لا بدّ أنك تتساءل عن ما هو مرض الجذام، فهو إحدى الحالات المرضية التي تنتج عن بكتيريا يطلق عليها بالمتفطرة الجذامية، يصيب جزء من الجسد وينتشر على الجلد بشكلٍ مؤلم، فيسبب إحراج أثناء ارتداء أي ملابس مكشوفة، وهو من العدوى المزمنة التي لا يمكن ظهورها بشكلٍ مؤقت فقط، وهو ما يخيف المصابين بها.
ومن الجدير بالذكر، تتطور الحالة المرضية إن لم يتم علاجها في وقتٍ مبكر إلى نوع من الإعاقة، لأن هذه البكتيريا المسببة تتكاثر داخل الجسم بمعدل بطيء، وينتشر الألم إلى الأعصاب وينتقل من فردٍ مصاب إلى آخر سليم عن طريق العطاس والسعال ومشاركة الأدوات الشخصية التي تنتج عن المخالطة، لأنه مرض معدي ويتوجب أخذ الحرص للوقاية منه.
ونوّد الإشارة، أن هذا المرض ليس وليد العصر الحالي، بل متواجد منذ القدم، ويطلق عليه باسم مرض هانسن أيضاً، وانتشر في أكثر من 100 بلد حول العالم، ولذلك ما هي أعراض الجذام؟ وما هي طرق انتقال العدوى؟ وأسباب الإصابة به؟ وطرق علاجه المختلفة؟
ما هو مرض الجذام وأعراضه؟
توجد 8 أعراض تظهر على المصاب، تتمثل في:
- لأنه مرض مزمن يتسبب بنتوءات جلدية قد تستمر لأكثر من 3 أشهر.
- الإصابة بضعف في عضلات الجسد.
- الشعور بتعب وإرهاق مستمر.
- تساقط شعر الرأس وخسارة عدة كيلوغرامات من الوزن.
- الإصابة بألم في مفاصل الجسم وظهور بقع جلدية بلونٍ باهت.
- عدم القدرة على الرؤية بوضوح بسبب جفاف العين.
- الإصابة بطفح جلدي مع بقع وتقرحات متفرقة.
- فقدان الشعور بأطراف الجسم.
ما هي طرق انتقال الجذام أو ما يعرف بمرض هانسن؟
توجد عدة طرق تؤدي إلى انتقال العدوى، مثل:
- لأنه مرض جلدي معدي يظهر على الجسد ومن خلال الإفرازات الفموية، فإذا تم العطاس أو السعال بجانب شخص سليم سينتقل المرض إليه.
- إقامة العلاقة الجنسية مع المريض دون معرفته أو معرفة المريض بإصابته، وهي حالة نادرة ولكنها موجودة نتيجة ملامسة رذاذ المريض أثناء تنفسه أو عطاسه بجانب الشريك.
- استخدام الأدوات الشخصية للمريض مثل المعالق والأطباق وزجاجات المياه والمناشف.
ما هي أكثر الدول التي ينتشر بها الجذام؟
ينتشر بكثرة في هذه الأماكن:
- في دولة البرازيل.
- وفي الكونغو.
- وفي الفلبين وأفريقيا الوسطى والهند.
ما هي أبرز أسباب الإصابة بمرض الجذام؟
يوجد سبب أساسي للإصابة، يتمثل في:
يصاب الإنسان بالجذام عادةً نتيجة جرثومة بكتيريا المتفطرة الجذامية، فأثناء ملامسة الإنسان السليم لها تدخل إلى جسده مباشرة وتحتاج عادةً إلى أشهر لتظهر أعراضها عليه.
ما هي طرق تشخيص وعلاج مرض الجذام؟
من المهم استشارة الطبيب المختص على الفور في حال ظهور بقع أو طفح على جلدك، فأثناء فحص الطبيب لك سيحصل على خزعة منك واختبارها للتأكدّ من الحالة، ومن ثم مراجعة البكتيريا التي تلتصق عليها، وإذا كانت هذه البكتيريا جذامية فيتم التحويل إلى العلاج الفوري عن طريق:
- الاستعانة بالمضادات الحيوية: الجذام المعروف بهانسن يحتاج إلى أدوية لتقليل أعراضه، ويتم استخدامها لعدة أشهر مثل مينوسكلين وكلوفازيمين ودابسون، وتعمل هذه المضادات في السيطرة على الجذام واستعادة النشاط للجسد.
- أدوية تثبيط المناعة: في حالاتٍ أخرى يتم وصف ثاليدومايد، وهو أحد الأدوية المعروفة بتثبيط الجهاز المناعي وتقليل القروح والطفح واستعادة اللون الطبيعي للجلد، ولكن هذا الدواء يشكّل خطورة فائقة على النساء الحوامل، لذلك لا يتم استهلاكه إلّا بإشراف طبيب فقط.
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالجذام؟
يمكنك تقليل الإصابة به أو الحماية من انتقال مرض الجذام عن طريق:
- تقليل استخدام أدوات الآخرين مهما كانت الصلة وثيقة بينكما، فالمنشفة وفرشاة الأسنان والشعر وأطباق الطعام والأدوات الخاصة لك وحدك فقط دون مشاركة أحد بها.
- يفضل وضع منديل على الفم والأنف أثناء العطاس أو السعال، وتجنب الاختلاط بأي شخص مريض أو يعاني من علامات مرض الجذام.
- تجنب الاحتكاك أو لمس الحيوانات وخاصةً قطط وكلاب الشوارع وحيوانات المدرع.
- يفضل إجراء التحاليل الطبية بشكلٍ دوري، وخاصةً في حالة السفر والتنقل بين البلدان.
- اتباع أسس النظافة وغسل اليدين بعد الخروج من المرحاض وأثناء لمس أي جسد غريب في الخارج وقبل وبعد تناول الطعام.
هل انتشر الجذام في البلدان العربية؟
نعم ولكن بشكلٍ قليل، فانتشاره في دولة اليمن ومصر أيضاً، ولكنها حالات نادرة.
هل تظهر أعراض مرض الجذام بشكلٍ سريع على المصاب؟
في الحقيقة لا، فقد تحتاج إلى عدة سنوات للظهور، حيث تدخل هذه البكتيريا وتستوطن في مكانٍ ما من الجسد، ومن ثم تنمو وتتكاثر على مدار 4 سنوات.
ما هي مضاعفات مرض الجذام؟
إن لم يتم العلاج في مرحلةٍ مبكرة، فقد يصاب الفرد بتشوه تدريجي في أطراف جسده العلوية والسفلية، بالإضافة إلى تلف أعصابه وفقدان حواسه مثل اللمس وإصابته بفشلٍ كلوي، فالأفضل لك عدم إهمال أي علامة غريبة تظهر على جسدك.
هل يتم الشفاء بشكلٍ تام من مرض الجذام؟
نسأل الله الشفاء لكل مصاب، ففي القدم وجد الأطباء صعوبة في السيطرة عليه، أما في مرحلة عصرنا الحالي، فلا يوجد شيء مستحيل، باتباع تعليمات الطبيب والحرص على النفس، يتم العلاج ويستغرق عادةً حوالي عام ونصف.
تنتشر الأمراض في عالمنا كانتشار النار في الهشيم، وهذا رد فعل طبيعي نتيجة الأطعمة والمياه الملوثة وقلة النظافة وتغلغل الكائنات الصغيرة في البيئة، ولكن يمكن الحفاظ على الجسد من خلال الطعام الصحي المطهو جيداً وإجراء التحاليل المنتظمة والحصول على الفيتامينات مع الرياضة والنظافة وأشعة الشمس وعدم إهمال أي علامة أو عارض، فتقل نسبة إصابة البالغين والأطفال بها.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.
