علاج الضغط المنخفض – انخفاض ضغط الدم
يعني انخفاض ضغط الدم انخفاض مستوى تدفق الدم، حيث يقوم قلبك بالنبض، وخلال كل نبضة يدفع الدم نحو الشرايين، وهذا الدفع هو ما يُعرف بضغط الدم، مما يعني أن انخفاض ضغط الدم هو انخفاض هذا الاندفاع.
غالبًا ما يعتبر انخفاض ضغط الدم جيدًا نسبيًا، وفي الوقت ذاته يمكن أن يجعلك تشعر بالتعب أو الدوار، وفي هذه الحالة يعتبر انخفاض ضغط الدم علامة على وجود مشكلة كامنة يجب علاجها.
عندما يدق القلب، يُقاس ضغط الدم، وفي هذه الحالة يتم ضخ الدم عبر الشرايين، ويُطلق على الضغط في هذه الحالة اسم الضغط الانقباضي، وأما فترات الراحة فيطلق على ضغط الدم فيها اسم الضغط الانبساطي.
ضغط الدم الانقباضي الطبيعي هو 120، وأما الانبساطي فهو 60، ويتم تشخيص انخفاض ضغط الدم إذا انخفض عن 90 على 60 لدى البالغين.
أسباب انخفاض ضغط الدم
غالبًا ما ينخفض ضغط الدم لدى العديد من الأشخاص، ولكن نادرًا أن تتم ملاحظة أي أعراض ملحوظة.
في المقابل، يمكن أن يُصبح الضغط المنخفض خطيرًا إذا تُرك دون علاج في بعض الحالات المحددة منها:
- الحمل، وهذا لزيادة حاجة الأم وجنينها إلى الدم.
- فقدان كمية كبيرة من الدم نتيجة إصابة.
- ضعف الدورة الدموية نتيجة النوبات القلبية أو مشاكل في صمامات القلب.
- الجفاف.
- حالات ما بعد الصدمة.
- نوبة الحساسية.
- التهابات مجرى الدم.
- اضطرابات الغدد الصماء، مثل مرض السكري، أمراض الغدة الدرقية أو قصور الغدة الكظرية.
- استخدام أدوية علاج القلب، مثل حاصرات بيتا والنيتروجلسرين.
- تناول مدرات البول.
- الأدوية المضادة للاكتئاب وخصوصًا ثلاثية الحلقات.
- أدوية ضعف الانتصاب.
يمكن أيضًا أن يعاني بعض الأشخاص من الضغط المنخفض لأسباب غير معروفة، وهذا النوع من انخفاض الدم معروف باسم انخفاض ضغط الدم المزمن، وعادة ما يكون بدون أعراض ولا يتسبب لأي مخاطر.
أعراض الضغط المنخفض
يمكن أن تظهر أعراض الضغط المنخفض إذا انخفض ضغط الدم لديهم إلى 90 على 60 أو أقل، وتتمثل هذه الأعراض في الآتي:
- التعب.
- الشعور الدوار.
- الدوخة وعدم التوازن.
- رطوبة الجلد.
- الاكتئاب.
- فقدان الوعي.
- الرؤية الضبابية.
ويمكن أن يشعر بعض الأشخاص بعدم الارتياح نتيجة انخفاض ضغط الدم، بينما يمكن أن يشعر أشخاص آخرون بالمرض الشديد.
أنواع الضغط المنخفض
يمكن أن يتم تقسيم الضغط المنخفض إلى العديد من الأنواع منها:
- انخفاض الدم الانتصابي: والذي يحدث نتيجة الانتقال المفاجئ من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، وهو من الأنواع الشائعة التي تحدث لجميع الأشخاص حول العالم من جميع الأعمار.
يمكن أن يرافق هذا النوع شعور بسيط بالدوار، ويختفي حالما يتكيف الجسم مع الوضع.
- انخفاض الدم بعد الأكل: وهو نوع آخر شائع من انخفاض ضغط الدم، عادة ما يُصيب كبار السن أو المصابين بمرض باركنسون، ويشعرون بالدوار مباشرة بعد تناولهم الطعام.
- انخفاض الدم العصبي: والذي يحدث نتيجة الانفعال والعصبية أو الوقوف لفترة طويلة، ويعاني الأطفال في الغالب من هذا النوع أكثر من البالغين.
يمكن أيضًا أن يصاب به الأشخاص نتيجة الأحداث المزعجة عاطفيًا.
- انخفاض ضغط الدم الحاد: والذي يرتبط غالبًا بالصدمات، ونتيجة لهذه الصدمات لا تحصل أعضاء الجسم على الدم والأكسجين الذي تحتاجه للقيام بوظيفتها.
هذا النوع يمكن أن يُهدد الحياة إذا لم يتم علاجه.
