الطب البديل: أهم المعلومات والمحاذير
الطب البديل يسمى أيضًا الطب التكميلي، هو أسلوب علاجي يختلف عن الطرق العلاجية التقليدية، يركز على توازن العلاقة بين النفس والجسد. توجد العديد من الأبحاث العلمية التي تدعم هذه الطريقة بالعلاج ولها العديد من المؤيدين إلا أنها لا تخلو من المحاذير والأضرار المحتملة. نحاول في مقالنا أن نرفد القارئ بكافة المعلومات المتعلقة بالطب البديل، ما له وما عليه.
لمحة عن الطب البديل
الطب البديل هو نوع من أنواع العلاجات التي عرفت قديمًا حيث مارسها الكهنة والمتخصصون بالأعشاب في معظم الحضارات القديمة. تم تطوير طرائق وأنواع الطب البديل، وهناك أنواع تم الاعتراف بها في الأوساط الطبية نظرًا لثبوت فوائدها، ويمكن أن تدخل كرديف للطب التقليدي.
يسعى الكثير من الناس للعلاج بالطب البديل، وذلك للفوائد العديدة التي يقدمها، نذكر من أهم الفوائد التي يزعم ممارسو هذا النوع من الطب أنها تقدم للجسم:
- تخفيف الألم وبالتالي زيادة راحة المريض وتحسين نوعية حياته.
- علاج أسباب المرض وتحسين صحة المريض.
- تقليل الأعراض الناتجة عن الأمراض.
- يعالج إدمان المخدرات والعقاقير المهدئة والمشروبات الكحولية.
- تحسين الحالة النفسية للمريض مما يرفع مناعته ويسرع شفاءه.
- تكلفته قليلة مقارنة بتكاليف العلاجات الطبية والدوائية.
- يعد الطب البديل من العلاجات الآمنة نسبيًا والقليلة التأثيرات الجانبية لأنها تعتمد على مواد طبيعية.
أنواع الطب البديل
توجد العديد من أنواع العلاجات في الطب البديل، نذكر منها:
العلاج بالأعشاب
التداوي بالأعشاب من أنواع الطب القديمة، يعتمد على استخدام أجزاء محددة من نباتات معروفة بتأثيراتها الطبية، حيث عرفت فوائد العديد من الأعشاب والنباتات واستخدمت في العلاج، ولايزال هذا النوع من المداواة مرغوبًا ومستعملًا حتى اليوم. نذكر أمثلة لاستخدام الأعشاب في علاج الأمراض:
- البابونج الذي يفيد في تدبير الحموضة وألم المعدة والغثيان وقرحة المعدة، كما يستخدم لتهدئة الأعصاب وعلاج أمراض القلب، كما أنه فعال في علاج الرشح والسعال.
- بذر الكتان المفيد لصحة الأوعية الدموية وهو يدعم صحة البشرة ويعالج الإمساك.
- الميرمية وهي عشبة معروفة بفوائدها للجهاز الهضمي حيث تنشط الهضم وتخفف المغص وألم البطن.
- البقدونس يساعد على تفتيت حصى الكلية وتخفيف احتباس البول، كما أنه مفيد في تدبير عسر الطمث ودعم صحة الجسم.
- الزعتر وهو مضاد حيوي طبيعي يدعم مناعة الجسم ضد الفيروسات ويعالج التهاب الحلق ويطرد البلغم، كما يفيد كدهان لإزالة الندب الناتجة عن الجروح.
العلاج بالإبر الصينية
العلاج بالإبر الصينية هو تقنية مستخدمة في الصين منذ أكثر من 2000 عام، تعتمد هذه الطريقة على استخدام إبر دقيقة يغرزها المعالج المتمرس بالجلد في مواضع مسارات الطاقة، فاعليتها في علاج العديد من الحالات الطبية كالربو والألم العصبي، وهي تفيد في تنظيم إفراز بعض الهرمونات المسببة للتوتر كالكورتيزول، وتساعد على تسكين ألم الظهر والرقبة، وتساعد على علاج الأرق والاكتئاب، كما تزيد حيوية الجسم ورطوبته.
العلاج باليوغا
تعد اليوغا من أنواع الرياضة البدنية والذهنية، تستخدم على نطاق واسع وليس لها مخاطر وتأثيرات جانبية. تفيد اليوغا في إطالة وإرخاء عضلات الجسم، كما تعالج الخلل في العقل والجهاز العصبي، وتحفز على إفراز المواد المسكنة للألم وتعزيز الاسترخاء والتشافي الذاتي، كما تحسن المزاج وتعالج الاكتئاب.
الحجامة
الحجامة من الممارسات الطبية الموصى بها في الشريعة الإسلامية، تعتمد على استخدام كؤوس زجاجية توضع على مناطق محددة أعلى الظهر، ويتم تطبيق ضغط سلبي داخلها إما بالحرارة أو بآلية ميكانيكية. تفيد هذه الطريقة في تنشيط تدفق الدم وتقلل الألم والالتهابات وترفع مقاومة الجسم، إلا أنها قد تسبب كدمات أو حروق في موضع التطبيق.
العلاج بالأصوات
تستخدم في هذه التقنية العلاجية أنواع من الموسيقى الهادئة بترددات معينة، قد ترفق بتدليك أو ضغط على مواضع معينة من الجسم، وهي تفيد في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الألم العصبي والعظمي، كما تقي من تصلب الشرايين، ولها فوائد في تدبير اضطرابات النوم وعلاج العديد من الحالات النفسية.
العلاج بالطاقة
تعتمد هذه الطريقة على استخدام المجال المغناطيسي أو الكهربائي، حيث يفيد تطبيقه على الجسم في علاج مشاكل العظام ويسرع شفاء الكسور، كما يخفف من ألم التهاب المفاصل. أثبتت هذه الطريقة في العلاج فاعليتها إلا أن لها محاذير استخدام، حيث يمنع استخدامها للحوامل أو الأشخاص الذين يملكون جهاز قلب كهربائي، لأنه يؤثر على عمل الأجهزة المزروعة بالجسم.
العلاج باللمس
من أقدم أنواع العلاج، يقوم بها قلة من الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات روحية وطاقية عالية، تعتمد هذه الطريقة على لمس المعالج للمريض وتمرير طاقة الشفاء من المعالج إلى المريض ونقل الذبذبات الإيجابية لرفع الطاقة وتعزيز صحة الجسم وتخفيض مستوى القلق والشدة عند مرضى السرطان والشفاء من العديد من الأمراض.
علاج أيورفيدا
الأيورفيدا من العلاجات القديمة نشأ في الهند وهو يعتمد العلاج بالأعشاب إلى جانب اليوغا والتأمل، لهذه الطريقة ممارسات تساعد على الاسترخاء وتعيد توازن الجسم وتناغمه مع الطبيعة الأم. يركز هذا النوع من العلاج على قوى الماء والأرض والنار، ويعيد تنسيق تدفق الطاقة بين مراكزها المسماة (الشاكرا) مما يساعد على تحقيق الشفاء.
مخاطر الطب البديل
بني الطب البديل بكل أنواعه على تجارب وممارسات ومعتقدات طورت مع الزمن وحسنت بالتجربة، إضافةً إلى أنه لا توجد دراسات علمية شاملة وموثقة تدعم نتائجه وتحدد تأثيراته الجانبية. تم تسجيل حالات من التأثيرات الجانبية الناتجة عن استخدام طرائق الطب البديل، ومن الممكن أن تكون هذه التأثيرات خطيرة ومهددة للحياة عند وجود أمراض مزمنة أو عند عدم تقبل الجسم للعلاج.
تختلف النتائج المحتملة حسب الحالة وحسب طبيعة جسم المريض وحالته الصحية وعمره لذلك يوصى بالحذر وأخذ الحيطة قبل أخذ قرار الالتزام بهذا النوع من العلاج.
في الختام نذكر أن الطب البديل يعبر عن جميع العلاجات الغير تقليدية والتي لا تتخذ الإجراءات الطبية والدوائية وسيلةً للعلاج. لهذا الطب العديد من المؤيدين وهناك حالات موثقة لأشخاص ساهمت هذه الطرائق البديلة بعلاجهم من حالات طبية ميؤوسة، إلا أنه بحاجة للكثير من الدراسة لإثبات صحة فرضياته ومعرفة تأثيراته ومخاطره.