بحث حول الإدمان على الأفلام الإباحية وعلاجه

بحث حول الإدمان على الأفلام الإباحية وعلاجه
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الإدمان على الأفلام الإباحية وعلاجه

هل سبقَ لكَ وصادفتَ منشوراً إباحياً رغماً عنك؟ بالرغم من أنكَ لم تبحث عن هذا الموضوع المحرّم، ولكنهُ للأسف باتَ مفروضاً على شبكة الإنترنت والتلفاز من خلال الإعلانات التي تستهدف الأفراد، فالإباحية منتشرة كالنار في الهشيم، ومتواجدة على المواقع الإلكترونية على هيئة كلام وعبارات وجمل وفيديوهات منافية للآداب والأخلاق العامة، وبما أنَ مجتمعنا العربي ينتشر الإسلام بهِ، فغض البصر أمر مفروض على كل مسلم ومسلمة.

ومنَ الجدير بالذكر، أن بعض البشر يُواجه حالات إدمان مختلفة، إما الإدمان على المخدرات أو النيكوتين أو القمار أو الكحول، فالإدمان هوَ الاستسلام النفسي والجسدي للمثير الخارجي، فلا يستطيع الفرد التحكّم بأعصابه ومشاعره تجاهه، وبالتالي يُؤذي نفسه تدريجياً ويُعرّض حياته للخطر إن لم يتم السيطرة على الوضع في وقتٍ مبكّر.

ونوّد الإشارة، أنه يُحاول الكثير من شباب اليوم تفريغ طاقتهم بالأفلام الإباحية، فيشعرون بالراحة والنشوة الجنسية لعدّة دقائق فقط، ولكن الكارثة الأكبر إلى جانب أنَ هذه الفيديوهات محرّمة والله سبحانه وتعالى يُعاقب عليها، إلّا أنها تُؤثر على الأداء العقلي والجسدي، وتسلب حياة الإنسان على الملأ، ولذلك ما المقصود بالأفلام الإباحية؟ وما هيَ أضرارها السلبية على الصعيدين النفسي والاجتماعي؟ وما هيَ أفضل 7 خطوات علاجية للتخلص من الإدمان على الأفلام الإباحية؟

ما المقصود بالأفلام الإباحية؟

إنها عبارة عن أفلامٍ جنسية تستهدف الأجساد العارية في وضعياتٍ غير أخلاقية من أجل نقلها للمشاهد والتأثير على حالته العقلية، وانتشار هذه الأفلام أو الحصول عليها لا يُعدّ أمراً صعباً، ولا تقتصر على الفيديوهات فقط! فالكثير منَ المواقع التي تدّعي أنها إخبارية أو إعلامية، تنشر فضائح لمشاهير وأشخاص بعباراتٍ وإيحاءاتٍ جنسية.

وكانت هذه الأفلام تُباع على هيئة أقراص، ولكن بعدَ تواجد الإنترنت في كل منزل، أصبحت خطر يُداهم حياة الأطفال والمراهقين وحتى البالغين، ولأنَ بعض البشر ضعفاء ولا يستطيعون التحكّم بشهواتهم وغرائزهم، يُحاولون البحث عنها وتفريغ طاقتهم بها والإدمان والانعزال عليها.

ما هي أبرز أضرار الأفلام الإباحية على الصحة النفسية والجسدية؟

هذه الأفلام محرّمة، وغض البصر واجب على كل إنسانٍ منّا، سواءً كانَ مسلماً أو من أديانٍ أخرى، والإباحية لها أثر سلبي يتمثل في:

  • الإصابة بالأمراض: الإدمان على الإباحية قد يُعرّض الإنسان للخطر والقيام بالعلاقات غير الشرعية، فيُمارس الفاحشة معَ أي شخص لا يدري من هوَ، وبالتالي تزداد نسبة إصابته بالإيدز والأمراض التي تُنقل جسدياً أثناءَ العلاقة.
  • مشاكل زوجية: بالتأكيد الحياة الزوجية تختلف عن العلاقات المحرّمة التي يتم عرضها في فيديوهاتٍ جنسية، فالمودة والرحمة والاتفاق بينَ الزوجين من أساسيات الزواج، لكن للأسف يشعر المُدمن على هذه الأفلام أنَ رغباته لا يُستجاب لها من قِبَل زوجته، فيبدأ بإيذائها نفسياً وجسدياً وعمل أفعال جنسية محرّمة لها حتى لو كانت مُجبرة على ذلك.
  • الشذوذ: كما ذكرنا أنَ هذه الفيديوهات تستهدف الأطفال قبلَ البالغين، فمنَ المُمكن أن تُؤثر على فطرتهم البشرية، بحيث يميلون للشذوذ ويبتعدون عن الجنس الآخر، والشذوذ منَ الأفعال المحرّمة التي يُعاقب عليها الله سبحانه وتعالى، ولكن للأسف تنتشر هذه الأفعال تحت مسمى {المثلية الجنسية} وتُؤثر على حياة أفراد المجتمع إن لم تتم السيطرة عليها وحماية الأطفال منها.
  • الرغبة المستمرة: من يُدمن على هذه الأفلام، توقع منهُ أي تصرفٍ منافي للطبيعة البشرية، فمنَ المحتمل أن يتحرش بالفتيات أو بالأطفال من أجل إشباع رغباته وإظهار الوحش المتواجد بداخله، والإباحية تُحفزّه على هذا الفعل.
  • العصبية الزائدة: من يُشاهد الأفلام الإباحية تتغيّر نفسيته رأساً على عقب، فيشعر بالعصبية والانزعاج والتوتر والغضب من أي أمرٍ بسيط، ويلجأ للأفلام من أجل تخديره وتفريغ طاقته بها.
  • قلّة التواصل مع البشر: بعدَ إدمان الإنسان على الإباحية، يقضي معظم أوقاته في غرفته الخاصة وحده، فتتراجع علاقاته الاجتماعية ويشعر بالخجل والخوف منَ الآخرين.
  • أضرار أخرى: تُؤثر على الانتصاب عندَ الرجل، ويشعر الفرد بالخجل والتوتر في كل مرة يُشاهد هذه الأفلام، ويقضي ساعات من وقته عليها وبعدَ الانتهاء منها يلجأ للنوم أو الكسل، فتسلب منهُ وقته الثمين وطاقته، ويبني من خلالها توقعاتٍ جنسية لا تمتّ للواقع بصلة.

