الصداقة والصحبة الصالحة

[faharasbio]

الصداقة والصحبة الصالحة

للصحبة الصالحة تأثير كبير على حياتك، صحتك وعافيتك، وبالتأكيد لا يُعد العثور على الصحبة الصالحة والحفاظ عليها سهلًا.

لهذا السبب نسعى هنا إلى ذكر أهمية الصداقة والصحبة الصالحة في حياتك، وما الذي يُمكنك فعله للعثور على الصحبة الصالحة، الحفاظ عليها وتقويتها.(1)

أهمية الصداقة والصحبة الصالحة

في الحقيقة لا يُساهم الأصدقاء فقط برفقتك، ولكن أهميتهم تتعدى ذلك لتشمل تحسن صحتك النفسية والجسدية.

يحتفل الأصدقاء معك بلحظاتك السعيدة، ويُقدمون لك الدعم الكافي في أوقاتك العصيبة، ولا يسمح لك الأصدقاء بالشعور بالوحدة.

في النقاط الآتية حاولنا تعداد أهمية الصداقة، على الرغم من أنها في الواقع من العلاقات العميقة والتي لا يُمكن اختزالها في بضعة كلمات:

  • زيادة احساسك بالانتماء والهدف.
  • تعزيز سعادتك وامتصاص توترك.
  • تحسين ثقتك بنفسك وزيادة تقديرك لذاتك.
  • مساعدتك في التغلب على الصدمات التي تواجهها في حياتك، كالمرض، فقدان الوظيفة، وفاة شخص مقرب أو الطلاق.
  • تشجيعك على تغيير عاداتك السيئة وغير الصحية، وهذا ما تعنيه الصحبة الصالحة.

علاوة على ذلك يُساهم الأصدقاء بتحسين صحتك العامة، حيث أثبتت الدراسات أن خطر إصابة البالغين بالعديد من المشكلات الصحية يقل بوجود دعم اجتماعي قوي بجانبهم.

أبرز الأمثلة على هذه المشكلات الصحية الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم غير الصحي BMI.

أظهرت أيضًا إحدى الدراسات أن كبار السن الذين يُقدرون أهمية الصداقة والصحبة الصالحة ويُحافظون عليها من المرجح أن يعيشوا حياة أطول من أقرانهم الذين يمتلكون علاقات اجتماعية أقل.(1)

لماذا يصعب الحفاظ على الصداقة والصحبة الصالحة

في الحقيقة، يُعاني الكثير من البالغين من صعوبة تكوين صداقات جديدة أو الحفاظ على صداقاتهم الحالية، ويمكن أن تحتل الصداقة مرتبة متأخرة من ناحية ترتيب أولويات الحياة الأخرى مثل العمل، رعاية الأطفال أو رعاية كبار السن.

أيضًا يمكن أن تؤدي بعض التغييرات في حياتك أو اهتماماتك دورًا رئيسيًا في اضطراب صداقاتك، أو حتى انتقالك إلى مجتمع جديد لم تتعرف به على صديق صالح بعد.

لذلك تتطلب الصداقة الجيدة جهدًا للحفاظ عليها، ولكن الراحة، المتعة والسند الذي نكسبه من الصحبة الصالحة لا يُعوض.(1)

هل للأصدقاء عدد معين؟

كما يُقال دائمًا، فإن الجودة أهم من الكمية، بالتأكيد من الرائع أن تكون لديك شبكة متنوعة من الأصدقاء والمعارف، ولكن الأهم هو أن يكون لديك أصدقاء مقربين يقفون بجانبك في السراء والضراء.

الصحبة الصالحة تدعمك في كل أوقاتك، وتُساعدك على التغلب على بعض العيوب أو المشكلات التي تعاني منها، لذلك المهم هو امتلاكك لصحبة صالحة حتى وإن كانت في صديق واحد فقط، لا مانع من كثرة الأصدقاء، ولكن المهم هو أن تجمعك بهم صداقة حقيقية.(1)

كيف أجد الصحبة الصالحة؟

من المحتمل أنك تبحث عن طريقة ما للعثور على صديق صالح يُرافقك طريقك وتدعمه أنت أيضًا.

فكر في الأشخاص الذين تفاعلت معهم سابقًا وشعرت بالراحة في التعامل معهم، حتى وإن كان تعاملًا بسيطًا للغاية، من المحتمل أنك التقيت بهؤلاء الأشخاص في الأماكن الآتية:

  • أخذتم معًا بضعة دروس.
  • عملتم على مشروع ما من قبل.
  • كنتم أصدقاء في الماضي ولكن انقطعت سُبل التواصل بينكم فيما بعد لسبب ما.
  • شخص التقيت به في مناسبة اجتماعية وخضت دردشة لطيفة معه.
  • شخص تشترك معه بصلة قرابة.

إذا خطر ببالك الآن شخص ما، ورغبت بمعرفته بشكل أفضل، فلا تتردد بالتواصل معه، أو اطلب من أحد معارفك أو أصدقائك المشتركين معه بأن يزودوك بمعلومات الاتصال الخاصة به.

لا تربط نفسك باستراتيجية واحدة للالتقاء بالآخرين، فكلما زرت أماكن أكثر، وكلما تفاعلت مع محيطك بشكل أكبر، كلما استطعت توسيع دائرة معارفك والعثور على صديق رائع.

من المهم أيضًا أخذ زمام المبادرة بدلًا من انتظار الدعوات حتى تصل إليك فجأة، واستمر في المحاولة، ويمكن أن تحتاج إلى تجربة خطط مختلفة حتى تعثر على الصحبة الصالحة التي تُعينك وتُعينها.

على سبيل المثال يمكنك تجربة الأفكار الآتية لتُساعدك على العثور على أصدقاء جدد:

  • شارك في فعاليات المجتمع: ابحث عن مجموعات أو نوادي تتشارك اهتمامًا معينًا أو هواية معينة تحبها، مثل الرسم، تعلم اللغات، الكتابة، تطوير الذات وغيرها من الهوايات والاهتمامات.
  • التطوع: للتطوع فوائد ممتازة لصحتك الجسدية، النفسية والروحانية، علاوة على أن الأنشطة التطوعية ستُساعدك على اكتساب المزيد من الأصدقاء الصالحين الذين يحبون المشاركة في نشاطات مساعدة للمجتمع.
  • أرسل الدعوات: يمكنك دعوة صديق قديم لك لشرب القهوة أو الغداء معًا، وعندما تصلك دعوة بشأن مناسبة اجتماعية، لا تتردد بقول نعم.
  • احصل على اهتمام جديد: فمثلًا ابدأ بممارسة الرياضة، أو العثور على هواية جديدة محببة لك، وابحث عن التجمعات المتعلقة بهوايتك الجديدة.
  • اخرج للتمشية: اصطحب أطفالك أو حيوانك الأليف وتمشى في الخارج قليلًا، وحاول بدء محادثات لطيفة مع الجيران والمارة.

بالتأكيد قبل كل شي، كن إيجابيًا، من الممكن أن لا تكون صديقًا لكل شخص تُصادفه في طريقك، ولكن المهم هو الحفاظ على تصرف ودود ولطيف مع الآخرين، ومحاولة زرع بذور الصداقة مع المعارف الجدد.(1)

كيف يمكنني أن أصبح صديقًا صالحًا

الصداقة والصحبة الصالحة يجب أن تصدر من الطرفين، فإذا عثرت على صديق صالح فعليك أن تكون أنت أيضًا صالحًا وودودًا تجاهه.

من المهم أن تجعل أصدقائك يُدركون كم أنك تهتم بهم وتُقدرهم، وهذا سيُساهم في تقوية روابطك، ويمكن أن تساعدك النصائح الآتية:

  • كن ودودًا: هذه هي النقطة الأساسية، وتعد هذه النقطة هي جوهر أي علاقة قوية، فكل فعل لطيف سيعزز من قوة علاقاتك وصداقاتك، وأما النقد والسلبية فيستنزفان طاقة هذه العلاقة تدريجيًا.
  • استمع لأصدقائك: اسأل عن أخبارهم، وأظهر لهم كم أنك مهتم بهم، وعندما يُشاركك أصدقاؤك تفاصيل أوقاتهم الصعبة أو تجاربهم الصعبة كن متعاطفًا معهم، ولا تُقدم لهم النصيحة حتى يطلبونها منك.
  • افصح عن مشاعرك: إن استعدادك للإفصاح عن مشاعرك، تجاربك ومخاوفك الشخصية سيعمق من تواصلك مع الآخرين.
  • كن محل ثقة: حافظ على ارتباطاتك، والتزم بوعودك، وإذا شاركك أصدقاؤك معلومات سرية أو خاصة بهم حافظ على سريتها وخصوصيتها.

وعندما تحدث لك أي مواقف محرجة أو مزعجة، تأكد من أنها ستزول، وأنك قادر على التعامل معها حتى تزول.

حاول ممارسة تمارين اليوغا، التأمل والاسترخاء إذا شعرت بالقلق أو الخوف، وستُساعدك هذه التمارين أيضًا على مواجهة المواقف التي تُشعرك بالتوتر.(1)

الصداقة والصحبة الصالحة في الإسلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَثَل الجليس الصالح والجَليس السَّوء كمثل صاحب المسك وكِيرِ الحَدّاد، لا يَعدَمُك من صاحب المسك إمَّا تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يُحرِق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحًا خبيثة”.

يعني هذا الحديث الصحيح أن الصحبة الصالحة ستجعلك تشم رائحة المسك وتشعر بالسعادة والراحة حتى وإن لم تلتقوا معًا، فرائحة مسكه وصفاته الصالحة ستصلك.

أما صديق السوء فشبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بكير الحداد، الذي سيحرق بدنك، أو ثوبك، أو تشعر بسببه برائحة خبيثة أو مشاعر سامة ومؤذية.

لذلك يحرص الإسلام دومًا على أهمية اختيار الصحبة الصالحة التي تٌعينك وتُعينها في مختلف نواحي الحياة.(2)

المرجع:

  1. https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/adult-health/in-depth/friendships/art-20044860
  2. https://ar.islamway.net/article/652/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9
[ppc_referral_link]