الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها
لا بدَّ أنكَ صادفتَ يوماً ما شخصاً انطوائياً، ولاحظتَ أنهُ يتجنب الحديث المستمر معَ الناس من حوله، ويحب العزلة نوعاً ما والابتعاد عن الآخرين، وهذا أمر طبيعي فالشخصيات متعددة في هذا العالم والإنسان يُقابل الكثير منها خلالَ حياته اليومية، ولكن الشخصية الانطوائية قد تكون أحد أفراد عائلتك أو زميلك في العمل أو حتى شريك حياتك، لذلك تضطر إلى التعامل معه ولكن تجده دائماً لا يحب التكلم كثيراً ويميل إلى الجلوس بمفرده لممارسة إحدى هواياته أو للاستمتاع بوقته، فما هيَ الشخصية الانطوائية؟ وكيفَ يُمكن التعامل معها؟
صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات عن الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها:
ما هيَ الشخصية الانطوائية؟
قبلَ ذكر الخطوات التي عليكَ اتباعها للتعامل معَ هذه الشخصية، علينا أن نُعرّف الشخصية الانطوائية، فهيَ عبارة عن شخصية ليست سيئة كما يعتقدها البعض أو متعالية على الآخرين، بل شخص يُحاول الاستمتاع بأوقاته ولكن بمفرده وذلكَ باعتقاده أنَ كل إنسان يحتاج إلى حياة خاصة لتفريغ طاقاته وتحقيق أهدافه والتخطيط لها، بالإضافة إلى أنَ هذه الشخصية تتميز بصراحتها التامة وتبتعد عن كل المجاملات والنفاق.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الشخص الانطوائي تتميز باستقلاله المادي والمهني في الكثير منَ الأحيان، وذلكَ بفضل طموحه الكبير وقدرته في التأثير على الآخرين في مجال العمل، كما أنه يتميز بروح القيادة والشجاعة التي تدفعه إلى الانعزال في الكثير منَ الأوقات والاختلاط بالمجتمع في الأوقات المناسبة فقط.
علاوة على ذلك، قد يكون الشخص انطوائياً ولكنه اجتماعياً في الوقت ذاته، فيكون اجتماعياً وقائداً فعّالاً وجدّياً في العمل فقط ولا يتكلم خارج حدود العمل أو عن حياته الشخصية وخاصةً معَ الموظفين لديه، ونوّد الإشارة إلى أنَ أحد أفراد الأسرة قد يكون انطوائياً معَ عائلته وأصدقائه، وهنا يجب التعامل معه عبرَ عدّة خطواتٍ بسيطة دونَ إزعاجه أو التعدّي على مساحته الخاصة.
ما هيَ صفات الشخصية الانطوائية؟
- الهدوء.
- طيبة القلب معَ الآخرين من حوله.
- المشاعر المفرطة، فهوَ يتمتع بمشاعرٍ حساسة إذا تمَ التعدّي على حياته.
- استقلاله في العمل وحده.
- يُحب الكتابة بدلاً منَ التحدّث معَ الآخرين، فيعتبر أنَ الأوراق والكتب هيَ صديقه الوحيد.
- يتجنب الازدحام ويشعر بالراحة عندما يكون في مكانٍ هادئ وغير صاخب أو مليء بالأشخاص.
- يُفضّل العمل بشكلٍ منفرد على أن يكون ضمنَ فريق عمل أو جماعات أو شراكات معَ الآخرين.
- يُفكّر كثيراً ويُرهق نفسه في جميع تفاصيل حياته.
- يتمتّع بالتحليل الدائم فيُحاول تحليل أو تفسير أي نقطة تحدث في حياته.
- يُمكنهُ أن يكون قائداً بارعاً في الكثير منَ الأحيان، وذلكَ بسبب التركيز على نفسه دون التفكير بالآخرين وبمشاكلهم.
- يميل إلى الاتّزان في تصرفاته أثناءَ مقابلته للأشخاص من حوله.
- في الكثير منَ الأحيان يتعرّض للمشكلات الصحيّة أو بعض الأامراض النفسية بسبب الكبت المستمر في داخله وتجنب الفضفضة أو تفريغ طاقاته المكبوتة .
