العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

العنف موجود في كل مكان على وجه الأرض، فيوجد الكثير منَ الأشخاص المعنفين في حياتهم اليومية إما من قِبل أحد والديهم أو أفراد عائلتهم أو حتى شريك حياتهم، والعنف ما هوَ إلّا أذى نفسي وجسدي ومعنوي للإنسان، وتوجد العديد منَ الأنواع المُختلفة للعنف سواءً العنف الجنسي أو العنف ضد الأطفال أو العنف السيكولوجي أو العنف ضد المرأة وغيرها، ولكن المرأة مُعرّضة بشكلٍ كبير للعنف كونها رقيقة جداً ولا يُمكنها في بعض الأحيان الدفاع عن نفسها أمامَ الوحوش البشرية الموجودة حولها، فما هوَ العنف ضد المرأة؟

العنف ضد المرأة

عزيزي القارئ،، نُقّدم لكَ في هذا المقال تعريف شامل عن العنف ضد المرأة وأهم أسبابه، وآثاره، وطرق الحدّ منهُ:

ما هوَ تعريف العنف ضد المرأة؟

العنف ما هوَ إلّا سلوك مُتعمد ومقصود ضد المرأة، سواءً من أفراد عائلتها أو من شريك حياتها، فالعنف لا يقتصر فقط على الأذى الجسدي الذي يُلحقهُ الشخص للمرأة بل يشمل أيضاً الأذى النفسي والمعنوي لديها، وتشعر المرأة في هذه الحالة أنها لا يُمكنها التجرؤ على التكلم أو التعبير عن مشاعرها خوفاً منَ الأشخاص الموجودين حولها أن يُلحقوا الضرر بها، ومنَ الجدير بالذكر أنهُ يتم تعنيف المرأة وسلبها حقوقها كاملةً كإنسانة {كحقها في الحياة، حقها في التعبير عن الرأي، حقها في التعامل كإنسانة} وغيرها منَ الحقوق، والهدف من تعنيف المرأة هوَ سلبها كامل حقوقها والعيش تحت ملكية أفراد عائلتها أو شريكها، كما أنَ العنف لا يعرف ديانة أو معتقد أو مجتمع أو طبقة معينة، فيُمكن أن يحدث العنف ضد المرأة في أي مكان ولدى أي ديانة أو بلد معين، علاوة على ذلك تُعاني المرأة في هذه الحالة منَ الأضرار الجسدية والنفسية والخوف المُستمر كونها تحت التهديد دائماً ويُمكن ضربها في أي لحظة، كما أنَ الإحصائيات والتقديرات العالمية تُشير إلى أنَ واحدة من كل 3 نساء مُعرّضة للتعنيف من كافة أنحاء العالم، وبالتالي هذه إحصائية خطيرة جداً على المرأة.

ما هيَ الآثار التي تنتج عن العنف ضد المرأة؟

توجد العديد منَ الآثار التي تشعر بها المرأة وتُلحق بها الضرر منَ العنف، ومن أهمها:

1. الآثار الجسدية:

أثناءَ تعرّض المرأة للعنف الجسدي ستُصاب بالعديد منَ الآلام والأوجاع المُختلفة في كافة أنحاء جسدها {كالتعضيل الجسدي، الصداع، آلام في البطن من شدّة الخوف، اضطرابات في الجهاز الهضمي} وغيرها منَ الآلام التي تشعر بها بحسب مكان الأذى، بالإضافة إلى وجود كدمات ورضوض قوية وكسور في أجزاء الجسم، وهذه الإصابات ستعمل على وجود مشاكل جسدية إضافية لديها كآلام في فترة الحيض بشكلٍ مستمر.

2. الآثار النفسية:

المرأة تتأثر نفسيتها بشكلٍ كبير من أي أذى يلحق بها سواءً عنف جسدي أو عنف لفظي ومعنوي، فمنَ المُحتمل أنها ستُصاب بالاكتئاب والأرق واضطرابات النوم وعدم القدرة على التعبير عن رأيها وفقدان الثقة بنفسها والخوف المُستمر من أي فعل يُغضب الطرف الآخر، ستُصبح أكثر حساسية ومنَ المُمكن أن تُفكر بالانتحار، بالإضافة إلى أنها تُفضّل الانعزال وقطع العلاقات الاجتماعية، ونفسيتها ستؤثر على صحتها بشكلٍ سلبي، فتبدأ صحتها بالتدهور شيئاً فشيئاً.

3. الآثار الاجتماعية:

العنف المُستمر سيُسبب لها عدم القدرة على الذهاب إلى العمل اليومي، ومنَ المُمكن أن تُقدّم استقالتها خوفاً على نفسها منَ الطرف الآخر، بالإضافة إلى قطع جميع علاقاتها الاجتماعية وصداقاتها وانعزالها بمفردها في منزلها تحتَ ملكية الشخص الذي يعنفها.

ما هيَ أسباب العنف ضد المرأة؟

تتعدّد أسباب العنف المُمارس ضد المرأة، ومن أهم هذه الأسباب:

  • الأمراض النفسية: وهوَ سبب رئيسي لقيام أي شخص بتعنيف المرأة، فوجود بعض الأمراض النفسية لديه {كالفصام، النرجسية، اضطراب ثنائي القطب} أو أي مرض نفسي آخر منَ المُمكن أن يدفعه لتعنيف المرأة والتحكم بها ووضعها تحت سيطرته الدائمة، فبعض الأشخاص يشعرون بجنون العظمة أثناءَ تعنيفهم للمرأة.
  • العوامل الأسرية: أيضاً منَ المُمكن أنَ الشخص الذي يقوم بتعنيف المرأة عاشَ طفولة قاسية نوعاً ما مع والديه وأثناءَ مشاهدته لوالده وهوَ يقوم بتعنيف وضرب والدته ترسخت هذه الفكرة داخل عقله وبدأ يعتمدها في حياته الشخصية، لذلك الوالدين هم قدوة أبنائهم فعندما يرى الولد أنَ والده يُحب والدته ويمنحها الراحة والحنية والسعادة سيكبر في بيئة طبيعية أساسها الحب والطيبة واحترام المرأة.

قد يهمك: ما هو دور الوالدين في غرس القيم الاخلاقية في الأبناء؟

  • الزواج غير المُتكافئ: منَ المُمكن أن يقوم بعض الوالدين بتزويج بناتهم إلى أشخاص أكبر منهم سناً بشكلٍ كبير، فيكون فارق العمر بينَ الفتاة والرجل وخاصةً إذا كانت طفلة سبباً من أسباب العنف، ففي هذه الحالة منَ المُحتمل أن يقوم الرجل بتعنيف زوجته القاصر لوضعها تحت إرادته بالكامل، بالإضافة إلى الزواج دون موافقة الفتاة فحتى هذه اللحظة توجد العديد منَ البلدان لا تُوّفر الراحة النفسية وحق الاختيار للفتاة، بل الرأي فقط لوالديها أو أحد أقاربها.
  • قبول المرأة بالعنف: توجد الكثير منَ النساء اللواتي تقبلنَ العنف ضدهم، وذلكَ يكون لعدّة أسباب إما لأنها لا تمتلك أي مأوى آخر أو بسبب أطفالها الصغار أو كونها لا تثق بنفسها وبقوّتها وتعتبر نفسها ضعيفة ولا يُمكنها التخلص من عذابها، فهذا السبب من أهم الأسباب الذي يدفع الرجل أو الطرف الآخر بالتمادي في تعنيف المرأة يوماً بعدَ يوم.
  • الجهل: وهوَ سبب مهم جداً، فالجهل وعدم المعرفة بحقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكلٍ عام يُوّلد العنف وخاصةً ضد المرأة.
أسباب العنف ضد المرأة

كيفَ يُمكن الحدّ منَ العنف ضد المرأة؟

توجد الكثير منَ الحلول للحدّ من تعرّض المرأة للعنف بأشكاله المتعددة، ومن أهم هذه الحلول:

  • التوعية بشكلٍ مستمر، وهذا بدوره يعود إلى الوالدين والمدرسة والنظام التعليمي بأكمله، ففي المنزل يجب على الوالدين أن يمنحوا أطفالهم الحب والاهتمام وكيفية احترام الطرف الآخر وعدم التمادي على المرأة واحترام حقوقها، ويتم ذلك عن طريق التعامل الطبيعي المليء بالحب والاحترام بينَ الوالدين، فكما ذكرنا في الأعلى أنَ الوالدين قدوة لأبنائهم، علاوة على ذلك يجب ذكر حقوق المرأة واحترامها في الكتب المدرسية والجامعية وكيفية التعامل معها وأنها إنسان لها حقوق وواجبات ولا يجب تعنيفها أو إلحاق الضرر بها.
  • الثقافة والاطّلاع على حقوق المرأة وخاصةً بينَ الأشخاص المتزوجين، فالشخص المُقبل على الزواج عليهِ أن يقرأ الكثير منَ المقالات والكتب حول كيفية التعامل الطبيعي بينَ الزوجين وحقوق كل منهما على الآخر، بالإضافة لقراءة خطورة هذه المشكلة على المرأة والآثار التي تترتب عليها جراء تعنيفها، فالثقافة من أهم الحلول التي تحدّ من هذه المشكلة.
  • زيادة ثقة المرأة بنفسها وتمكينها في المجتمع، فيجب أولاً على الوالدين تعزيز ثقة الفتاة بنفسها وبأنها قادرة على فعل أي شيء تريده ولا تسمح لأي أحد أن يقوم بإزعاجها أو تعنيفها، بالإضافة إلى دور المجتمع في احترام حقوق المرأة ومنحها الثقة وتعزيز دورها الهام بهِ من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
  • سن التشريعات والقوانين التي تقضي بمُحاكمة كل شخص يقوم بتعنيف المرأة أو سلبها حق من حقوقها، بالإضافة إلى ضمان حق المرأة ومنحها تعويضاً بالأضرار التي لحقت بها.
  • الاهتمام بتوعية المجتمعات بخطورة الزواج المبكر للفتيات على صحتهن الجسدية والنفسية، بالإضافة لنشر الوعي بينَ الأفراد بأنَ المرأة يحق لها الاختيار ولا يُمكن أن تفعل أي شيء خارج عن إرادتها أو بالإجبار.

النساء من ألطف وأجمل المخلوقات الموجودة على الأرض، وهيَ لا تحتاج إلّا الحب والاهتمام والرعاية والحنية، فالمرأة هيَ الأم والزوجة والأخت وصديقة الدرب، لذلك تجنب تعنيفها وحاول احتوائها قدر الإمكان.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق