فايروس كورونا المستجد
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فايروس كورونا المستجد هو وباء عالمي يغزو العالم في عام ٢٠٢٠م، والذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في أواخر عام ٢٠١٩م.
وتتمثل أعراضه في الحمى، السعال وضيق في التنفس، بالإضافة إلى ذلك عانى بعض الأفراد من أعراض فقدان لحاستي الشم والتذوق، وتتتراوح شدة أعراضه ما بين منخفضة إلى شديدة، وذلك باختلاف مناعة الأفراد وليس باختلاف أعمارهم كما شاع لدى البعض، ولذلك يوصى الجميع بالإنتباه على مناعتهم والالتزام بإجراءات السلامة والوقاية العامة.
وتعد مضاعفات فايروس كورونا خطيرة جدًا حيث يمكن أن يتسبب في التهاب رئوي في الرئتين وفي فشل الأجهزة والعديد من الأعضاء مما يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله، وقد اختلطت أعراض فايروس كورونا المستجد على الأفراد ظنًا منهم أنه مجرد انلفونزا، ولذلك سيهتم المقال الحالي في ذكر الفرق بين فايروس كورونا المستجد وبين فايروس الإنفلونزا، بالإضافة إلى الفرق بين فايروس كورونا المستجد وفايروس السارس.(١)
الفرق بين فايروس كورونا المستجد وبين فايروس الإنفلونزا
انتشرت مؤخرًا الكثير من الشائعات بين الأفراد والتي تذكر أن فايروس كورونا المستجد هو عبارة عن انفلونزا ولا يخيف على الإطلاق، ولكن ومع الأسف (والغرض من ذلك ليس التخويف بل وجوب التحذير والتنبيه) فإن فايروس كورونا المستجد يختلف بشكل كبير عن فايروس الإنلفونزا وخصوصًا في الخصائص التالية: (٢)
- أعراض الإنفلونزا غالبًا ما تظهر فجأة وتختفي خلال أسبوعين، ولكن أعراض فايروس كورونا المستجد تحتاج إلى فترة حضانة من يومين إلى أربعة عشر يومًا تقريبًا قبل ظهور الأعراض على المرضى، وتختلف فترة المرض والشفاء من شخص لآخر.
- شدة أعراض فايروس الأنفلونزا واضحة ومن النادر جدًا حدوث أي مضاعفات، على عكس فايروس كورونا المستجد والذي كانت أعراضه حادة لدى البعض وطفيفة لدى البعض الآخر.
- تكمن أعراض فايروس كورونا المستجد في السعال، ضيق في التنفس والحمى، كما لاحظ بعض المرضى فقدان حاستي التذوق والشم، ولكن أعراض الإنفلونزا الموسمية تكمن في ارتفاع درجة الحرارة، السعال، العطاس، القيء، الإسهال، سيلان الأنف وغيرها من الأعراض المتعددة.
- اختلفت الإحصائيات التي توضح نسبة الوفاة من فايروس كورونا المستجد حول العالم، ولكن اتفق الجميع أن نسبة الوفاة من الإنلفونزا تساوي ١% فقط، وهي أقل بكثير من نسبة الوفاة من فايروس كورونا المستجد.
- من النقاط البارزة أيضًا في توضيح الفرق بين فايروس كورونا المستجد وبين فايروس الإنفلونزا نقطة أن نسبة العدوى من مرضى فايروس كورونا المستجد أعلى بكثير من نسبة العدوى من الإنفلونزا، حيث يعبر عن نسبة انتشار العدوى بمصطلح رقم التكاثر الأساسي، والذي يساوي ١.٣ في الإنفلونزا، ويتراوح ما بين ٢ إلى ٣ في فايروس كورونا المستجد، ومع الوضع العالمي الحالي فهذه النسبة معرضة للتزايد بشكل مخيف.
- لم يتم تعريف فايروس الإنفلونزا على أنه وباء عالمي، وهذا بالتأكيد عكس ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عن فايروس كورونا المستجد والذي تم تصنيفه كوباء وجائحة عالمية.
- وجود لقاح للوقاية من الإنفلونزا الموسمية، ولكن في المقابل ما زال العلماء يبحثون ويعملون ليل نهار لإيجاد لقاح يقي من الإصابة بفايروس كورونا المستجد. إقراء جامعة بريطانية تصنع لقاح لفيروس كورونا.
- وجود علاجات واضحة للإنفلونزا ولمقاومة أعراضها، في حين أن التجارب ما زالت مستمرة لإيجاد علاج أو دواء قادر على تخفيف الأعراض عند الإصابة بفايروس كورونا المستجد.
الفرق بين فايروس كورونا المستجد وفايروس السارس
بعد توضيح الفرق بين فايروس كورونا المستجد وبين فايروس الإنفلونزا، يجدر التوضيح أيضًا الفرق بين فايروس كورونا المستجد وبين فايروس سارس، وذلك لحدوث لكثير من اللبس في هذا الجانب أيضًا، حيث ينتمي فايروس كورونا المستجد وفايروس السارس إلى نفس العائلة، وهي عائلة فايروس كورونا أو الفايروس التاجي.