كيفَ يُمكن التعامل معَ الشخصية الانطوائية؟
نوّد القول أنَ الشخص الانطوائي لن يتغير، فهوَ يحيا بعزلته ووحدته ولذلك لا تُحاول تغيير أفكاره، بل يُمكنكَ التقرّب منهُ عبرَ خطواتٍ بسيطة لمحاولة إخراجه من عزلته قليلاً:
الاقتراب منه بشكلٍ لطيف:
قد يكون الشخص الانطوائي إما نتيجة حبّه للعزلة وتكوين مساحته الخاصة وإما نتيجة الضغوطات الحياتية أو المشاكل التي أثّرت على نفسيته وجعلتهُ ينعزل عن الآخرين من حوله، لذلك هنا يأتي دورك سواءً كنتَ شريك هذا الشخص أو أحد أقربائه، حاول التقرّب منه بطريقة لطيفة عن طريق محاولة إضحاكه وإسعاده والاستماع له، فمنَ المُمكن أن يكون قلبه مليء بالتوتر والاكتئاب والهموم ويحتاج إلى الفضفضة ولكنهُ لم يجد الشخص المناسب، بالإضافة إلى إظهار الدعم له والمساندة أثناءَ حديثك معه.
فعل الأشياء التي يحبها:
حاول دراسة نفسية الشخص بشكلٍ كامل، وبعدَ الاستماع لمشاكله حاول أن تُخرج من داخله الأشياء التي يحبها أو يتمنى فعلها، ومن ثمَ عليكَ إخراجه من قوقعته عبرَ التسجيل في الأشياء التي يحبها ولكن يخاف أن يفعلها وحده، على سبيل المثال: إذا كانَ يحب كرة القدم أو النادي الرياضي، حاول التسجيل لكَ وله ومن ثمَ الذهاب والضحك معَ بعضكما البعض، فهذه الخطوة ستُخفف من انطوائيته وعزلته ويشعر بأنكَ قريب منهُ إلى حدٍ كبير.
تعلّم أشياء جديدة:
حاول أن تدفعه إلى تعلّم أشياء جديدة ومختلفة في الحياة، وتتضمّن بعضَ الجنون والاستمتاع فيها، بالإضافة إلى أن تكون بجانبه أثناءَ ممارسته للهوايات وخاصةً إذا كانَ طفل صغير وأنتِ والدته وهوَ منعزل، فهذه الطريقة ستُهيئه لتكوين علاقات معَ الأصدقاء من حوله وتعزيز ثقته بنفسه بشكلٍ أكبر عمّا كانت عليهِ سابقاً.
الحب والاهتمام الدائم:
إذا كانَ الشخص انطوائياً فهوَ على الأرجح يحتاج إلى الحنية والحضن الذي يحتويه والحب، ولكن مشاعره مبعثرة بسبب انعزاله عن الآخرين واعتقاده بأنهم لا يحبونه أو أنَ المحيط الخارجي سيء ولا يتمنى لهُ الخير، لذلك حاول أن تمنحه الحب والعطف والاهتمام الدائم بالإضافة لتكوين فكرة في عقله أنكَ لن تستغنى عنه مهما كانت الظروف، فهذه الخطوة ستشجعه على التكلم معكَ والخروج من عزلته ووحدته.
تسليط الضوء عليه:
هذه الخطوة من أهم الخطوات التي عليكَ اتباعها للتعامل معَ الشخصية الانطوائية، فأثناءَ زيارته أو رؤيته حاول أن تمدحه بشكلٍ كبير وتُظهر إيجابياته إليه، على الأغلب هوَ قد نسيَ صفاته الإيجابية واعتنقَ السلبية فقط عن نفسه، لذلك حاول ترديد هذه العبارات أمامه {كم تبدو جميلاً اليوم، أنتَ شخص ناجح، هل تتذكر نجاحك في هذا المجال، أنتَ شخص طيب} فهذه العبارات ستزيد من راحته النفسية وثقته بنفسه.
احترم خصوصياته ومشاعره:
منَ الجدير بالذكر أنَ الشخص الانطوائي قد يكون حساس في مشاعره ويُحاول إبقاء بعض الأشياء خاصة لديه دون التدخل بها، لذلك حاول احترام مشاعره فإذا لم يتكلم عن أمرٍ ما لا تُحاول الإلحاح عليه بل اجعله يفهم أنَ راحته النفسية تُهمك أيضاً، فهذه الخطوة ستجعلهُ يثق بكَ ويحترمك بشكلٍ أكبر.
الشخصية الانطوائية منَ المُمكن أن تتأثر بحادثة ما أو أنَ الأشخاص من حوله قد خذلوه أو تعرّضَ لصدمة عاطفية أو مهنية، كما أنَ الانطوائي كما ذكرنا أنهُ قد يكون من تلقاء نفسه يحب الوحدة ولكنه ناجح في حياته وإمّا أنه مُجبر على الانعزال ومكتئب من هذا الوضع، لذلك حاول مراعاة مشاعره واتباع الخطوات للتقرّب منهُ وإخراجه من وضعه الحالي.
{{ نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون }}.