الحجاج بن يوسف الثقفي

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي

هو أبو محمد الحجاج كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف.

ولد الحجاج في عام 41هـ / 661م، في منازل ثقيف في مدينة الطائف، وكان والده يوسف بن أبي عقيل الثقفي يدرس علوم القرآن، ويدرسه لأبناء الطائف، وبناءً على ذلك حفظ الحجاج القرآن الكريم، وتعلم أمور الفقه، وبدأ حياته بمساعدة أبيه في تعليم الصبيان وتحفيظهم القرآن، وكان فصيحًا وبليغًا واستمد فصاحته من قبيلة هذيل المعروفة بالفصاحة، واتصف بالشهامة، وكان جبارًا سفاكًا للدماء، وقائدًا سياسيًا محنكًا، وكان يستخدم المكر والخداع للانتصار في حروبه، وعلى الرغم من أسلوبه المبالغ فيه بالحزم والإسراف في سفك الدماء، إلا أن سياسته استطاعت إعادة الأمن والاستقرار في المناطق التي عين عليها واليًا، وهو الأمر الذي عجز الولاة من قبله عن فعله، لذلك نجد اختلاف في آراء المؤرخون حول شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي بين مؤيد ومعارض لسياسته.

بداية الحجاج بن يوسف الثقفي

ولد الحجاج في عام الجماعة 41هـ في مدينة الطائف التي كانت تحت ولاية عبد الله بن الزبير، وكان فقيهًا بأمور الدين ومحبًا للقرآن والحديث، ويعلمه للفتية الصغار، كما تعلم الفصاحة والخطابة، والتحق بالشرطة التي كانت تعاني من الكثير من سوء التنظيم والضعف وقلة المجندين فيها، فسارع لضبط الأمور فيها ومعاقبة المخلين بالنظام، فوجد فيه روح بن زنباع، الذي كان قائدًا للشرطة، الشخص المناسب ليقربه إليه، وقدمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وسرعان ما أثبت وجوده، فتقرب من الخليفة الذي جعله قائدًا للجيوش لما وجد فيه من الحزم والقدرة والكفاءة.

إنجازات الحجاج بن يوسف الثقفي

قام الحجاج بالكثير من الفتوحات الإسلامية، فقام عبد الملك بن مروان بتعيينه على الحجاز واليمن، ونتيجة للإصلاحات الكثيرة التي قام بها من ضبط النظام والقضاء على الفساد، ولاه عبد الملك على العراق، وكان ذلك عام 694م، وهناك قضى على الخوارج والثائرين على الدولة الأموية، وخطب في أهل العراق خطبته الشهيرة التي تضمنت ترهيب أهل الكوفة، وأمر فيها بقتال الخوارج، وأوضح أنه سيتبع سياسة الشدة والقوة.

قام الحجاج بن يوسف الثقفي خلال فترة ولايته على العراق ببناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، ودفن فيها عند وفاته، قام ببعض الإصلاحات العمرانية والإدارية كحفر قنوات الماء التي ردمت بسبب الحروب، وبناء الجسور، وتحويل لغة الدواوين الحكومية إلى اللغة العربية، كما قام بسك العملة باللغة العربية، وقام بتنقيط المصحف، ووضع علامات الإعراب على كلماته، كما شجع الزراعة بتقديم المساعدات للفلاحين، أما إصلاحاته الاجتماعية فكانت بأمر الناس بمنع النوح على الميت ومنع بيع الخمور، كما عمل على تجهيز الجيوش وتجنيد الشباب للتوسع في الفتوحات الإسلامية، ففتحت جيوشه مناطق عديدة في المشرق، ووصلت إلى غرب الهند ففتحت منطقة السند، ثم تمكنت من الوصول إلى حدود دولة الصين.

حروب الحجاج بن يوسف الثقفي

حرب مكة

قرر عبد الملك بن مروان في عام 73هـ التخلص من عبد الله بن الزبير في مكة، فجهز الجيوش الضخمة لأجل ذلك، وعين عليها الحجاج الذي اتجه إلى مكة، وحاصر ابن الزبير، وزعم الناس أنه ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدم أجزاءً منها وهو ما لا يصح إطلاقًا وفندهم الكثير من علماء المسلمين.

ولاستكمال الحصار قطع عن أهل مكة الماء، حتى يخرجوا لطاعة عبد الملك بن مروان، فقتل الحجاج عبدالله ابن الزبير، وانتصر في حربه، فأقره عبد الملك بن مروان واليًا على الحجاز وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، وأضاف إليها اليمن واليمامة، وعلى الرغم من تحسن الأحوال في الحجاز على يد الحجاج، إلا أنه كان على خلاف مع أهل المدينة، فعزله عبد الملك عن الحجاز لكثرة الشكاوى عليه، فانتقل إلى العراق التي كانت تعاني من الفوضى وعدم الاستقرار، وازدياد خطر الخوارج نتيجة لتقاعس أهل العراق عن الجهاد.

تولى الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق عام 75هـ، ودامت ولايته عشرين عامًا، ونزل في الكوفة، وخطب في أهلها خطبته الشهيرة، فألقى في قلوب أهل العراق الرعب، ومن هناك تولى حكم الجزيرة العربية، وقاتل الخوارج والمعارضين للدولة الأموية، وانتصر عليهم في حروبه، وبنى مدينة واسط، وجعلها عاصمة له.

حربه مع الخوارج

جهز الحجاج جيشًا كبيرًا بقيادة خمسة من قادته لقتال شبيب الشيباني البكري في الموصل عام 76هـ، فكان النصر لشبيب، ثم أراد شبيب مهاجمة الكوفة، فخرج من الموصل متجهًا إلى الكوفة برفقة زوجته غزالة، كما خرج الحجاج إلى الكوفة لملاقاة شبيب والوصول قبله، فنجح الحجاج في ذلك ودخل الكوفة، وتحصن في قصر الإمارة.

حارب شبيب الحجاج مدة عامين، وهزموا له عشرين جيشًا، ثم أعد شبيب جيشًا كبيرًا من ألف مقاتل، ومعه زوجته غزالة على جيش من نساء الخوارج، فأرسل عبد الملك بن مروان جيوشًا من الشام لمحاربة جيش شبيب وغزالة، وانتصر على شبيب، وقتلت غزالة في معركة قرب الكوفة.

حربه مع عبد الرحمن بن الأشعث

في عام 80هـ ولى الحجاج على سجستان عبد الرحمن بن الأشعث، وكان قد أعد له جيشًا عظيمًا أنفق على تجهيزه أموالًا طائلةً، وعندما استقرت ولاية ابن الأشعث عليها خرج على الحجاج وانقلب عليه، وكان معه أهل البصرة في حربه على الحجاج، وعلى رأسهم سعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى والشعبي، وهزموه في عام 81هـ في يوم عيد الأضحى.

ظلت الحرب مشتعلة بينهما حتى عام 83هـ فكانت وقعة دير الجماجم التي انتصر فيها الحجاج بعد ثلاث سنوات من الحرب، وحصل على الكثير من الغنائم فيما بينهم أصحاب ابن الأشعث، وظل سعيد بن جبير متواريًا عن الأنظار خوفًا من بطش الحجاج به.

واستمر الحجاج في فتوحاته، ونجح في فتح العديد من المدن مثل: بخارى وشومان وخوارزم وبلخ وفرغانة حتى وصل إلى حدود الصين، وتحولت هذه المدن إلى مراكز للحضارة الإسلامية.

عندما علم الحجاج بمكان سعيد بن جبير أرسل جنوده لإحضاره إلى العراق، حيث دارت بينهما محاورات كثيرة انتهت بأمر الحجاج بذبح ابن جبير واستشهاده.

بعد وفاة عبد الملك بن مروان في عام 86هـ تولى ابنه الوليد الحكم من بعده، فقرب الحجاج إليه، وتوسعت فتوحاته فطالت الكثير من البلدان منها تركستان.

وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي

توفي الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير بعدة أيام، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 95هـ بعد إصابته بمرض سرطان المعدة، وتم دفنه في مدينة واسط التي بناها، وحزن على وفاته الوليد بن عبد الملك، وعلى الرغم من حبه لسفك الدماء، إلا أنه كان مجاهدًا عظيمًا، وقام بالعديد من الفتوحات الإسلامية التي بقيت تشهد له، وكان منفقًا للمال على حفظة القرآن الكريم.

إقرأ أيضًا: السطان العثماني سليمان القانوني

في النهاية نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم من هو الحجاج بن يوسف الثقفي، وما هي أبرز إنجازاته، وأهم حروبه التي قادها، وكيف توفي، ونتمنى أن تنال المعلومات التي قدمناها لكم على إعجابكم.

‫0 تعليق