ما هو المقصود بالإبصار التذبذبي

[faharasbio]

ما هو المقصود بالإبصار التذبذبي

الإبصار التذبذبي (بالإنجليزية: Oscillopsia) أو ذبذبات العين هي مشكلة من مشاكل العيون، وفيها يرى المريض كل شيء أمامه وكأنه يهتز أو يقفز، على الرغم من أن هذه الأشياء ثابتة.

يُمكن أن يُصاب المريض بالإبصار التذبذبي لعدة أسباب، قد تكون هذه الأسباب مشاكل في العينين، الأذن الداخلية أو الدماغ.

يُمكن أن تُعالج بعض حالات الإبصار التذبذبي، ويُمكن أن تحتاج بعض الحالات الأخرى إلى التكيف مع التغيير الذي يصيب الرؤية.

سنُحاول في هذه المقالة مساعدتك على فهم الإبصار التذبذبي بشكل أفضل، مع دعمك ببعض طرق العلاج التي يُمكنك مشاورة طبيبك الخاص عنها.

أسباب الإبصار التذبذبي

تحدث حالة الإبصار التذبذبي بسبب اضطرابات في الجهاز العصبي، والتي تؤدي إلى تلف أجزاء من الدماغ أو الأذن الداخلية والتي تتحكم في حركات العين وتوازنها.

أحد أهم أسباب الإصابة بالإبصار التذبذبي هي حالة تُعرف باسم فقدان المنعكس الدهليزي العيني VOR، وهو الذي يُساهم في جعل عينيك تتحركان بالتنسيق مع حركة رأسك.

وفقدان هذا المنعكس يؤدي إلى عدم حركة العينين مع رأسك بشكل متناسق، ونتيجة لذلك تظهر الأشياء وكأنها تقفز أو تهتز.

تتضمن أبرز أسباب فقدان المنعكس الدهليزي ما يلي:

  • الإصابة بالتهاب السحايا.
  • إحدى الآثار الجانبية لبعض الأدوية والمضادات الحيوية مثل المضاد الحيوي جنتاميسين.
  • تلف الأعضاب في الدماغ، وخصوصًا مرض اعتلال الأعصاب القحفية.
  • إصابة شديدة في الرأس.

كما يُمكن أن تُصاب بالإبصار التذبذبي إذا كنت تعاني من مشكلة في العين يُطلق عليها اسم الرأرأة (بالإنجليزية: Nystagmus)، وفي هذه الحالة تنتقل عينيك من جانب لآخر، أو من أعلى لأسفل من دون القدرة على السيطرة على حركتها هذه.

تُؤثر الرأرأة أيضًا على رؤيتك، وينتج عنها مشاكل في إدراك عمق الأشياء من أمامك، مشاكل في التنسيق والتوازن.

غالبًا ما تحدث الرأرأة نتيجة لحالات طبية أخرى، وتعد هذه الحالات الطبية من الأسباب الغير مباشرة للإبصار التذبذبي ومنها:

  • مرض التصلب المتعدد.
  • السكتة الدماغية.
  • الإصابة بالتهاب في الدماغ.
  • الإصابة بورم في المخ.
  • إصابة في الرأس.
  • بعض مشاكل الأذن الداخلية مثل مرض منيير.
  • تناول بعض الأدوية وخصوصًا الأدوية المضادة للتشنج.

الحالات الطبية المرتبطة بالإبصار التذبذبي

ترتبط الإصابة بالإبصار التذبذبي في بعض الحالات العصبية منها:

  • مرض التصلب المتعدد: وهو مرض في المناعة الذاتية، حيث يُهاجم الجهاز المناعي الطبقة المحيطة بالأعصاب ويُتلفها.
  • مشاكل الأذن الداخلية: وأبرزها مرض منيير، والذي يتسبب في خلل في توازن الجسم.
  • الدوار: وهو الشعور بأن الغرفة من حولك تدور أو غير ثابتة.

أعراض الإبصار التذبذبي

أهم أعراض الإبصار التذبذبي تتمثل في ضعف الرؤية، حيث يصعب رؤية الأشجار أو علامة قف الموجودة في الشارع على سبيل المثال، ويراها المريض وكأنها تهتز أو تتحرك.

كما يقول مرضى الإبصار التذبذبي أنهم يُلاحظون الأعراض الآتية:

  • رؤية الأشياء تقفز، تتلألأ أو تنقلب.
  • رؤية مشوشة.
  • رؤية ضبابية.
  • مشاكل في التركيز.
  • غثيان.
  • الشعور بالدوار.
  • الدوخة أو فقدان الوعي.

كما تزداد حدة أعراض الإبصار التذبذبي عند المشي، الجري أو قيادة السيارة، وبمجرد التوقف عن المشي، الجري أو القيادة ستتوقف الأشياء عن الذبذبة.

كما يمكن أن يُلاحظ بعض المرضى زيادة حدة الأعراض حين يضعون رأسهم في وضعية معينة تختلف من شخص لآخر، وفي المقابل بعض المرضى يشعرون بأعراض حادة باستمرار حتى وإن كانوا جالسين بلا حراك.

وسائل علاج الإبصار التذبذبي

يُمكن أن يتعلم العديد من المرضى كيفية التأقلم مع الذبذبات الناتجة عن مرض الإبصار التذبذبي، ويُمكن أن يعاني بعض المرضى من مشاكل دائمة في الرؤية، وإذا لم يتم علاجها تزداد حالتهم سوءًا ويصعب عليهم القيام بنشاطاتهم اليومية.

