كيف تعمل الأدوية داخل الجسم ؟

كيف تعمل الأدوية داخل الجسم ؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الأدوية

من لا يدرك كم تطور الطب في السنوات الأخيرة، وكم زاد عدد الممرضات والأطباء المتخصصين والذين لا يوفرون الكد والتعب ويستمرون بالدراسة والبحث طوال حياتهم ليكونوا قادرين على تشخيص الأمراض وإعطاء الآخرين العلاج المناسب، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية القضاء على الأمراض، ومن العناصر التي تساهم في دعم الأطباء على القيام بمهنتهم الأدوية، وفي الوقت الحالي أصبحت الأدوية تشكل علمًا ضخمًا لوحدها، وسيذكر هذا المقال أهم المعلومات التي يجب أن يعلمها العامة عن الأدوية، ومن ضمن هذه المعلومات الإجابة على سؤال:” كيف تعمل الأدوية داخل الجسم؟“، بالإضافة إلى ذكر طرق التخلص الآمن من الأدوية.(1)

تصنيف الأدوية

قبل التطرق إلى الإجابة على سؤال المقال:” كيف تعمل الأدوية داخل الجسم؟“، فمن المهم للجميع حتى يسهل عليهم فهم الأدوية ومعرفة كيف تعمل الأدوية داخل الجسم معرفة طرق تصنيفها، وصنف العلماء الأدوية بشكل رئيسي إلى ثلاثة مجموعات بالإعتماد على الآتي:

  • آلية عمل الدواء: وفي هذا القسم يصنف الخبراء والعلماء الأدوية بناء على التفاعل الكيميائي الحيوي والذي تقوم به هذه الأدوية بداخل الجسم.
  • التأثير الفسيولوجي للأدوية: وفي هذا القسم تصنف الأدوية بحسب الطريقة التي يستجيب لها الجسم.
  • التركيب الكيميائي للأدوية: وفي هذا القسم تصنف الأدوية بحسب تركيبها الدوائي وبحسب المواد الفعالة التي يتكون منها الدواء.

بالإضافة إلى هذه الطرق يمكن أن يصنف الخبراء الأدوية اعتمادًا على وظيفتها مثل مسكنات الألم، ويمكن لبعض الأدوية القيام بأكثر من وظيفة علاجية لجسم الإنسان، فعلى سبيل المثال يستخدم عقار فيناسترايد لعلاج تضخم البروستاتا أو لشيء آخر مختلف وهو إعادة نمو الشعر، بالإضافة إلى عقار ليفوثيروكسين والذي تمت الموافقة عليه من هيئة الغذاء والدواء باعتباره علاجًا لقصور الغدة الدرقية، ولكن في الواقع يصفه العديد من الأطباء بهدف علاج الإكتئاب، ولكن يهدف العلماء باستمرار إلى تصنيف الأدوية بغرض اكتساب أفضل فائدة منها، وستجيب الفقرة التالية على سؤال المقال:” كيف تعمل الأدوية داخل الجسم؟“.(2)

كيف تعمل الأدوية داخل الجسم

للإجابة على سؤال:” كيف تعمل الأدوية داخل الجسم؟“، يجب تفهم أن طريقة تفاعل الأدوية مع جسم الإنسان تختلف بحسب الهدف من الدواء وبحسب تركيبه الكيميائي، وفيما يلي نظرة عامة على عدد من طرق عمل الأدوية داخل الجسم وبحسب الهدف من استخدام الدواء، وهنا تكمن الإجابة على سؤال المقال:”كيف تعمل الأدوية داخل الجسم“: (3)

مكافحة الإلتهابات

إذا كان الغرض من الدواء هو مكافحة الإلتهابات فسيقوم الدواء بقتل الجراثيم والبكتيريا مباشرة، أو يمكن أن يمنعها من التكاثر والنمو وبذلك سيقود إلى قتلها، وتسمى أدوية مكافحة الالتهابات بالمضادات الحيوية، ومن المهم مراعاة أهمية عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية وعدم أخذها من غير وصفة طبية، وحين يتم البدء باستخدامها يجب عدم التوقف حتى إنتهاء العلاج بأكمله، وذلك لعدم إعطاء الجراثيم فرصة على التكاثر ومقاومة هذا المضاد الحيوي، حيث أنها بذلك تصبح غير مستجيبة له، ومن الأمثلة عليها المضاد الحيوي أموكسيسيلين والذي يستخدم لعلاج التهابات الأذن، والبنسلين والذي يستخدم لعلاج التهابات الحلق.(3)

استهداف خلايا السرطان

استكمالًا للإجابة على سؤال المقال:” كيف تعمل الأدوية داخل الجسم؟“، تهدف ثلاثة أنواع من الأدوية إلى علاج مرض السرطان، حيث تحتوي الأدوية على عدد من مكونات العلاج الكيميائي والتي تقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة وتثبيط نموها، بالإضافة إلى الحد من انتشار الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى أن بعض الأدوية تحتوي على مكونات تساهم في العلاج الحيوي أو العلاج البيولوجي، وهو نوع من أنواع علاجات مرض السرطان يقوم بمساندة الجهاز المناعي ومساعدته على مكافحة الخلايا السرطانية، وأما النوع الثالث من أنواع العلاجات الدوائية ضد مرض السرطان فهو العلاج المضاد، وهو عبارة عن دواء يمنع نمو أوعية دموية جديدة، وهي عبارة عن أوعية دموية تقوم الخلايا السرطانية ببنائها للتغذي منها، فيقوم هذا النوع من العلاجات بمنع تكونها، وبذلك تنقطع أمدادات الورم السرطاني من الأوكسجين وبقية المغذيات، وفي الغالب تحتوي أدوية علاج مرض السرطان على مزيج من هذه العلاجات، ومثال عليها دواء دوكسوروبيسين وهو دواء علاجي كيميائي يستخدم لعلاج العديد من أمراض السرطان منها سرطان الثدي، سرطان المعدة، سرطان الرئة، سرطان المثانة، سرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية.(3)

