مقدمة عن أسباب آلام الثدي
تشكو الكثير من النساء حول العالم من آلام الثدي التي تأخذ أشكال عديدة ومتنوعة وأيضًا ذات أسباب مختلفة كثيرة.
وكثيرًا ما تراجع المريضات العيادات الطبية بسبب هذه الشكاوى ويتم إجراء الفحوص المتنوعة لمعرفة أسباب هذه الآلام.
ولكن ما هو ألم الثدي؟
يُقصد بألم الثدي الشعور بألم حاد، حارق أو ضيق في أنسجة الثدي، ويُمكن أن يكون ألم الثدي دوريًا أو غير ذلك، كما أنه يُمكن أن يُصيب النساء والرجال.
ترجح غالبية أسباب ألم الثدي إلى التغيرات الهرمونية التي تحصل في الثدي، لذلك هي ظاهرة فيزيولوجية تتعلق غالبًا بتغير تركيبة الأنسجة الداخلية للثدي.
أشكال آلام الثدي
يأخذ ألم الثدي أشكال متنوعة يتصف كل نوع بصفات معينة تميزه عن غيره وتلحقه أعراض أخرى وهذه الأنواع هي:
ألم الثدي الذي يحصل بشكل دوري:
هذا الألم يكون ناتج بشكل رئيسي عن التغيرات الهرمونية أو تغير نفاذية الأوعية الدموية، وينتج عن ذلك تراكم سوائل في الثدي وأيضًا تغيرات في أعداد الخلايا الموجودة.
ويتضمن الشعور بتورم وضغط وثقل في الثدي مترافق مع انتفاخ واضح، ويظهر هذا الألم بشكل طبيعي غالبًا بعد فترة الإباضة وقبل فترة الدورة الشهرية ببضع أيام وينتهي بانتهائها.
ألم الثدي الغير دوري:
لا علاقة لهذا النوع بالتغيرات الهرمونية بشكل مباشر، ولكنه يحصل بسبب استجابة خاطئة وحصول تغيرات طبيعية غالبًا في أنسجة الثدي ناتجة بالأصل عن التغيرات الهرمونية السابقة.
تكون التغيرات الحاصلة غالبًا على المستوى النسيجي (هيستولوجية) أما بالنسبة لمستوى الهرمونات يكون بالحدود الطبيعية.
أعراض آلام الثدي
أعراض آلام الثدي الدورية
- التغييرات الهرمونية: حيث إنه مرتبط بشكل أساسي بتغيرات فترة الحيض على المستوى الهرموني والجسدي، ويبدأ بوضوح قبل أسبوع أو أكثر من بداية فترة الدورة الشهرية وينتهي مع انتهاء فترة الحيض.
- تورم الثدي: حيث يتورم الثدي ويثقل ومن الممكن أن تظهر كتلة فيه.
- ألم غير حاد: ولكن تختلف شدته من مريضة لأخرى حسب التغيرات الجسدية العامة.
- يصيب النساء في سن العشرينات والثلاثينات وفي الفترة التي تسبق انقطاع الطمث.
أعراض آلام الثدي الغير دورية
- غير مرتبط بالتغييرات الهرمونية: مثل فترة الدورة الشهرية أو الحمل.
- لا يتبع نمط معين: حيث يُمكن أن يكون مستمرًا أو متقطعًا.
- من الممكن أن يصيب أحد الثديين أو كل أجزاء الثدي.
- يتصف بشعور الحرق أو طعن خفيف وقد يصل لشدة آلام كبيرة.
- يصيب النساء غالبًا بعد انقطاع الحيض.
أسباب آلام الثدي
إلى جانب السبب الهرموني الذي تم ذكره سابقًا تحصل آلام في الثدي تكون ناتجة عن أسباب كثيرة وهو ألم غير دوري.
نذكر من هذه الحالات:
- التهاب الثدي الذي يحصل بعد الولادة ويتظاهر بحالات كثيرة مثل خراج الثدي والتغيرات الهرمونية التي تحصل بعد الولادة وأحيانًا يتصاحب مع تورم لبني المنشأ أو ورم دموي وأحيانًا نخر دهني.
- اللولب الهرموني الذي يتم استخدامه للنساء في سن اليأس يسبب آلام في الثدي غالبًا.
- ظهور كيسات ذات حجم كبير في الثدي وتكون مملوءة بسائل يعطي وزنًا ويسبب الشعور بالثقل والضغط لذلك يجب تفريغ هذا السائل للتخلص من الألم.
- توسع أنابيب الإفراز التي توجد قرب حلمة الثدي وتترافق هذه الحالة غالبًا مع إفرازات صفراء أو بيضاء وأحيانًا إفراز دموي خفيف لا إرادي.
- تناول بعض الأدوية حيث إن آلام الثدي تعتبر من الآثار الجانبية لعدد كبير جدًا من الأدوية والآلية غير معروفة.
- ارتفاع مستوى البرولاكتين المفرز من الغدة النخامية في فترة الإرضاع.
- فرط التنسج الذي يسبب بنية تكتلية في الثدي وشعور بالتصلب العام في الثدي عند تحسسه. سببه غير معروف، ولكن يمكن القول إن هناك تكاثر في خلايا الثدي والأنسجة الضامة ووحدة الإفراز أيضًا.
- كسر في أحد أضلاع الصدر.
- التهاب أو إنتان ما في جدار الصدر.
- متلازمة الألم العضلي الليفي وهو مرض ذو منشأ روماتزمي.
- انقباض العضلة الصدرية الكبرى الناتج عن لعب الرياضات القاسية.
- ارتداء حمالة صدر غير ملائمة.
- تكيسات الثدي.
- الحجم الكبير للثديين.
قد يهمك: 8 نصائح للعناية بالثدي عند النساء
عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بآلام الثدي
هناك عوامل ترفع من خطر الإصابة بآلام الثدي وهي كثيرة نذكر منها:
- اختلال توازن الأحماض الدهنية في الجسم وبالتالي تزداد حساسية الأنسجة للهرمونات الموجودة.
- حجم الثدي الكبير يتصاحب غالبًا مع آلام كثيرة وتترافق مع أعراض أخرى مثل آلام الرقبة والكتف والظهر وتزداد نسبة الإصابة بالآلام غير الدورية في الثدي.
- تناول الكافيين الزائد حيث يلاحظ البعض انخفاض شدة الآلام بعد إيقاف الكافيين وهو أمر ليس مؤكد بشكل علمي.
- إجراء جراحة في الثدي ينتج عنها استمرار الآلام وخصوصًا حول الندبات الجراحية.
- أدوية علاج العقم وموانع الحمل وغيرها من الأدوية الهرمونية تسبب زيادة كبيرة في تواتر حدوث آلام الثدي بسبب الاختلال الهرموني الحاصل في الجسم.
علاج آلام الثدي
في البداية يجب القضاء على العامل المسبب الرئيسي الذي يفاقم وضع الألم وأيضًا إيقاف كافة الأدوية الهرمونية التي يتم أخذها أو على الأقل تخفيفها وهذا إجراء يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص.
في حالات الألم الشديد قد يقوم الطبيب بوصف أحد أنواع مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية التي تطبق موضعيًا.
بالطبع تغيير أدوية موانع الحمل أو إيقافها سيؤدي إلى تخفيف الأعراض بشكل كبير وواضح.
متى يصبح ألم الثدي خطيرًا ويتطلب زيارة الطبيب؟
من الضروري زيارة الطبيب عند ملاحظة إحدى الحالات الآتية:
- استمرار ألم الثدي لأكثر من أسبوعين يوميًا.
- الشعور بآلام الثدي في منطقة محددة دون غيرها.
- زيادة حدة ألم الثدي بمرور الوقت.
- أن يؤثر الألم على الحياة اليومية ويمنع الشخص من ممارسة حياته بشكل طبيعي، كأن يُوقظك من نومك.
- وجود تورم أو احمرار في المكان المؤلم، وعدم زواله حتى بعد انتهاء الدورة الشهرية.
- خروج إفرازات من الحلمة.
- عدم ارتباط الألم بالدورة الشهرية.
من النادر أن تتسبب الحالات الخطيرة مثل سرطان الثدي بألم في الثدي، ولكن من الضروري زيارة الطبيب عند ملاحظة أي من هذه الأعراض لإجراء الفحوصات اللازمة ومتابعة الحالة.
تحرير: بيلسان عماد