لذلك يحتاج طبيبك في البداية إلى معرفة سبب الإصابة بالإبصار التذبذبي، ثم سيُعالج السبب الذي أدى للإصابة،وبذلك يُعالج هذه الحالة.

إذا كان السبب في الإصابة بالإبصار التذبذبي يتمثل في الرأرأة، سيمنحك الطبيب بعض هذه الأدوية بغرض علاج الرأرأة وبالتالي علاج الإبصار التذبذبي:

  • علاج للتصلب المتعدد، ويمكن أن يمنحك الطبيب دواء أمينوبيريدين -4 (بالإنجليزية: 4- aminopyridine) لهذا الغرض.
  • دواء باكلوفين (بالإنجليزية: baclofen) أو ليوريزال (بالإنجليزية: Lioresal) كمرخي للعضلات.
  • بعض أدوية الصرع مثل كاربامازيبين (بالإنجليزية: carbamazepine) أو تيجريتول (بالإنجليزية: Tegretol) وجابابنتين (بالإنجليزية: gabapentin) أو نيورونتين (بالإنجليزية: Neurontin).
  • بعض الأدوية المضادة للقلق مثل دواء كلونازيبام (بالإنجليزية: clonazepam) أو كلونوبين (بالإنجليزية: Klonopin).
  • بعض أدوية علاج الزهايمر مثل ميمانتين (بالإنجليزية: memantine) أو ناميندا (بالإنجليزية: Namenda).

كما يُمكن أن يُساعد ارتداء نظارات خاصة أو عدسات لاصقة على تقليل حدة أعراض الإبصار التذبذبي أو الرأرأة.

يُمكن أن يلجأ بعض الأطباء إلى وصف حقن بوتوكس يُطلق عليها اسم توكسين البوتولينوم (بالإنجليزية: botulinum toxin) لمرضاهم، وتتحكم هذه الحقن في العضلات التي تتحكم في حركة العينين.

لكن لا يُحبذ معظم الأطباء والمختصين حقن البوتوكس هذه، لأنها قد تجعل عملية تحريك عينيك بشكل طبيعي أكثر صعوبة، كما تميل نتائجها للتلاشي بعد بضعة أسابيع أو أشهر، وبذلك فهي تتطلب جلسات مستمرة من العلاج، ولا تمنح المريض علاجًا دائمًا.

يُمكن أن ينصح الأطباء مرضاهم بممارسة بعض التمارين التي تحسن من رؤيتك أو تجعلك قادرًا على التكيف مع حالة بصرك بشكل أفضل، ومن هذه التمارين ما يلي:

  • تحريك العينين ببطء من أعلى لأسفل والعكس، ثم من اليمين إلى اليسار والعكس.
  • اثن رأسك للأمام ثم للخلف والعكس، ثم حرك رأسك من جانب لآخر.
  • انتقل من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف مع القيام بفتح عينيك وإغلاقهما.
  • امش في غرفتك وعينيك مفتوحة، ثم أغلق عينيك وحاول تذكر أماكن الأشياء والمشي في الغرفة مجددًا.
  • أمسك بكرة صغيرة ثم اقذفها من يد إلى أخرى.

يوصي الطبيب أو المعالج الفيزيائي بهذه التمارين أو بعض التمارين الأخرى بغرض مساعدتك على استعادة توازن الرؤية لديك، بالإضافة إلى تمييز أماكن الأشياء وحركتها مجددًا.

تشخيص الإبصار التذبذبي

لتشخيص الإبصار التذبذبي سيسألك طبيبك عن تاريخك الطبي، كما سيسألك بعض الأسئلة المتعلقة بالأعراض التي تُصيبك، وفيما يلي أمثلة على بعض هذه الأسئلة:

  • متى تبدأ برؤية اهتزاز الأشياء، هل عندما تتحرك أو في كل وقت حتى وإن كنت مسترخيًا؟
  • هل تعاني من هذه الأعراض باستمرار، أم أنها تُصيبك من وقت لآخر؟
  • إذا كانت الأعراض تُصيبك من وقت لآخر، هل تُلاحظ أنها تصيبك في وقت معين دون غيره، وما هو هذا الوقت؟
  • كيف تبدو رؤيتك، هل ترى الأشياء تهتز، تقفز أو تتذبذب؟
  • هل تُلاحظ هذه الأعراض في إحدى العينين أو كلاهما؟

بعد الإجابة على هذه الأسئلة، سيُجري الطبيب فحصًا لعينيك، وسيبحث عن أي مشاكل في محاذاة العينين.

كما يُمكن أن تخضع لفحص عصبي لتشخيص بعض المشاكل العصبية التي تؤدي إلى الإصابة بالإبصار التذبذبي مثل مرض التصلب المتعدد، ويُمكن أن تشمل هذه الفحوصات ما يلي:

  • التصوير المقطعي المحوسب CT.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.

في النهاية، تأكد من الالتزام بالنصائح والعلاجات التي يُقدمها لك طبيبك، وغالبًا ما يُمكن علاج الإبصار التذبذبي، ويُمكن لبعض الحالات النادرة أن تكون مستحيلة العلاج في الوقت الحالي ضمن الإمكانيات المكتشفة حتى الآن.

المرجع:

[ppc_referral_link]