أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية في العالم
إنَ الفن موجود منذُ قِدَم الإنسان، كونهُ يُعبّر عن الأعمال الفكرية التي قامَ بها الأفراد سواءً في الموسيقى أو الرسم أو النحت أو أي فنٍ آخر، وهوَ عبارة عن مهارة يتميز بها الفرد عن غيره منَ الآخرين ويعمل على تطويرها ويمزجها بأحاسيسه ومشاعره الداخلية، على سبيل المثال: منَ المُمكن أن نُلاحظ ما يجول في خاطر الرسام من خلال لوحاته فقط، أو يُمكننا معرفة نفسية الموسيقي من خلال المعزوفة التي يشتهر بها، ولا يُمكننا تجاهل أهمية الفن في حياتنا فهيَ السبيل الوحيد للقضاء على التوتر والمشاعر السلبية والخوض في الخيال والانخراط بالعمل الفني للتعبير عن النفس.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الفن يُسهم في تقوية العلاقات الاجتماعية ويُمكّن الفرد منَ التعبير عن أفكاره ومعتقداته بهِ ولهُ عدّة أدوارٍ هامة في المجال الاقتصادي والسياحي للبلاد، فالكثير من عشاق الفن يُسافرون لبعض الدول التي اشتهرَ بها الفنانين واشتهرت أعمالهم الفنية بها، وتتعدّد أنواع الفنون ما بينَ {فن السينما، فن الرسم، فن الرقص، فن العمارة، فن الموسيقى، فن الشعر، فن النحت} وفن الموسيقى وخاصةً الكلاسيكية لها دور فعّال في المجتمع، فحتى لو لم تكن تحبها، فأنتَ قد تكون مجبر على سماعها دون أي وعيٍ منك، لأنها تظهر في البرامج التلفزية أو الأفلام الوثائقية أو حتى الأفلام السينمائية، وقد تلفت انتباهك وتتعمّق بها دون أن تدري أنها كلاسيكية، فما هيَ الموسيقى الكلاسيكية؟ ومن هم أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية في العالم؟
ما المقصود بالموسيقى الكلاسيكية؟
لقد سُميَّت بالموسيقى الكلاسيكية بهدف تمييزها عن أنواع الموسيقى الأخرى المتواجدة مثل الروك، وتمَ إنشائها من عام 1750 إلى 1820 فهذه الفترة كانَ يُطلق عليها بالكلاسيكية، نظراً لظهورها وتطوّرها وفهم قواعدها وانتشارها بشكلٍ كبير، وتعتمد على الأوبرا والسيمفونيات والآلات كبيرة الحجم.
بالإضافة، أنَ هذا النوع الموسيقي يُعبّر عن الفترة الزمنية لموسيقى هايدن وبيتهوفن، وكانَ هذا النوع لهُ إقبال كبير وما زالَ حتى هذه اللحظة موجود ويتطوّر معَ تطوّر الزمن، كما أنَ أداء هذه الموسيقى ليسَ بالأمر السهل، بل يجب أن يتمتّع الموسيقي بخبرةٍ واسعة وخاصةً في قراءة النوتات الموسيقية، وتدخل الموسيقى الكلاسيكية في عدّة مجالاتٍ واسعة ربما لم ننتبه إليها من قبل، فقد ظهرت في عام 1990 في كأس الفيفا وكانت الموسيقى الأساسية بها، وتوجد الكثير منَ الإعلانات والأفلام والبرامج تتضمّن وجودها.
من هم أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية في العالم؟
بَرَزَ العديد منَ المؤلفين الذينَ اشتهروا في العصر الكلاسيكي، وتركوا ورائهم بصمةً لا تُنسى في عالم الموسيقى، ومن أشهرهم:
فولفغانغ أماديوس موزارت:
إنَ هذا الموسيقي البارع قد ولدَ 1756 وتوفيَ في 1791 بالنمسا، ويُعتبر واحداً من أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية من أصلٍ نمساوي، وبالرغم من أنهُ توفيَ وهوَ شاب إلّا أنَ بصمته في عالم الموسيقى لا يُمكن نسيانها، فقد أنتجَ حوالي 600 عمل موسيقي خلالَ حياته، وحتى عندما كانَ طفلاً صغيرا لم يبلغ الثامنة بعد، نجحَ في قيادة أوركسترا، وعندما كبرَ عملَ كعازف كمان ومعلم موسيقي وعازف بيانو، وعلينا الإشارة أنَ موسيقاه لها أهمية كبيرة في مساعدة مرضى الصرع للتخفيف من مرضهم، كونها تُؤثر على عمل أدمغتهم من خلال تأثير ألحانها عليهم، وبحسب العديد منَ الدراسات وفقاً لموقع Scientific American توجد عدّة دراسات أثبتت أنَ العلاج بالموسيقى وحصراً موسيقى موزارت يُقلّل منَ الإصابة بالصرع ويُخفف من أعراض المُصابين.
لودفيج فان بيتهوفن:
من منّا لا يعشق موسيقى بيتهوفن الجميلة؟ فهوَ من أهم الموسيقيين والملحنين، ولدَ في 1770 وتوفيَ في 1827 وهوَ ألماني الأصل، وكانَ سبب وفاته الرئيسي هوَ حدوث تشمع في الكبد وكانَ يُعاني من عدّة مشاكلٍ صحيّة أثّرت عليه بشكلٍ كبير، وكانَ يُلقب بعبقري الموسيقى فجميع معزوفاته كانت مؤثرة وما زالت إلى هذه اللحظة فناً تاريخياً عظيماً لا يُمكن نسيانه، فقد ألّفَ حوالي خمس مقطوعات على الكمان ومثلها على البيانو وتسع منَ السيمفونيات وعشرات منَ السوناتا على البيانو.
بالفعل لقد علّمنا بيتهوفن أنَ الإنسان بإرادته منَ المُمكن أن يُحقق المستحيل، فبالرغم من حياته القاسية إلّا أنهُ نجحَ وببراعة في الموسيقى، بالرغم من أنهُ لم يسمع موسيقاه من قبل لأنهُ أصم، إلّا أنَ موسيقاه كانت وما زالت الأروع.
فريدريك شوبان:
يُعتبر من أهم الموسيقيين في العصر الرومانسي، فهوَ فرنسي الأصل ولدَ 1810 وتوفيَ 1849، وبالرغم من مرور كل تلكَ المدة على وفاته، إلّا أنَ موسيقاه ما زالت تُلهم الكثيرين وتُثير مشاعرهم وأحاسيسهم أثناءَ سماعها، فكانَ يعشق الموسيقى منذُ نعومة أظافره ولذلك شقَ طريقه في دراستها والتعمّق بها، وكانت أول حفلة لهُ يُقيمها في سن الثامنة، وبالرغم من معاناة شوبان النفسية حيثُ كانَ منعزلاً ومزاجياً ومُصاباً بالسل، إلّا أنهُ تغلّبَ على الصعاب واستمرَ في تحقيق حلمه، فاعتبرَ أنَ العزف على البيانو سبيله الوحيد للخروج من حالة الضعف والألم التي كانَ يُعاني منها، ومن أشهر مقطوعاته فالس الدقيقة الواحدة، المقطوعة الثورية، مقدمة قطرات المطر والرقصة البطولية.
فرانز بيتر شوبرت:
كانَ شوبرت من أهم الملحنين والموسيقيين في العصر الرومانسي، فقد ولدَ 1797 وتوفيَ في 1828، وبالرغم من أنهُ توفيَ وهوَ شاب إلّا أنَ بصمته في عالم الموسيقى لا تُنتسى، فهوَ نمساوي الأصل، ويشتهر بأنهُ ألّفَ حوالي 1000 مقطوعة، وتعلّمَ الموسيقى وأحبها كثيراً من والده الذي كانَ معلماً لهذا الفن المذهل، ومن شدّة ذكائه وحبّه لها، حصلَ على منحةٍ دراسية وبدأَ طريقه في الموسيقى الكلاسيكية الرومانسية.
فعندما كانَ صغيراً في السن ظهرت موهبته على آلة البيانو والأرغن وكانَ ماهراً في العزف على آلة الكمان، وتمكّنَ من عزف أوركيسترا وأصبحَ فيما بعد قائدها، ومن أبرز إنجازاته أنهُ كانَ يُعلّم فن الموسيقى، وعَمِلَ كمؤلفٍ لكلمات الأغاني وكمايسترو أيضاً ولهُ العديد منَ السيمفونيات، ومن أشهر سيمفونياته شوبر، وعَمِلَ كمؤلفٍ موسيقي في ستاديتكنوفيت، وكانَ متأثراً إلى حدٍ كبير بالموسيقي بيتهوفن، ولكن حياته كانت صعبة بعض الشيء فلم يتزوج وكانت علاقاته الاجتماعية سطحية معَ الآخرين من حوله.
إنَ الفن جزء لا يتجزأ منَ الحياة، فالإنسان يُعبّر عن ما بداخله بهِ دونَ أن يتكلم، والموسيقى الكلاسيكية عبارة عن موهبة جبارة ولحن يُسيطر على العقل والمشاعر، وتوجد عدّة فوائد للإنسان أثناءَ الاستماع إليها، فهيَ تُسهم في تعزيز الذاكرة البشرية وحمايتها وتقويتها، وتعمل على إطلاق حس الإبداع الداخلي وتُقلّل منَ التوتر والاكتئاب وتعمل على زيادة الراحة أثناءَ النوم، فتتخلص منَ الأرق الليلي وتزيد منَ الاسترخاء، لذلك ننصحك بالاستماع إليها وخاصةً إذا كنتَ تقوم بأعمال جادّة ومعقدة مثل حل مسألة رياضية أو الإبداع في الكتابة أو أي عملٍ آخر.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.