العديد من الناس يواجهون مشكلة التحدث أمام الجمهور وهو شيء أقرب {بالرهاب} أو اضطراب القلق الاجتماعي، مما يجعلهم يتوترون ويصابون بالذعر قبل التوجه إلى الإلقاء، فرؤية هذه المجموعة الكبيرة من الأشخاص أمامك في الحقيقة لها دور كبير في عملية التوتر عند أي شخصٍ منا سواء كان لتقديم عرض أو إلقاء بعض الكلمات أثناء حفلة التخرج أو حتى أمام مديرك وزملائك في العمل. لكن هل يوجد حل للتخلص من التوتر والقلق أثناء الإلقاء؟
عزيزي القارئ … إليكَ في هذا المقال أهم ٨ أسرار ستساعدك بشكل كبير في إتقان فن الخطابة والإلقاء أمام الجمهور:
١- التحضير الجيد للخطاب:
الإعداد المسبق للخطاب من أهم العوامل التي تساعد على إزالة الشعور بالتوتر والقلق أثناء فترة الإلقاء، حتى لو كنتَ من أهم المخاطبين في أي مكان سواء في العمل أو عند إلقاء عرض تقديمي لا بد من التحضير المسبق والجيد، والتحضير ينصح به أن يكون قبل أسبوع من الموعد المحدد، فهذا الأسبوع يمكنك من تقسيم خطابك إلى عدة نقاط مهمة ومراجعة المعلومات في الخطاب فلا يجب أن يعتمد الخطاب على التخمينات، بل يجب أن يعتمد على الأدلة والبراهين والإحصائيات الحقيقية، كما أن التحضير المسبق للخطاب والمعرفة بأدق المعلومات يسهم في جعل المخاطب واثق من نفسه وواثق من قوله، عليكَ بالتحضير الجيد للخطاب حتى تتخلص من الشعور بالقلق أو التلبك.
٢– المظهر الخارجي:
من أهم العوامل التي تساعدك أيضًا على الشعور بالثقة العالية بالنفس والراحة لكَ ولمن حولك هي المظهر الخارجي، بالتأكيد عند ذهابك لإلقاء خطبة في مكان ما وأمام جمهور كبير عليكَ دائمًا باللباس الرسمي النظيف والمرتب، فالمظهر الخارجي يعكس شخصيتك للآخرين ويزيد من إعجاب الآخرين لكَ، كما أنك ستشعر بالراحة والثقة عندما يكون المظهر الخارجي لنفسك لائق ونظيف.
٣- التحفيز الذاتي:
قبل أن تصعد إلى المنصة لإلقاء خطابك، عليكَ بالتحفيز الذاتي لنفسك عن طريق بضع خطوات بسيطة يجب أن تتبعها عند كل خطبة تقوم بإلقائها وهي:
- تأخذ نفس عميق وتغمض عينيك.
- وتعمل على طرد كل الأفكار السلبية من داخل رأسك {كالتوتر والقلق وأنا غير ناجح وغير قادر على الصعود إلى المنصة}.
- تبتسم وتبدأ بالتفكير بالأشياء الإيجابية وأن هذه فرصتك لإثبات نفسك أمام الآخرين أنك شخص ناجح وصاحب كاريزما قوية ومخاطب جيد.
- تردد بعضاً من هذه الجمل التي تعمل على تحفيز عقلك الباطن { أنا شخص ناجح، هذه فرصتي، أنا أؤمن بذاتي، لايمكن لأحد أن يجعلني متوتر أو قلق حيال نفسي}.
هذه الخطوات البسيطة ستزيد شعورك بالراحة والطمأنينة تجاه نفسك وتمنحك الثقة العالية أثناء فترة الإلقاء.
٤– معرفة الجمهور:
قبل البدء بالإعداد للخطاب وتحضيره عليكَ معرفة الجمهور من حولك، ودراستهم بشكل جيد من حيث الفئات والأعمار الموجه إليهم هذا الخطاب، فهذه الخطوة ستمكنك من إعداد الخطاب وإلقاءه بشكل يناسب أسلوبهم ويسهم في توصيل المعلومات إليهم بطريقة سهلة وبسيطة ومفهومة.
٥– لغة الجسد:
تذكر دائمًا وأبدًا أن لغة جسدك يمكن أن تفضح توترك أو القلق الذي يحيط بك للجميع دون أن تدري، وهذه نقطة سلبية تعود عليك فالجمهور لا يحبون الشخص المتوتر والخائف، بل عليكَ التمرن على ضبط لغة جسدك بطريقة مريحة، وهي من خلال بضع خطوات عليك أن تتدرب عليها خلال فترة التحضير:
- لا تتحرك كثيرًا وأنت تلقي الخطاب.
- لا تقوم بالمشي السريع يمينًا ويسارًا فهذا يشتت انتباه الجمهور، وإذا اضطررت إلى المشي فعليكَ القيام بذلك بحركات خفيفة ومتقطعة.
- لا تكثر من الإشارات في يديك، ولا تكن كالدمية أيضًا عليكَ بتحريك يديك ولكن بشكل خفيف ومتقطع.
- إذا كنت غير قادر على السيطرة على يديك، فحاول أن تمسك بالمنصة.
- عدم اتباع وتيرة صوت واحدة {كالصوت العالي في الإلقاء أو الضعيف}، بل عليكَ التحكم بنبرة الصوت لديك فتارةً يكون صوت واضح وتارةً تعبر عن مشاعرك من خلاله.
- تأكد دائمًا أن نظراتك على جميع الجمهور بنظرة واثقة وغير خائفة، لا أن تنظر إلى السقف أو إلى الأرض.
- يجب أن تتأكد من صوتك قبل الصعود إلى المنصة، فالصوت يجب أن يكون واضح، ألفاظ سليمة ولغة سليمة، والصوت يجب أن يكون خارج من البطن تمامًا {كالمعلقين الصوتيين}، عليكَ بالتدرب على بعض التمارين الصوتية لتحسن من أداء صوتك.
٦– المقدمة القوية:
عند البدء بإلقاء الخطاب عليكَ أن تختار مقدمة قوية لخطابك محفزة أي أنها تثير إنتباه الجمهور من حولك لسماع الخطاب كاملًا، حاول دائمًا أن تختار العبارات المشوقة والقوية، وتبتعد عن البداية التقليدية أو تحاول محاكاة غيرك من المخاطبين، اجعل كل شيء خاص بكَ وحدك ليتذكرك الجميع حتى بعد انتهاء الخطاب.
٧– الإختصار:
اختصار الخطاب من أهم العوامل التي تساهم في إثارة إنتباه الجمهور وجعلهم مركزين على الخطاب لا على المعلومات التي لا تعود لهم بأي فائدة، حاول دائمًا أن تجعل خطابك مختصرًا بشكل شامل، أي أن تعطي كل فكرة حقها وتجمع المعلومات الحقيقية فقط دون الخروج عن الفكرة، وتبتعد عن المماطلة فنبرة الصوت البطيئة والكلام الكثير سيشعر الجمهور بالملل وعدم التركيز في خطابك وربما يشتت انتباههم أيضًا.
٨- الخاتمة القوية:
حاول أن تجهز خاتمة لبقة وقوية تثير إنتباه الجمهور من حولك، فالخاتمة ستبقى في أذن كل واحد من الجماهير معلقة وربما سيتذكرك بها في يومٍ ما، عليكَ بتجهيز خاتمة مثيرة {كنصيحة عامة، أو اختيار كلمات ملهمة لهم}، فالختام من أهم الأشياء التي تحث الجماهير على الإعجاب بك.
وأخيراً بعد أن تعرّفنا على أهم الأسرار التي تساعد على إتقان فن الخطابة والإلقاء هنا سنقدم لكم بعض المؤثرين والمحفزين والمخاطبين المميزين:
- الدكتور إبراهيم الفقي: أثناء التحضير للخطبة عليكَ أن تشاهد فيديوهات كثيرة للدكتور ابراهيم الفقي، فهو أشهر خبير في البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات وله الكثير من العروض التقديمية على منصة يوتيوب ما عليكَ إلا مراقبة حركات جسده أثناء إلقاء خطابه والإنصات إلى نبرة صوته المميزة، حتمًا هذا الدكتور سيعلمك الكثير في فن الخطابة والإلقاء.
- الكاتب والمتحدث الأمريكي توني روبنز: توني من أهم الخبراء في العالم ضمن مجال تطوير الذات والإلقاء المميز، فهو متحدث بارع عند مشاهدة أي مقطع له يمنحك طاقة إيجابية ويعطيك أهم الخطوات التي تساعدك على الإلقاء المميز والهادف، عليكَ متابعته فهو من أشهر الكتاب والمتحدثين في العالم.
- ليس براون: ليس براون من أهم المشاهير المحفزين والمتحدثين في العالم، فحققت مقاطعه على موقع يوتيوب ملايين المشاهدات بسبب طريقته المميزة في الإلقاء، عليكَ بمتابعة ليس براون أيضًا.
وأخيرًا أيها الرائعون .. بعد أن وصلنا إلى نهاية المقال وتعرّفنا على أهم الأسرار التي تساعد في التخلص من التوتر والقلق أثناء التحدث أمام الجمهور .. أتمنى أن يعجبكم المقال.