تاريخ الحروف والأرقام العربية

[faharasbio]

اللغات السامية

يتسائل الكثيرون عن تاريخ الحروف والأرقام العربية، فاللغة العربية هي من اللغات السامية وهي اللغات التي تنتمي إلى مجموعة اللغات السماية الحامية، وتمت تسميتها نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام، وأول من قام بتسميتها بهذا الإسم هو عالم اللغات الألماني شلوتسر في آخر القرن الثامن عشر، وتتضمن اللغات السامية لغات الشعوب التي سكنت شبه الجزيرة العربية، الحبشة، بلاد الشام والعراق.

وقام علماء اللغة بتقسيمها إلى قسمين، حيث القسم الأول هو القسم الغربي، والذي بدوره ينقسم إلى القسم الجنوبي الغربي والذي يتضمن العربية، المعينية، السبئية، الحبشية والحميرية، وغيرهم، وأما القسم الشمالي الغربي فيتضمن الكنعانية، الآرامية وغيرهم، وقيل أن اللغة العربية هي الأقدم من بينهم، ولكن اختلف في ذلك علماء اللغة، وتشابه نطق أحرف هذه اللغات كثيرًا فيما بينها، كما تتشابه بعض الألفاظ في بعضها، وسيهتم هذا المقال بذكر تاريخ الحروف والأرقام العربية، وهي أحد أشهر اللغات السامية.(1)

الحروف العربية

لمعرفة تاريخ الحروف والأرقام العربية يجدر معرفة أن الحروف الهجائية العربية هي حروف تم ضبطها ليكون عددها ثمانية وعشرين حرفًا، وانقسمت الحروف العربية إلى قسمين، حيث أن القسم الأول هو الحروف العربية الأصلية والتي قام العرب بإضافتها إلى الحروف السامية وهي الحروف ث، خ، ذ، ض، ظ، غ، وقد تفرد العرب بحرف الضاد، ولذلك أطلق على اللغة العربية في كثير من الأحيان باسم لغة الضاد.

وأما القسم الثاني فيتكون من الإثنا وعشرين حرفًا المتبقية، وهي الحروف الأصلية في اللغة السامية، وقد تم جمع جميع الحروف الهجائية العربية في مجموعة كلمات هي أبجَد هوَّز حُطِي كَلَمُن سَعفَص قُرِشت ثَخَذٌ ضَظَغُ، وتعمل الآن جميع القواميس العربية بهذه الأحرف.(2)

الأرقام العربية

قبل الحديث عن تاريخ الحروف والأرقام العربية يجب إدراك أن الأرقام تعني عددًا من الرموز التي يستخدمها الأفراد للعد، وكانت في السابق مجموعة عشوائية من الرموز، وأول من عبر عن الأعداد بالرموز هم المصريون القدامى، حتى ابتكرت الأرقام العربية، وهي على عكس ما يظنه البعض فهي عبارة عن الأرقام: (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 0)، حيث أن مجموعة الأرقام المعتمدة الآن في اللغة العربية هي في الأصل الأرقام الهندية وهي: (٠، ١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩)، وذلك لأن الأرقام العربية الأصلية هي الأرقام التي قام العرب بإدخالها إلى أوروبا وبقية دول الغرب في بداية القرن الثامن الميلادي.

وأول من وضع هذه الأرقام هو العالم العربي عبد الله محمد الخوارزمي، وثم نقل علمه العالم فيبوناتشي وانتشرت هذه الأرقام في دول الغرب، بالإضافة إلى ذلك قام الخوارزمي بنشر رسالة بعنوان الخوارزمي عن الأرقام الهندية، وتحدث فيها عن الأرقام الهندية والأرقام العشرية، كما كان العرب أول من وضعوا الرقم صفر للتعبير عن اللاشيء.(3)

تاريخ الحروف والأرقام العربية

بعد تعريف الأبجدية العربية والأرقام العربية كان من المهم تسليط الضوء على تاريخ الحروف والأرقام العربية، وستقوم الفقرات التالية بذكر تاريخ الحروف والأرقام العربية مع قليل من التفصيل.

تاريخ الحروف العربية

قيل أن تاريخ الحروف والأرقام العربية انبثق من اللغة النبطية، وكان يطلق على كتابة الحروف العربية قبل الإسلام بالخط المسند، وكان عبارة عن مجموعة من النقوش الغريبة والتي استخدمها سكان جنوب الجزيرة العربية، واستمر ذلك حتى القرن السابع الميلادي، أي ما يعادل سنة اثنين وعشرين في التاريخ الهجري، حيث أتى الإسلام وعدل على اللغة العربية المستخدمة من قبل قبيلة قريش، حيث أدرك المسلمون أهمية الإهتمام باللغة العربية وهي لغة القرآن، وذلك لكتابة القرآن كتابة صحيحة يستطيع قراءتها أغلبية المسلمين العرب.

بالإضافة إلى ذلك قام العرب المسلمون بوضع النقاط على الأحرف العربية، وكان القرآن يحفظ في الصدور حتى أمر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بكتابة القرآن بالأحرف العربية على يد أمهر الكتاب، وقام أبي الأسود بابتكار نظام الحركات، ولكن اختلف رسمها فكانت الحركات عبارة عن نقاط، وقام بكتابة القرآن في البداية بهذه الطريقة، واهتم بمراجعة كل الكتابة بعد الإنتهاء منها.

تلى ذلك قيام الخليل بن أحمد الفراهيدي وذلك في العهد العباسي، حيث قام بتغيير طريقة كتابة الحركات، حيث كان يعبر عن الفتحة بألف صغيرة فوق الحرف، والكسرة بياء صغيرة تحت الحرف، وأما الضمة فعبر عنها بواو صغيرة فوق الحرف، وابتكر التاء المربوطة والألف المقصورة والهمزات.(4)

تاريخ الأرقام العربية

قبل الحديث عن تاريخ الحروف والأرقام العربية وجب الحديث عن أهمية إدراك الفرق بين العدد أو الرقم، حيث أن الرقم هو شكل رمز العدد، واعتاد العرب القدامى على تسجيل الأرقام باستخدام حروف هجائية، حيث يقابل كل حرف هجائي رقمًا معينًا، وقيل أن الأرقام العربية الحالية، وهي كما تعرف بالأرقام الهندية سابقًا بأن مبتكرها هو الفلكي الهندي أبو جعفر المنصور، وبدأ بعد ذلك في كتابة عدد لا بأس به من الأبحاث في مجال الرياضيات والفلك، ولكن كان الخوارزمي في رسالته بعنوان الخوارزمي عن الأرقام الهندية هو أول من شجع العرب على الكتابة بهذه الأرقام وتعلمها، وقد ابتكر الهنود الأرقام الهندية الحالية نسبة إلى حركات في الأصابع للتعبير عن العدد.(5)

أما بالنسبة إلى نشأة الأرقام العربية الأصلية، وهي الأرقام الإنجليزية حاليًا، والتي يطلق عليها اسم الأرقام الغبارية، فبدأت نشأتها بعد أن صممها الخوارزمي اعتمادًا على عدد الزوايا، حيث كان للرقم واحد زاوية واحدة، وللرقم اثنان زاويتان، وأضاف على ذلك ابتكار المسلمون للرقم صفر الذي لا يمتلك أي زوايا، ولاحظ البيروني أن الأرقام العربية والغبارية كلاهما ذو أصول هندية، وذلك لتعدد أشكال الأرقام باختلاف مناطق الهند.(5)

في البداية استعملت الأرقام الغبارية في بلاد المغرب، ثم الأندلس، ثم إلى الدول الأوروبية، ولكن الأوروبيون اخذوا قرونًا عديدة حتى قاموا بالإعتماد على هذه الأرقام واستخدامها، وقام عدد من الطلاب الأوروبيين بدراسة أصول هذه الأرقام، ولكن من قدم أكبر انجاز وتوضيح بها كان يدعى ليونارد فيبوناكي، وهكذا تكون تاريخ الحروف والأرقام العربية.(5)

أهمية اللغة العربية

بعد معرفة تاريخ الحروف والأرقام العربية، فمن الجدير بالذكر أن يهتم جميع المسلمون باللغة العربية وبحفظها ومنعها من الإختلاط، وذلك لأنها لغة القرآن الكريم، وتحظى لغة الضاد بمكانة لغوية هامة، وذلك لتعدد تقبلها لكافة الأشكال البلاغية الإبداعية، وهي اللغة الخالدة الوحيدة في العالم، وهذا من تكريم الله لها لأنها لغة القرآن والسنة، كما تميزت المؤلفات التي يقوم بكتابتها العلماء العرب، حيث احتوت على لغة عربية واضحة ومنظمة، وكان العلماء القدامى معتادون على الكتابة في شتى أنواع المجالات في الكتاب الواحد، وكان الغرض من ذلك هو مشاركة علمهم مع الآخرين باستخدام اللغة العربية السهلة والتي تمنع القراء من التشتت.(6)

تتميز اللغة العربية عند اللغويين لشمولها على عناصر البلاغة والفصاحة، وسهولة الفاظها وبعد الألفاظ عن التعقيد، بالإضافة إلى توفر عدد من المرادفات للكلمة الواحدة، مما يمنح الكاتب مجالًا واسعًا للتفنن في كتابته، كما يمكن أن تختلف المعاني باختلاف الصوت الذي قيلت به الكلمة، وهذا من المميزات الفريدة في اللغة العربية، بالإضافة إلى ذلك فمن أكثر العوامل التي ميزت اللغة العربية هو عامل الثبات الحر، وهذا يعني ثبات اللغة العربية وانتصارها على عامل الزمن، في حين أن اللغة الإنجليزية على سبيل المثال تعرضت للكثير من عمليات التعديل والتغيير.(6)

قد يهمك: ما هي الأفعال الناسخة كان وأخواتها

المراجع:

  1. الألوكة – اللغات السامية: تعريفها – أقسامها – تدوينها – خصائصها – الباحثون فيها
  2. موضوع – ترتيب الحروف الهجائية
  3. موضوع – بحث عن الأرقام
  4. معرفة – تاريخ الأبجدية العربية
  5. أراجيك – قصة الأرقام العربية
  6. موضوع – أهمية اللغة العربية و مكانتها
[ppc_referral_link]