الصدمات النفسية وكيفية التعامل معها
جميع البشر معرّضون للصدمات النفسية في حياتهم، ولكن كل صدمة تختلف عن الأخرى ومشاعر الأشخاص تختلف تجاهها، فالبعض منهم يكون عاطفي جداً وأثناءَ تلقيه للصدمة يشعر بالإنهيار وتتدهور حياته على جميع الأصعدة، والصدمة تُصيب نفسية الإنسان، فتجعلهُ غير مدرك للأحداث من حوله ويتجاهل كل شيء وينطوي على نفسه، وتتعدّد أنواع الصدمات النفسية في حياة الفرد مثل {الطلاق، التحرش، الاغتصاب، فقدان إنسان عزيز، فشل دراسي، فشل مهني} أو غيرها، وإذا كانَ الإنسان لا يُمكنهُ مقاومة هذه الأحداث أو طلب المساعدة منَ الآخرين، يدخل في حالةٍ غريبة يعتريها الخوف والإحباط، فما هيَ أفضل 8 طرق للتعامل معَ الصدمات النفسية؟
8 طرق للتعامل مع الصدمات النفسية
صديقي القارئ،، إذا كنتَ تبحث عن أي طريقةٍ أو نصيحة تُريّح نفسيتك وتُزيل التفكير والإحباط منك بعدَ تلقيك أي صدمةٍ مفاجئة، نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 8 طرق للتغلب عليها والعودة إلى الحياة الطبيعية بشكلٍ تدريجي:
تقبل الواقع:
في البداية عليكَ أن تأخذ استراحة من عالمك الخارجي، أي بمعنى أن تُقوّي نفسكَ بنفسك، فلا يوجد أي أحد سينتشلكَ من حزنك سواك، فإذا كنتَ تعرّضتَ لفشلٍ مهني، لا بأس يُمكنكَ البدء من جديد بمجالٍ آخر أو أن تُراجع حساباتك وتُطوّر من قدراتك ومن نقطة الضعف التي ساهمت في فشلك، وإذا صُدمتَ بوفاة أحد والديك، عليكَ التفكير بأنهم في مكانٍ أفضل من عالمنا، ويجب عليكَ أن تبذل قصارى جهدك في تحقيق أحلامهم التي كانوا يطمحون لرؤيتك بها سواءً طبيب أو مهندس أو ناجح في عملك أو رب أسرة مميز وإنسان صالح.
الابتعاد عن العزلة:
هل تعلم أنَ العزلة تُسبب الأمراض النفسية والجسدية؟ وتزيد من حالة الفرد سوءاً؟ فحتى لو كنتَ سعيداً بحياتك، ولكنكَ قررتَ الانعزال عن المحيط الخارجي بشكلٍ مفاجئ، ستتحوّل تدريجياً من إنسانٍ طبيعي إلى إنسانٍ مكتئب وحالته النفسية مدمرة، فالوحدة والعزلة ليست الحل الأمثل لمعالجة الصدمة، حاول الظهور إلى الخارج من خلال التسجيل في نادٍ رياضي أو حضور الكورسات لأي لغةٍ تحبها أو أي هواية تُفرّغ بها طاقتك وتملأ وقتك عوضاً عن التفكير.
اطلب الدعم منَ الآخرين:
التعبير عن المشاعر أمر لا بدّ منه، ومنَ الرائع أن تتخذ هذه الخطوة الشجاعة وتذهب إلى الطبيب المختص للتحدث معه عن مشكلتك وما هيَ العوائق التي تُواجهها، فالطبيب سيُحاول التخفيف من توترك وأفكارك التشاؤمية وينصحك ويستمع إليك، كما أنَ الحالة المزاجية عندَ الإنسان تتحسّن أثناءَ تحدثه معَ الآخرين سواءً كانوا أقارب أم أصدقاء أم أطباء، وحاول اختيار الشخص الصح والإنسان الحكيم الذي يستمع إليك ويُساعدك في الخروج من حالتك السيئة.
واجه مشاعرك وتحكّم بها:
لا تسمح لمشاعرك بالسيطرة عليك أو على أفكارك، ولا تُحاول أن تتجاهلها لأنها ستُشعرك بالتعب والإحباط في كل مرة تتذكر بها ذلكَ الموقف، لذلك حاول أن تتعمّق في صدمتك وتأخذ العبرة منها، فإذا تعرّضتَ لصدمةٍ عاطفية لا تتجاهل مشاعر الحزن وتبدأ بالضحك على نفسك، بل امنح نفسكَ وقتاً وواجهها دونَ أي خوفٍ أو تردد، فحاول أن تتحدث عنها وتُواجه كل تفصيلٍ بها، ومن ثمَ تدفنها في الماضي، بحيث عندما تتذكرها لا تشعر بأي حزنٍ أو فراقٍ عليها.
تغيير أسلوب الحياة:
التغيير يبدأ من ذاتك الداخلية، الحياة لن تتوقف عندَ هذه الصدمة، فهيَ مليئة بالتجارب السعيدة والحزينة في آنٍ معاً، ولا تكن هشّاً من أي ضربةٍ صغيرة تقع منهزماً، فعندما تواجه أي صدمة حاول أن تُعبّر عن مشاعرك وتُفرّغها ومن ثمَ تبدأ بتغيير نظام حياتك بأكمله، فإذا واجهتَ صدمة نفسية كالتحرش حاول أن تتحدث إلى طبيبٍ أو شخصٍ داعمٍ لك ومن ثمَ الإفصاح عن المتحرش لينال عقابه، والبدء من جديد بحياتك بكل قوّة وإصرار في توعية الآخرين من خلال تجربتك، والتغلب على مشكلة الأرق لديك من خلال ممارسة التمرينات الرياضية والعمل طوالَ النهار لتستطيع النوم ليلاً بكل أريحية، ويُفضّل أن تنام لمدة تصل إلى 8 ساعات حتى يكتسب جسدك الطاقة والقوّة لليوم التالي.
مارس التأمل:
إنَ التأمل من أبسط الطرق للحدّ منَ الضغط النفسي، فالتراكمات الحياتية والصدمات النفسية لا تخرج إلّا عن طريق تغيير طريقة التفكير وجذب الأشياء الإيجابية إليك، فالتأمل يُسهم في زيادة التركيز على تحديد الهدف وتحقيقه أو تحديد المشكلة وإزالتها من داخلك، كما أنهُ يُساعدك على فهم ذاتك منَ الداخل، ويُنصح بممارسة التأمل في الطبيعة أو أي مكانٍ مليء بالأشجار والأزهار لاستنشاق الهواء النقي وطرد الطاقة السلبية منَ الجسد.
حاول الاستغناء:
يوجد الكثير منَ الأشخاص الذينَ يتعرّضون للصدمات العاطفية مثل {الخيانة، الغدر، الكذب} ويُحاولون أن يتأقلمون معَ هذه الصدمة ويستمرون معَ الطرف الآخر بحجة الحب أو الأطفال، ولكن نفسية الإنسان تتدّمر شيئاً فشيئاً بسبب هذه الصدمات النفسية المتتالية منَ الشريك، لذلك حاول أن تكون ثقافة الاستغناء عالية لديك، فمن يُقدّر قيمتك قدّره وامنحه الحب، ومن يصدمك في كل مرة بالخيانة والغدر، فالأفضل أن تتخلى عنهُ لكسب صحتّك النفسية والتخلص من دور الضحية التي تجعلكَ قلقاً وشكوكاً باستمرار.
العلاج بالأدوية:
إذا كانت الصدمة النفسية منَ النوع الحادّ عندَ الفرد، فيجب عليهِ أن يأخذ بعض الأدوية لتهدئة حالته بعدَ أن يصفها الطبيب المختص له، ومن أهم هذه الأدوية هيَ مضادّات الاكتئاب أو المهدئات إذا كانت لديهِ حالة منَ التفكير والقلق والأرق، وعلينا بالذكر أنَ الأدوية وحدها لن تُجدي نفعاً ما لم يكن الإنسان لديهِ الإصرار الكامل في مواجهة صدمته والتغلب عليها، ويأتي هذا الإصرار من خلال الدعم الإيجابي منَ الأسرة أو الأصدقاء أو أي إنسانٍ مقرب ينتشل المُصاب من حالة الحزن الغارق بها.
ما هيَ أعراض الصدمة النفسية؟
توجد بعض الأعراض التي تظهر على الفرد المُصاب بالصدمة، يُمكن ملاحظتها من قِبَل العائلة أو الأصدقاء أو الأفراد القريبين منَ المُصاب، ومنها:
- الشعور باكتئاب حادّ.
- شرود الذهن.
- التزام الصمت.
- الشعور بتأنيب الضمير.
- الشعور بالحزن والخوف.
- الصداع الدائم.
- التفكير المستمر.
- عدم القدرة على فعل أي نشاطٍ يومي.
- زيادة التعرّق وزيادة ضربات القلب أثناءَ تذكر الصدمة.
- الأرق الليلي.
نحن بشر ولسنا روبوتات، فكل إنسان يحمل داخله مزيج منَ المشاعر المختلطة ما بينَ الحزن والسعادة والتفاؤل والإحباط، وهذه المشاعر لا بدَّ من ظهورها خلالَ مراحل حياتنا، ولكن يجب على كل إنسان أن يثق بالله عز وجل ويثق بنفسه أثناءَ مواجهته لأي صدمة أو فشل أو خيانة في حياته.
فربما تنقلب حياته رأساً على عقب بسبب هذه الصدمة، فيوجد الكثير منَ المؤثرين والمشاهير كانت صدمتهم هيَ بداية طريقهم للنجاح والدخول إلى عالم الشهرة، ومن أبرزهم الإعلامية الشهيرة {أوبرا وينفري} بعدَ أن تعرّضت لصدماتٍ عديدة في حياتها مثل التنمر والاغتصاب، ولكن بقوّة إرادتها وإصرارها على انتشال نفسها منَ الظلام إلى الضوء، أصبحت الآن أشهر وأغنى إعلامية في العالم، لذلك لا تستسلم وتنهزم من أول صدمة تُواجهها في حياتك، بل استعدّ دائماً لانتشال نفسك منَ الغرق بها.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.