الدمامل عند الأطفال: الأسباب والعلاج
يُواجه الأطفال عادةً الإصابة ببعض المشكلات الصحيّة نظراً لجهازهم المناعي الضعيف وخطر إصابتهم بالأمراض أكثر منَ البالغين، كما أنَ الأطفال لا يُراعون قواعد النظافة وطرق الوقاية من أجل حماية أنفسهم، فالوالدين لديهم الحرص الأكبر على أطفالهم منَ الإصابة بأي عدوى نتيجة لمسهم لأي شيء يُلاحظونه وعاداتهم الخاطئة مثل وضع الأصابع في الفم ومشاركة أدواتهم الشخصية معَ أطفالٍ آخرين.
ومنَ الجدير بالذكر، أنه يُلاحظ بعض الوالدين تغيّر في لون الجلد لدى طفلهم أو ظهور دمامل مؤلمة تُسبب لهُ الإزعاج، ويعتقدون أنَ هذه الدمامل خطيرة ويستوجب علاجها، ولكنها شائعة جداً لأنَ الدمامل عبارة عن عدوى تنتج بسبب المكورات العنقودية الذهبية، فيُصاب الطفل بتوّرمٍ وتوّهج حولَ الدمل ويتحوّل إلى قيح معَ مرور الوقت.
ونوّد الإشارة، أنَ هذه الدمامل تتنوّع ما بينَ {الثآليل العصبية، الثآليل الأخمصية، الثآليل الخيطية، الثآليل المسطحة} وكل نوعٍ منها لهُ حجم مختلف ويظهر في مكانٍ معين إما على الرقبة أو الشفاه أو في باطن القدمين أو الوجه أو راحة اليدين أو حولَ الأظافر، وقد تتفاقم في الحجم وتُسمى بالخراريج، وبالرغم من أنَ الدمامل تُصيب أي إنسانٍ على وجه الأرض، إلّا أنها أكثر شيوعاً عند الأطفال، ولذلك ما المقصود بالدمامل عند الأطفال؟ وما هيَ أعراضها؟ أسباب ظهورها؟ وما هيَ طرق علاجها والوقاية منها؟
ما المقصود بالدمامل عند الأطفال؟
يُقصد بالدمل أنهُ عبارة عن التهابٍ يحدث في الجلد على شكل بثور مليئة بالقيح يُحيط بها لون أحمر، وعندما يُصاب بها الطفل لا يستطع لمسها لأنها مؤلمة وكُلّما ازدادَ حجمها تُشكّل مظهراً سيئاً وألماً متزايداً.
علاوة على ذلك، هذه العدوى التي تُسبب ظهور الدمامل في أجزاءٍ معينة منَ الجسم تنتج عن عدوى في المسامات أو جذور الشعر، فالكثير منَ الأشخاص يُعانون من ظهورها على أقدامهم، وتزداد نسبة الإصابة بها في فصل الصيف معَ ارتفاع درجات الحرارة، ويُصاب الأطفال الرضع بها أيضاً.
ما هيَ أعراض الإصابة بالدمامل عند الأطفال؟
يُمكن ملاحظة الدمل بشكلٍ مباشر على الجلد، وقد يظهر في أماكنٍ حساسة مثل الإبط والفخذين ويشعر الطفل أثناءَ ظهورها بالأعراض التالية:
- احمرار وتهيّج حولَ الدمل.
- الشعور بألمٍ في الدمامل.
- تشكّل قيح ورأس أبيض للدمل.
- امتلاء الدمل بالقيح بعدَ مرور أسبوع.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- الشعور بحكة مستمرة في الدمل.
ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بالدمامل عند الأطفال؟
تزداد نسبة الإصابة عند الأطفال بالدمامل أكثر منَ البالغين نتيجة عدّة عواملٍ وأسباب منها:
- ضعف الجهاز المناعي: لأنَ الجهاز المناعي يُعتبر خط الدفاع الأول لجسم الإنسان فيجب العناية بهِ جيداً وخاصةً عند الأطفال، لأنَ إهمال تغذيتهم أو نقص العناصر الغذائية في أجسادهم يُسبب نزلات معوية لهم ونزلات البرد وإرهاق وشحوب البشرة والتهاب الجلد المتكرر.
وينتج عن هذا الالتهاب ظهور الخراجات المستمرة والدمامل بسبب ضعف مهاجمة الجسم لها.
- الإصابة بنقص الحديد: أغلب الأطفال يُعانون من مشكلة نقص هذا المعدن في الجسم، والذي يُسبب لهم فقر دم حادّ معَ قلّة الشهيّة نحوَ الطعام وشحوب الوجه والتهاباتٍ متكررة وضعف وإرهاق وصداع.
وهذا السبب لهُ دور فعّال في ظهور الدمامل والخراجات بشكلٍ متكرر عند الطفل.
- قلّة النظافة الشخصية: للأسف يُعاني بعض الأطفال منَ الأمراض بسبب قلّة الانتباه لنظافتهم، ولأنَ الطفل لا يعي أهمية النظافة فيعتمد في حياته على العادات السيئة مثل عدم غسل يديه قبل وبعد خروجه منَ الحمام أو قبلَ تناول الطعام.
وهذا السبب ينتج عنهُ الإصابة بالعدوى الجلدية الناتجة عن البكتيريا والجراثيم التي تُؤدي لظهور الدمامل المؤلمة.
- مشاركة الأدوات الشخصية: أغلب الأطفال لا يعلمون أنهُ يجب الاهتمام بأدواتهم الشخصية لأنفسهم فقط، وتزداد هذه الحالات في المدارس، فيُمكن ملاحظة أنَ الأطفال يتبادلون الطعام وحافظات المياه والقبعات والكمامات في ظل تواجد جائحة فايروس كورونا.
وهذه العادات تُسبب ظهور الدمامل في الجسم وانتقالها للأطفال.
- مشكلاتٍ صحيّة: الإصابة ببعض الأمراض لهُ دور في ظهور الدمامل حتى لو اهتمَ الطفل بنظافته وحصلَ على الغذاء اللازم، ومن هذه الأمراض {السمنة، مرض السكري}.
ما هيَ طرق علاج الدمامل عند الأطفال؟
في الحقيقة إنَ ظهور الدمامل أمر لا يدعو للقلق، ولكن يُنصح باستشارة الطبيب المختص من أجل الاطمئنان على حالة طفلك، فيُمكن علاجها تدريجياً عن طريق العلاجات الطبيّة أو المنزلية من خلال:
- المضادّات الحيوية: احذر من منح طفلك هذه المضادّات إلّا بإشراف الطبيب التي وصفها لحالته، لأنَ بعض الدمامل قد تكون كبيرة الحجم ومؤلمة، وهذه المضادات تُسهم في تخفيفها.
- فقء الدمل: إذا كانت حالة الدمل متهيّجة إلى حدٍ كبير وحجمه متزايد، فيُمكن أن يعمل الطبيب على فقئه وتعقيمه وتطهير الجلد، واحذر أيضاً من فقء دمل طفلك وحدك دونَ طبيب.
- دواء باراسيتامول: يُمكن الاستعانة بهذا الدواء من أجل تخفيف شعور الطفل بالألم.
- كمادات دافئة: إذا كانَ الدمل في بدايته ومليء بالتقرّح، يُمكنكَ غسل يديك وتطهيرها بالصابون ومن ثمَ استخدام منشفة نظيفة ووضع ماء دافئ عليها والبدء بالضغط الخفيف على الدمل، وإذا لاحظتَ أي قيح أو دماء تخرج منَ الدمل، حاول أن تستعن بالقطن والمطهر من أجل إزالة القيح ومن ثمَ وضع لاصق طبي لمنع انتشار العدوى.
- زيت الخروع: يُمكنكَ الاستعانة بهذا الزيت من أجل وضع قطرتين منهُ على اصبعك بعدَ غسل يديك وتدليك الدمل بهِ مرتين يومياً، فهذا الزيت غني بحمض الريسينوليك الذي يُسهم في التطهير وإزالة الالتهاب والتخفيف منَ التهيّج والاحمرار.
- ورق التنبول: لهذه الأوراق خصائص فعّالة في علاج الدمامل وتسريع شفائها والتخفيف منَ الألم، فما عليك إلّا تسخين ورقة منَ التنبول وإضافة قطرتين من زيت الخروع إليها ووضعها على الدمل مرتين يومياً.
- زيت شجرة الشاي: يستعين البعض بهذا الزيت كونهُ فعّال جداً في إزالة الدمل وعلاجه، وذلكَ بسبب خصائصه المضادّة للالتهابات والبكتيريا، فما عليك إلّا وضع نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون و3 قطرات من زيت شجرة الشاي ومزجهم معاً ومن ثمَ تدليك الدمل بهم مرة في الصباح ومرة في المساء.
إذا كنتَ تُريد حماية طفلك من ظهور الدمامل في جسده أو فروة رأسه، فيجب تعليمه قواعد النظافة الشخصية من حيث تطهير اليدين قبل وبعد الحمام أو تناول الطعام، وغسل ملابسه بشكلٍ منتظم وتغيير ملابسه الداخلية بشكلٍ يومي معَ ضرورة الاستحمام للتخلص منَ الجراثيم والبكتيريا.
ويُنصح باستبدال الشراشف وأغطية الوسائد بشكلٍ يومي معَ أهمية تقديم وجبات صحيّة لهُ تحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن وإبعاد الوجبات السريعة أو المشبّعة بالدهون عنه لأنها تُضعف المناعة.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.