ما هي أفضل 7 خطوات علاجية للتخلص من الإدمان على الأفلام الإباحية؟

أنتَ على الطريق الصحيح، فاتخاذ قرار الابتعاد عن هذه الأفلام المحرّمة والتي تضرّ بالصحة أمر صائب لكَ، ومن هنا سنُساعدك في اجتياز هذه المشكلة عبرَ عدّة خطوات، مثل:

  • القراءة وزيادة الثقافة: إذا لاحظتَ أنَ طفلك المراهق مدمن على هذه الأفلام، لا بأس، فالتوبيخ والعنف لن يُساعده بالإقلاع عنها، حاول الاقتراب منه والتحدث إليه بشكلٍ يومي، وطرح هذه الأسئلة {بني ماذا تعلم عن العلاقة بينَ الرجل والمرأة} عليكَ التحدث لهُ عن أنها علاقة قائمة على الاحترام واستمرار البشرية.

ومن ثمَ التحدث عن الإباحية وانتشارها في كل مكان، وحاول إحضار كتب أو مقالاتٍ علمية وتشجيع ابنك المراهق على قراءتها، وذلكَ من أجل التعرّف على أضرارها ومخاطرها، فالثقافة أمر لا بدّ منهُ من أجل اقتناع الإنسان بمساوئها.

  • اتخاذ قرار الابتعاد عنها: نعلم أننا لا يُمكننا إيقاف هذه الإعلانات أو المشاهد في التلفاز أو الإنترنت، ولكن توجد عدّة برامج متاحة من أجل تنظيف هاتفك المحمول وحاسوبك الشخصي منها، حاول تفريغ الصور وحذف المواقع الإباحية بدايةً، ومن ثمَ تنصيب برنامج لمكافحة المواد الإباحية مثل BlockerX App.
  • ملء وقت فراغك: هل تعلم أنَ نسبة 70% منَ المدمنين على الأفلام الإباحية ليسَ لديهم أي عمل أو شغف أو هواية يملئون وقتهم بها؟ ومن شدّة الملل يُشاهدون هذه الأفلام للمتعة.

حاول التسجيل في نادٍ رياضي من أجل تفريغ طاقتك وبناء جسدك من جديد، ومن ثمَ احضر دوراتٍ تدريبية في أي مجالٍ تُحبّه ومارس هوايتك المفضلة واخرج يومياً لرؤية أصدقائك أو للمشي في الهواء الطلق، بالإضافة لتأسيس عملك الخاص وقضاء وقتك عليه، فالانشغال لهُ دور في التخلص منَ الإباحية.

  • الدعم النفسي والمعنوي: المدمن على الإباحية بحاجة إلى رعايةٍ خاصة، وبحاجة إلى حب واهتمام وصداقة حقيقية، فالألم والعنف والإهمال يُساعده في زيادة إدمانه على الإباحية، لذلك على كل أم وأب وصديق أن يُساند الشخص القريب منه ويمنحه الاهتمام المتواصل، فالمُدمن لا يحتاج للدواء بقدر حاجته للاحتواء.
  • تغيير الروتين اليومي: حتى لو كنتَ تعمل منَ المنزل، فالأفضل لكَ تغيير روتينك، لأنَ البقاء على الإنترنت لساعاتٍ طويلة يُشعرك بالملل وبالتالي الإدمان على الأفلام الإباحية.

حاول تغيير نمط غرفتك والذهاب إلى المتجر لشراء نباتات أو حيوانٍ أليف لتربيته، ومن ثمَ اختيار كافيه جميل من أجل العمل به، وكُلّما شعرتَ بحاجتك لمشاهدة أفلام إباحية حاول إشغال نفسك بإعداد الطعام أو ممارسة لعبتك المفضلة في الحديقة أو قراءة كتاب أو أي شيءٍ تُحبّه.

بسم الله الرحمن الرحيم {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} صدق الله العظيم، العودة إلى الله بعدَ اكتشاف الذنب الذي ارتكبته أمر جميل للغاية، فالتوبة ستُساعدك في زيادة شعورك بالراحة النفسية والطاعة، التزم بالعبادة والصلاة والاقتراب منَ الله كُلّما شعرتَ بحاجتك لرؤية الأفلام الإباحية، فأنتَ إنسان مؤمن، وكل مؤمن لا بدّ لهُ منَ الوقوع في الخطأ في حياته ومن ثمَ التوبة، وندعو الله أن يُهدي جميع البشر المخطئين والظالمين لأنفسهم.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق