تعبير عن النظافة – المقدمة
بالنظافة ترتقي الأمم
النظافة عامل ضروري للحفاظ على هيئة الجسم العامة والصحة والشكل والترتيب، لذلك هي من الأمور المهمة التي يجب ممارستها بشكل يومي.
ألهم الله تعالى كل نوع من المخلوقات طريقة لتنظيف أجسادهم، لأن النظافة ضرورية لاستمرار نمط الحياة بدون مشاكل في البيئة والصحة وغيرها.
تطور في الوقت الحالي مفهوم النظافة، وأصبح في الإمكان استخدام الكثير من الأدوات للحفاظ عليها مثل استخدام المعقمات والصوابين بأنواعها وروائحها المختلفة.
يمكن القول أن النظافة الشخصية والعامة أصبحت معيارًا لرقي الأمم، حيث أنه بفضلها ترتقي الأمم وتسمو وتصبح ذات شأن عظيم، حيث تلعب دور مهم في استقرار الصحة الجسدية والنفسية والتخلص من الطاقة السلبية الموجودة بالنفس واستبدالها بطاقة إيجابية تدفع الإنسان للاستمرار في عمله ومشاغل حياته بنشاط أكبر.
يجب أن تحافظ كل الأمم على نظافتها لأجلها أولًا ومن ثم لأجل أن تعكس صورة سليمة عن بنائها بالنسبة للآخرين وبالتالي ستساعد على نيل الاحترام والقبول لأنه من المستحيلات السبع أن نجد مجتمع راقي ومتقدم مليء بالقاذورات.
النظافة قبس من الإيمان
من المعروف بالنسبة للجميع أن النظافة قبس من الإيمان، لذلك من العجيب جدًا أن نرى مؤمنا يرمي بالأوساخ على الأرض ويخرب الأماكن العامة أو حتى الخاصة ويدمر ممتلكاتها.
لا يمكن أن نعد إلقاء القاذورات من أخلاق الدين الإسلامي بل هو فعل شنيع منع عنه الدين، وأوصى ديننا أن نحافظ على الأماكن التي نرتادها نظيفة لكي يرتاده الجميع ولا يشعرون بالنفور منه.
أعطت الشريعة الإسلامية الكثير من الأمثلة في الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة، حيث أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يستخدم السواك وهي من السنن المؤكدة التي أمرنا باتباعها.
العرض: النظافة منهج كامل ينظم الحياة
“امتناعك عن إلقاء القمامة في الشارع يعني توفيرك انحناءة لظهر عامل النظافة، فهل من إحسان لديكم؟!“
لا يوجد ما هو أفضل من بيئة صحية نظيفة تجمل كل أيامنا وتعكس صورة بهية وجميلة عنا، فالنظافة هي التي تشكل هذه الصورة وذكرت في القرآن الكريم بأصغر تفاصيلها حيث قال الله تعالى: “وَثِيَابَكَ فَطَهِّر”، فلو لم تكن بهذه الأهمية فلم حث القرآن الكريم عليها؟
تعني النظافة نقاء الملابس من الدنس والأوساخ وأيضًا نظافة المنزل والأغراض من كل ما يمكن أن يدنسها، ولا ننسى نظافة الجسم التامة وهي العامل الأهم.
كل ما سبق له أثر بالغ في تحسين أنفسنا وحياتنا وجعل كل ما حولنا نقي وخالي من أي قاذورات متراكمة وبالتالي نعيش هانئين تملؤنا الراحة النفسية ونتمتع بجو راقي محيط بنا.
لا يجب أن ننسى دور النظافة في رفع مستوى الانطباع الأول الذي نأخذه عن أي شخص حولنا، فكيف لنا أن نرى الجمال الموجود بأي شيء أو أي شخص إذا لم يكن نظيفًا ومرتبًا، لذلك تعتبر ذات قيمة اجتماعية مهمة وعالية لتعكس صورة إيجابية عن الشخص الذي نواجه.
