رجيم التمر واللبن: كل ما تريد معرفته
هناك الكثير من المرضى الذين يعانون من مشكلة الوزن الزائد الذي يسبب لهم إزعاج كبير، ويحاولون التخلص من هذه المشكلة بكل الوسائل الممكنة سواء كانت جراحية أو طبيعية.
يفضل دائمًا أن نحاول بالطرق الطبيعية لكي ننقص وزننا بدون أن نلجأ للوسائل الباضعة كأن نتبع رجيمات صحية ونلتزم بها.
يمكن القول أن أفضل رجيم نتبعه بهدف إنقاص الوزن هو الذي يحتوي نظام غذائي معقول من الممكن أن نواظب عليه لفترات طويلة بدون أن نتعرض لآثار جانبية سلبية على صحتنا، وخصوصًا في حال كنا نعاني من أي أمراض أخرى مزمنة.
لذلك من المهم جدًا أن نراعي الأسس الصحية لنظم التغذية والحصول على الطعام المتوازن الغني بالعناصر المفيدة لأجسامنا، مع مراعاة عدد الوجبات بحيث يشمل ثلاث وجبات رئيسية إضافة إلى الوجبات الخفيفة ما بين الوجبات الرئيسية.
بهذه الطريقة يمكن أن نقوم بتقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة بشكل يومي مع توفير احتياجات الجسم الضرورية.
هناك العديد من أنواع الرجيمات والحميات التي تعتمد على تقليل السعرات الحرارية للحد الأدنى الغير ضار، وهناك أنواع أخرى تقوم بتقليل الدهون، وغيرها يزيد من كمية البروتين، وجميعها تهدف إلى إنقاص الوزن بأقل خسارة صحية للجسم.
ظهر مؤخرًا رجيم التمر واللبن واكتسب شعبية واسعة بين الناس، وسنتعرف اليوم في هذا المقال على رجيم التمر واللبن وسنذكر أهم إيجابياته وسلبياته.
ما هو رجيم التمر واللبن؟
هو نظام غذائي لإنقاص الوزن يشتمل على عنصرين فقط هما التمر والحليب المنزوع الدسم، وأيضًا بحصص وكميات محدودة ولأيام متتالية.
يسمح بتناول 5 إلى 7 حبات من التمر إلى جانب كوب كبير من الحليب المنزوع الدسم ويمكن أن نكرر هذه الوجبة لحد 5 مرات باليوم.
التمر يحتوي على الكربوهيدرات وأيضًا على البروتينات، إلى جانب كونه غني بالألياف وبالتالي يمنع الإمساك وينظم حركة الأمعاء إضافة إلى تأثيراته الإيجابية على صحة الدماغ.
يمكن الحصول أيضًا من خلال التمر على البوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، وهي عناصر مفيدة لصحة العظم، والحليب مصدر إضافي للكالسيوم والبروتين والأحماض الأمينية المهمة.
يساعد هذا الرجيم على خسارة الوزن بسرعة كبيرة حيث نجد أن المرضى الذين اتبعوه قد خسروا ما يقارب 3 إلى 4 كيلوغرام خلال مدة قصيرة.
نجاح هذا الرجيم يعود إلى كوننا نقوم بإمداد الجسم بعدد قليل من السعرات الحرارية ولعدة أيام وبالتالي تكون النتيجة الطبيعية هي خسارة الوزن.
يعتبر هذا الرجيم من أنواع الرجيمات القاسية التي لا يفضل اتباعها ولا ينصح خبراء التغذية بها، وخصوصًا أنه لا يوجد دراسات واضحة تثبت فعاليته وأضراره على الجسم البشري.
في حال كنت تريد اتباع هذا الرجيم فلا يسمح باتباعه لأكثر من أسبوع، بعدها يمكن أن تتبع نظام آخر حتى لا يفقد الجسم كل العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن المحتفظ بها.
فوائد ريجيم التمر واللبن
إن إي نظام غذائي يهدف إلى استهلاك أو إدخال سعرات حرارية أقل من تلك التي يحتاجها الجسم كبديل عن تخزينها، وهو أمر يمكن التحكم به من خلال السيطرة على الطعام الذي نتناوله بكمياته وأنواعه.
