الهوميوباثي “المعالجة المثلية”
حاول الإنسان منذ قديم الزمان إيجاد حل لعلاج الأمراض و الآلام التي عانى منها بكافة الوسائل الممكنة، و مع تطور التكنولوجيا والعلم استطاع العلماء إيجاد حل لكثير من هذه المشاكل الصحية التي كان الكثيرين يعانون منها.
مع كل هذه السنوات التي مرت والأبحاث التي أجريت ما زال العلماء عاجزين عن بعض المشاكل الصحية التي لم يستطيعوا إيجاد حل لها حتى الآن مثل الآلام المزمنة التي لا نجد لها تفسير وغيرها من المشاكل الصحية المزعجة.
حتى الطب التقليدي لم يستطع أن يساعد في هذه الحالات لذلك ظهرت المعالجة المثلية “الهوميوباثي” لتساعد في إيجاد حل لهذه المشاكل أو على الأقل التخفيف من الأعراض.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن المعالجة المثلية “الهوميوباثي” وطرقها.
حول المعالجة المثلية “الهوميوباثي”
المعالجة المثلية “الهوميوباثي” باللغة الإنجليزية Homeopathy، هو نمط من أنماط الطب البديل ظهر في أواخر القرن الثامن عشر وقد صاغ مبادئه صامويل هانيمان، ويستند هذا النوع من المعالجة على قانون أبقراط في الطب (المثل يعالج بالمثل).
يعتبر مبدأ ظهر من زمن طويل ويستند على فكرة أن الجسم يستطيع مكافحة المرض وإيجاد طريق الشفاء وكل ما يجب علينا فعله هو مساعدته على القيام بذلك والوصول إلى حالة من التوازن أي بمعنى آخر تقوية مناعة الجسم ودعمها.
من أفكار هذا النمط من المعالجة أن مادة معينة إذا دخلت إلى جسم شخص ما ستحدث أعراضًا مرضية سيئة، ولكن إذا أعطيت لشخص مريض بنسبة مخففة ستجعل جسمه ينتبه إلى الخلل الحاصل ويركز في شفاء النسيج المريض وبالتالي نكون قد ساعدنا الجسم على الشفاء.
سميت هذه المعالجة بهذا الاسم لأننا نعالج الجسم بمثل السبب الذي أدى للمرض أي المثل يعالج بالمثل.
في بعض البلدان أصبحت المعالجة المثلية نظام معتمد بشكل رسمي مثل المانيا وتتواجد بالمستشفيات والعيادات ويتداوى بها أعداد كبيرة جدًا من الناس.
حتى أنك تستطيع إيجاد الأدوية التي تتبع لهذا النمط من المعالجة والتي تصنع من مكونات نشطة للنباتات والحيوانات مخففة بالماء في الصيدليات العادية.
المشاكل التي يعالجها الهوميوباثي
لا يعالج الهوميوباثي مشكلة أو مرض بحد ذاته ولكنه يقوم بمعالجة الجسم وتحسين وضعه كاملاً أي كما سبق وقلنا يعمل على تقوية جهاز المناعة.
يتعلم الشخص كيف يتعامل مع ألمه باستخدام هذا النمط من المعالجة.
تعتبر هذه الطريقة في العلاج فعالةلعلاج الأمراض والأعراض المزمنة بشكل عام مثل:
- الإكتئاب.
- أعراض القولون المتهيج “القولون العصبي”.
- القلق.
- الأعراض التحسسية.
- متلازمة ما قبل الحيض.
- آلام الأسنان المجهولة السبب.
- الخدوش و الكدمات.
- مشاكل الجهاز التنفسي.
- التهابات الأذن.
- الاضطرابات الهرمونية.
المعالجة المثلية للتغلب على تأثيرات علاجات السرطان:
تسبب علاجات السرطان مشاكل كثيرة وإرهاقًا للجسم، تستخدم المعالجة المثلية لتخفيف الآثار الضارة لعلاجات السرطان سواء العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
وفي دراسات قام بها خبراء لعدة أدوية تستخدم في المعالجة المثلية تبين فعالية الأذريون الموضعي للوقاية من التهاب الجلد الحاد أثناء العلاج الإشعاعي، وغسول الفم تروميل – س لعلاج التهاب الفم الناتج عن المعالجة الكيميائية.
آلية المعالجة المثلية
- الخطوة الأولى هي إجراء استجواب شامل وطويل للمريض ومعرفة كافة الأعراض التي يعاني منها والتاريخ الطبي والأدوية المستخدمة سابقًا ونمط حياة المريض أي يجب معالجة حالة المريض بالكامل.
- القيام بفحوص مخبرية تساعد الطبيب بتقييم الوضع الصحي العام للجسم.
- نضع العلاج الملائم للمريض حسب حالته ووضعه واختيار الدواء المناسب بعناية.
- يتم تقرير لقاء واحد مع الطبيب كل شهر مرة لمتابعة الوضع و تقييمه.
- نراقب كافة التأثيرات المتوقعة للدواء حتى التي تكون بعيدة كل البعد عن مصدر الشكوى الأساسي.
- إن اقتناع المريض بأن هذه المعالجة فعالة سيؤدي بالتأكيد إلى تسريع عملية الشفاء ولكن ليس من الضروري الإيمان بفعاليته المطلقة.
مدى أمان المعالجة المثلية
دواء المعالجة المثلية يتم تحضيره بواسطة تخفيف مواد كيميائية بالماء لدرجة كبيرة أي لا يوجد جزيئات نشطة من الممكن أن تسبب حالة تسمم.
تعتبر هذه الأدوية آمنة حتى للإستخدام عند الأطفال والحوامل لأنها تؤخذ بكميات ضئيلة جدًا (قطرتين أو ثلاث في اليوم في حال كان الدواء سائل).
إن التخفيف بالماء الذي تتعرض له المواد الفعالة هو ليس تخفيفًا غير مدروس أو عشوائي بل بنسب معينة ومدروسة وأيضًا تتعرض المادة لاهتزازات معينة وتفحص مرارًا و تكرارًا قبل تجريبها على أناس سليمين.
هناك أشكال كثيرة لأدوية المعالجة المثلية فمن الممكن أن تأتي مثل الأدوية العادية على شكل أقراص أو حبوب و سوائل أيضًا.
يفضل وضع نسبة التخفيف بعد دراسة الحالة العامة للمريض وتقرير الأفضل له ولوضعه.
الآثار الجانبية لمنتجات المعالجة المثلية:
- العديد من منتجات المعالجة المثلية تكون مخففة بنسبة كبيرة إلا أن بعضها يمكن أن تحتوي مكونات نشطة تسبب آثارًا جانبية أو تفاعلات دوائية.
- استخدام بعض منتجات المعالجة المثلية مثل تلك الحاوية على معادن ثقيلة كالزئبق أو الحديد غير المخفف بدرجة كبيرة، يمكن أن تسبب آثارًا جانبية ضارة قد تكون خطيرة.
- قد تحتوي بعض منتجات المعالجة المثلية السائلة على الكحول بنسب أعلى من الأدوية التقليدية.
- من الممكن تفاقم الأعراض بشكل مؤقت عند بدء استخدام العلاج المثلي.
نصائح الخبراء في مجال المعالجة المثلية:
لا ينصح باستخدام المعالجة المثلية لتحل محل الرعاية التقليدية المثبتة بل تستخدم كرديف لها، ويجب استشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل استخدام أي منتج من منتجات المعالجة المثلية، وكذلك قبل استخدام المعالجة المثلية للأطفال أو للحوامل والمرضعات.