إذا كان هناك شيء واحد مشترك بيننا جميعًا، فهو الرغبة الملتهبة في أن نكون سعداء وراضين في الحياة. سواء أكان طفلًا يبكي فهو يريد شيء يسعده ، أو مراهقًا غير راضي فهو يرغب في أمر من وجهة نظره سيحقق له السعادة، أو شخصًا مسؤولًا في العائلة، فنحن جميعًا نبحث عن شيء يريحنا.
لكن السؤال هو: هل نبحث عن السعادة في المكان المناسب؟
إن المصدر الحقيقي للسعادة يكمن في وضوح الأفكار. يمكن أن تكون العوامل الخارجية ممتعة فقط طالما أننا سعداء من الداخل. ولذلك فإن التأمل يدرب العقل على “عدم العيش في الماضي أو التفكير في المستقبل”. إنه يتيح للعقل الاستقرار في “الآن” ويسمح لنا برؤية جمال الحاضر.
هذه المقالة هي محاولة لفهم سبب نجاح التأمل وكيف يمكننا اللجوء إلى فوائده لنصبح نسخة أفضل من أنفسنا.
فوائد التأمل
يؤسس التأمل اتصالاً آمنًا بين عالمنا الداخلي والخارجي. إنه يوقظ الجسد ويفيد جميع جوانب الطبقات الواعية واللاواعية للعقل. من بين الامتيازات العديدة التي يمنحها التأمل:
يساعدك التأمل على النوم بشكل أسلم
درس الباحثون في جامعة مينيسوتا سبع دراسات حول تأمل اليقظة والنوم، وتوصلوا إلى أن هذه الممارسة تساعد بعض الأشخاص في الحصول على راحة أفضل، إن التأمل قد يساعد الناس على كسر حلقة الهوس بشأن عدم القدرة على النوم، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لك. قد يساعد أيضًا تقليل هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن تتداخل مع النوم. للمزيد ننصحكم بقراءة 10 عادات عليكَ اتباعها للتخلص من مشكلة اضطرابات النوم.
التأمل يخفف الألم
لقد ثبت أن تأمل اليقظة يساعد في تخفيف الانزعاج المزمن مثل آلام الرقبة والظهر والتهاب المفاصل والألم العضلي الليفي والصداع المتكرر. إنه يعلمك أن تفتح حواسك لتنفسك، أو صوت حفيف الرياح أو الشعور بالشمس على بشرتك، كما يقول جيفري جريسون، و هو أخصائي علم النفس الصحي السريري إذا كان تركيزك يتجه نحو أشياء أخرى فلن تشعر بالألم، و لن يزعجك الألم كثيرًا”.
يحسن التأمل قدرتك على التركيز
يُحسِّن تدريب اليقظة من قدرتك على الحفاظ على الانتباه وتنظيم الانحرافات العاطفية. في إحدى الدراسات التي أجريت ، أن الأشخاص الذين أجروا جلسات تأمل لمدة 20 دقيقة لمدة أربعة أيام فقط كان أدائهم أفضل بكثير في الاختبارات المعرفية الموقوتة (محددة بوقت معين) مقارنة بمجموعة أخرى لم تمارس جلسات التأمل. وأوضح أن المتأملين كانوا أكثر قدرة على تجاهل المؤقت والتركيز ببساطة على المهمة أو الإختبار.
التأمل يقلل من القلق والتوتر
أثبتت الدراسات الحديثة أن التأمل يمكن أن يخفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول في أجسامنا. وفي دراسة جديدة أجريت، انخفضت مستويات القلق اليومي بنسبة هائلة بلغت 39 في المائة بعد أربع حصص للتأمل الذهني مدتها 20 دقيقة. كيف؟ أن تكون أكثر وعياً باللحظة المباشرة والأن من خلال التأمل قد يمنعنا من التأمل في الماضي أو القلق بشأن المستقبل وهذا الذي يعتبر السبب الأساسي للتوتر والقلق وهو التفكير في الماضي أو المستقبل.
التأمل يجعلك تشعر بمزاج أفضل
يفسر الكثير منا الأشياء تلقائيًا بطريقة سلبية ويفترضون الأسوأ عن أنفسهم والآخرين. هذا يمكن أن يسبب الاكتئاب، والذي ثبت أن التأمل يخففه. أحد أسباب فعالية التأمل بالنسبة للمزاج والاكتئاب هو أنه يساعدنا على عدم تصديق هذه الأفكار التلقائية التي تأتي في أذهاننا. و التأمل ينطوي على التركيز على ما هو ممكن، وليس ما هو مستحيل.
يساعدك التأمل على الشفاء بشكل أسرع والعيش لفترة أطول
في دراسة أجريت العام الماضي، كان الأشخاص الذين أخذوا ثمانية أسابيع من تدريب التأمل الذهني لديهم حالات أقل بكثير من نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات أقل حدة مقارنة بمجموعة من غير المتأملين. يقول دانيال مولر، الطبيب في جامعة ويسكونسن ماديسون الذي عمل في هذه الدراسة، إن التأمل قد يساعد في استعادة التوازن في الجسم، حتى أنه قد يساعدنا على العيش لفترة أطول عن طريق الحفاظ على الحمض النووي لدينا من التدهور بمرور الوقت.
التأمل يحسن عملية الإدراك
يتفق الباحثون على أن الطريقة الممتازة لزيادة احتمالية النجاح هي الحفاظ على ممارسة التأمل كجزء من روتينك اليومي، كشفت الدراسات أن ممارسة التأمل الفائق والتأمل اليقظ تعمل على تحسين استراتيجيات حل المشكلات واتخاذ القرارات في الدماغ، والتي يمكن أن تحدث تحولًا مرغوبًا في حياتنا المهنية.
التأمل يعزز الصحة العاطفية
أظهرت الدراسات أن التأمل يحسن الصورة الذاتية وتقدير الذات. عندما نتأمل، نحصل على صورة واضحة لأذهاننا وندرك الأفكار التي تحرك عواطفنا وأفعالنا في الوقت الحالي.
وجدت دراسة واسعة النطاق أن التأمل المنتظم يقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات المرتبطة بالمزاج، إلى جانب بعض أشكال الممارسات التأملية التي عززت أيضًا التفكير الإيجابي.
التأمل يقوي المناعة ويمنع الإصابة بالسرطان
تشير الدراسات حول تأثير التأمل على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان لأن ممارسات الاسترخاء الذهني والتأمل تعزز عدد الخلايا الليمفاوية في الجسم، وتساعد في تطوير درع طبيعي لمحاربة الخلايا السامة التي تسبب مرض السرطان.
و على الرغم من أن الدراسة واجهت انتقادات، إلا أن نتائج هذه الدراسة قدمت دليلًا قويًا على كيف يمكن للتأمل أن يجعلنا أكثر مناعة ضد الالتهابات والمرض.