كيف تكون مدرب كرة قدم ناجح؟
يطمح كل فردٍ منّا للوصول إلى أعلى درجات النجاح في التخصص الذي يميل إليه ويُحبه، فالبعض يمتهن الطب والهندسة والتعليم والإعلام والمحاماة، والبعض الآخر يميل لاحتراف بعض الألعاب المشهورة ومعرفة قواعدها والإلمام بها من أجل استلام منصب مرموق بها مثل {لعبة كرة الطائرة، كرة القدم، السباحة} وغيرها منَ الهوايات التي تتحوّل لهدفٍ مستقبلي يسعى الإنسان للوصول إليه.
ومنَ الجدير بالذكر، أنّ كرة القدم منَ الألعاب الجماعية الشهيرة جداً والتي يعشقها الأطفال قبلَ الكبار، ويُتابعها ملايين الناس من كافة أنحاء العالم بحيث يُسهمون في تشجيع فريقهم المفضل أثناءَ المباراة، وهيَ منَ الرياضات التي لا تحتاج لمعداتٍ خاصة بها من أجل إنجازها، يكفي التدريب فقط بإشراف مدرب خاص معَ الفريق واتباع الإرشادات والقواعد والاستعانة بالكرة وتشكيل فريقين من أجل المنافسة.
ونوّد الإشارة، أنَ رياضة كرة القدم ممتعة جداً وتُساعد على العمل ضمن فريق واحترام الآخرين، وكل فريق مكوّن من 11 لاعباً يُمررون الكرة في ساحةٍ واسعة تُسمى الملعب معَ تواجد مرمى كبير وحارس عليه وحكم للمباراة والمدرب المُشرف على تدريبهم، وبالفعل إنَ مهنة المدرب مهمة جداً في هذه الرياضة لأنهُ الأساس الذي لهُ دور وأثر فعّال في نفسية اللاعبين وحبهم لبعضهم ومعرفة الأسس والقواعد الصحيحة لتحقيق الأهداف في المرمى.
ولأنَ الكثير من الأشخاص يحبون كرة القدم وعلى درايةٍ بهذه اللعبة وإلمامٍ بجميع جوانبها، يطمح بعضهم إلى أن يكون مدرب ناجح لفريقٍ مميز، ويتساءل عن أهم المميزات التي يجب أن تتوافر في كل مدرب رياضي لكرة القدم من أجل نجاح فريقه، ولذلك كيف تكون مدرب كرة قدم ناجح؟
صديقي القارئ، إذا كنتَ من عشاق رياضة كرة القدم وتطمح أن تُصبح مدرب ناجح لفريقك وداعم لهم، نُقدّم لكَ في هذا المقال أبرز 7 صفات وشروط عليكَ الالتزام بها لتُصبح مدرب فريق ناجح لكرة القدم:
دراسة التربية البدنية:
في الحقيقة إنَ حصولك على لقب مدرب كرة قدم لا يأتي بالأمر السهل، لأنكَ في البداية يجب أن تشعر من أعماق نفسك أنكَ محب لهذه اللعبة ومهتم بها منذُ الصغر، ويُفضّل أن تكون دراستك الجامعية لها صلة بالتربية البدنية من أجل معرفة أهمية الرياضة وأسسها وقواعدها الصحيحة إلى جانب امتلاكك لجسدٍ رياضي.
والشهادة الجامعية لا تكفي وحدها، فأنتَ تحتاج لخوض العديد منَ الكورسات التدريبية بهدف اكتساب الخبرة والمعلومات المهمة قبلَ تعيينك كمدرب، ويجب أن تكون ملماً بالإسعافات الأولية في حال إصابة أي عضو من فريقك.
الإلمام بقواعد اللعبة:
الخبرة لا تأتي في ليلةٍ واحدة أو أسبوعٍ واحد بل تحتاج لعدّة سنوات من أجل إتقانها، وبالفعل فإنَ مدرب كرة القدم عليهِ تخصيص ساعات طويلة من وقته في قراءة الكتب التي تتوافر على الإنترنت والتي تتعلّق بقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويجب أن يعي أهمية القوانين في هذه اللعبة والالتزام بها، والمدرب ينجح أكثر إذا كانَ لاعب كرة قدم سابق لأنهُ يعلم تفاصيل هذه اللعبة بأكملها.
علاوة على ذلك، يجب معرفة جميع الطرق القانونية والصحيحة التي تُساعد الفريق على إحراز الهدف، ومعرفة العقوبات التي تُفرض عليهم في حال لم يتم الالتزام بأي قاعدة أو شرط.
