الصدفية
الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) هي مرض من أمراض المناعة الذاتية، وفيها تتراكم خلايا الجلد بسرعة مما يؤدي إلى ظهور قشور على سطح الجلد.
أكثر أعراض الصدفية شيوعًا تتمثل في الالتهاب والاحمرار حول القشور، وقشور الصدفية عادةً ما تكون فضية أو بيضاء، ثم تتطور أحيانًا إلى بقع حمراء وسميكة، وربما تتشقق هذه البقع وتنزف.
تعتبر الصدفية نتيجة لتسارع عملية إنتاج خلايا الجلد، ففي دورة حياة خلية الجلد الطبيعية، تنمو خلية الجلد بعمق في الجلد ثم ترتفع تدريجيًا إلى سطح الجلد ثم تسقط.
أما في مرض الصدفية تستغرق عملية إنتاج خلايا الجلد أيام قليلة، ونتيجة لذلك لا تتساقط خلايا الجلد القديمة، فيؤدي ذلك إلى إنتاج مفرط لخلايا الجلد فتتراكم.
عادة ما تظهر القشور على المفاصل مثل المرفقين والركبتين، كما يُمكن أن تظهر في أماكن أخرى في الجسم مثل الآتي:
- اليدين.
- الأقدام.
- الرقبة.
- فروة الرأس.
- الوجه.
كما يُمكن لبعض الأنواع النادرة التأثير على الأظافر، الفم والمناطق المحيطة بالأعضاء التناسلية.
ذكرت إحدى الدراسات أن حوالي 7.4 مليون أمريكي يُعاني من الصدفية، كما ترتبط الصدفية بالعديد من الحالات الصحية الأخرى مثل:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- مرض التهاب الأمعاء.
- الأمراض القلبية.
- التهاب المفاصل الصدفية.
- القلق.
- الاكتئاب.
ما هي أنواع الصدفية؟
قسم الخبراء مرض الصدفية إلى خمسة أنواع رئيسية وهي:
- الصدفية اللويحية: وهي أكثر أنواع الصدفية شيوعًا، حيث أن 80% من الأشخاص المصابين بالصدفية يُعانون من هذا النوع وفق تقديرات الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.
في هذا النوع تظهر على الجلد بقع حمراء ملتهبة ومغطاة بقشور أو لويحات بيضاء يميل لونها للفضي، وغالبًا ما تتواجد هذه اللويحات على المرفقين، الركبتين وفروة الرأس.
- الصدفية النقطية: وهي من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، وفي هذا النوع تظهر بقع وردية صغيرة على الجذع، الذراعين والساقين، ولكن نادرًا ما تكون هذه البقع سميكة مثل الصدفية اللويحية.
- الصدفية البثورية: يُمكن أن تكون الصدفية البثرية أكثر شيوعًا لدى البالغين، وفيها بيضاء مليئة بالصديد، مع حدوث احمرار والتهاب جلدي في مناطق واسعة في الجسم.
يُمكن أن تحدث الصدفية البثورية في مناطق محددة مثل اليدين أو القدمين، كما يُمكن أن تنتشر لمناطق مختلفة في الجسم.
- الصدفية المعكوسة: وفي هذا النوع تُصاب مناطق واسعة من الجلد بالالتهاب الذي يظهر باللون الأحمر اللامع.
وغالبًا ما تظهر بقع الصدفية المعكوسة تحت الإبطين، الثديين، في الفخد أو حول ثنيات الجلد وخصوصًا في الأعضاء التناسلية.
- الصدفية المحمرة للجلد: وهي نوع نادر للغاية من الصدفية، ويُمكن أن تكون مهددة للحياة، لذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور إذا لاحظت أي من أعراضها.
في هذا النوع تنتشر الصدفية بسرعة في مناطق كبيرة من الجسم، ويبدو الجسم وكأنه محترق، كما ينسلخ الجلد في مناطق كبيرة من الجسم.
من غير المألوف أن يُصاب المريض بهذا النوع من الصدفية بالحمى أو المرض الشديد.
ما هي أعراض الصدفية
تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر اعتمادًا على نوع الصدفية وعمر المصاب، لكن عمومًا يُمكن أن تُصاب مناطق صغيرة في الجسم بالصدفية مثل فروة الرأس أو الكوع، كما يُمكن أن تنتشر وتُغطي أغلب أجزاء الجسم.
فيما يلي أكثر أعراض الصدفية اللويحية شيوعًا:
- ظهور بقع حمراء وملتهبة على الجلد الفاتح، وبنية أو أرجوانية على الجلد الداكن.
- ظهور قشور بيضاء مائلة للون الفضي، صفائح حمراء أو قشور رمادية على بقع أرجوانية وبنية.
- جفاف الجلد لدرجة التشقق والنزيف.
- الشعور بألم يُحيط ببقع الصدفية.
