كيفَ يُمكن أن أنال سمعة طيبة ونجاح باهر عن الأطباء الآخرين؟ ولذلك نقدم لك أفضل نصائح كيف تصبح طبيباً ناجحاً.
كيف تصبح طبيباً ناجحاً: 8 نصائح مهمة
صديقي القارئ، إنّ مهنة الطب منّ المهن الإنسانية التي تحتاج لطبيبٍ مؤهل ولهُ القدرة في التعامل معَ المرضى بكافة حالاتهم وأشكالهم، ومن هنا نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 8 نصائح تُساعدك لتُصبح طبيباً مميزاً:
الصدق في العمل:
في الحقيقة يُحاول أغلب الأطباء الترويج لأعمالٍ ليست لهم على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً أطباء التجميل، ولأنّ الفتيات تنجذب لتعديل مظهرها وإبراز جمالها تُحاول إجراء العلاج الجراحي عندَ الطبيب الذي قد يكون يهتم بالمال فقط دون سلامة المريض.
وعندما تكتشف الفتاة حقيقة الأمر بعدَ إجرائها العملية وأنّ الصور ليست من جهده الخاص، تُحاول نشر النتائج السلبية التي لم تُعجبها وبالتالي تتعرّض سمعة الطبيب للتشويه وقلّة ثقة المرضى بهِ، فمنّ الأفضل لكَ عرض جهدك والتعب الذي تبذله بشكلٍ واضح دونَ التزييف من أجل الحفاظ على سمعتك.
النية الطيبة:
صحيح أنّ مهنة الطب تدعم الطبيب من حيث مردودها المالي الضخم، ولكن إذا أردتَ الحصول على سمعةٍ طيبة يجب أن تمتلك نية صادقة في نفسك، لأنّ المال وحده دون العمل المتقن والحفاظ على سلامة المريض لن يُحقق لكَ الإفادة.
قبلَ البدء بعملك حاول مراعاة أوضاع الناس وخاصةً إذا كنتَ في دولةٍ تُعاني منّ الفقر، فالمساعدة والأسعار التي تتناسب معَ وضع المرضى ستُساعدك في جذب الناس إليك، وإذا أردتَ طلب مبالغ مرتفعة للعمليات التي تُجريها يجب أن تكون النتيجة تستحق ذلكَ المبلغ.
الروح الإيجابية:
جميعنا نعلم الضغوطات التي يُواجهها الطبيب ما بينّ ضغط العمل والمناوبات والعمليات التي تستغرق ساعات والجهد والتعب الذي يبذله، ولكن بالمقابل يجب أن تتحلّى بالروح الإيجابية والابتسامة على شفتيك.
لأنّ المريض سيشعر بالحزن واليأس إذا لاحظَ أنَ الطبيب المشرف على حالته متشائم أو عصبي أو جاف في التعامل معه، والطبيب الناجح والمميز يُحاول تغيير نفسية المريض وجذب الطاقة الإيجابية إليه لزيادة شعوره بالاطمئنان.
لا تعتمد على الدراسة فحسب:
الكثير من الأطباء يعتمدون على دراستهم الجامعية ويعتقدون أنّ الدراسة توقفت بعدَ التخرج وهذا أمر خاطئ، فالطبيب الناجح يُحاول السعي لاكتساب معلوماتٍ جديدة وأساليبٍ احترافية للتعامل معَ الأمراض، فالاعتماد على المناهج الدراسية لن يُساعدك في الوصول للتميّز.
لذلك حاول أن تبحث في الكتب والمراجع وتتصفح الإنترنت بشكلٍ يومي وتتعرّف على أشياء جديدة تزيد من خبرتك وثقافتك مثل الكورسات التدريبية والاطلاع على آخر تطوّرات الطب والاختراعات في هذا المجال.
إتقان مهارات الاتصال:
يجب أن يتحلّى الطبيب المميز بالقدرة على التواصل معَ الآخرين والاستماع لهم والتعرّف على أشخاص جدد لاكتساب الخبرة منهم.
فالمريض يشعر بالسعادة عندما يُلاحظ أنّ الطبيب المُشرف على حالته يُحاول الإنصات لآلامه ومشاكله، وينجذب إليه إذا تحدثَ بشكلٍ تفصيلي عن الحالة التي يُعاني منها وطرق الوقاية والعلاج بطريقةٍ هادئة ومفهومة.
ويُفضّل اتباع الأسلوب البسيط أثناءَ التحدث معَ المرضى، وعدم إدخال مصطلحاتٍ طبيّة غير مفهومة لهم وإذا اضطرَ الأمر يجب شرحها من أجل زيادة فهمهم لها.
حضور المؤتمرات الطبيّة:
منّ المهم أن تختار المؤتمرات الطبيّة التي تُساعدك في زيادة ثقافتك وخبرتك، لأنّ بعض الأطباء لا يحبّون حضور هذه المؤتمرات ولكنها مهمة جداً، فمن جهة تُساعدك على زيادة ثقتك بنفسك والتعرّف على أشخاصٍ جدد، ومن جهة تزيد من مداركك الثقافية لذلك لا بدّ منها ومنّ المداومة على حضورها.
الترويج لنفسك:
في وقتنا الحالي يسعى أغلب الأطباء إلى الترويج لأنفسهم والتقرّب من مرضاهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صحيح أنّ حياة الطبيب مليئة بالعمل والضغوطات، ولكن يُمكنكَ إنشاء حساب على الانستجرام أو الفيس بوك والبدء بنشر نتائج أعمالك وتقييمات الأشخاص لك.
بالإضافة للتفاعل معَ المتابعين من خلال طرح الأسئلة لهم لزيادة ثقافتهم بالمجال الطبيّ والتعرّف على أمراضٍ مختلفة، وحاول أن تُجيب على أكبر عدد من استفسارات المتابعين بطريقةٍ لطيفة، فهذه النصيحة ستُساعدك على الشهرة ووصولك لأكبر عدد منّ الأشخاص.
تنظيم الوقت:
لتجنب دخولك في حالةٍ نفسية سيئة بسبب الضغط العملي والاجتماعي وعدم قدرتك على الموازنة بينهما، حاول إعداد جدول خاص بك والالتزام بهِ، لأنّ مهنة الطب تحتاج للتنظيم والاستعداد للحالات الطارئة، ويُفضّل أن تُخصص ساعة يومياً للترفيه عن طريق الرياضة أو الاستمتاع معَ أطفالك من أجل تجديد طاقاتك والخروج من أجواء العمليات والمجال الطبيّ بشكلٍ عام.
إقرأ أيضًا: معلومات عن تخصصات الطب وفروعها
والآن أيها الطبيب الناجح هل أنتَ مستعدّ للتميّز؟ ما عليك إلّا زيادة ثقتك بنفسك والتحلّي بالشجاعة واتباع النصائح المذكورة في الأعلى للوصول إلى التفوّق في مهنتك، وتذكر دائماً أنّ أشهر الأطباء في العالم لم يصلوا إلى شهرتهم ونجاحهم إلّا بخبراتهم وقراءتهم المستمرة وتدريب أنفسهم.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.