التعرّف على كل لاعب:
إنّ المدرب المحترف لا يصبّ تركيزه على لاعب واحد أو لاعبين، لأنَ أعضاء الفريق سيشعرون بالغيرة أو بعدم الاهتمام تجاههم، ومن مهام المدرب الناجح أن يقوم بالجلسات التدريبية والتطويرية التي يتم التعرّف بها على مميزات كل لاعب ونقاط ضعفه من أجل تطويرها.
ومن ثمَ يتم التقييم على أساس القوّة البدنية والتركيز العالي، ويُحاول المدرب تشجيع الأعضاء الأقل مهارة من أجل بذل جهد أعلى في التركيز على أنفسهم.
الحزم والصبر:
شخصية المدرب الناجح يجب أن تمتلك تأثير كبير وكاريزما على الاعبين، فالمدرب الذي لا يُمكنهُ السيطرة على أعضاء فريقه أو الحزم في التعامل معهم أو فرد سلطته عليهم سيشعر اللاعبين بأنَ فريقهم ضعيف وفرص نجاحه منعدمة.
ولذلك يجب أن يتحلّى المدرب بشخصيةٍ مؤثرة وحازمة في اتخاذ القرارات ولها القدرة في التعبير عن رأيها واتخاذ القرارات الأنسب للفريق.
ويجب أن يتحلّى بالصبر أيضاً وخاصةً في حال تدريب المراهقين أو الأعضاء الأقل من غيرهم، والحزم لا يعني أن يكون المدرب قاسٍ على أعضاء فريقه أو جارحاً لهم، فيُمكن التحلي بروح الدعابة معهم في خارج أوقات التدريب من أجل تخفيف التوتر عنهم.
ذاكرة قوية ودقة الملاحظة:
إذا أردتَ أن تكون مدرب كرة قدم ناجح ومميز فيجب التركيز على أعضاء فريقك وكأنهم أحد أفراد عائلتك، فيجب تكوين صورة داخل عقلك عن كل لاعب من حيث إيجابياته وسلبياته ونقاط قوّته وكيفَ عليكَ استغلالها وتطوير الضعف لديه.
بالإضافة إلى تركيزك التام على اللاعبين في الملعب، فإذا لاحظتَ أنَ لاعباً منهم يُعاني من مشكلةٍ ما أو مستوىً ضعيف عليكَ تطويره على الفور وعدم تجاهله.
الهدوء وتقبل النقد:
بالتأكيد لن تكون مدرب ناجح إذا كانَ تركيزك بأكمله على كلام الأفراد من حولك، فالنقد سواءً كانَ سلبي أو إيجابي يجب تقبله بصدرٍ رحب، وتجنب الابتعاد عن العصبية والتوتر والتعامل بأسلوبٍ فظّ معَ المنتقدين، حاول أن تتجاهلهم وتصبّ تركيزك على فريقك فقط.
كما أنَ بعض اللاعبين قد يُسبب لكَ مشاكل نفسية بسبب استيعابه البطيء أو عدم تركيزه، وأنتَ في هذه الحالة ستكون بمثابة القائد عليه فبدلاً من التوتر وزيادة الضغط على نفسيته حاول أن تتخذ قرار مناسب بشأن تغيير خطتك في التعامل معه من أجل مساعدته على النجاح.
الاهتمام بالمباريات:
منَ الشروط التي يجب أن تتوافر في كل مدرب ناجح هيَ متابعته المستمرة للمباريات والتركيز على اللاعبين ونقاط قوّتهم وتشجيع فريقك لاكتساب القوّة والمهارة التي يمتلكونها، فالمتابعة الدائمة ستُحسّن من خبراتك وتُساعدك في اكتشاف نقاط جديدة.
لا تعتقد أنَ العمل كمدرب لفريقٍ متكامل أمر سهل للغاية، فهذه المهنة تحتاج للإبداع والتركيز والاهتمام والقدرة على التواصل معَ اللاعبين إلى جانب الشهادات الدراسية والخبرات التي حصلتَ عليها، فالمسؤوليات التي تقع على عاتق المدرب متعددة ما بينَ التدريب وتحديد العواقب والقواعد وإعداد الخطط والبدائل والتأثير الإيجابي مهما كانت الخسارة، لأنَ نفسية اللاعبين مهمة جداً في تحقيق الأهداف.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.