لا يوجد أسوأ من الأمراض المعدية، فأثناء إصابة الإنسان بها يتعين عليه الانعزال عن الآخرين والاهتمام أكثر بصحته لحين انتهاء العلاج، وبالفعل فإن المرض المعدي قد ينتشر من إنسان لآخر أو من حيوان للبشر، ومن أبرز هذه الأمراض هو داء الفيل أو الفلاريا، كونها عبارة عن مرض يصيب الغدد الليمفاوية.
ومن الجدير بالذكر، أنه عندما يصاب الإنسان بداء الفيل، لا يمكنه الحركة أحياناً أو إنجاز مهامه اليومية، بسبب التشوه والتورم الذي يصيب الأقدام أو الأطراف العلوية، وينتج عادةً هذا المرض المعدي عن ديدان يطلق عليها بالفلاريا الطفيلية، وبالرغم من أنه مرض غير خطير ولا يسبب حالات وفيات، إلا أن أعراضه مؤلمة للغاية، فعندما يتعرض الفرد للدغة البعوض الحامل للمرض، يفقد توازنه ونشاطه وحركته لعدة أشهر.
ونود الإشارة، أنه قد تمت تسمية هذا المرض بداء الفيل، نسبةً إلى التضخم الكبير الذي يحصل على الطرف المصاب من الجسد، وكأنه أشبه بحجم أقدام الفيل، ولذلك ما هي أعراض داء الفيل؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وطرق علاجه والوقاية منه؟
ما هي أعراض داء الفيل Filarial Lymphangitis؟
توجد عدة علامات تظهر على المصاب، مثل:
- ملاحظة جلد سميك حول الإصابة وملمس خشن.
- تغير لون الجلد من الطبيعي إلى لون داكن.
- الشعور بألم في منطقة الإصابة.
- الرغبة بالقيء وشعور بالصداع طوال الوقت.
- الإرهاق والتعب الجسدي.
- آلام في الخصية.
- ظهور تقرحات حول الجلد وارتفاع الحرارة.
- الإصابة بتعرق ليلي وتورم في مكان الإصابة.
- الشعور بألم في المفاصل.
ما هي أبرز أسباب بداء الفيل؟
في الحقيقة إن السبب الكامن لهذا المرض ناتج عن:
- لدغات البعوض المتكررة: أثناء تواجدك في مكان مليء بهذا النوع من البعوض، من المحتمل تعرض جسدك للدغات متفرقة منه، وخاصةً قدميك إذا لم ترتدي أي ملابس طويلة، وينتشر المرض بسبب إصابة البعوض بيرقات الديدان الأسطوانية.
ومن ثم تبدأ بالنمو في الجهاز الليمفاوي والتأثير عليك، وعادةً ينتج داء الفيل عن نقل البعوض لمجرى الدم الخاص بك ديدن مقثل ديدان بروجية ملاوية، ديدان فخرية بنكروفتية وديدان بروجية تيمورية.
ما هي طرق علاج داء الفيل؟
بعد ظهور أعراض هذا المرض، يجب التوجه إلى الطبيب المختص للبدء بالتشخيص والعلاج، من خلال:
- التشخيص الجسدي: يحاول الطبيب الحصول على اختبار للدم للتأكد من إصابتك، مع طرح بعض الأسئلة عليك مثل الأماكن التي قمت بزيارتها ومعرفة تاريخك الطبي بأكمله، وبعد اكتشاف إصابتك يتم منحك نوع دوائي يساعد في تخفيف الأعراض وتقليل التورم مثل دواء إيفرمكتين.
- اتباع سلوكيات صحية: خلال فترة العلاج عليك الانتباه لنفسك وعدم مشاركة أدواتك الشخصية أو الاقتراب من أحد، ويفضل استخدام كريمات الترطيب التي يصفها لكَ الطبيب ودهن مكان الإصابة بها بشكل يومي، مع تنظيف الإصابة ومحاولة تحريك القدم لأعلى وعدم الجلوس لوقت طويل، مع لف الإصابة جيداً لتقليل الألم وانتشار العدوى.
- الجراحة: يتم اللجوء لهذه الطريقة في حال كانت الإصابة متفاقمة، فيقوم الطبيب بإزالة الديدان الميتة التي تتواجد في مجرى دم المريض وتنظيفها واستئصالها نهائياً لمنع انتشارها في باقي الجسم.
- ممارسة الرياضة: بإمكانك ممارسة تمارين رياضية بسيطة في المنزل، لأنها تساعدك على التحرك وتقليل التورم، ويفضل عدم الخروج إلا في أوقات الضرورة، مع اختيار حذاء واسع ومريح، وتجنب رفع أي شيء ثقيل أو مجهد للجسد، لما له من آثار سلبية على مكان الإصابة.
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بداء الفيل؟
إذا كنت تسافر إلى دول مختلفة وخاصةً أماكن البرية، فيجب الانتباه لهذه الخطوات للحفاظ على صحتك:
- يفضل ارتداء ملابس طويلة وفضفاضة وبألوان داكنة، وتجنب ارتداء اللون الأصفر أو الأخضر لأنه يجذب البعوض، مع ضرورة استخدام عدة منتجات لترطيب الجسد قبل النوم وبعد الاستيقاظ وكريم طارد للحشرات أثناء التجول في الأماكن الواسعة.
- من المهم الحصول على ناموسية ووضعها على كامل جسدك أثناء النوم، فهي تساعد في حمايتك من الإصابة بأي لدغة أو عدوى.
ما هي أكثر أجزاء الجسد تأذيّاً من داء الفيل؟
يصيب داء الفيل الأطراف عادةً، ولكن الخصيتين عند الرجل والساقين هما الأكثر تعرضاً للألم.
ما هي عوامل خطر الإصابة بداء الفيل؟
يمكن أن ينتشر هذا المرض في أماكن مثل جنوب أمريكا وأفريقيا ودولة الهند، ويصيب أي إنسان في أي عمر سواء كبير أو طفل صغير، ولكنه مؤلم للأطفال أكثر من البالغين، لذلك يفضل حمايتهم في هذه الأماكن.
كما أن الأشخاص الذين يعيشون في أماكن غير مأهولة أو نظيفة، تزداد نسبة إصابتهم بهذه العدوى.
ما هي أبرز مضاعفات داء الفيل؟
للأسف إن لم يتم العلاج في الوقت المناسب، قد يصاب الفرد بالتهابات فطرية تؤدي إلى تلف الجهاز الليمفاوي، وفي بعض الأحيان يصاب المريض بإعاقة دائمة نتيجة عدم قدرته على تحريك الجزء المصاب، كما أن الإصابة بحالة نفسية سيئة قد تؤدي للاكتئاب نتيجة المظهر غير المحبب للعين الذي يصيب القدم.
لا يمكن التوقع بإصابة هذا المرض، ولكن بإمكانك تحصين نفسك وأفراد عائلتك منه، لأن انتفاخ القدم الذي يشبه قدم الفيل، قد يؤثر على نفسية الإنسان وخاصةً عند الفتيات، فتقل ثقتها بنفسها مما يؤدي لخفض قدرتها على العلاج.
فمنَ المهم مراعاة نفسية المصاب في هذه المرحلة وتقدير ما يشعر به واحتوائه وتقديم الدعم له، ويفضل أن لا تشعر بالتوتر الدائم أو القلق حيال داء الفيل، فهو يظهر لك أنه مرض خطير بسبب التورم الكبير، ولكنه لا يؤدي للموت ويمكن التخلص منه نهائياً من خلال المتابعة مع طبيب مختص، والابتعاد عن مناطق تكاثر البعوض.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.