- الشعور بحكة وحرقة في بقع الصدفية.
- امتلاك أظافر سميكة.
- الشعور بتورم مؤلم في المفاصل.
من الجدير بالذكر أنه ليس جميع المصابون بالصدفية يُعانون من هذه الأعراض، يُمكن أن يُعاني البعض من أعراض مختلفة تمامًا إذا أصيبوا بنوع نادر من الصدفية.
يُمكن أن يمر معظم المصابين بالصدفية بدورات من الأعراض، حيث يُصابون بأعراض شديدة لبضعة أيام أو أسابيع، ثم يُمكن أن تختفي الأعراض وتُصبح غير ملحوظة، ثم ما تلبث إلا أن تعود الأعراض شديدة مرة أخرى.
هذا يعني أن ذهاب الصدفية وحدها يُمكن أن لا يكون ناتجًا عن شفائك منها، بل عن مرورك بفترة بلا أعراض.
هل الصدفية معدية؟
لا يُمكن أن تكون الصدفية معدية، ولا يؤدي لمسك لمناطق الإصابة بالصدفية إلى إصابتك فيها، فالصدفية مرض مناعي ذاتي، وغير ناتجة عن إصابة بممرض يُمكن أن ينقل العدوى كالفايروسات أو البكتيريا.
أسباب الإصابة بالصدفية
يبحث الأطباء منذ عقود عن سبب واضح للإصابة بالصدفية، ولكنهم حتى الآن لديهم فقط فكرة عامة عن الأسباب، حيث يُمكن أن يُصاب شخص بالصدفية نتيجة الوراثة أو مشاكل في الجهاز المناعي.
في أمراض المناعة الذاتية يُهاجم الجسم نفسه، وفي حالة الصدفية تُهاجم خلايا الدم البيضاء والمعروفة باسم الخلايا التائية خلايا الجلد.
في الأجسام الغير مصابة، تعتبر خلايا الدم البيضاء مسؤولة عن مهاجمة وتدمير البكتيريا الممرضة، ولكن في الصدفية تُهاجم هذه الخلايا الجلد، مما يتسبب في زيادة سرعة عملية إنتاج الخلايا، وبالتالي دفع الخلايا إلى التراكم.
كما تتسبب هذه الهجمات على خلايا الجلد في ظهور بقع حمراء ملتهبة في مناطق متفرقة من الجسم.
يُمكن أيضًا أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالصدفية نتيجة الوراثة، فإذا كان أحد أفراد الأسرة المباشرين مريضًا بالصدفية تزداد نسبة الإصابة بها.
مع ذلك، الاستعداد الوراثي للإصابة بالصدفة قليل للغاية، وهذا يعني بأنه من النادر أن يُصاب بها الشخص نتيجة لعوامل وراثية.
ما هي محفزات الصدفية
يُمكن لبعض العوامل الخارجية تحفيز الإصابة بالصدفية، ولكن من الجدير بالذكر أن هذه العوامل لا تنطبق على الجميع.
فيما يلي أبرز محفزات الإصابة بالصدفية:
- الضغط النفسي: يُمكن للإجهاد والتوتر المزمن التأثير على جسدك بتحفيز العديد من الأمراض منها الصدفية.
- الكحول: حيث يُؤدي شرب الكحول إلى تحفيز الإصابة بالصدفية.
- الحوادث: حيث يُمكن لإصابة ما مثل الحرق، قطع أو قشط الجلد تحفيز الإصابة بالصدفية، وفي بعض الحالات النادرة يُمكن لحروق الشمس تحفيز المرض.
- الأدوية: حيث تُحفز بعض الأدوية الإصابة بالصدفية مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، الأدوية المضادة للملاريا والأدوية التي تحتوي على الليثيوم.
- العدوى: يُمكن للإصابة بعدوى ما التسبب في حدوث مشكلة في الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى مهاجمته لخلايا الجسم عن طريق الخطأ.
تشخيص الصدفية
يُمكن لمعظم الأطباء تشخيص الصدفية بإجراء فحص جسدي بسيط، حيث تكون أعراض الصدفية سهلة التمييز.
تأكد من إخبار طبيبك بجميع النقاط التي تقلق بشأنها، كما عليك إخبار الطبيب عن ما إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابًا بها.
إذا كانت الأعراض غير واضحة، يُمكن أن يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الجلد، وتُعرف هذه العينة باسم الخزعة.
يتم إرسال العينة إلى المختبر لتحليلها تحت المجهر، ويُمكن للخزعة إظهار نوع الصدفية واستبعاد الإصابة بعدوى ما.
يُمكن أن يمنحك الطبيب مخدر لأخذ الخزعة دون أن تشعر بالألم، وفور صدور النتائج سيُناقش الطبيب النتائج معك ويُحدد لك خطة العلاج.
المرجع: