كيف تحافظين على هدوءك حين يقودك أطفالك للجنون

كيف تحافظين على هدوءك
Share this post with friends!

كيف تحافظين على هدوءك حين يقودك أطفالك للجنون

الأطفال والضجة

عندما يتعلق الأمر بالطرق التي يمكن لطفلك أن يدفعك بها إلى الجنون، فإن هذه الطرق حرفيًا لا حدود لها، ففجأة تخطر على بال طفلك الأسئلة العجيبة واللانهائية، أو يعبث بالمنزل دون توقف، أو ربما يتذمر، يصرخ أو يبكي بصوت أعلى من حجمه الصغير، ناهيك عن الطلبات اللانهائية والمشاكل التي تأتي من الطرق التي لا يمكنك توقعها.

مع التغيرات التي حدثت في نظام حياتنا نتيجة اجراءات السلامة من فايروس كورونا، زادت الأوقات التي تجمع الأطفال بوالدتهن، فلا أصدقاء يمرحون معهم، ولا مدارس يذهبون إليها، وفي النهاية تعاني الأم من مشاكل في النوم ومطاردات لا نهائية خلال النهار.

تحاول الأم أيضًا العمل في المنزل دون أن تفقد عقلها، ويقول عالم النفس كريستوفر ويلارد أن أطفاله الصغار ظهروا في مكتبه الخاص باللقاء مع المرضى عبر الإنترنت، وتجول طفله البالغ من العمر عامين بحرية خلال جلسة علاجية لمريض!

بالتالي، زاد التوتر على الأهل الذين يحاولون القيام بوظائفهم في المنزل، وأصبحت أعمال المنزل الروتينية صعبة للغاية، وباختصار، يقود الأطفال والديهم للجنون، لهذا السبب سنسعى هنا إلى تقديم بعض الحلول لدعمكم وامتصاص غضبكم.

تجاهل سلوك الأطفال المزعج

تقول الطبيبة الأسرية كاثرين بيرلمان:” إن أفضل طريقة للبقاء هادئة ولتحسين سلوك أطفالك في الوقت نفسه هي تجاهلهم”.

لذلك يمكن للأمهات تجاهل أي سلوك مزعج يصدر من الأطفال، أو أي نشاط يقومون به بعد أن رفضت الأم ذلك بالفعل، وفي المقابل أعطِ أطفالك كل الاهتمام حين يقومون بسلوك حسن أو مهذب.

تغيير ردات الفعل

تقول المعلمة شيلي دافيدو، وهي مؤلفة كتاب تربية الأطفال ضد الإجهاد، أن صخب الأطفال ناتج عن شعورهم بالتوتر، فيحاولون لفت انتباه والديهم لمعرفة أن كل شيء ما زال على ما يرام.

لا يعبر الأطفال عن ضغوطاتهم كالكبار، ولهذا السبب فهم يثيرون الضجة حين يشعرون بعدم الراحة أو الاضطراب، ومن هذا المنطلق من المهم منحهم الطمأنينة والهدوء.

وتنصح المعلمة بقضاء ولو 20 دقيقة يوميًا في لعبة أو نشاط مشترك مع الأطفال، كلعب البطاقات، أو رسم اللوحات معًا، أو أي نشاط آخر مشترك بين الأطفال وأهاليهم.

أرح عقلك

يستطيع جهازنا العصبي إدراك وجود أي تهديد أو عقبة محيطة بنا، ولهذا السبب يزداد التوتر والغضب تجاه بعض تصرفات الأطفال، لذلك من المهم إخبار نفسك بأنك حقًا بأمان، ولا بأس بترك الأطفال يلعبون لبعض الوقت.

أخبر نفسك قبل أن تغضب على أطفالك بأن هذه ليست حالة طارئة، إنهم فقط أطفال يعبرون عن طاقة الشغب بداخلهم، مع بعض الكلمات التحفيزية مثل” أنا أساعد طفلي” أو ” أنا قادرة على التعامل مع كل هذا”.

التمدد على الأرض

ويمكن أن يشاركك الأطفال هذا التمرين للحصول على بعض الهدوء، وهو ببساطة الجلوس أو التمدد على الأرض لثواني، يطلق البعض على هذه الوضعية اسم تمدد القطة.

نحن بحاجة إلى تمدد القطة من وقت لآخر لإراحة عقولنا وأجسامنا.

الاهتزاز

من المعلومات المثيرة للاهتمام أن بعض الحيوانات تهز أجسامها للتخفيف من التوتر، ووفق بعض الدراسات الأخيرة قد تساهم بعض الحركات كمصافحة اليدين، أو حركات الساقين والذراعين بإزالة التوتر، والتصدي لآثاره، والتي تتضمن زيادة ضغط الدم وتوتر العضلات.

الفحص العاطفي

تفول العالمة والطبيبة تريسي إل دانيال، ومؤلفة كتاب اليقظة للأطفال:” حين تدرك مشاعرك بشكل أكبر، ستسطيع القيام بردات فعل أفضل لأطفالك”.

ولهذا السبب يمكن للأم أخذ بضعة دقاق يوميًا للقيم بهذه الخطوات:

  • إغماض العينين.
  • وضع يد على البطن واليد الأخرى على القلب.
  • التعبير عن أي شعور تشعر به الأم في هذه اللحظة.
  • ملاحظة طريقة الشهيق والزفير، والتحكم بهما.
  • فتح العينين، وملاحظة التغير الذي طرأ على مشاعرك.

الوقوف بالمقلوب

نعم هذا ليس مزاحًا، حيث يساعد الوقوف بالمقلوب على تهدئة الجهاز العصبي، ويزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، ويحسن من القدرة على التفكير والتركيز.

تعتبر وضعية الوقوف بالمقلوب واحدة من وضعيات اليوغا، ويمكن الارتكاز على الحائط لمنح جسدك التوازن، مع أخذ من 5 إلى 10 أنفاس عميقة خلال الوقوف بالمقلوب.

الاسترخاء مع الأطفال

حيث يساعد الاسترخاء مع الأطفال على إدارة الإجهاد، بالإضافة إلى صنع المزيد من الروابط بينك وبين أطفالك، فمثلًا يمكنك الاسترخاء معًا على أرجوحة في الحديقة، استكشاف الحديقة وزراعة الأزهار فيها، المشي في فترة ما قبل الغروب، استكشاف أشكال الغيوم، أو اجتماع عائلي في المساء على فلم يصلح للمشاهدة العائلية.

إعادة التفكير في الموقف

غالبًا حين نعيد التفكير في نهاية اليوم في الأمور التي غضبنا عليها نجد أنها لا تستحق الغضب بهذا القدر فعلًا، ولكننا ما نلبث أن نعود لنفس الإنفعال في اليوم التالي.

لهذا السبب من المهم التفكير بالسلوك الذي كان من الأفضل اللجوء إليه بدلًا من الإنفعال أو الغضب، وحاولت عالمة النفس إيلين كيندي مور جمع هذه الأسئلة والعبارات التي يمكن من خلال إعادة صياغتها تحسين ردات فعلنا حين الغضب:

  • بدلًا من قول:” إنها سيئة للغاية” قل:” إنها تمر بوقت عصيب الآن”.
  • بدلًا من قول:” لا يمكنني تحمل المزيد”، قل:” يمكنني القيام بالكثير من الأمور الصعبة، ما التصرف الأفضل الأن؟”.
  • بدلًا من قول:” أنا أم فاشلة، أو أنا أب فاشل”، قل:” أنا وأطفالي نتعلم معًا المزيد يوميًا”.
  • بدلًا من قول:” إنه مزعج بسبب حركاته المبالغ بها”، قل:” إنه يحاول تلبية احتياجاته”.
  • بدلًا من قول:” إنه يحاول إثارة غضبي”، قل:” إنه جائع ومرهق”.
  • بدلًا من قول:” إنهم لا يهتمون إلا بأنفسهم”، قل:” إنهم يشعرون بالإحباط، فلم يروا أصدقاءهم منذ زمن”.

جميع هذه الأسئلة ستعيد برمجة تفكيرك، وتجعلك أكثر تسامحًا مع الأطفال والضجة.

الفكاهة

عندما يهم طفلك بشرب الحليب لكنه يسكبه على الأرض بغير قصد، ستندفع تلقائيًا إلى الصراخ أو ربما فقدان الأعصاب والبكاء، ولكن ينصح علماء النفس بالضحك!

نعم الضحك ومحاولة تلطيف التوتر، فبجميع الحالات ستضطر الأم إلى التنظيف، ولكنها ستنظف وهي تشعر بسخافة الموقف، بالإضافة إلى شعورها هي والأطفال بأن الحياة أكثر أمانًا وتقبلًا.

حل المشكلة

بالنسبة للمواقف الصعبة والتي تتكرر باستمرار كجزء من الروتين اليومي، يمكنك حينها اختيار وقت هادئ وشرح صعوبة هذه المواقف لطفلك، وأن تطلبي منه اقتراح بعض الحلول.

هذا التصرف لن يساعدك فقط على حل المشكلة، بل سيدعم ثقة طفلك بنفسه، ويطور مهارة حل المشكلات في شخصيته.

ما عليك سوى وصف الموقف لطفلك وسؤاله بهدوء:” ماذا يمكننا أن نفعل لحل هذا؟” أو “أعطني فكرة حتى لا يتكرر هذا الموقف”.

تحديد العواقب

بعد الاتفاق على حلول للمشاكل يبدأ حينها وضع بعض التهديدات والعواقب التي سيتم القيام بها حين تعود تلك الفوضى، فعلى سبيل المثال إذا قام الطفل مجددًا برمي الأشياء هنا وهناك للتعبير عن سخطه، فيتم تخصيص كرسي  للعقاب، ويتعين على الطفل الجلوس في الكرسي لعدد دقائق ضعف عمره.

فطفل عمره عامين، سيجلس على الكرسي أربعة دقائق، وستتضاعف المدة إن تكرر الفعل.

الحوار مع الآخرين

للتوقف عن شعور بأنك غير محظوظ لمعاناتك مع الأطفال، يمكنك البحث عن صديق واحد فقط أو مجموعة من الأصداقة لتعبروا معًا عن المشاكل التي تواجهكم، فهذا من شأنه أن يقلل وقع المشاكل عى حالتكم النفسية.

تناول المغنيسيوم

خلال الأوقات العصيبة يستهلك الجسم كمية كبيرة من المغنيسيوم، وحين تنخفض نسبة المغنيسيوم يصبح الإنسان أكثر سخطًا وعصبية.

يمكن الحصول على المغنيسيوم من الخضراوات الورقية الخضراء كالسبانخ، بالإضافة إلى الموز، الأفوكادو والشوكولاتة الداكنة.

إقرأ أيضًا: المغنيسيوم، فوائده ومصادره

في النهاية، تأكد أنك لست وحدك من يعاني من هذه الضغوطات، فبالنهاية هم أطفال، وأنت إنسان من الطبيعي أن تغضب، ولكن من المهم أيضًا محاولة توجيه الأطفال إلى السلوك القويم، ومحاولة دعم نفسك على تخطي الضغوطات.

المرجع:

0 thoughts