أعظم 6 اكتشافات علمية على مر الزمان

[faharasbio]

ما هو الاكتشاف؟

هو العثور على أو مراقبة شيء جديد، شيء لم يُعرف ولم يُلاحظ من قبل، وعادة ما تمثل الاكتشافات نقاط انطلاق لحقول جديدة من الدراسة. و نذكر لكم في هذا المقال أعظم اكتشافات علمية على مر التاريخ.

لماذا تُدرس الاكتشافات؟

لأن الاكتشافات تخطط لاتجاه تطور الإنسان وتقدمه، وعادة ما تمثل الاكتشافات أفكارًا ومفاهيم راديكالية جديدة.

من أعظم الاكتشافات العملية على مر الزمان:-

1. الشمس مركز الكون

المكتشف: نيكولاس كوبرنيكوس، سنة الاكتشاف 1520.

كيف جاء الإكتشاف؟

فور تخرج نيكولاس كوبرنيكوس من جامعة بولونيا بإيطاليا سنة 1499م، عُيّن كوبرنيكوس كاهنًا في الكنيسة الكاثوليكية، بعدها رجع إلى بلده الأصلي بولندة ليعمل مع عمه.

 كان الناس حينها لا يؤمنون بالنموذج الكوني الذي قدّمه العالم الإغريقي بطليموس الذي قضى بجعل الأرض مركزًا ساكنًا للكون تدور في فلكها الشمس مع بقية الكواكب بمدارات دائرية عظيمة بينما كانت النجوم البعيدة جاثمة على الغلاف الكروي للكون لكن القياسات الدقيقة لحركة الكواكب لم تطابق نموذج بطليموس قط.

همّ كوبرنيكوس أن يستغل التطورات التقنية التي شهدها القرن السادس علّه يحسن على قياسات بطليموس، وبمرور السنين خطر لكوبرنيكوس التفكير بما يمكن أن تبدو عليه حركة كوكب ما فيما لو روقبت من على كوكب متحرك آخر، وعندما لاحظ أن قياساته الجديدة كانت أكثر دقة في توقع الحركات الحقيقة للكواكب، بدأ يفكر فيما هو أبعد من ذلك، فأدرك بأنه لا يمكن أن تكون الأرض واقعة في مركز الأفلاك الدائرية لهذه الكواكب.

 خلال عشرين سنة من المتابعة والمراقبة، اتّضح له أن الشمس هي الوحيدة التي لم تتباين في حجمها الظاهري على مر السنة؛ دلالة على ثبوت المسافة بينها وبين الأرض، بهذه الفكرة الجديدة بدأ كوبرنيكوس بإعادة قياساته وملاحظاته واضعًا الشمس في مركز الكون والأرض في فلك حولها.

2. قانون الأجسام الساقطة

المكتشف غاليليو غاليلي، سنة الإكتشاف 1598.

كيف جاء هذا الاكتشاف؟

كان غاليليو غاليلي كثيرًا ما يراود كاتدرائية محلية كلما داعبت مخيلته فكرة أو مشكلة ما، فكان يقضي أوقات طويلة في التفكير جالسًا تحت ضوء المصابيح المتدلية من السقف، والتي أصبحت نفسها فيما بعد مصدرًا لتفكير غاليليو، ففي أحد الأيام أدرك بأن هذه المصابيح تتحرك دائمًا بالسرعة ذاتها.

قرّرغاليليو أن يقيس مدة استغراق كل دورة تأرجح لأحد المصابيح معتمدًا على نبضات عنقه، ثم قارنها بالزمن الدوري لمصباح أكبر فوجدهما يتأرجحان بالسرعة ذاتها، وعلى مر أيام قاس غاليليو حركة المصابيح ولاحظ أنها تستغرق الوقت ذاته في إكمال دورة واحدة بغض النظر عن حجمها أو كبر قوس حركتها.

وقف غاليليو في صفِّه ممسكًا بطوبة واحدة في إحدى يديه وطوبتين ملتحمتين في اليد الأخرى كأنه يزِنهما ويقارن بينهما، اعتلى غاليليو مقعده، ووضع الطوبتين بمستوى النظر ثم أسقطهما، لقد وصلتا الأرض بالوقت ذاته، قرّر بعد ذلك أنه يحتاج لتجربة أكبر لكي يتحقق من نظريته، فقام بإسقاط قذيفتين مدفعيتين تختلفان بالكتلة من على قمة برج بيزا، وبهذا فقد تحقق هذا الاكتشاف العلمي.

3. وجود الخلايا

المكتشف روبرت هوك، سنة الاكتشاف 1665.

كيف جاء هذا الاكتشاف؟

في عام 1660 انضمّ هوك إلى المجمّع الملكي، عمل لفوره على إجراء سلسلة من التجارب مستفيدًا من الاختراع المذهل للعقد الأخير من القرن الخامس عشر المسمى بالميكروسكوب.

ساهم هوك في عام 1662 في تصميم ميكروسكوب ذي قدرة تكبيريّة تساوي 300 ضعف، واستعمله في معاينة التركيب الدقيق للأشياء المألوفة من حوله، أنجز هوك الدراسات التفصيلية للعالم المجهري، فرسم صوراً دقيقة قريبة من الواقع لتراكيب مختلفة كالعيون المركبة للذباب، تركيب ريش الطيور، وأجنحة الفراش.

وفي عام 1664 أدار هوك دفة مجهره إلى قطعة جافة من القطن، فوجدها مكونة من ثقوب مستطيلة صغيرة شديدة التراص، أطلق هوك على هذه الثقوب اسم cells أو خلايا.

4. التشريح البشري

المكتشف أندرياس فازيليَس، سنة الاكتشاف 1543.

كيف جاء الاكتشاف؟

انكبّ أندرياس فازيليَس على دراسة جميع المراجع الطبية التي كانت تزدهر مكتبة والده باعتباره طبيباً، مُبديًا اهتمامًا كبيرًا حول فهم وظائف عمل أعضاء جسم الكائنات الحية، وكان يهوى اصطياد الكائنات الحية وتشريحها.

بعمر 18 عام، رحل فازيليَس إلى باريس لدراسة الطب، في حينها لم يكن تشريح الأجسام الحيوانية أو البشرية من الممارسات الشائعة في الطب، سرعان ما ذاع صيت فازيليس بأنه طالب ذكي وحاذق، فخلال ثاني دروسه في التشريح تناول السكين من يد الحلاق وأدهش الجميع بمهاراته اليدوية في القطع، وظهر كشخص واسع المعرفة في التشريح.

نظم فازيليس ثورة خطيرة، إذ كان يطلب من رفاقه البحث على مقابر في باريس للحصول على العظام والأجسام الميتة وذلك طمعًا في الحصول عليها لتشريحها ودراستها، ومن هنا جاء اكتشاف التشريح البشري.

5. الحياة في أعماق البحار

المكتشف تشارلز ثومسون، سنة الاكتشاف 1870.

كيف جاء الاكتشاف؟

كان المنطق والحكمة آنذاك أنّ الحياة موجودة في الطبقات العليا الضيقة من المحيطات طالما أن الضوء لا ينفذ إلى أعمق من 250-300 قَدَم من المياه ليسمح بنمو نباتات المحيط، أما الطبقات العميقة فهي صحارٍ عديمة الضوء.

قام مايكل سارس ببعض عمليات التجريف بساحل النرويج كجزء من مشروع لتنصيب الأسلاك، سَخِر منه العلماء بدعوى أن جرافته اصطادت الأسماك الموجودة في طبقة أعلى خلال نزولها أو صعودها، فمن المستحيل أن يكون سارس اصطادها بمستوى أعمق بكثير من منطقة الحياة للمحيط؛ لأنه لا يمكن لأي كائن حي العيش هناك.

حاز ذلك على إعجاب ثومسون فبدأ يفكر، وقام بأكثر من 370 استطلاعًا لعمق البحر، عَثَر ثومسون على جميع الأنواع المعروفة من اللافقاريات البحرية والعديد من أنواع السمك الغير معروفة مُثْبِتًا أن بإمكان النباتات العيش والنمو بغياب ضوء الشمس.

دوّن ثومسون اكتشافاته في كتاب أصدره عام 1873 بعنوان أعماق البحر، ثم قام برحلة بحرية أثبتت وجود حياة الأعماق في محيطات العالم.

6. سرعة الضوء

المكتشف: ألبرت ميكلسون، سنة الاكتشاف1928.

كيف جاء الاكتشاف؟

كان ألبرت ميكلسون في عمره ال74عامًا يكافح للقيام بآخر محاولة لقياس سرعة الضوء، كان قد سبق له أن صمم وأنجز العديد من المحاولات على مر خمسين عامًا فائتًا، لكن ميكلسون عقد عزمه على قياس سرعة الضوء بدون أي خطأ.

استعان ميكلسون بصانع الجيروسكوب (ايلمر سبيري) ليطوّر على المعدات المتوفرة لقياساته، كان لديه أسطوانة بثمانية أضلع، أخذها وقام باختبارها في مكانه الخاص.

قام ميكلسون بإنارة ضوء على الاسطوانة الصغيرة المزودة بمرآة، بينما تدور بسرعة عالية، وفي نقطة ما عند استدارتها، كانت المرآة ستصطف لعكس الحزمة الضوئية باتجاه مرآة مقوسة بآخر الغرفة.

حصلت المرآة على نبضات قصيرة من الضوء من كل وجه من أوجه المرآة المتحركة، انعكست كل نبضة من خلال العدسة التركيزية لتخرج عبر فتحة في الجدار.

صمم سبيري عدسات تركيزية ملساء، وصنع أسطوانة أفضل مزودة بمرآة أفضل، قام ميكلسون بتجربة التصميم الجديد وحسب سرعة الضوء لها وكانت النتيجة بالنسبة لميكلسون جيدة لأنه حقق ما كان يريده وهو أن يحسب سرعة الضوء من دون أي أخطاء.

بفضل هذا الاكتشاف تمكّن العلماء في الفيزياء النووية وفيزياء الطاقة العالية بحسابات أدت إلى الطاقة والأسلحة النووية.

إقرأ أيضاً: أبرز علماء المسلمين.

[ppc_referral_link]