الشهور الهجرية والتقويم الهجري

الشهور الهجرية والتقويم الهجري
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مقدمة عن الشهور الهجرية والتقويم الهجري

سنتعرف اليوم علي الشهور الهجرية والتقويم الهجري، التقويم الهجري هو تقويم قمري، يتم وفقه تحديد الأشهر الهجرية بناءً على دورة القمر حول الأرض، وهي اثنا عشر شهرًا، أربعة أشهر منها حرم، وهي: محرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة، بعض الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، تتخذه بدلاً من التقويم الميلادي في معاملات الدولة، وفي تحديد بعض المناسبات مثل: شهر الحج، والأعياد الدينية، وليلة الإسراء والمعراج وغيرها.

قبل الإسلام كان العرب يراقبون حركة القمر الشهرية، والأحداث المهمة لتحديد التاريخ، ففي البداية اتخذوا من العام الذي بنيت فيه الكعبة (1855 قبل الميلاد) تأريخًا للأحداث، ثم اتخذوا من انهيار سد مأرب في اليمن (129 قبل الميلاد) تأريخًا جديدًا، وبعدها وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة اعتمدوا في التأريخ على عام الفيل (571 م)، ثم عام تجديد الكعبة (605 م)، وبعدها قاموا بإضافة شهر لكل ثلاث سنوات قمرية لتحقيق التوافق بين السنة القمرية والسنة الشمسية.

منذ ظهور الإسلام، وبعد هجرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اتخذوا تقويمًا جديدًا، في العام السادس عشر للهجرة، لتبدأ أول سنة هجرية في الأول من محرم في العام السابع عشر للهجرة، وكانوا يسمون السنين بحسب الأحداث التي تمر بها مثل: سنة الإذن بالهجرة، وسنة الأمر بالقتال، وسنة التمحيص، وغيرها، وهكذا إلى أن قرر المسلمون اتخاذ سنة الهجرة بداية للتقويم الهجري.

نشأة التقويم الهجري

أنشأ التقويم الهجري الخليفة عمر بن الخطاب، لتمييز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم، واعتمد في إنشائه، وتسميته، على هجرة النبي محمد عليه الصلاة، والسلام من مكة إلى المدينة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، نظرًا لأهمية هذا التاريخ في التفريق بين الحق والباطل.

أمرنا الله تعالى باتباع التقويم القمري في قوله تعالى:﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، سورة التوبة، آية رقم 36.

يتكون التقويم القمري من 12 شهرًا، وهي عبارة عن 354 يومًا، ويكون الشهر الهجري الزوجي 29 يومًا، في حين أن الشهر الفردي 30يومًا، وبذلك يكون الفرق بين التقويمين الميلادي، والهجري حوالي 11 يومًا، وكل مئة سنة يكون الفارق ثلاث سنوات، وقد وضح الله تعالى الفرق بين التقويمين في القرآن الكريم في قوله تعالى:﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ﴾، سورة الكهف، وكل ثلاثة أشهر يتقدم العام الميلادي عن الهجري شهرًا كاملًا، وفي كل ثلاثين عامًا توجد 11 سنة كبيسة.

الشهور القمرية وسبب تسميتها

سميت الأشهر القمرية بأسماء مختلفة عند العرب قبل اعتماد أسماءها الحالية، وكل اسم منها له دلالة معينة، فهي كالآتي:

  • شهر محرم: سمي كذلك لأنه شهر حرم فيه القتال عند العرب.
  • شهر صفر: سمي بهذا الاسم نظرًا لخلو وتصفير ديار العرب من أهلها بسبب الحرب، ولأن العرب في غزواتهم كانوا يتركون البيوت الخاوية التي لا متاع فيها.
  • شهر ربيع الأول: سمي كذلك لأنه جاء في أول فصل الربيع.
  • شهر ربيع الآخر: سبب تسميته قدومه بعد شهر ربيع الأول.
  • شهر جمادى الأولى: سمي بجمادى بسبب قدومه في فصل الشتاء، حيث تجمد الماء.
  • شهر جمادى الآخرة: سبب تسميته لأنه جاء بعد جمادى الأولى، وبسبب استمرار فصل الشتاء فيه.
  • شهر رجب: سمي كذلك بسبب الرجب عن الحرب والقتال، وكانت الرماح ترجب من الأسنة، والترجيب هو التعظيم.
  • شهر شعبان: جاءت تسميته بسبب تشعب الناس طلبًا للماء، أو تفرقهم للقتال بعد امتناعهم عنها في شهر رجب.
  • شهر رمضان: سمي كذلك لوقوعه في رموض الحر، وحدة الشمس، وشدة العطش، وهو شهر الصوم.
  • شهر شوال: سمي كذلك لأن الإبل تشول فيه، أي ينقص ويخف لبنها، بسبب حملها، وهو الشهر الذي يأتي فيه عيد الفطر المبارك.
  • شهر ذو القعدة: تلفظ بفتح القاف، وسبب التسمية هو قعود العرب عن القتال، وعن التنقل.
  • شهر ذو الحجة: سمي كذلك بسبب ذهاب الناس للحج فيه.

قد يهمك: فضائل شهر شعبان

أقسام الشهور الهجرية

قسم العرب الأشهر الهجرية الاثني عشر إلى قسمين وهما:

  •  الأشهر الحرم: وعددها أربعة أشهر، ثلاثة منها متتالية وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، وشهر منفرد وهو شهر رجب، وسميت كذلك لتحريم القتال فيها، والامتناع عن سفك الدماء،  ولا يحل العودة إليه إلا بعد انقضاءها، كما في قوله تعالى: (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، سورة التوبة، آية رقم 5.
  • الأشهر الحِلُّ: وهي باقي الأشهر الاثني عشر، وسميت كذلك لإحلال القتال فيها بعد الامتناع عنه في الأشهر الحرم.

سبب تسمية التاريخ الهجري

يعود السبب الرئيسي للتسمية إلى هجرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة المنورة، وبسبب حاجة الصحابة إلى وجود تاريخ يوضع على رسائلهم التي كانوا يتداولونها، وعندها قام الخليفة عمر بن الخطاب باستشارة الصحابة في هذا الأمر، إلى أن تم اختيار الهجرة بدايةً للتقويم الهجري.

الأهمية الدينية للتقويم الهجري

تأتي أهمية التقويم الهجري في تحديد مواعيد العبادات، كما في قوله تعالى: ((يَسْـئَلُونَكَ عَنِ الاهِلَّةِ قُلْ هي مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ))، سورة البقرة، آية 189، ومن هذه العبادات: تحديد مواعيد الصيام مثل: شهر رمضان، ويوم عاشوراء، وستة أيام من شوال، وغيرها، وتحديد موعد عبادة الحج، ومواعيد عيدي الفطر، والأضحى.

التقويم الهجري لا يحدد العبادات فقط فبواسطته يتم تحديد عدة أمور مثل: مدة عدة الطلاق، والتذكير بالزكاة التي تدفع على المال عندما يحول عليها الحول الهجري، وإحياء الانتصارات التي حققها المسلمون.

كما تم اعتماد التقويم الهجري من قبل الخليفة عمر بن الخطاب لتوثيق الأحداث المهمة، وتدوين الأمور الخاصة بدواوين الدولة الإسلامية.

في النهاية نجد أنه على الرغم من اتباع معظم الدول للتقويم الميلادي، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن التقويم الهجري بسبب أهميته للمسلمين في تحديد المناسبات الدينية، والعبادات، وأمور كثيرة غيرها.

‫0 تعليق