أشهر المواقع الأثرية في سوريا
تعد سوريا واحدة من أجمل الدول العربية التي تقع غرب آسيا ويطلق عليها الجمهورية العربية السورية، فتتعدد المحافظات بها وتتميز كل محافظة بجمالها وتفاصيلها الطبيعية والأثرية وخاصةً أنها تضم 14 محافظة، وتحدها تركيا من جهة الشمال ولبنان وفلسطين والبحر المتوسط من جهة الغرب ودولة الأردن من الجنوب ودولة العراق شرقاً.
ومن الجدير بالذكر، أن كل دولة لا بد لها من أن تضم مواقع أثرية قديمة تشتهر بها وتعتبر جذباً للسياح إليها من كل مكان، فالآثار هي ما يميز كل دولة عن الأخرى حيث تدل على الحضارات القديمة وطريقة تصميمها والأفكار الإبداعية بها، فكل موقع أثري يحتوي على عدة دلائل تمت دراستها والتعمق بها من قبل العلماء المختصين بالآثار ومن ثم نشر المعلومات لعامة الناس عنها، وعند اكتشاف أي موقع أثري تقوم الدولة بحمايته من التخريب وتتحمل مسؤوليته بالكامل، ولذلك يتم استقبال السياح والزوار من المدينة ذاتها بحدود وقوانين يجب أن يتقيدوا بها للحفاظ على المكان، ولذلك ما هي أشهر المواقع الأثرية في سوريا؟
أشهر المواقع الأثرية في سوريا بالصور
صديقي القارئ،، إذا كنت من محبي قراءة المعلومات عن أهم الآثار للدول العربية وخاصةً دولة سوريا، نقدم لك في هذا المقال جولة سياحية في أشهر المعالم الأثرية التي تتواجد في سوريا بالصور:
مسرح بصرى الأثري:
إن هذا المسرح أو المدرج من أهم الآثار المتواجدة في دولة سوريا، فيقع في البصرى التابعة لدرعا، فأثناء رؤيتك له ستذهل من جمال تفاصيله حيث تم بناؤه منذ عام 106 ميلادي من قبل أبولودور وهو مهندس يعشق التصاميم المعمارية ودمشقي الأصل، فيمكنك ملاحظة عدة أقسام للمدرج يمكن المشي عليها والدخول إلى المسرح من خلالها، وتوجد عدة أعمدة كانت قد نحتت بشكل مماثل للطراز الكورنثي، ويوجد في خلف هذا المسرح ممر واسع من أجل انتظار الأفراد عليه للفرقة ولأبطال المسرح، ويمكن لآلاف المشاهدين أن يتسعوا به من أجل الاستمتاع وعدم التضييق على الآخرين، وأثناء ملاحظة الحجر المنحوت عليه مسرح البصرى ستكتشف أنه من الحجر البازلتي، فهذا البناء الهندسي الضخم يصنف واحداً من أفضل الآثار التاريخية القديمة.
قلعة حلب:
لا بد أنك سمعت عن هذه القلعة الضخمة التي تتميز بجمالها وتاريخها العريق؟ إنها تقع في مدينة حلب السورية وتصنف أنها واحدة من أكبر القلاع المتواجدة في العالم، فيوجد درج قديم يمكنك من الصعود والدخول إليها وأثناء الدخول ستصادفك بوابة كبيرة الحجم وسور ضخم ومن داخلها وتوجد عدة مساجد قديمة ومسرح كبير وآثار تعود لحضارات عريقة، وتوجد قاعة تسمى بالعرش مزينة بالزخارف والتي تطل على مناظر خلابة من هذه المدينة، ونود الإشارة أنه تم تشييدها عن طريق الإسكندر المقدوني، وتتميز بوجود خندق عميق حولها والعديد من الدهاليز والأواوين وغرف ومصاطب وحوانيت قديمة وصولاً إلى القصر الملكي، ويمكنك ملاحظة الكتابات القديمة والتاريخية على جدران هذه القلعة.
قصر العظم في دمشق:
يا له من مكان سياحي وقصر في غاية الجمال، إذا زرت دولة سوريا في يوم من الأيام فلا تنسى هذه النصيحة الذهبية في أن تزور قصر العظم المتواجد في العاصمة دمشق، لأنك ستتعجب به من جمال بنائه وروعة تفاصيله كونه مبنى تاريخي عريق بني خلال الفترة العثمانية ويعبر بشكل جميل عن المنازل الدمشقية القديمة وتتغلله رائحة الياسمين الفواحة في كل مكان.
ومؤخراً تم العمل عليه لافتتاحه على هيئة متحف يضم العديد من الصناعات اليدوية والتقاليد والأزياء القديمة والشعبية، فيوجد به عدة قاعات وكل قاعة بها حكاية وتفاصيل تجعلك تنتقل من الواقع إلى الخيال، فيمكنك الدخول إلى قاعة الصدف تليها قاعة الكتابة وقاعة السلاح وقاعة الصناعات النحاسية وقاعة الحج وقاعة مختصة بالآلات الموسيقية وقاعة للمقهى، وفي كل قاعة ستجد تفاصيل تعبر عنها، حتماً ستكون جولة سياحية رائعة في الشام القديمة.
لتتعرف أكثر على التفاصيل الدمشقية لقصر العظم ومشاهدته افتراضياً يمكنك الضغط على هذا الفيديو الذي سينقلك في جولة رائعة للتعرف عليه.
النواعير في حماة:
لا يوجد أجمل من منظر المياه والنواعير الضخمة التي تشتهر بها مدينة حماة السورية، فكان الإنسان في الحضارات القديمة يفكر في عدة حلول للري ومن أبرزها أنه قام بابتكار هذه الوسيلة التي أصبحت معلماً أثرياً وسياحياً في عصرنا الحالي، فهي عبارة عن آلة ضخمة تتحرك باستمرار مهمتها الرئيسية هي رفع الماء وصبه في قناة لري الحدائق والبساتين والمناطق الأخرى، وتوجد 17 ناعورة على نهر العاصي ويشير البعض إلى أنها قديمة جداً وأن الرومان هم من اخترعوها ولكن هذه المعلومة ليست مؤكدة، فالفئة الأخرى تقول أن منشأ النواعير هم اليونانيين، ولا تزال تعمل نواعير هذه المدينة إلى اللحظة الحالية وتعتبر جاذبة للسياح للتصوير بجانبها والاستمتاع بهذا المنظر الخلاب.
سوق الحميدية:
لا يمكنك زيارة سوريا وخاصة مدينة دمشق إلا والتوجه لزيارة هذا السوق العريق والتجاري الذي يحتوي على أعداد كبيرة من الحوانيت، فهو عبارة عن شارع واسع يضم أعداداً كبيرة من المحال التي تضج بالملابس والأطعمة والحبوب والأعمال اليدوية وسوق البزورية وسوق العباءات وبعض الصناعات التراثية والذهب وكل ما يحتاجه الإنسان، وفي نهاية الشارع ستصل إلى الجامع الأموي والذي يعود تاريخه إلى 1780 خلال عهد السلطان عبد الحميد، وأجمل ما يميز سوق الحميدية هو السقف الحديدي الضخم الذي يحميك في الشتاء والصيف ويجعلك تستمتع بجولتك بكل أريحية، ولكن في بعض الأحيان لا يمكنك المشي هناك من كثرة الازدحام حيث يتسارع الناس إلى رؤيته وشراء احتياجاتهم الخاصة منه.
الجامع الأموي في دمشق:
كما ذكرنا أنك في نهاية جولتك داخل سوق الحميدية ستصل إلى المسجد الأموي الدمشقي الذي يعتبر واحداً من أهم الآثار التاريخية القديمة في دولة سوريا، حيث تم بناءه في عهد الخلافة الأموية على يد حرفيين ومهندسين وعمال ماهرين أبدعوا في تصميمه وأنفق عليه الكثير من الأموال ليظهر بهذه التحفة الأثرية العريقة، فكان في البداية معبداً ومن ثم تحول لكنيسة وصولاً إلى المسجد الأموي بعد اتفاق الوليد بن عبد الملك بن مروان مع أصحاب الكنيسة لأخذ الأرض منهم وتعويضه لهم عنها.
وأثناء الدخول إليه ستلاحظ المآذن وهما المنارة الغربية والمنارة الشرقية ومئذنة ذهبية اللون يطلق عليها بمئذنة العروس، وتوجد عدة أبواب لهذا المسجد مثل باب جيرون، باب الزيادة، باب البريد، باب المحدث، باب خلف الحراب وباب العمارة، كما توجد عدة محاريب مثل المحراب الغربي والكبير والمالكي والحنفية والحنابلة، ولا يمكن وصف جمال وروعة صوت الآذان في المسجد الأموي الذي يسهم في تهدئة الأعصاب وزيادة الراحة النفسية، وبالرغم من الصعوبات التي واجهها هذا المسجد من زلازل وحرائق أثرت عليه، إلا أنه بقي من أهم المعالم وواحد من أفخم المساجد في العالم من حيث البناء والتصميم المعماري.
تزخر دولة سوريا بمعالمها الأثرية التي لم نذكر منها إلا القليل، وبطبيعتها الخلابة التي تجعل منها دولة عريقة وساحرة بتفاصيلها، فتوجد العديد من الأماكن السياحية التي ستجذب انتباهك وتسرق قلبك أثناء رؤيتها وزيارتها، ولذلك في رحلتك القادمة إلى سوريا لا تنسى زيارة هذه الأماكن الأثرية والتصور بجانبها للذكرى.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.