سنتعرف في هذا المقال على أسباب الصداع النصفي وطرق علاجه والعديد من المعلومات الأخرى عنه.
ماهو الصداع النصفي
الصداع النصفي هو مرض يتميز بالحدوث المنتظم والمتكرر للصداع الشديد المرتبط أحيانًا بالقيء، والصداع النصفي لا يشبه الصداع الاعتيادي.
إنه مرض حقيقي يتميز بتكرار حدوث نوبات عادة على جانب واحد من الرأس، ويشعر الشخص بضربات مثل ضربات القلب وأن نبضاته مؤلمة.
يختلف تكرار النوبات من شخص لآخر، والتي تستمر عادة ما بين ٤ و٧٢ ساعة، يعاني البعض منها عدة مرات في الأسبوع، والبعض الآخر بضع مرات في السنة.
في ٧٠٪ ممن يعانون من الصداع النصفي، تتكرر النوبات من مرة إلى أربع مرات في الشهر، وتتفاقم بسبب الإجهاد البدني والضوضاء والضوء، ويصاحبها الغثيان والقيء.
يبدأ المرض في مرحلة الطفولة أو المراهقة؛ ويصل إلى الحد الأقصى بين ٣٠ و ٤٠ سنة ثم يتناقص.
تشير التقديرات إلى أن ما بين ٥ و١٠ ٪ من النسبة المئوية للأطفال يصاب بالصداع النصفي، ونوباتهم أقصر بشكل عام من البالغين.
بالإضافة إلى أن النوم يساعد على تخفيف الألم للأطفال في أوقات الصداع النصفي. وبعد سن البلوغ، يُصبح الصداع النصفي أكثر شيوعًا في الفتيات منه عن الأولاد.
عند النساء، يمكن أن تتخلل الصداع النصفي الاضطرابات الهرمونية، ويمكن أن يحدث فقط في وقت الحيض وعادة ما تختفي أثناء الحمل وبعد انقطاع الطمث.
أنواع الصداع النصفي
هناك أنواع مختلفة من الصداع النصفي اعتمادًا على مكان الألم والعلامات المصاحبة له، وفيما يلي أبرز أنواع الصداع النصفي.
الصداع النصفي العيني
هناك أولًا وقبل كل أزمة وجود علامات للصداع، والصداع الشديد يسبقه علامات بصرية أو عصبية دائمة كالهالات، والتي تسبق الصداع النصفي بساعات.
تُسمى هذه الحالة أحيانًا بالصداع النصفي العيني، وهي العلامات المرئية بشكل عام، وهي بقع ساطعة في المجال البصري (الاسكتلامات أو الفوسفينات)، بالإضافة إلى العلامات العصبية كالوخز أو الدوخة أو في بعض الأحيان اضطرابات اللغة.
الصداع النصفي بدون هالة
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، حيث يتم تحديد الصداع لأول مرة على جانب واحد، ويتم الشعور به على أنه نبض والذي يمكن أن يصاحبه القيء أو عدم تحمل الضوء (رهاب الضوء) أو الضوضاء أو الجهد.
الصداع النصفي الحيضي
هناك نوبات صداع نصفي تبدأ أثناء الحيض عند النساء، وهي نوبات صداع نصفي على الأرجح بسبب الانخفاض المفاجئ في مستوى الأستروجين في الدم.
يؤثر هذا النوع من الصداع النصفي على نصف النساء المصابات بالصداع النصفي عامة.
الصداع النصفي العلاجي
تنتج عن تناول الكثير من مسكنات الألم التي تزيد من الألم عند التوقف المباشر بدلاً من تخفيف الجرعة.
ومع ذلك، تتدخل العوامل الوراثية التي تجعل الشخص عرضة للنوبات، وعندما يعاني أحد أفراد العائلة المقربين من نوبات الصداع النصفي، يزداد احتمال حدوث مثل هذه الهجمات لدى الاخرين من أفراد العائلة.
لم يتم تحديد الجينات المعنية بالإصابة بالصداع النصفي، ويميل العلماء إلى تدخل عدة جينات وإشتراك العوامل البيئية.
هناك نوع نادر جدًا من الصداع النصفي، وهو صداع الشلل النصفي النصف عائلي.
وهو مرتبط بجين واحد ويتم انتقاله وراثيًا، ويزداد خطر إصابة الطفل بنسبة ٥٠٪ عندما يعاني أحد والديه من صداع الشلل النصفي النصف عائلي.
أسباب الصداع النصفي
للصداع النصفي مجموعة من الأسباب المتنوعة، وفيما يلي أبرز أسباب الصداع النصفي:
التغيرات الهرمونية:
من المحتمل أن تلعب التغيرات الهرمونية دورًا كما يتضح من زيادة تواتر النوبات لدى النساء.
ومن المعروف تحسن الصداع النصفي خلال الحمل وانخفاضه بعد انقطاع الطمث، ولكن هذا لا يعني أن الصداع النصفي من أصل هرموني.
الجهاز الهضمي:
مكن أن يصاحب نوبة الصداع النصفي بعض الاضطرابات الهضمية، ولكنها نتيجة للصداع النصفي وليست سببه.
مشاكل الرؤية:
بعض أنواع الصداع النصفي ترتبط بمشاكل في الرؤية، ولكن هذه المشاكل ليست سببًا رئيسيًا للإصابة بالصداع النصفي عمومًا.
كما يختلف الصداع النصفي الناتج عن الاضطرابات البصرية عن الصداع النصفي الاعتيادي.
التهاب الجيوب الأنفية:
غالبًا ما يكون التهاب الجيوب الأنفية مسؤولًا عن الصداع الاعتيادي، ولكن لا تعتبر مشاكل الجيوب الأنفية مسؤولة عن الصداع النصفي الحقيقي.
العوامل النفسية:
يُمكن أن تُصاب بالصداع النصفي كنتيجة للإجهاد أو حتى كنتيجة للاسترخاء النفسي بعد الإجهاد المزمن.
كما تُعد المشاكل العاطفية واحدة من أبرز أسباب الصداع النصفي.
عادةً ما تبدأ نوبات الصداع النصفي بعد نوبة من التوتر ،العواطف القوية، الانزعاج الشديد أو التغيرات الكبيرة والمفاجئة في نمط الحياة.
كما يعاني بعض الأشخاص من نوبات خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، ويمكن أن يتفاقم الصداع النصفي في حالة الإفراط في العمل، التغيير المهني أو حدوث بعض الأحداث الحياتية مثل الزواج.
العوامل البيئة:
كالتغييرات المناخية والتي تشمل الرياح، العواصف الرعدية، الحرارة الزائدة، البرد القارص والعواصف الرعدية.
أو العوامل البيئية الحسية مثل الضوء، الضوضاء والروائح، فهي أيضًا تؤدي إلى بداية الصداع النصفي.
كما تشمل بعض التغييرات الأخرى التغييرات مثل النوم أو التغييرات في النظام الغذائي.
علاج الصداع النصفي
يُمكن اتباع مجموعة من الطرق غير الدوائية والتي يُمكنها تسكين نوبات الصداع النصفي.
يُمكن لكل شخص العثور على طرقه الخاصة في التخفيف من ألم الصداع النصفي مثل وضع كمادات باردة أو ساخنة على الرأس، شرب القهوة، عزل النفس في غرفة مظلمة أو حتى النوم.
كما يمكن استخدام أدوية لنوبات الصداع النصفي، مثل تناول المسكنات مثل الباراسيتامول، الأسبرين، الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، المواد الأفيونية البسيطة أو النورميدوبيرين.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يصف الطبيب لك بعض الأدوية المخصصة للصداع النصفي مثل:
- مشتقات الشقران.
- التريبتان.
وتؤثر هذه الأدوية بشكل مباشر على الدماغ، حيث تُؤدي إلى تقلص الشرايين التي تتوسع أثناء نوبة الصداع النصفي وتحارب الالتهاب.
علاج الصداع النصفي المزمن:
عندما تتكرر نوبات الصداع النصفي وبشكل متكرر حتى تتسبب في تعطيل الحياة اليومية، يُصبح من الضروري للغاية اتباع خطة علاج متكاملة يصفها الطبيب المختص.
يُمكن أن يصف لك الطبيب العديد من الادوية مثل:
- مشتقات الشقران.
- حاصرات بيتا.
- مضادات السيروتونين.
- فلوناريزين.
- إندورامين.
يستغرق الأمر من شهر إلى أربعة أشهر، يجب على الشخص خلالها الاحتفاظ بمذكرات الصداع النصفي، ويُسجل فيها تطورات حالته، حتى يتمكن الطبيب من تقييم فعالية العلاج.
قد يهمك: دواء سولبادين فوار Solpadeine
كيفية التعايش والتأقلم مع مرض الصداع النصفي
يجب عليك أن تسأل نفسك هل لديك فهم جيد لإصابتك بالصداع النصفي؟
يعد فهم مرضك جزءًا هامًا من العلاج، وإذا كانت لديك أي أسئلة أو شكوك، أخبر طبيبك.
هل لديك فكرة واضحة عن الظروف التي تسبب الصداع النصفي؟
إذا كان الأمر كذلك، هل تعرف كيف تتجنبها؟
كما يجب أن تحاول تكييف حياتك الشخصية والمهنية وفقًا لظهور نوبات الصداع النصفي.
فيما يلي التوصيات الرئيسية للعيش بشكل أفضل مع الصداع النصفي:
- تعديل النظام الغذائي: إذا كنت قد حددت الأطعمة التي من المحتمل أن تسبب نوبة الصداع النصفي، فتأكد من التخلص منها من نظامك الغذائي.
- النشاط البدني: فمن المستحسن، تبعًا لحالتك البدنية، أن تقوم بنشاط بدني منتظم، وهذا النشاط فعّال بخصائصه المضادة للتوتر والاسترخاء، ولكن لا ينصح بالجهود البدنية المجهدة.
- التبغ: فمن المستحسن التوقف عن التدخين.
- الكحول: يجب التوقف عن تناول الكحول لأنه يمكن أن تكون الكحول مصدرًا للصداع.
- حبوب منع الحمل: والتي قد تغير من نوبات الصداع النصفي، أو تزيدها سوءًا، أو تحسنها. من ناحية أخرى لدى المصابين بالصداع النصفي، تزيد حبوب منع الحمل والتدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- في الحمل تقل نوبات الصداع النصفي بشكل ملحوظ، ولكن من الضروري متابعة العلاج مع الطبيب المختص.
- نظام النوم: إذا كان الألم يمنعك من النوم، تحدث مع طبيبك، ولا تتناول المنومات إلا بموافقة طبيبك.
- الطقس شديد الحرارة: لا ينصح بتعريض نفسك لأشعة الشمس أثناء نوبات الصداع النصفي.
- الطقس البارد: كن حذرًا لحماية نفسك من البرد الذي لا يكون مناسبا أبدًا لمن يعانون من الصداع النصفي.
- ممارسة الجنس: حيث يتم خلاله إطلاق الإندورفين في الدماغ، والذي يعمل كمسكن طبيعي للألم.
تحرير: بيلسان عماد