المقدمة
الكحة هو ما يلجأ له الجسم بغرض التخلص من البلغم أو المواد الغريبة الموجودة في الحلق.
فعندما يتهيج الحلق لشيء ما غريب فيه كالغبار أو ما شابه، يُرسل الجهاز العصبي تنبيهًا للدماغ، ويقوم الدماغ بتحفيز عضلات الحلق، الصدر والبطن بالانقباض لتُخرج الأجسام الغريبة إلى الخارج.
يُمكن أن يسعل أي شخص من حين لآخر بشكل طبيعي لتطهير الحلق.
لكن في بعض الحالات يُمكن أن يتكرر السعال ويستمر لعدة أسابيع، وفي هذه الحالة يجب التعامل مع الكحة بشكل مختلف، وهذا ما سأذكره في هذا المقال.
أنواع السعال
تختلف أنواع الكحة وفقًا لأسبابها، وفيما يلي أبرز أنواع الكحة:
الكحة الجافة
وهي الكحة التي لا يخرج منها البلغم.
غالبًا ما تحدث نتيجة التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا، ويشعر فيه المريض بما يُشبه الدغدغة في الحلق ولكن بدون مخاط أو بلغم.
أسباب الكحة الناشفة
في الكحة الناشفة يشعر الشخص بما يُشبه الحكة في حلقه، ولا يخرج البلغم مع الكحة.
غالبًا ما يُصيب الشخص كنوبات طويلة من السعال، وفيما يلي أسباب الكحة الناشفة:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي كالبرد أو الأنفلونزا.
- التهاب الحنجرة.
- التهاب الحلق.
- الإصابة بالخناق.
- التهاب اللوزتين.
- الربو.
- الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي مثل حساسية الغبار.
- داء الارتداد المعدي المريئي.
- بعض الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- التعرض لبعض المهيجات مثل الغبار، الدخان وتلوث الهواء.
كما يُعتبر السعال الجاف من أعراض الإصابة بكوفيد – 19.
السعال الديكي
وهو سعال يحدث بسبب الإصابة ببكتيريا البورديتيلا الشاهوقية، ويتضمن نوبة من السعال الحاد الذي يُمكن أن يقود إلى القيء، الإرهاق والتعب.
يُطلق على المرحلة الثانية من الإصابة بالسعال الديكي اسم السعال الانتيابي، والذي يستمر لفترة تتراوح بين أسبوع أو ست أسابيع.
يُعتبر السُعال الديكي من الأمراض الشائعة بين الأطفال، ولهذا السبب يُمنح الأطفال لقاح ضده لخفض خطر الإصابة به لدى الأطفال.
أسباب السعال الديكي
يُمكن أن تحدث الإصابة بالسعال الديكي لأسباب أخرى غير بكتيريا البروديتيلا الشاهوقية مثل:
- الإصابة بالربو.
- الإصابة بتوسع القصبات، وهي حالة طبية تتوسع فيها القصبات الهوائية وتمتلك جدارًا أسمك من القصبات الطبيعية، وهذا يقود إلى تراكم البكتيريا والإصابة بالالتهابات.
- التهاب الشعب الهوائية.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي.
- الالتهاب الرئوي.
- مرض السل.
يُمكن أن تتحول شفتا المريض إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين، وفي هذه الحالة يجب الذهاب للطبيب حالًا.
سعال الخناق
وهو سعال ناتج عن الإصابة بعدوى فيروسية، وهو يُصيب الأطفال الأصغر من 5 سنوات غالبًا.
الكحة الليلية
على الرغم من أن الكحة أحيانًا لا تتجاوز كونها مجرد شعور مزعج أو دغدغة في الحلق، ولكنها تُصبح في بعض الأحيان مزعجة للغاية، وخصوصًا عندما تُجبرنا على الاستيقاظ من النوم.
كما ذكرنا أعلاه، فالكحة تحدث كردة فعل من الجسم نتيجة وجود مواد مهيجة للحلق أو مواد غريبة في الحلق كالبلغم أو الغبار.
أسباب الكحة الليلية هي ذاتها أسباب الكحة خلال النهار، ولكنها أكثر إزعاجًا لأنها تتسبب في الاستيقاظ من النوم.
عادة ما يختفي السعال من تلقاء نفسه بعد عدة أيام، وهاذا ما أكده مجموعة من الأطباء، ولكنه في بعض الحالات يُصبح حادًا للغاية، ويستمر لفترة طويلة.
يُعتبر السعال الليلي المزمن عرض من أعراض أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية، مرض الانسداد الرئوي المزمن أو قصور في عضلة القلب.
لهذا السبب إذا استمرت الكحة الليلية لفترة طويلة تزيد عن ثلاثة أسابيع يجب زيارة الطبيب في الحال.
كما تزداد ضرورة زيارة الطبيب إذا ازدادت كمية البلغم لأكثر من ثلاثة أسابيع باستمرار.