كما تعطي النظافة راحة نفسية كبيرة وترفع من ثقة الشخص، حيث أن الاهتمام بالملابس ورائحة الجسد وترتيب المنزل كلها أمور باعثة للبهجة والراحة فضلًا عن إبعادها لكل الأمراض.
هناك أبيات شعر شهيرة كتبت في النظافة وأهميتها في رفعة الأوطان على مر كل الأزمان:
نظافة الأوطان
على مدى الأزمان ِ
ترقى بها وتعلو
مكانة الإنســان ِ
ودونها يعانـي
مرارة الهــوان ِ
تخلف العقـول
وعلة الأبــدان ِ
تقود النظافة الشخصية صاحبها لما هو أبعد وأعظم من مجرد اهتمام بالشكل، حيث أنه بالتالي سيحافظ على وطنه نظيفًا بكل ما فيه من حدائق عامة وشوارع فلا يلقي القمامة على الأرض.
ينتج عن كل ما سبق عملية ارتقاء عظيمة للفكر بكل ما فيه من أفكار وقيم ومبادئ وكما قال جورج برنارد:
“ما أجمل النظافة ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا”.
هنا يأتي دور الأهل في تعزيز مبادئ النظافة عند أطفالهم منذ الصغر حيث يجب أن يكتسبوا كل مهارات النظافة المتمثلة في الاستحمام بشكل دوري وغسل اليدين وتفريش الأسنان بعد كل وجبة طعام وقص الأظافر وتسريح الشعر بشكل مرتب.
يقع على عاتق الأهل أيضًا تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على المنزل والملابس وكل المقتنيات التي بحوزتهم، ويفضل أن تتابع المدارس هذا الدور وتحث التلاميذ على الالتزام به من خلال الأنشطة التعليمية لإيصال الرسالة بأفضل شكل ممكن.
لا تعد النظافة واجب شخصي فقط بل هي واجب وطني عالي يبدأ منه كل إنسان بدءًا من جسده ومنزله وأغراضه انتقالًا إلى شارعه وحيه الذي يسكن به والذي يجب أن يحافظ على نظافته بشكل دائم وأن يبقى بأفضل صورة.
من غير المناسب أن يتم الاعتماد على عمال النظافة بصورة دائمة وانتظارهم حتى يقوموا بعمليات التنظيف، بل يجب المساهمة في إبقاء الحي نظيفًا بشكل مستمر ولو كان بالحد الأدنى، وينطبق الأمر على كل المرافق العامة التي نزورها مثل الحدائق والمولات والباحات والشوارع والمطاعم وغيرها الكثير.
الخاتمة: النظافة بذرة من بذور الإيمان
إن جميع الأديان السماوية بما فيها الإسلام قد حثت على أهمية النظافة لأنها تعد بذرة من بذور الإيمان القوي ولا سيما أن كل الطاعات والعبادات تحتاج لطهارة تامة ونظافة في كل وقت.
على سبيل المثال لا تكتمل الصلاة بدون الوضوء، وهو يعني نظافة الجسد كله بدون أن ننسى طهارة الملابس ومكان الصلاة، لأن النظافة هي أساس للصحة السليمة والقوية ومن هنا كان الحث الشديد عليها يصب بمصلحة الإنسان.
كل من يحافظ على نظافته نجد الرائحة الجميلة تنبعث من ملابسه ومكانه وجسده وبالتالي يكون مقبولًا اجتماعيًا بصورة كبيرة ومحبوب من الجميع، على عكس الشخص الغير مهتم بهذا الأمر والذي يكون غالبًا يعاني من النبذ الاجتماعي لأن قلة النظافة تشكل بؤرة لانتشار كل الأمراض المعدية.
من أراد كسب رضا الله عز وجل يجب عليه أن يحافظ على سلامة جسده الذي منحه الله تعالى إياه، ولذلك أمرنا الإسلام بالوضوء خمس مرات في اليوم مما يجعل أجسادنا نظيفة بشكل اعتيادي.