وللتفريق بينهما أطلق العلماء على الوباء الحالي اسم فايروس كورونا المستجد COVID-19 بينما أطلق العلماء على فايروس سارس SARS اسم مرض الالتهاب الرئوي الحاد والذي تفشى في عام ٢٠١٣، وكلا النوعين قادمين من الخفافيش والتي تعد المضيف الرئيسي لهم، ولكنهما يختلفان في عدد من النقاط أهمها: (٣)
- من النادر الشعور بالإسهال والقشعريرة لدى المصابين في فايروس سارس، على العكس من المصابين بفايروس كورونا المستجد والذين يشعرون غالبًا بهذه الأعراض.
- يعد فايروس السارس أكثر فتكًا وتسببًا للوفاة من فايروس كورونا المستجد.
- تعتبر درجة الشعور بالأعراض لدى المصابين بفايروس السارس شديدة جدًا، وعلى العكس من ذلك فإن المصابين بفايروس كورونا المستجد قد تختلف نسبة شعورهم بالأعراض من خفيفة إلى متوسطة، وتصل إلى حادة في بعض الأحيان.
- لم ينتشر فايروس السارس بمعدلات سريعة أبدًا بين البشر، واعتبر من الأمراض المعدية بصعوبة، وذلك على عكس فايروس كورونا المستجد والذي ينقل العدوى من شخص لآخر حتى قبل ظهور الأعراض، وتواجه الحكومات في الوقت الحالي العديد من الضغوط لمنع تجوال الأفراد وتوفير الحاجيات الهامة لهم من دون التعرض للأذى.
- استطاع العلماء حصر المصابين بفايروس سارس بسهولة قبل انتشاره، وقد أصيب به ٨٠٠٠ آلاف شخص حول العالم تقريبًا، وفي المقابل أصيب حتى اللحظة في شهر إبريل من عام ٢٠٢٠م قرابة المليونين شخص حول العالم بفايروس كورونا المستجد.
اجراءات الحماية والوقاية من الفيروسات
من المهم أن يحافظ الفرد على صحته ويحمي نفسه من الفايروسات بأنواعها، بما يشمل فايروس الإنلفونزا أو فايروس كورونا المستجد وغيرها من الفايروسات الأخرى، وفي الوقت الحالي أوصت منظمة الصحة العالمية بعدد من التوصيات للوقاية من فايروس كورونا المستجد والحد من انتشاره قدر الإمكان، وفيما يلي بعض هذه التوصيات:
- غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون، ويفضل غسل اليدين لمدة لا تقل عن عشرين ثانية.(٤)
- المحافظة على المسافة بين الأفراد، ومن المهم أن لا تقل المسافة عن ثلاثة أقدام أو ما يعادل مترين، وأطلق على ذلك مفهوم التباعد الإجتماعي.(٤)
- تجنب لمس العينين، الأنف والفم وخصوصًا خارج المنزل، بالإضافة إلى الانتباه من لمس الأسطح الأخرى عند الخروج من المنزل واستخدام المعقمات في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.(٤)
- تغطية الفم والأنف عند السعال وذلك باستخدام منديل ورقي يتم التخلص منه مباشرة. إقرأ هل تمنع الكمامات الإصابة بالفايروسات حقًا.(٤)
- عند الشعور بالحمى، السعال والضيق في التنفس يرجى طلب المعونة الطبية على الفور، وعدم التواني عن آداء الفحص الطبي عند الجهات الموثوقة، حتى لا يتعرض الفرد وعائلته للخطر على الإطلاق.(٤)
- الإطلاع على آخر التطورات من المصادر الموثوقة فقط والالتزام باجراءات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى أهمية تجنب نقل الإشاعات الغير مؤكدة.(٤)
- البقاء في المنزل عند الشعور بأعراض المرض حتى وإن كانت مجرد انفلونزا، وتجنب مخالطة الآخرين، وذلك للحفاظ على مناعة الفرد وعلى مناعة المحيطين به قدر الإمكان.(٤)
- اجراء التحاليل الطبية المناسبة عند العودة من السفر من الدول الموبوءة أو بعد مخالطة الأفراد المشتبه إصابتهم بالفايروس.(٤)
- التقليل قدر الإمكان من التدخين أو محاولة استغلال الفترة الحالية للتوقف عنه، وذلك لأن السجائر يمكن أن تزيد من فرص انتقال العدوى، بالإضافة إلى أضرارها على الرئة وعلى انخفاض سعتها وقدرة تحملها.(٥)
المراجع:
١- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/coronavirus/symptoms-causes/syc-20479963
٢- https://www.livescience.com/new-coronavirus-compare-with-flu.html
٣- https://www.healthline.com/health/coronavirus-vs-sars#bottom-line
٥- https://www.who.int/news-room/q-a-detail/q-a-on-smoking-and-covid-19