إن سرطان العظام هو من أنواع السرطان الشهيرة التي تبدأ من عظام الجسم وهو مرض قد يصيب الشباب والأطفال بنفس الوقت.
سنتحدث في هذا المقال عن سرطان العظام عند الأطفال وعن أسباب هذه الحالة وأعراضها وطريقة تشخيص المرض.
أنواع سرطان العظام عند الأطفال
هناك أنواع عديدة من سرطان العظام التي قد تصيب الأطفال ومن أهمها نذكر ما يلي:
- الساركوما العظمية Osteosarcoma: وهو يعد النوع الأكثر شيوعًا عند الأطفال حيث ينتشر بين الأطفال والشباب تحت سن العشرين عام.
- الساركوما يووينغ Ewing Sarcoma: وهو منتشر بين الشباب والأطفال ما بين عمر العشر سنوات وال29 عام.
أسباب سرطان العظام عند الأطفال
إن سرطان العظام يحدث عند الأطفال عندما تبدأ الخلايا العظمية بالانقسام بشكل سريع أكثر من المعتاد، وهو يحدث لأسباب كثيرة هي:
- تعرض المريض لعلاج إشعاعي سابق.
- إصابة المريض ببعض الأمراض العظمية الأخرى وأهمها مرض باجيت.
- معاناة المريض من أحد الأمراض الوراثية النادرة وأشهرها متلازمة روثموند تومسون Rothmund-Thomson syndrome وأيضًا الورم الأرومي الشبكي.
تشخيص سرطان العظام عند الأطفال
إن عملية تشخيص الإصابة بسرطان العظام تتم من خلال مجموعة معينة من الفحوصات الطبية وهي على الشكل التالي:
الفحص السريري
إن الفحص السريري يتم إجراءه من خلال سؤال الطبيب لمريضه عن تاريخه الطبي وأيضًا عن التاريخ العائلي للأمراض المنتشرة ضمن العائلة.
يقوم الطبيب بالبحث عن تورم ضمن المناطق المصابة وأيضًا سيسأل عن طبيعة الألم الذي يعاني منه المريض وعن المدة التي يظهر بها.
من المهم أن يعرف الطبيب في حال كان يوجد هناك أي مهيجات تزيد من الشعور بالآلام.
الصور الشعاعية
يقوم الطبيب باستخدام الصور الشعاعية المختلفة في تشخيص سرطان العظام وأهمها التصوير بالرنين المغناطيسي وأيضًا الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب.
كل هذه الصور تساعد في تحديد مدى انتشار سرطان العظام إلى الأنسجة المحيطة بالمنطقة المصابة.
مسح العظام
تتم عملية مسح العظام من خلال تصوير العظام داخليًا باستخدام الأشعة الراديوية حيث أن المناطق المصابة تبدو واضحة في الصورة بينما تبدو المناطق الصحية والطبيعية تكون ذات لون طبيعي.
تساعد هذه العملية في تحديد مدى انتشار السرطان إلى المناطق المجاورة من العظم.
الخزعة
إن إجراء الخزعة يعد أمر أساسي لتأكيد تشخيص إصابة الطفل بسرطان العظام وأيضًا في تحديد نوع السرطان ودرجته.
هناك عدة أنواع للخزعات مثل خزعة الإبرة البسيطة التي تأخذ عينة من المنطقة المصابة بواسطة إبرة.
وهناك أيضًا الخزعة المفتوحة التي يتم فيها إجراء جرح في العظم المصاب لسحب العينة.
خزعة نقي العظم
يتم اللجوء إلى هذا النوع من الخزعات عندما يكون المريض مصاب بساركوما يوينغ، وذلك في حال كان لدى الطبيب شكوك حول انتشار السرطان إلى نقي العظم.
أعراض سرطان العظام عند الأطفال
هناك العديد من الأعراض التي تكون ظاهرة لدى المرضى المصابين بسرطان العظام ومن أهمها نذكر كل مما يلي:
- يشعر المريض بالألم الشديد ضمن المنطقة المصابة بسرطان العظام وغالبًا ما تكون هذه المناطق في العظام الطويلة بالجسم.