استبدال المواد المفقودة

وهي الأدوية التي تقوم بمنح الجسم الأحماض الأمينية، البروتينات، الفيتامينات والمعادن بالمستويات التي يحتاجها الجسم، وهي تستخدم بكثرة عند نقص أي عنصر من هذه العناصر الهامة، ويتولد من هذا النقص العديد من الأمراض مثل مرض الإسقربوط وهو المرض الناتج عن نقص فيتامين سي الموجود في الحمضيات، بالإضافة إلى أحد أمراض فقر الدم والذي ينتج عن نقص مستوى الحديد في الجسم، ومرض فقر الدم الخبيث والذي ينتج عن نقص فيتامين بي 12، نقص فيتامين د و نقص فيتامين أ، فتقوم هذه الأدوية بتعويض هذا النقص في الجسم.(3)

ليس هذا فحسب، بل ويمكن أن تقوم هذه الأدوية بعلاج نقص في هرمونات معينة في جسم الإنسان، حيث تقوم الهرمونات بتنظيم العمليات الحيوية في الجسم، وينتج عن نقص أي هرمون العديد من المشكلات الصحية، فعلى سبيل المثال ينتج عن نقص هرمون الأنسولين مرض السكري، ويمكن أن يتسبب نقص هرمون النمو بقصر القامة، ومن الأدوية التي تتبع هذا الأسلوب في العلاج دواء هرمون التستوستيرون، وهو الدواء الذي يحتوي على الهرمون الجنسي لدى الرجال، بالإضافة إلى دواء بريمارين والذي يحتوي على هرمون الإستروجين المترافق، وهو الدواء المستخدم لعلاج أعراض إنقطاع الطمث لدى النساء.(3)

تغيير عمل الخلايا

بعض الأمراض التي تصيب الإنسان تنتج عن خلل معين في كيفية عمل الخلايا في الجسم، مثل أمراض الربو، السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل والعديد من الأمراض الأخرى، ويعود سبب هذا الخلل إلى عوامل وراثية أو إلى تقدم العمر، أو نمط الحياة الغير صحي كالتدخين، عدم ممارسة الرياضة وعادات الأكل السيئة، بالإضافة إلى عدد من العوامل البيئية والنفسية، ويمكن أن يقود التعرض المستمر للتلوث إلى هذه الأمراض أيضًا، وتقوم بعض الأدوية بعلاج هذا الخلل في الخلايا، ويمكن أن يساهم الكشف المبكر عن هذه الأمراض واستخدام الأدوية والإلتزام بها في الشفاء منها وعدم تحولها إلى أمراض مزمنة وملازمة للإنسان، ومثال على هذه الأدوية عقار ديكلوفيناك والذي يساهم في علاج التهاب المفاصل، وعقار نيكسيوم الذي يساهم في علاج حرقة المعدة أو الإرتجاع المريئي.(3)

التخلص الآمن من الأدوية

بعد الإجابة على سؤال المقال:” كيف تعمل الأدوية داخل الجسم؟“، بقي معرفة الطريقة الآمنة للتخلص من الأدوية، حيث يقوم العديد من الأفراد برمي الأدوية التي انتهت صلاحيتها أو لم تعد تستخدم في مرحاض دورة المياه، ولكن يجدر معرفة أن مكونات هذه الأدوية يمكن أن تصل إلى الجداول، البحيرات وإمدادات المياه، وهذا بحسب آخر الأبحاث يتسبب بضرر كبير للبيئة البحرية والبرية وموائلها، بالإضافة إلى ذلك تم الإبلاغ عن العديد من الحلات للأطباء عن حيوانات أليفة أو أطفال صغار قاموا بإيجاد أو لمح هذه الأدوية في النفايات واللعب بها وتناولها، ولذلك كان من المهم التنبيه للعديد من الطرق الصحية والآمنة للتخلص من الأدوية دون التسبب بأي ضرر لأي مخلوق حي.

ولذلك أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2007م العديد من التوصيات للتخلص الآمن هذه الأدوية ومنها: (4)

  • عدم رمي الأدوية في المرحاض إلا إذا كُتِب هذا على النشرة المرفقة مع الدواء.
  • عند رمي الأدوية في سلة المهملات يجب إفراغها من علبها وخلطها مع مادة غير مرغوب فيها مثل بن القهوة أو القمامة المتسخة وذلك حتى لا يجذب الدواء الأطفال أو الحيوانات الأليفة.
  • وضع الأدوية في كيس محكم الإغلاق أو علبة فارغة لمنع الدواء من التسرب أو الوقوع من الكيس.
  • إذا لم تنتهي صلاحية الدواء فيمكن البحث عن أفراد محتاجين لهذه الأدوية وتقديمها لهم.

المراجع:

  1. https://www.medicalnewstoday.com/articles/323679#fields-of-medicine
  2. https://www.verywellhealth.com/drug-classes-1123991
  3. https://www.verywellhealth.com/how-drugs-work-in-your-body-1124115
  4. https://www.verywellhealth.com/how-to-properly-dispose-of-your-drugs-1124085
‫0 تعليق