أسباب الكحة المستمرة أو المتكررة
يُمكن أن يتكرر السعال لعدة أسباب، وبعض هذه الأسباب دائمة بينما بعضها الآخر مؤقت، ويُعتبر السعال مزمنًا إذا استمر لأكثر من ثمانية أسابيع، ويُمكن أن تكون الكحة المتكررة جافة أو يُصاحبها البلغم.
يُمكن للطبيب تشخيص السعال المستمر بحسب عمر الشخص، تاريخه الطبي والأعراض الأخرى التي يشعر بها مع السعال، وفيما يلي أبرز أسباب الكحة المتكررة:
- التنقيط الأنفي الخلفي: وهي حالة طبية تتضمن إفرازًا مفرطًا للمخاط في الأنف، وقد يحدث نتيجة وجود أي مرض في مجرى الهواء العلوي مثل الحساسية التنفسية، حمى القش أو الزوائد الأنفية.
- الربو المصاحب للسعال: وهو نوع من أنواع مرض الربو، ويُمكن أن يرافقه بعض الأعراض مثل ضيق التنفس.
- داء الارتداد المعدي المريئي: ويتضمن هذا المرض حموضة مستمرة في المعدة، وهي التي تتسبب في الكحة، وتزداد أعراضه حدة عند الاستلقاء في الليل.
- الالتهاب الرئوي اليوزيني: وهي حالة مناعية يصعب تشخيصها، وتُعد من أشهر أسباب الكحة المتكررة.
- التدخين: حيث يُعد التدخين من أكثر الأسباب المؤدية إلى السعال المزمن، وهذا لأن السموم الموجودة في الدخان تُتلف الممرات التنفسية.
- داء السل.
- بعض الأدوية: مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين الموجودة في أدوية الضغط، والتي تؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية وبالتالي حدوث السعال الجاف.
- الانسداد الرئوي المزمن: والذي يُصيب بعض المدخنين أو الأشخاص الذين يتعرضون لعوامل بيئية مختلفة كالسكن في منطقة تحدث فيها العواصف الرملية باستمرار.
- السعال الديكي: ويُعد من أقل أسباب السعال المزمن شيوعًا، وهذا لأخذ معظم الأشخاص المطعوم الذي يقي من الإصابة به.
- العمر: حيث يُصاب معظم الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا بالسعال المزمن نتيجة تقدمهم في السن.
طرق مختلفة لعلاج الكحة
تختلف طُرق علاج الكحة بحسب نوع الكحة وعمر المريض، ويُمكن علاج الكحة باستخدام مجموعة من الأدوية، بالإضافة إلى توفر العديد من العلاجات المنزلية للسعال.
علاج الكحة عند الكبار
يُمكن علاج الكحة عند الكبار بتحديد السبب المؤدي إلى الكحة، فإذا كان سببها هو التدخين سيقوم الطبيب بنصح المريض بالتوقف عن التدخين.
وإذا كنت تتناول دواء مثبط للإنزيم المحول للأنجيوتنسين ربما يمنحك الطبيب دواءً بديلًا لا يُسبب السعال كأثر جانبي.
أما إذا كنت مصابًا بالسعال بسبب الحساسية سيمنحك الطبيب دواء مضاد للهستامين، مزيل للاحتقان أو دواء من مجموعة الكورتيكوستيرويدات.
إذا كان سعالك بسبب الالتهابات ستُساعدك المضادات الحيوية على التغلب على البكتريا المسببة للمرض.
كما يُمكن أن يصف الطبيب أدوية الربو في الحالات المزمنة والتي تستدعي استخدام دواء الربو عن طريق الاستنشاق.
علاج الكحة عند الأطفال
لا يزال الجهاز المناعي عند الأطفال يتطور، ولهذا السبب يُصاب الأطفال كثيرًا بالمرض والالتهابات.
معظم الأدوية غير ملائمة للأطفال، ولهذا السبب يلجأ العديد من الأشخاص للعلاجات المنزلية مثل الآتي:
- استخدام قطرات الأنف التي لا تحتاج لوصفة طبية، وتُعتبر هذه القطرات المالحة وسيلة ممتازة لإزالة المخاط من الأنف، كما يُمكن أن تُقلل من حدة السعال الليلي عند الأطفال.
- شرب المزيد من السوائل: عندما يمرض الأطفال يحتاجون إلى شرب المزيد من الماء، وهذا لأن الماء يُساعد الجسم على مقاومة المرض.
- العسل: وهذا فقط للأطفال الأكبر من عام واحد، حيث يُنصح بمنحهم العسل الذائب في الماء الدافئ، ولكن العسل غير ملائم للأطفال الأصغر من عام واحد.
- وضع وسادة تحت رأس الطفل: وهذا لأن رفع رأس الطفل يُخفف من حدة السعال وخصوصًا خلال النوم.
- استخدام أجهزة الترطيب البارد: وهذا لأن ترطيب الجو يُساهم أيضًا في ترطيب الحلق ويُخفف من السعال، وفي حال عدم توفر الجهاز يُمكن وضع الطفل في حمام من البخار الساخن.
- الفرك بالمنثول: وهذا علاج عشبي فعال، ويُمكن فرك المنثول على أرجل الطفل، ويُنصح بعدم دهنه على صدر الطفل أو أنفه، وهذا لاحتمالية زيادته للمخاط.
- الأدوية: لا يُنصح بعلاج الأطفال من السعال بالأدوية، ولكن إذا تم تشخيصهم بالخناق يُمكن أن يصف الستيرويد لتقليل الالتهابات.
علاج البلغم للرضع
يُمكن أن تكون إصابة الرضع بالسعال مخيفة، وهذا لصعوبة التعامل مع الأطفال الرضع ومعرفة كيف يشعرون، وفيما يلي مجموعة من الوسائل التي تُستخدم لعلاج البلغم للرضع:
- حليب الأم: حيث تُساعد السوائل على طرد البلغم من الجسم، وأفضل سائل للرضع هو حليب الأم.
- استخدام قطرات الأنف: حيث تُساعد قطرات المحلول الملحي في أنف الطفل على إزالة البلغم والمخاط من أنف الطفل.
- شفط المخاط: يُمكن أن تُحاول الأم استخدام الحقنة بدون الإبرة، ثم مُحاولة شفط المخاط من أنف الرضيع، وهذا لعدم قدرة الرضيع على إخراجه وحده.
- ترطيب الهواء: وهذا لأن ترطيب الهواء سيُساهم بترطيب الحلق، وبالتالي إذابة البغلم وإخراجه.
- وضع الوسائد: حيث ينصح الأطباء بزيادة الوسائد أسفل رأس الرضع، لأن هذه الوضعية تُحفز من عملية إخراج البلغم.
- إزالة المهيجات: ومن ضمنها الغبار ومسببات الحساسية مثل الأزهار أو الحيوانات الأليفة.(7)
علاج الكحة الشديدة
يُمكن أن تكون الكحة شديدة ومزعجة للغاية، وفي هذه الحالة يُمكنك اتباع هذه النصائح لعلاج الكحة الشديدة:
- أخد المقشعات: وهي الأدوية التي تُذيب البلغم وتُساعدك على التخلص منه.
- مرهم المنثول: ويُطلق عليه في الدول العربية اسم ڤكس، ويُمكن دهنه موضعيًا على الحلق والصدر لتحسين التنفس، كما يُمكن غليه مع الماء واستعماله كتبخيرة تُساعد على ترطيب الحلق وإزالة البلغم.
- أخد أدوية مضادات الهستامين.
- الأدوية المزيلة للاحتقان.
- الأدوية المسكنة للألم.
- تناول أدوية السعال بعد التأكد من الطبيب المختص.
علاج السعال بالأدوية
يُمكن أن يتناول البالغين بعض الأدوية لعلاج السعال، ولكن من المهم تجنب منح الأطفال أو الرضع أي أدوية بدون وصفة طبية.
فيما يلي بعض الأدوية الملائمة لعلاج السعال:
- المضادات الحيوية: وهذا في حال الإصابة بالتهابات في الحلق.
- أدوية السعال المخصصة للأكبر من ست سنوات.
- البخاخات المزيلة للاحتقان.
- أدوية السعال التي لا تتطلب وصفة طبية.
- استخدام الأدوية الطاردة للبلغم.
علاجات منزلية للسعال
في بعض الأحيان يُمكن أن تحتاج بعض العلاجات المنزلية للسعال، وفيما يلي مجموعة من هذه العلاجات:
- العسل: ويُمكن تناوله مباشرة، إذابته في الماء البارد أو خلطه مع شاي الأعشاب.
- البروبيوتيك: وهي الأطعمة التي تدعم توازن البكتيريا الطبيعية في الأمعاء مثل الزبادي والمخللات.
- النعناع: حيثُ يُمكنك شرب مغلي النعناع، الشاي بالنعناع أو غلي النعناع واستنشاق رائحته.
- الزعتر: وهذا بصنع شاي الزعتر الذي يحتوي على مركبات الفلافونويد التي تُرخي عضلات الحلق.
- الغرغرة بالماء المالح: وهذا يُمكن أن يُقلل من حكة الحلق التي تؤدي إلى الكحة.
- شاي الزنجبيل: وهذا بغلي جذر الزنجبيل في الماء لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة، ويُمكن إضافة ملعقة من العسل لفعالية أفضل.
- الكركم: وهذا بغلي الكركم مع القليل من الفلفل الأسود.
- عصير الليمون مع العسل.
- البروميلين: وهو مستخلص من جذور الأناناس، وتُظهر العديد من للدراسات أن له القدرة على مكافحة السعال وإذابة البلغم.
- شُرب الكثير من السوائل: وهذا لأن للسوائل المختلفة كشاي الأعشاب والماء دور فعال في إذابة البلغم ومكافحة السعال.