أشهر العقد النفسية في العالم

أشهر العقد النفسية في العالم
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أشهر العقد النفسية في العالم

كل إنسانٍ منّا معرّض للإصابة بالعقدة النفسية التي تُسيطر على حياته وتُؤثر على تعامله معَ الآخرين من حوله، فالإنسان الطبيعي يعيش في بيئةٍ صحيّة لأبوين سليمين عقلياً في ظروفٍ جيدة وفي مجتمع يهتم بالأخلاق ويبتعد عن الإهانة والتنمر والسرقة والشذوذ الجنسي، ولا يُمكننا إيجاد مجتمع خالٍ منّ العيوب ولكن كل مجتمع يختلف عن الآخر فالمجتمعات القادرة على وضع القواعد والالتزام بها واعتماد أساليب تربوية حديثة في المراكز التعليمية، تُساعد على إنشاء جيل واعٍ ومتفهم وخالٍ منّ العقد النفسية.

ومنّ الجدير بالذكر، أنّ العقدة النفسية لا تنشأ بينَ ليلةٍ وضحاها، بل هيَ نتيجة ذكريات ومواقف أنهكت عقل الإنسان وسلبت منهُ قدرته على التحمل، والعقدة لا تُعتبر مرضاً بل هيَ حالة نفسية تطرأ على المُصاب وتُؤدي لتصرفاتٍ غريبة أو غير طبيعية كانت مكبوتة داخل الفرد نتيجة الماضي.

فالمجتمع لهُ دور أساسي في إنشاء أجيال سليمين نفسياً، والأسرة لها الدور الأهم في إنشاء طفل سليم والحفاظ على تصرفاته الطبيعية، والمحيط الخارجي بشكلٍ عام يُؤثر على الفرد وعلى تصرفاته ويجعلهُ إما أكثر تقدّماً أو مليئاً بالشحنات السلبية والعقد النفسية.

ونوّد الإشارة، أنه قد ظهرت عدّة عقدٍ نفسية غريبة في عصرنا، والسبب الكامن وراءَ هذه العقد هيَ الصدمات الانفعالية والخبرات المؤلمة والخوف من مثيرٍ محدد وعدّة عواملٍ أخرى، ولذلك ما هيَ أشهر العقد النفسية في العالم؟

أشهر أنواع العقد النفسية

صديقي القارئ، إذا كنتَ مُصاباً بعقدةٍ نفسية وتعتقد أنكَ الوحيد المُصاب بها، نُقدّم لكَ في هذا المقال أشهر العقد النفسية في العالم ربما لم تسمع عنها من قبل:

عقدة كرونوس:

إنها من أكثر العقد النفسية المنتشرة في مجتمعاتنا العربية وخاصةً عندَ الذكور، للأسف بالرغم منَ التطوّرات التي يشهدها عصرنا الحالي إلّا أنَ بعض الآباء يُحاولون سلب أولادهم الحرية وأبسط حقوقهم، ويُرّكزون على الفتيات فيُحاولون إيذائهم أو حرمانهم منّ التعليم والخروج.

بالإضافة لحرمان الأولاد من طفولتهم وتشغيلهم في سنٍ مبكّر، ويُحاول الآباء سحق شخصيات أطفالهم وحرمانهم منّ التعبير عن أنفسهم أو إبداء رأيهم في أي شيء، وهذه العقدة النفسية تنتشر عندَ المدراء أيضاً الذينَ يُعاملون الموظفين بقسوة وتسلط.

عقدة جوناس:

إنّ هذه العقدة تُسيطر على حياة الفرد وتُؤثر على عمله وطموحاته بشكلٍ سلبي، فالإنسان في هذه العقدة يشعر بالتناقض معَ ذاته ما بينَ حبّه للتطوّر والاجتهاد ولكن يقابله الخوف من مواجهة أي صعوبة، فتوجد لديه مخاوف منَ الوصول إلى أهدافه.

ويُكمل الإنسان المصاب بعقدة جوناس حياته في صراعٍ داخلي ما بينَ النجاح والخوف منّ الوصول إليه، فعندما يشعر بأي خطرٍ بسيط بدلاً منَ السيطرة عليه ينسحب الفرد حتى لو كانَ في آخر الطريق الوصول لحلمه.

عقدة حب الظهور:

يا لها من عقدةٍ نفسية تملأ مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي، فيُمكن ملاحظة فئة معينة منّ الأشخاص يُحاولون استعراض حياتهم الفارهة والسيارات التي يملكونها والطعام الذي يتناولونه والماركات التي يحصلون عليها وعدّة أشياء تُساعدهم في إبراز أنفسهم.

كما أنَ عقدة حب الظهور تدفع الفرد لشراء ملابس ثمينة من أجل التباهي بها على حساب نفسه، فيُواجه الديون من أجل لفت نظر الآخرين، كما أنّ أسلوب هؤلاء الأفراد المُصابين بهذه العقدة غريب نوعاً ما، كونهم يُرّكزون على أنفسهم والحديث عن أملاكهم وإنجازاتهم.

عقدة سندريلا:

تُعدّ من أشهر العقد النفسية التي تُصاب بها الفتيات بنسبةٍ كبيرة، بدلاً من تركيز الفتاة على دراستها وطموحها ومستقبلها المهني تُعلّق أحلامها وآمالها على الرجل الذي تتخيله سيأتي إليها على حصانٍ أبيض يملك كل شيء.

وتعتقد أنّ الرجل الذي ستتزوجه سيُحاول تغيير حياتها للأفضل، ولكن للأسف هذه العقدة عبارة عن أحلامٍ وردية وليست حقيقية، فالواقع مختلف تماماً، لأنّ الرجل يجب أن يكون داعم ومحبّ لزوجته ولكنهُ ليسَ كماردٍ سحري يُحقق الأحلام.

ويُمكننا الإشارة إلى أنّ هذه العقدة تُصيب الشباب أيضاً، فبعضهم يُعلّقون آمالهم على ممتلكات والديهم ويتجاهلون تأسيس أنفسهم ودراستهم.

عقدة ليليت:

تُصيب هذه العقدة النفسية نسبة لا بأس بها منّ الشبان، فيُحاولون التباهي بأنفسهم وجذب أنظار الجنس الآخر لهم من خلال أحاديثهم اللطيفة ومظهرهم الخارجي، وعندما يشعرون بانجذاب الفتاة وتعلّقها بهم يُحاولون التهرّب منَ الارتباط، فالإغواء لديهم عبارة عن روتين يتّبعونه من أجل لفت الأنظار.

عقدة المستقبل:

نسبة كبيرة منّ الأفراد حولَ العالم مُصابون بهذه العقدة، فمن منّا لا يُفكّر بالمستقبل؟ تُواجه المُصاب بهذه العقدة مخاوف سلبية حولَ المستقبل ويُفكّر بالطرد من وظيفته أو توقع أشياء سيئة ستحدث لهُ، ولكن يُمكن التخفيف منها بالتوّكل على الله سبحانه وتعالى والثقة بالنفس وبما تملك من خبراتٍ ومهارات.

عقدة أمبيدوكل:

بالرغم من أنَ المُصاب بهذه العقدة يُحاول مساعدة الآخرين من حوله والسعي لتحقيق أحلامهم والوقوف بجانبهم، إلّا أنهُ يُفكّر دائماً بأنهُ يحترق من أجل الآخرين، ولا يُبالي بنفسه وبأحلامه، وبالتالي يشعر بالإحباط والحزن على ما وصلَ إليه من إهمال لذاته.

عقدة إليكترا:

إنها عقدة نفسية شديدة الخطورة على الإناث في سنٍ صغير، فهيَ عقدة نادرة ولكنها تُصيب فئة منَ الفتيات في عمر ال 5 سنوات تُحوّل تفكيرهن إلى حب شديد لآبائهن والسعي للابتعاد عن والدتهن، فتشعر الفتاة الصغيرة أنّ أمها منافسة لها وتُحاول أخذ أبيها منها، وتمّت تسميتها بإليكترا نسبةً لفتاة كانت تحمل هذا الاسم وحاولت تحريض شقيقها على قتل والدتها كونها تشعر بالغيرة منها.

عقدة بيتر بان:

وهيَ عبارة عن متلازمةٍ نفسية يشعر من خلالها المُصاب بأنهُ ما زالَ طفلاً حتى لو وصلَ لعمر الأربعين، وبحاجة ماسّة للاعتماد على والديه أو شريكته في قضاء حاجاته كونهُ غير قادر على تنفيذها وحده، فاهتماماته وسلوكياته وكلامه وتصرفاته تُوحي بأنهُ عالقاً في مرحلة الطفولة ولا يستطيع الخروج منها.

لا تعتقد أنكَ الوحيد المُصاب بعقدةٍ نفسية، لأنّ نسبة كبيرة منَ البشر لديهم عقد مختلفة باختلاف تجاربهم الحياتية وذكرياتهم، ولكن عليكَ الإيمان بأنكَ الوحيد القادر على انتشال نفسك منّ الماضي وتنظيف عقلك من أي عقدةٍ تُسيطر عليه، فهذه العقد إن لم يتم علاجها مبكّراً ستنتقل لأطفالك في المستقبل وتُؤثر على حياتهم.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق