أماكن الغدد اللمفاوية؛ تعد الغدد اللمفاوية جزء أساسي ومهم من جهاز المناعة الخاص بالجسم وذلك لأنها تلعب دور مهم جدا في مكافحة العدوى عن طريق التخلص من كل مسببات الأمراض مثل الجراثيم والفيروسات والخلايا السرطانية وغيرها الكثير.
متوسط العدد الطبيعي للخلايا اللمفاوية ضمن الجسم هو 450 غدة لمفاوية موزعة في كل أنحاء الجسم الخاص بالشخص البالغ وتحديدا بقرب الأماكن التي تكون معرضة لدخول هذه الجراثيم والكائنات الدقيقة المسببة للمرض.
سنتحدث في هذا المقال عن أماكن الغدد اللمفاوية وعن مواقعها الأساسية في الجسم وعلاقتها مع السرطان.
المواقع الرئيسية للغدد اللمفاوية
على الرغم من كون الغدد اللمفاوية تنتشر على امتداد الجسم كله إلا أنه يوجد تجمعات معينة لعدد من الغدد اللمفية في بعض المناطق وهي تكون مسؤولة عن ترشيح كل السوائل القادمة من المنطقة المحيطة.
أهم 8 توضعات وأماكن الغدد اللمفاوية:
- الغدد اللمفاوية المتوضعة على جانبي العنق.
- الغدد اللمفاوية الموجودة أمام وخلف الأذن.
- الغدد اللمفاوية الموجودة تحت الفك.
- الغدد اللمفاوية فوق وتحت الترقوة.
- الغدد اللمفاوية الموجودة تحت الابط.
- الغدد اللمفاوية في المنطقة الصدرية.
- الغدد اللمفاوية المغبنية وهي توجد عند جذر الفخذ.
- الغدد اللمفاوية الداخلية وهي توجد عادة على جانبي العمود الفقري وأيضا على مسير الأوعية الكبيرة بالإضافة إلى المسراق Mesentery
كيف تعمل الغدد الليمفاوية؟
إن الغدد اللمفاوية كما سبق وذكرنا تشكل مجموعات منتشرة في كل أنحاء الجسم وهي كلها تمتلك وظيفة أساسية عبارة عن تصفية المواد التي يحتمل أن تكون مضرة.
إن كل الخلايا والأنسجة الموجودة في الجسم تفرز السائل اللمفاوي بهدف التخلص من الفضلات وفيما بعد ينتقل السائل اللمفي عبر الأوعية إلى الجهاز اللمفاوي ليمر عبر العقد بهدف تصفيته.
تتألف الغدد اللمفاوية من مجموعة خلايا تسمى بالخلايا اللمفية وهي نوع يتبع لكريات الدم البيضاء التي تساهم بشكل كبير في تدمير كل مسببات الأمراض مثل الفطريات والفيروسات والجراثيم وغيرها.
عندما تستطيع الغدد اللمفاوية أن تكتشف أحد مسببات الأمراض الموجودة في السائل اللمفي فهي تقوم بإنتاج المزيد من الخلايا وبالتالي تتضخم لتستطيع مواجهة الممرضات بأنواعها كافة أي تدمرها وتحولها لنفايات تطرح خارج الجسم.
“قد يهمك أيضًا: ما هي الغدد اللمفاوية في الجسم وما هي وظائفها“
هل يُمكن استئصال الغدد اللمفاوية
هناك إجراء جراحي يسمى باستئصال الغدد اللمفاوية حيث يتم إجراءه لواحدة أو أكثر من هذه الغدد أو لمجموعة عقدية كاملة لترسل للمخبر ليتم فحصها والتأكد من سلامتها من الخلايا السرطانية.
يساعد هذا الإجراء في تحديد المرحلة التي وصل إليها السرطان عن طريق معرفة فيما إذا انتشر للغدد اللمفاوية أم لا حيث أن العينة المأخوذة بالجراحة ترسل إلى المخبر وتفحص تحت المجهر.
من جهة أخرى قد يتم أحيانا استئصال الغدد الموجودة ضمن منطقة الورم السرطاني وقد يكون استئصال كامل أو جزئي مشمول مع الورم.
في المرحلة التالية لإزالة الغدد اللمفاوية قد تبقى المنطقة التي أزيل الورم منها بدون أي تصريف للسائل اللمفي المتراكم وبالتالي تزداد كميته ضمن الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد وهي حالة تسمى بالوذمة اللمفاوية.
قد تصبح هذه المشكلة عبارة عن مشكلة مستمرة مدى الحياة عند بعض المرضى مع ازدياد احتمالية انتشار المشكلة مع ازدياد عدد الغدد التي استئصلت.
هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث بعد عملية استئصال الغدد اللمفاوية المجاورة لمنطقة الورم وهي:
- خدر أو وخز في منطقة الجراحة.
- آلام قوية.
- تقشر الجلد بشكل واضح في منطقة الاستئصال.
من المستبعد جدا أن يسبب إزالة الغدد اللمفاوية خلال استئصال الورم السرطاني إضعاف جهاز المناعة الخاص بالمريض والسبب في ذلك يعود إلى كون هذا الجهاز معقد وكبير ومنتشر.
انتفاخ الغدد اللمفاوية
إن انتفاخ الغدد اللمفاوية هو أمر يحدث عادة بعد الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية ولكن غالبا ما يكون نادر جدا بعد السرطان. هناك بعض الأدوية التي قد تسبب الانتفاخ والتورم بشكل واضح في منطقة هذه الغدد مثل دواء الفينيتوين Phenytoin وأيضًا أدوية علاج الملاريا.
من أهم المناطق التي قد يلاحظ فيها تورم أو انتفاخ واضح ضمن الغدد اللمفاوية نذكر الرقبة والفخذين والإبطين والذقن. ومن الممكن أن يصل حجم الغدة المنتفخة لحجم حبة الفاصولياء أو البازلاء مع شعور قوي بالألم وملمس طري عند الجس وهي علامة مميزة للغدد المتورمة بسبب الالتهاب.
في معظم الأحيان يكون كل ما يلزم لعلاج انتفاخ الغدد اللمفاوية هو استخدام الكمادات الدافئة ولكن في حال كان السبب هو انتقال عدوى ما فإن العلاج يكون معتمد على السبب.
عموما فإن الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب هي ما يلي:
- انتفاخ معمم في الغدد اللمفاوية بدون وجود سبب واضح.
- استمرار الانتفاخ أو وجوده لمدة تصل من أسبوعين لأربع أسابيع.
- شعور المريض بملمس قاسي جدا أو مطاطي عند جس الغدد.
- عدم تحرك الغدة في حال الضغط عليها.
- قد يكون انتفاخ الغدد اللمفاوية مصحوب بحمى شديدة مستمرة أو تعرق ليلي.
- نزول مفاجئ للوزن بدون سبب واضح.
“اقرأ أيضًا: التهاب الغدد اللمفاوية تحت الابط“
الغدد اللمفاوية والسرطان
يمكن أن تبدأ بعض الأورام السرطانية في الغدد اللمفاوية مثل اللمفوما وبعدها سرعان ما سينتشر لأعضاء أخرى مصابة بالسرطان. حيث يقوم الطبيب بفحص الغدة المصابة بشكل دقيق بهدف تشخيص الإصابة السرطانية فيها وتحديد درجة الانتشار الخاصة بالمرض مع تقييم نهائي لتحديد طبيعة العلاج المناسبة للمريض.
من أهم الطرق التي تستخدم في فحص الغدد اللمفية نذكر ما يلي:
- القيام بجس كل العقد اللمفية السطحية التوضع في الجسم.
- إجراء صور شعاعية مساعدة في التشخيص مثل التصوير الطبقي المحوري.
- استئصال كل العقد المجاورة لمنطقة الورم أو الإصابة وبعدها ترسل للمخبر بهدف فحصها.
- ضرورة أخذ خزعات من العقد القريبة من منطقة الورم في حال عدم استئصالها وبعدها يتم فحصها.
تتعدد أماكن الغدد اللمفاوية في الجسم، هناك بعض الغدد اللمفاوية التي تقع بمنطقة قريبة جدا من سطح الجسم لدرجة أنه يمكن أن يتم لمسها أحيانا، بينما يكون هناك منها ما هو عميق جدا نحو الداخل ولا يمكن جسه أو الإحساس به مثل تلك العقد الموجودة بين الرئتين أو حول الأمعاء.