دموع الفرح أكثر فائدة مما تظن

دموع الفرح أكثر فائدة مما تظن
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

فوائد دموع الفرح

البكاء وانهمار الدموع عند الحزن؟

هذا مُتعارف عليه، وقد تكون أنت كقارئ بكيت في السابق من حزنك للعديد من الأسباب، ربما بسبب الاحباط، أو بسبب الشعور بالغضب أو لأي سبب آخر، وربما أيضًا رأيت العديد من الأشخاص أمامك يبكون بسبب الغضب.

لكن هناك نوع آخر من الدموع هو أكثر ندرة، وهو دموع الفرح، ربما شاهدناها كثيرًا في الأفلام والبرامج التلفزيونية، ولكن هي نادرة في الحياة الواقعية.

قد تنهمر دموع الفرح إذا شعرت يومًا بفرح عارم، أو وصلت للنجاح بعد سعي طويل.

في نظر المجتمع، يُمكن أن تُسبب دموع الفرح بعض الإرباك، وهذا لأن انهمار الدموع والبكاء غالبًا ما يتم ربطه بمشاعر غير مرغوب بها، ولكننا هنا لطمئنتك بأن دموع الفرح طبيعية تمامًا.

دموع الفرح غير مرتبطة بفئة معينة كالعمر أو الجنس، ففي الحقيقة يُمكن أن تنهمر دموع الفرح من عينا أي شخص يشعر بالمشاعر.

لكن لماذا تنهمر هذه الدموع السعيدة؟

لا يوجد إجابة واضحة ومحددة حتى الآن، لكن قدم البحث العلمي بعض التفسيرات المحتملة لدموع الفرح، علاوة على أن دموع الفرح أكثر فائدة مما تظن، وفي الفقرات الآتية فوائد دموع الفرح.

فوائد دموع الفرح

تُنظم دموع الفرح المشاعر القوية

يعتقد معظم الأشخاص أن الحزن، الغضب والاحباط أمور سلبية، وهذا لأن معظم الأشخاص حول العالم يرغبون بعيش حياة سعيدة خالية من هذه الأمور.

على سبيل المثال، هل عثرت على شخص في هذا العالم يرى السعادة سلبية؟ في المقابل كيف يُمكن أن تكون الدموع والبكاء فعلًا إيجابيًا؟

لشرح هذا الأمر، فالأمر لا يتعلق بالسلبية أو الإيجابية، بل يتعلق بشدة هذه المشاعر، فالسعادة يُمكن أن تكون قوية وعارمة في بعض الأحيان.

أظهر بحث في عام 2015 أن دموع الفرح تنهمر عندما تشعر بمشاعر قوية لا يُمكن السيطرة عليها، ولولا دموع الفرح وإلا ستشعر بداخلك وكأنك ستصرخ أو تبكي بقوة من شدة انفجار السعادة الذي يُخالجك.

على سبيل المثال بعد معرفة خبر قبولك في الجامعة قد تصرخ ثم تنهمر بالبكاء لأنك تنتظر هذا الخبر منذ زمن، وقد تظن عائلتك أنك أصبت نفسك بجروح خطيرة وتلومك على ردة فعلك، ولكن ردة فعلك هذه ساعدتك كثيرًا.

حيث تُساعدك دموع الفرح على تنظيم مشاعرك القوية والتحكم فيها قدر الإمكان.

نوع من التعبير ثنائي الشكل

دموع الفرح هي مثال على التعبير ثنائي الشكل، وهو أن تشعر بشعور إيجابي يُمكن إظهاره بصورة مختلفة.

لتوضيح الفكرة أكثر، عندما ترى حيوانًا أليفًا شديد اللطافة، أو طفل صغير بخدود حمراء طرية، فإنك سترغب بالإمساك به بقوة والضغط عليه، وكثيرًا ما سمعنا الكبار يُداعبون الأطفال بقولهم سآكلك!

بالطبع أنت لا ترغب بإيذاء هذا الحيوان الأليف أو الطفل، ومعظم الكبار لا يُريدون أكل الأطفل بل ملاعبتهم، ولكن التعبير بالطريقة العدوانية هو نتيجة لكون المشاعر شديدة بحيث لا يستطيع الشخص التعامل معها.

كذلك الأمر بالنسبة للسعادة الشديدة التي تصل لدرجة انهمار دموع الفرح، تمامًا كالتعبير العدواني عن الفرحة باللطافة التي يتمتع بها الطفل الذي أمامنا.

توازن المشاعر الداخلية

يُمكن أن تُخفف دموع الفرح من أي ضغوطات في الحالة النفسية، كما يُمكن أن تُساعدك على العثور على التوازن العاطفي.

الأشخاص القادرين على تفريغ ضغوطاتهم بالدموع يُعانون من تقلبات مزاجية أقل مقارنة مع الأشخاص الذين لا يسمحون لدموعهم بالانهمار أبدًا.