لا يمكن القول أنه هناك طعام معين أو محدد يساعدنا على خسارة الدهون بسرعة، بل إن اتباع نظام غذائي كامل بقواعد معينة والاستمرار عليه هو الحل لمشكلة الوزن الزائد.
يعتبر اللبن الموجود في ريجيم التمر واللبن مفيد جدًا لإنقاص الوزن لأنه يحافظ على الكتلة العضلية، كما يعتبر غني بالكالسيوم الذي يعزز بفعالية عملية حرق الدهون وأيضًا تقليل إنتاج أخرى جديدة.
هو أيضًا غني بالفيتامينات وخصوصًا فيتامينات ب، إضافة إلى البروتينات التي تقوم بتنظيم الشهية وزيادة إفراز الهرمونات التي تزيد من الشعور بالشبع، وبالتالي تقل السعرات الحرارية التي ندخلها إلى الجسم.
كما أن هناك أنواع كثيرة من اللبن تحتوي على البروبيوتيك وهي البكتيريا النافعة التي تسهل عملية الهضم وتخفف من تهيج القولون كما تقوي استجابة الجهاز المناعي وآليات الدفاع المختلفة التي يمتلكها.
بالنسبة للتمر فهو مصدر رائع للسكريات وخصوصًا سكر الجلوكوز والفركتوز، إضافة إلى احتوائه على عشرة أنواع من المعادن مثل النحاس والبوتاسيوم وغيرها.
نلاحظ أنه يتحكم بارتفاع ضغط الدم لأنه يمتلك نسب جيدة من البوتاسيوم ومضادات الأكسدة والفينولات وغيرها.
مخاطر رجيم التمر واللبن
مع الأسف يترافق اتباع هذا الرجيم بالعديد من المخاطر لأنه لا يعد نظام غذائي متوازن، وذلك لأنه يعتمد على نوعين فقط ويفتقر إلى العديد من العناصر المهمة التي تحافظ على صحة الجسم، ونذكر من أهم هذه المخاطر:
- نقص في مستوى البروتين الموجود بالجسم على الرغم من كونه يشكل العنصر الأساسي في الجسم لأنه أساسي لبناء العضلات وتشكيل الأنزيمات وإطلاق النواقل العصبية.
بالتالي نجد أن الجسم بدأ يخسر من العضلات بدلًا من أن يخسر من الدهون لكي يستطيع القيام بالوظائف الضرورية بالكمية المتوفرة من البروتين.
- نجد أن أغلب من اتبع هذه الحمية يعاني من دوار بشكل مستمر وإعياء وتعب وإرهاق وصداع أغلب الوقت، لأنها لا تحتوي على الكمية الكافية والضرورية من الكربوهيدرات.
- يقلل هذا الريجيم من عمليات الأيض وبالتالي نبدأ بخسارة الكتل العضلية، وخصوصًا عندما تكون نسب البروتين قليلة مع عدم ممارسة التمارين الرياضية، وهنا نجد حوالي 80 % من المرضى يكتسبون الوزن الذي فقدوه بمجرد التوقف عن الحمية.
- اتباع الحميات التي تتضمن سعرات حرارية منخفضة قد تؤثر على عملية الخصوبة، كما قد تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الإناث.
- لا تحتوي هذه الحمية على مستوى جيد من الدهون، وبالتالي ينتج عنها بعض المشاكل الصحية على المدى الطويل، لأن للدهون وظائف رئيسية في الجسم، مثل امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون وأيضًا تمد الجسم بالطاقة الضرورية.
تعد الدهون أيضًا مصدر للأحماض الدهنية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها بأي طريقة أخرى.
من الممكن أن يطور المرضى الذين يتبعون هذه الحمية حصى في المرارة والسبب الرئيسي يعود إلى قلة السعرات الحرارية المرافقة، وهي تطور طبيعي ينتج بعد خسارة الكثير من الوزن بسرعة قليلة.