- يشتد الألم على الطفل بمرور الأسابيع.
- يترنح المريض بشدة من الألم المتزايد وخصوصًا عندما يحمل أجسام ثقيلة.
- قد يعاني المريض من آلام الظهر الحادة.
- يفقد المريض السيطرة على حركة أمعاءه أو مثانته.
- قد يصاب بكسر واضح في العظم بدون التعرض لأي إصابة أو صدمة.
- يظهر تورم واضح خصوصًا في منطقة الركبة أو الكتف.
علاج سرطان العظام عند الأطفال
إن علاج سرطان العظام لدى الأطفال يهدف إلى إزالة الورم بشكل كامل وهو يتم عن طريق مجموعة من العلاجات هي كالتالي:
- علاج سرطان العظام عن الطريق الجراحي: إن الطريق الجراحي لعلاج سرطان العظام عند الأطفال يتم من خلال بتر الأطراف المصابة، وهو خيار يتم اللجوء إليه بشكل فوري في حال انتقلت الخلايا السرطانية إلى العضلات والعظام، تزال كل العضلات والعظام المصابة ويعاد ملء الفراغ بطعم عظمي.
- علاج سرطان العظام عند الأطفال بالجرعات الكيميائية: إن العلاج الكيميائي يتم اللجوء إليه قبل الجراحة وبعدها، حيث أنه يعمل على تصغير حجم الخلايا السرطانية وبالتالي تصبح الجراحة أسهل على المنطقة المصابة.
بالإضافة إلى ذلك يفيد العلاج الكيميائي في تدمير الخلايا السرطانية الصغيرة التي يكون من الصعب جدًا الكشف عليها من خلال الصور الشعاعية.
- علاج سرطان العظام عند الأطفال بجلسات الأشعة: إن سرطان العظام لدى الأطفال يتم علاجه من خلال جلسات الأشعة في حالات معينة مثل عند استخدام المريض أكثر من دواء ضمن العلاج الكيميائي مع عدم القدرة على الخضوع لاستئصال جراحي للمنطقة المصابة.
أيضًا يستخدم في حال لاحظ الطبيب وجود بقايا من البؤر السرطانية بعد الاستئصال الكامل.
نصائح لمساعدة الطفل على التعايش مع سرطان العظام
في الحقيقة يحتاج الطفال الذي يعاني من مرض سرطان العظم لرعاية طبية مستمرة حيث أنه من المهم تطبيق الالتزام الكامل بزيارات الطبيب الدورية ليتم إجراء الفحوصات ومعرفة مدى تحسن الحالة.
كما أنه من الضروري أن يتم علاج أي آثار جانبية مرافقة للعلاج ومراقبة العلامات الحيوية والأعراض التي تشير إلى عودة الإصابة للمريض مجددًا بعد أن شفاءه التام.
بالإضافة لكل ما سبق ستساعد بعض الإجراءات المطبقة بشكل دوري على مساعدة الطفل المصاب بسرطان العظام على التعايش مع وضعه وإدارته على النحو الأمثل.
من أهم هذه الإجراءات نذكر كل مما يلي:
- تنسيق مواعيد دورية مع اختصاصي في التغذية في حال كان الطفل المصاب يعاني من أي صعوبات في الأكل.
- شجع الطفل على محاولة الموازنة بين النشاط والراحة حتى ولو كان يعاني من تعب شديد حيث أن التمارين الرياضية غير الشاقة ستمنحه نوعية حياة أفضل بكثير وستخفف عنه بعضًا من آلامه وأيضًا الشعور بالإعياء والتعب.
- قم بمنح الطفل الدعم العاطفي الكامل والكافي لمواجهة كل ما يمر به ويفضل أن يتم الاستعانة بمعالج نفسي أو مجموعة دعم نفسي للأطفال للحصول على الاستشارة الطبية المطلوبة.
- تأكد من كون الطفل يحضر جميع المواعيد الطبية للمتابعة.