علاج الضغط المنخفض
الخطورة الرئيسية في علاج الضغط المنخفض تكمن في معرفة سبب ونوع انخفاض ضغط الدم.
فعلى سبيل المثال إذا كان انخفاض الدم نتيجة تناول بعض الأدوية، يمكنك حينها استشارة طبيبك لإجراء أي تعديلات على هذه الأدوية أو معرفة الاجراءات الأخرى التي يمكن القيام بها لتحسين ضغط الدم.
وإذا كان الضغط المنخفض نتيجة للجفاف، أو يرافقه القيء والإسهال، فعلاجه يكمن في شرب الكثير من الماء.
يمكن أيضًا أن يُساعد شرب الماء على علاج انخفاض الدم العصبي أو الوقاية منه.
إذا كنت تعاني من انخفاض ضغط الدم منيجة الوقوف لفترات طويلة فخذ قسطًا من الراحة من وقت لآخر، بالإَافة إلى ذلك حاول تقليل مستويات التوتر لديك لتتجنب الإصابة بالصدمات العاطفية.
يمكن علاج ضغط الدم الانتصابي بالانتقال من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف بشكل تدريجي بدلًا من الوقوف بسرعة، ويمكن أيضًا أن يُساعدك تجنب عقد ساقيك خلال جلوسك.
أخطر أنواع انخفاض ضغط الدم هو انخفاض الدم الحاد والناتج عن الصدمة، ويجب معالجته فورًا بالذهاب إلى الطوارئ، وسيقوم الممرضون في الغالب بدعم جسدك بالسوائل وبعض العناصر الدموية الهامة لرفع ضغط الدم واستقرار بقية العلامات الحيوية.(1)
يمكن أن يوصي الأطباء بزيادة الملح قليلًا في نظامك الغذائي، وهذا لدور الصوديوم في رفع ضغط الدم، ولكن يجدر التأكد من طبيبك قبل القيام بذلك، وخصوصًا بالنسبة لكبار السن، وهذا لأن ارتفاع الصوديوم في الدم يمكن أن يؤدي إلى قصور القلب.
علاوة على ما سبق يمكن أيضًا أن يكون تناول وجبات صغيرة ومنخفضة من الكربوهيدرات فعالًا في منع انخفاض الدم المفاجئ بعد الوجبات، فالأطعمة الغنية بالكربوهيدات كالبطاطا، الأرز، المعكرونة والخبز يمكن أن تُخفض ضغط الدم.
يمكن أو يوصى الأطباء أيضًا لعلاج الضغط المنخفض بشرب كوب أو كوبين من الشاي أو القهوة بالكافيين مع وجبة الإفطار، وعدم شرب الكافيين طوال اليوم حتى لا يتسبب لك بالجفاف.
بالتأكيد فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة تتراوح ما بين 30 و60 دقيقة يوميًا يمكن أن تحسن من معدل نبضات القلب، علاوة على أهمية القيام بتمارين المقاومة ليومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع.
ينصح الأطباء أيضًا بتجنب ممارسة التمارين الرياضية في الأجواء شديدة الحرارة أو الرطوبة.
يمكن أيضًا أن يقدم لك الطبيب بعض الأدوية التي ترفع من مستويات ضغط الدم مثل عقار ميدودرين أو أورفاتين، والذي يساهم برفع مستوى ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بالضغط المنخفض الانتصابي أو الضغط المنخفض المزمن.
يُساهم هذا العقار بتقييد قدرة الأوعية الدموية على التوسع، مما يزيد من اندفاع الدم خلال هذه الأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم.
بالتأكيد يُحذر الأطباء من التوقف عن تناول بعض الأدوية، أو تناول الأدوية من غير وصفة الطبيب، بالإضافة إلى القيام بتغييرات في النظام الغذائي كزيادة استهلاك الملح من غير استشارة الطبيب المختص، وخصوصًا بالنسبة لكبار السن.
عمومًا، يعتبر الضغط المنخفض حالة صحية شائعة وغير خطيرة أو مخيفة على الإطلاق، وغالبًا لا تُرافقها أي أعراض، باستثناء انخفاض ضغط الدم إلى أقل من 90 على 60 والذي يعتبر خطيرًا بعض الشيء.
علمًا أن ضغط الدم الطبيعي هو 120 على 80، ويَنصح الأطباء في الغالب إلى اتباع أسلوب حياة صحي يتمثل في تناول وجبات صغيرة منخفضة الكربوهيدرات، ممارسة التمارين الرياضية، شرب كميات كافية من الماء وعدم استهلاك أكثر من كوبين يوميًا من الكافيين.
أسلوب الحياة الصحي هذا سيعدل من ضغط دمك، وزنك واستقرار علاماتك الحيوية، وتأكد من سؤال طبيبك الخاص عن أي اجراء أو تغيير قبل القيام به.(2)
المراجع: