تكيس المبايض: كل ما تريدين معرفته

متلازمة تكيس المبايض
Share this post with friends!

تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary disease) هو مرض يؤثر على مستويات الهرمونات لدى السيدات، حيث يفرز الجسم هرمون الذكورة بنسب أعلى من المعتاد.

ينتج عن هذه الزيادة اختلالات في المستويات الطبيعية لهرمونات المرأة، وبالتالي مشاكل في انتظام الدورة الشهرية وصعوبة الحمل.

يمكن أيضًا أن يتسبب تكيس المبايض في نمو الشعر في أماكن غير مرغوب بها كالوجه، البطن والظهر، ويمكن أيضًا أن يسبب الصلع ومشاكل صحية طويلة الأمد كالسكري وأمراض القلب.

فيما يلي جميع التفاصيل الممكن ذكرها عن تكـيس المبايض.

متلازمة تكيس المبايض

تؤثر متلازمة تكيس المبايض على السيدات في سن الإنجاب، أي من 15- 44 عام، وتُصاب بهذه المتلازمة من 2.2 – 26.7% من السيدات.

وفق إحدى الدراسات، تعاني العديد من السيدات من تكيس المبايض ولكن لم يتم تشخيص إصابتهن، حيث وصلت نسبة الحالات التي لم يتم تشخيصها إلى 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض.

في كل شهر يفرز الجهاز التناسلي الأنثوي البويضة في مرحلة يُطلق عليها اسم الإباضة، ويتحكم في الإباضة الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) ويرمز له بالرمز FSH، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) والذي يُرمز له بالرمز LH.

يتم انتاج الهرمونين في الغدة النخامية، ووتنتج الأعضاء التناسلية الأنثوية هرموني الإستروجين والبوجسترون لتنظيم الدورة الشهرية، وينتج المبيضان كمية صغيرة من هرمون الذكورة الإندروجين.

في متلازمة تكـيس المبايض تتضطرب هذه الهرومونات، ولا يتم إفرازها بالنسب الطبيعية، مما يؤدي إلى الأعراض الآتية:

  • وجود كيس في المبايض.
  • ارتفاع مستويات هرمون الذكورة.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو تخطيها.

في متلازمة تكيس المبايض، تنمو العديد من الأكياس الصغيرة والمليئة بالسوائل في داخل المبايض.

في الحقيقة تحتوي هذه الأكياس على بويضات غير ناضجة، ولا تكفي هرمونات الجسم لتحفيزها.

لا تعد متلازمة تكيس المبايض من الأمراض الحديثة، حيث اكتشفها الطبيب الإيطالي أنطونيو فاليسنيري لأول مرة في عام 1721م.

أسباب تكيس المبايض

لم يستطع الأطباء حتى الآن تحديد السبب الفعلي لتكيس المبايض، ولكن تم ربط الإصابة بالعديد من العوامل منها:

  • الجينات الوراثية: حيث تزداد نسبة الإصابة بتكيس المبايض لمن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة، ومن المحتمل أن العديد من الجينات مسؤولة عن الإصابة بتكيس المبايض لا جين واحد فقط.
  • مقاومة الأنسولين: فحوالي 70% من المصابات بتكيس المبايض لديهن مقاومة للأنسولين، وبذلك لا تستطيع خلاياهن استخدام الأنسولين الذين ينتجه البنكرياس لتنظيم السكر في الدم.
    عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين، يقوم الجسم بإفراز المزيد منه ليقوم بعمله، وهذه الزيادة تحفز على إنتاج المزيد من هرمونات الذكورة.
  • الالتهابات: فغالبًا ما يكون لدى السيدات المصابات بتكيس المبايض مستويات مرتفعة من الالتهاب.
  • السمنة: حيث تزيد السمنة من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين والالتهابات، وبالتالي فهي تزيد من خطر الإصابة بتكيس المبايض.

أعراض تكيس المبايض

يمكن أن تُلاحظ بعض السيدات الإصابة بتكـيس المبايض منذ البداية، بينما تكتشف بقية السيدات الإصابة حين يكتسبن المزيد من الوزن أو يواجهن صعوبة في الحمل.

فيما يلي أكثر أعراض متلازمة تكـيس المبايض شيوعًا:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية: حيث أن مشاكل الهرمونات ستمنع بطانة الرحم من التساقط شهريًا، وتصاب السيدات بالدورة الشهرية أقل من ثماني مرات سنويًا كعلامة على إصابتهم بتكيس المبايض.
  • النزيف: فنتيجة لتأخر الدورة الشهرية يتم تراكم بطانة الرحم، فتكون الدورة الشهرية أشبه بالنزيف.
  • نمو الشعر: فأكثر من 70% من المصابات بتكـيس المبايض ينمو شعرهن على الوجه، الظهر، البطن والصدر.
  • حب الشباب: حيث يؤدي ارتفاع مستوى هرمون الذكورة إلى جعل البشرة أكثر دهنية من المعتاد، فتظهر حبوب الشباب في الوجه، الصدر وأعلى الظهر.
  • زيادة الوزن: حيث أن 80% من المصابات بتكـيس المبايض يعانين من السمنة.
  • الصلع الذكوري النمطي: حيت تصبح فروة الرأس أرق ويتساقط الشعر بكثرة.
  • سواد الجلد: فتتشكل بقع داكنة في ثنايا الجسم.
أعراض تكيس المبايض

الآثار الناتجة عن الإصابة بتكيس المبايض

حيث تؤثر الإصابة بتكـيس المبياض على الجسم، وبالتالي تؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية منها:

  • العقم: حيث يحتاج الحمل إلى انتظام عملية التبويض، وبما أن المصابات بتكـيس المبايض لا يطلقن الكثير من البويضات، ولهذا يعد تكيس المبايض من الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء.
  • متلازمة الأيض: حيث أن 80% من النساء المصابات بتكـيس المبايض يوجهن مشاكل في اكتساب الكثير من الوزن وصعوبة فقدانه، مما يتسبب بمتلازمة الأيض التي تؤدي أيضًا إلى ارتفاع نسبة السكر والكوليسترول الضار في الدم، ارتفاع ضغط الدم وانخفاض نسبة الكوليسترول النافع.
    جميع هذه العوامل تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والتي تعد إحدى الأسباب المؤدية للإصابة بأمراض القلب، السكري والسكتة الدماغية.
  • انقطاع النفس الليلي: وفي هذه الحالة يتوقف التنفس بشكل متكرر خلال التنفس أثناء النوم، ويعد أكثر شيوعًا لدى المصابات بزيادة الوزن.
    يمكن أن ينقطع التنفس خلال النوم من 5 -10 مرات لدى السيدات المصابات بالسمنة وتكـيس المبايض في الوقت ذاته، مقارنة مع السيدات الغير مصابات بهذه المتلازمة.
  • سرطان بطانة الرحم: فخلال عملية التبويض الشهرية تسقط بطانة الرحم، وفي متلازمة تكـيس المبايض تتراكم البطانة مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
  • الاكتئاب: حيث تعاني العديد من السيدات المصابات بتكـيس المبايض من القلق والاكتئاب نتيجة التغيرات الهرمونية والأعراض الجسدية.

تشخيص الإصابة بتكيس المبايض

يُشخِص الأطباء الإصابة بمتلازمة تكـيس المبايض لدى النساء اللواتي يُعانين من اثنين على الأقل من هذه الأعراض:

  • مستويات الأندروجين المرتفعة.
  • دورة شهرية غير منتظمة.
  • وجود أكياس في المبايض.

سيسأل الطبيب أيضًا عن وجود أعراض مثل حب الشباب، نمو شعر الوجه، نمو الشعر في مناطق مختلفة من الجسم وزيادة الوزن.

سيطلب الطبيب أيضًا بعض الفحوصات للدم مثل فحص هرمونات الذكورة، مستويات الكوليسترول، مستويات الأنسولين، والدهون الثلاثية.

يُمكن أيضًا أن يقوم الطبيب بإجراء فحص الموجات الصوتية لملاحظة أي مشاكل غير طبيعية في المبايض والرحم.

قد يهمك: حبوب femara فيمارا لتنشيط المبايض

الحمل وتكيس المبايض

نتيجة لاضطرابات الدورة الشهرية يُصبح الحمل أكثر صعوبة، حيث تعاني 70 – 80% من النساء المصابات بتكيس المبايض من مشاكل في الخصوبة، يمكن أيضًا أن يزداد خطر الإصابة بمضاعفات في الحمل.

يزداد خطر الإصابة بالولادة المبكرة لدى المصابات بتكـيس المبايض أكثر بمرتين من غير المصابات، كما أنهن أكثر عرضة للإجهاض، ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل.

من حسن الحظ، يمكن للنساء المصابات بتكـيس المبايض الحمل بالاستعانة في علاجات الخصوبة التي تحسن الإباضة، ويمكن أيضًا أن يُساهم فقدان الوزن وخفض مستويات السكر في الدم إلى زيادة فرصة الحمل الصحي.

نمط الحياة الصحي لمصابات تكـيس المبايض

الخطوة الأولى في علاج تكـيس المبايض تكمن في تحسين نمط الحياة، وذلك يشمل فقدان الوزن، النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

يمكن أن يساهم فقدان 5-10% فقط من وزن الجسم إلى تنظيم الدورة الشهرية، بالإضافة إلى تحسن الجوانب الآتية:

  • خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
  • انخفاض الأنسولين في الدم.
  • تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

وفق الدراسات الحديثة، فإن أفضل الأنظمة الغذائية لعلاج تكـيس المبايض هي الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، والتي تتألف من الفواكه، الخضراوات والحبوب الكاملة.

ينصح الأطباء أيضًا بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة لمدة ثلاثة أيام أسبوعيًا على الأَقل.

المرجع:

0 thoughts