الحمل بعد الأربعين
تحلم كل فتاة منّا بتكوين أسرة صغيرة مبنية على الدفء والحنان والحب، وتتزوج بعض الفتيات في عمر مبكّر وتنجب أطفالها في بداية العشرين، ولا تتوقف عن تعليمها وأحلامها، وتسعى للعمل والأمومة في آن معاً، بالرغم من التعب والإرهاق الجسدي الذي يواجهها في هذه المرحلة.
وتتزوج بعض الفتيات الأخريات في منتصف الثلاثين، بعد تكوين نفسها وتأمين مستقبلها وإنهاء دراستها الجامعية والاستمتاع بحياتها دون مسؤوليات مرهقة لها، وبالفعل تواجه معظم السيدات حول العالم مشكلة الحمل في عمر متأخر، فتصل إلى عمر الأربعين وتقرّر إنجاب طفل على هذه الحياة، ولكن للأسف تحدث بعض المشاكل قد تعيق حملها، وخاصةً بسبب مشاكل في الخصوبة وقلّة كفاءة المبايض والبويضات.
ومن الجدير بالذكر، أن الحمل بعد الأربعين يعتبر أمر صعب ولكنه ليس مستحيل، فتتواجد عدّة طرق يمكن اتّباعها لتنشيط التبويض وزيادة فرص الإنجاب أكثر، ولذلك ما هي أفضل 8 نصائح لزيادة فرص الحمل بعد الأربعين؟
8 نصائح لزيادة فرص الحمل بعد الأربعين
- التوّقف بشكلٍ تام عن وسائل منع الحمل: في تلك المدة من الزواج لا بدّ أنك حصلت على أقراص منع الحمل أو استخدم شريكك واقي ذكري أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، وعندما تقررين الإنجاب يجب الابتعاد كليّاً عن أي وسيلة منع حمل سواءً حبوب أو لولب أو واقي ذكري، وتجهيز نفسك للخطوة التالية.
- الاهتمام بغذائك الصحيّ: عليك الابتعاد عن جميع الأطعمة غير الصحيّة والمشبّعة بالدهون والسكريات، ويجب اتّباع نظام غذائي صحيّ قائم على الخضار والفواكه والبروتين وحمض الفوليك، فيمكنك إدخال هذه المنتجات الغذائية في روتينك اليومي مثل الأفوكادو، الموز، الكبدة البقري، البيض، البقوليات، الشمندر والطماطم.
فحمض الفوليك بالإضافة للتركيز على أغذية غنية بالزنك والألياف، لهم دور فعّال في تنشيط عمل البويضات ورفع نسبة الحمل.
- تجربة الأعشاب الطبيعية: يمكنك تجربة أعشاب تحفزّ عمل البويضات وتزيد نسبة الحمل بعد الأربعين، ولكن يفضّل استشارة الطبيب قبل استهلاكها، فتساعدك جذور الماكا في توازن الهرمونات وتحسين مستويات الخصوبة.
كما أن القرفة لها تأثير سحري في تخفيف الإصابة بتكيّس المبايض وتعزيز رغبتك الجنسية تجاه شريكك، واستخدمت بعض هذه الأعشاب في الطب البديل في القدم.
- مراجعة الطبيب أنت وزوجك: بعد مرور عدّة أشهر على التوقف عن وسائل منع الحمل، لا بدّ من اختيار طبيب موثوق والذهاب إليه لإجراء عدّة اختبارات لك ولشريكك، فهذه الاختبارات تساعد في الكشف عن أي عائق أو مشكلة تعيق الحمل، ويستدعي حلّها بسرعة قبل فوات الأوان.
- مراقبة الدورة الشهرية: بعد حدوث فترة الحيض يجب مراقبتها لمتابعة التبويض، بالإضافة لضرورة التحسس بأي مخاط يخرج من الرحم، فإذا لاحظت أي تغيّر في قوامه خلال هذه المرحلة، قد تكون نسبة الحمل لديك مرتفعة، كما أن مراقبة تقويم دورتك يساعدك في تحديد أي يوم أنسب لك للحمل، وخاصةً مع اقتراب اليوم الثالث والرابع عشر من الدورة الشهرية.
- حالة نفسية جيدة: تزيد نسبة الحمل لديك إذا شعرت بالراحة والسعادة والثقة بالله وكانت علاقتك مع شريكك مبنية على التفاهم والحب، لأن التوتر والخوف والحزن وتوقع الأحداث السلبية يؤثر عليك ويقلّل من رغبتك الجنسية.
فمن المهم الاستمتاع جيداً بالعلاقة والاقتراب من زوجك في هذه المرحلة وزيادة عدد مرات العلاقة خلال الأسبوع، فقد تصدف ويصبح حمل في أيام الخصوبة، وخاصةً خلال اقتراب أيام التبويض.
- الاستعانة بالمكملات الغذائية: من المهم دعم جسدك في هذه الفترة، وعدم التفكير بأي شيء سلبي يؤثر على صحتّك، يجب التحلّي بالصبر وتجنب الشيشة أو التدخين أو أي نوع من الكحوليات، ويفضّل استهلاك مكملات فيتامين إيه وفيتامين د ومضادّات الأكسدة بإشراف الطبيب، لأنها تحفزّ البويضات وتساعد على تحسين الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية.
- النوم وممارسة الرياضة: بالتأكيد لا نقصد أي نوع من الرياضة المجهدة للجسد، فبإمكانك التسجيل في صالة رياضية لممارسة اليوغا أو الاسترخاء أو أي رياضة تساعد على تنشيط الدم في الجسد، كما أن حالتك النفسية تتحوّل للأفضل أثناء اللعب والتكلم مع السيدات في الصالة.
بالإضافة لضرورة الحصول على قدر كاف من النوم يومياً وتجنب استهلاك المشروبات التي تحتوي على منبهات، ويفضّل النوم بقدر 8 ساعات ليلاً لتقليل التوتر والإرهاق.
ما هي أبرز مخاطر الحمل بعد الأربعين؟
يجب التعرّف على مخاطر الحمل في هذا العمر، مثل:
- تزداد نسبة الإصابة بسكري الحمل في الأربعين مقارنةً بعمر العشرين، فمن المهم الاهتمام بنفسك أكثر.
- قد يحدث حمل ولكن يتم الإجهاض في بدايته، فالإجهاض المبكر هو أحد مخاطر الحمل بعد الأربعين.
- قد يولد الجنين بتشوّهات خلقية وخاصةً مشاكل في البصر أو الإصابة بمتلازمة داون.
- الإصابة بالسمنة والحمل خارج الرحم.
ما هي مميزات الحمل بعد الأربعين؟
توجد عدّة إيجابيات للحمل في هذا العمر، مثل:
- القدرة على تربية الطفل بشكل أكبر، لامتلاكك وعي كاف واستقرار مادي ونفسي يمكّنك من رعايته في مكان آمن وتوفير جميع متطلباته.
- تعزيز العلاقة مع شريك حياتك وإدخال البهجة والسعادة للمنزل الزوجي بعد صبر عدّة سنوات، ممّا يدفع الأب للتعلق بطفله أكثر.
- القدرة في التعامل مع طفلك وإرشاده إلى الطريق الصحيح ومعرفة ما هو ضارّ ونافع له، وذلك بسبب خبرتك الواسعة في تربية أطفال أخواتك أحياناً أو سماع قصص من صديقات المتزوجات.
لا تشعر بالخوف من فوات الأوان، ففي القدم كان الحمل بعد الأربعين شبه مستحيل، ولكن في الوقت الحاضر ومع تطوّر الطب توجد عدّة وسائل تساعدك على الحمل والإنجاب، وبالتأكيد الدعاء لله والصبر هو المفتاح الأفضل للتوفيق في الحمل، ما عليك إلّا عيش حياتك بصحة وبساطة، واعتماد النصائح التي ذكرناها ومتابعة فرص الحمل مع الطبيب.
{{نأمل أن يعجبكن المقال أيتها الرائعات}}.