المساعدة على التواصل مع الآخرين

عندما تنهمر دموعك لأي سبب، فأنت بذلك تُرسل رسالة لكل شخص يراك بأنه لا بأس من البكاء إذا شعرت بالرغبة في ذلك، وبالتالي تُخبر الآخرين بأن يُعبروا عن عواطفهم براحة وأن يطلبوا الدعم إن أرادوا.

علاوة على ذلك، عندما تكون سعيدًا للغاية فهذا لا يعني أنك لا تحتاج للدعم، حيث تُشير إحدى الأبحاث في عام 2009 إلى أننا نحتاج للدعم حتى في المشاعر الإيجابية كالسعادة، الفرح وحتى الحب.

عمومًا، فالبشر كائنات اجتماعية، وتلعب هذه الطبيعة الاجتماعية دورًا في الرغبة في مشاركة الخبرات، التضامن والشعور بالراحة معًا في الأوقات الجيدة والسيئة.

وبذلك فدموع الفرح طريقة رائعة لقول:”من فضلك، شاركني هذه اللحظة الرائعة”.

يُشير البحث السابق ذاته إلى أن دموع الفرح تُعبر عن حجم أو أهمية بعض الأحداث، مثل التخرج، حفلات الزفاف أو العودة إلى الديار بعد رحلة طويلة.

دموع الفرح هي طريقة رائعة بإخبار الجميع بأن ما يحدث معك الآن يعني الكثير بالنسبة لك، وبذلك فدموع الفرح تُطوير العلاقات الاجتماعية الهامة، وخاصة عندما يصعب عليك لشدة سعادتك صياغة جملة كاملة وواحة تُعبر عن مشاعرك.

حرفيًا، البكاء يجعلك تتحسن

يكره العديد من الأشخاص البكاء، وهذا لأن الأنف يسيل، وربما يؤلمك رأسك، وبالتأكيد تُلاحظ تحديقًا غريبًا من الآخرين إذا انهمرت دموع فرحك في مكان عام.

لكن في الحقيقة، للبكاء فوائد كثيرة، أهمها هو أن جسمك عند البكاء يُطلق هرمونات الإندروفين والأوكسيتوسين، والتي تُساهم في تخفيف الألم، تحسين الحالة المزاجية وزيادة الشعور بالرفاهية.

وكما ذُكر أعلاه فالدموع تُساعدك على جذب دعم الآخرين من حولك، وبالتالي زيادة إحساسك بالتواصل مما يزيد من تحسين مراجك وعافيتك.

عمومًا، البكاء خلال الحزن أو الغضب يُمكن أن يُساعد في تخفيف المشاعر السلبية ويجعل وقع موقفك أقل كآبة على نفسك.

من فوائد دموع الفرح أيضًا الإفراج العاطفي، العديد من اللحظات السعيدة لا تأتي فجأة، كالزواج، الولادة، التخرج من الجامعة أو حتى البدء في العمل بوظيفة أحلامك.

هذه اللحظات السعيدة تأتي بعد اجتهاد وسعي غير هين، وبعد أن تضع في أحلامك الكثير من الجهد، الصبر والوقت.

لهذا فتحقيق هذه الأحلام يؤدي إلى شعورك بسعادة عارمة، وتحتاج إلى التنفيس عن العواطف التي شعرت بها خلال رحلتك الطويلة، وبهذا تتحرر بدموعك السعيدة لتريح نفسك من الضغوطات الماضية.

إزالة ارتباكك النفسي

تُشير إحدى النظريات إلى أن دموع الفرح قد تدل على أن عقلك يُعاني من ارتباك من مشاعره القوية.

من الوظائف المهمة للجهاز العصبي مساعدتك على مواجهة التوتر، وحين تواجه أمرًا صعبًا سيجعلك دماغك تهدأ.

فعندما تُواجه عاطفة قوية مثل الحزن، الغضب أو الفرح، فإن منطقة في دماغك تُعرف باسم اللوزة الدماغية تُخزن هذه العواطف وترسل إشارة بشأنها إلى منطقة أخرى تعرف باسم ما تحت المهاد.

هذه الإشارة تُخبر دماغك عن كمية المشاعر التي تشعر بها، هي لا تُخبره عن ماهية هذه المشاعر، بل تُخبره بأن المشاعر شديدة لدرجة أن دماغك يُواجه مشاكل في إدارتها.

بعد أن تهدأ الضغوطات، يحثك دماغك على الهدوء وتفريغ هذه الضغوطات، مما يُولد موجة من دموع الفرح.

الغرض الرئيسي من دموع الفرح هو مساعدتم على التعافي من المشاعر القوية والشديدة، وبما أنها دموع فرح فهذه المشاعر نتيجة سعادة غامرة.

لا بأس بالسماح لدموعك بالانهمار في وقت سعادتك، وعبر عن فرحك بها، فالدموع هذ استجابة الإنسان الطبيعية للعواطف الشديدة.

في النهاية، حتى وإن كانت الدموع تقليديًا دليلًا على الحزن، لا تنسى أن لدموع الفرح فوائدها القوية، فدموع الفرح أكثر فائدة مما كنت تظن.

المرجع:

‫0 تعليق