ما هو زواج المسيار وشروطه

ما هو زواج المسيار وشروطه
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

زواج المسيار

الأسرة هي أساس المجتمع، وحلل الله على الرجل أن يتزوج بأربعة نساء، وهذا كله يشتمل على العديد من الضوابط الاجتماعية، النفسية والأسرية، وفي الآونة الأخيرة انتشر مصطلح جديد يتعلق بالزواج وهو زواج المسيار، وسيهتم هذا المقال بالإجابة على سؤال:” ما هو زواج المسيار وشروطه؟”.(1)

زواج المسيار هو الزواج الذي يتضمن جميع شروط الزواج ما عدا بعض الشروط المتعلقة بحقوق المرأة مثل حق السكن أو النفقة أو المهر، وفي هذا المقال سيتم توضيح حكم زواج المسيار والأسباب التي تقود له.(1)

شروط الزواج

عند العودة لتعريف زواج المسيار يتوضح بأنه يتضمن جميع شروط الزواج الشرعية، وفيما يلي شروط الزواج: (2)

  • معرفة الزوجين والتأكد من خلوهما من أي حُرمة مؤقتة أو دائمة.
  • موافقة ولي أمر الزوجة ووجوده، أو وجود من يقوم مقامه، وعليه أن يقول للزوج زوجتك فلانة.
  • قبول الزوج الفظي بزوجته، حيث يقول الزوج قبلت أو ما بمعناها.
  • تعيين كلا الزوجين وذكرهما بالإسم.
  • موافقة كلا الزوجين، ومن المهم التأكيد هنا على أهمية موافقة الزوجة، حيث يقوم بعض ضعاف النفوس باعتبار موافقة ولي الأمر كافية.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تُنكح الأيِّم حتى تُستأمَر، ولا تُنكح البكر حتى تُستَأذن، فقالو يا رسول الله وكيف إذنُها؟ فقال: أن تسكت”.
  • أن يعقِد للمرأة وليها وليست هي بنفسها
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنِكاحها باطل، فنِكاحها باطل، فنِكاحها باطل”.
  • وجود شاهدين اثنين على النكاح.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا نكاح إلا بولي وشاهدين”.
  • إعلان النكاح.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أعلنوا النكاح”.

بالإضافة إلى هذه الشروط لصحة الزواج وضح الدين الإسلامي العديد من الشروط المتعلقة بالولي، حيث يجب أن يتصف الولي بها، وفيما يلي هذه الشروط: (2)

  • العقل: فلا تجوز ولاية الغير عاقل.
  • البلوغ: فلا تجوز ولاية من لم يبلغ سن الرشد، وهذا بغرض أن يعلم قواعد النكاح والكفؤ.
  • الحرية: فلا تجوز ولاية من لا يمتلك حريته كالمسجون.
  • اتحاد الدين: فلا تجوز ولاية الكافر على مسلمة، ولا العكس، حيث يجب اتحاد الدين بأن يكون كلاهما مسلمين.
  • الذكورة: حيث يشترط أن يكون الولي ذكرًا
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تُزوِّجُ المرأةُ المرأةَ، ولا تُزوج المرأة نفسَها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها”.
  • العدل: والمقصود بذلك عكس الفسق، ويعتبر هذا شرط عند بعض العلماء، بينما يكتفي البعض الآخر بالعدالة الظاهرة.

ويتبع الفقهاء ترتيبًا للأولياء بحيث لا يجوز تعدِّي الولي الأٌقرب إلا إذا فقد بعض شروطه أو إذا لم يكن موجودًا، حيث أن ولي المرأة هو والدها، ثم وصيّه فيها، ثم جدها لأبيها وإن علا، ثم ابنها، ثم أبناء أبنائها وإن نزلو، ثم أخوها، ثم بنو اخوتها، ثم عمها، ثم عم أبيها، ثم بنو عمها، ثم بنو عم أبيها، ثم القاضي ولي لمن لا ولي له.(2)

حكم زواج المسيار

اختلف العلماء في حكم زواج المسيار، فمنهم من أقر بإباحته، وهذا لأنه يشمل على أركان النكاح الثلاثة، ويتضمن كافة شروط النكاح بما يتضمن وجود ولي وشاهدين، بالإضافة إلى إعلان النكاح، ومنهم من أقر بإنه مباح لكن مكروه، ومنهم من أباحه لكن تجنب الخوض فيه بعد مدة مثل الشيخ ابن عثيمين، وهذا بسبب فساد في التطبيق من قِبَل بعض المفسدين الذين خلطوا بينه وبين زواج المتعة.

أقوال أهل العلم في زواج المسيار

سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن زواج المسيار، وأجاب في هذا النص الذي تم نشره في كتاب (فتاوى علماء البلد الحرام) في الصفحتين 450 و451، وفيما يلي إجابة الشيخ:” لا حرج في ذلك إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً، وهي وجود الولي ورضا الزوجين، وحضور شاهدين عدلين على إجراء العقد، وسلامة الزوجين من الموانع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:”أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج”؛ وقوله صلى الله عليه وسلم:” المسلمون على شروطهم”، فإذا اتفق الزوجان على أن المرأة تبقى عند أهلها، أو على أن القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً، أو في أيام معينة، أو ليالي معينة، فلا بأس بذلك، بشرط إعلان النكاح، وعدم إخفائه”.(1)

سئل أيضًا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله عن الإجابة على سؤال:” ما هو زواج المسيار؟” فأجاب:” شروط النكاح هي تعيين الزوجين ورضاهما والولي والشاهدان، فإذا كملت الشروط وأعلن النكاح ولم يتواصوا على كتمانه لا الزوج ولا الزوجة ولا أولياؤهما وأولم على عرسه مع هذا كله فإن هذا نكاح صحيح، سمِّه بعد ذلك ما شئت”.(2)

أسباب زواج المسيار

يلجأ العديد إلى زواج المسيار لعدة ظروف منها أن تضطر الزوجة إلى العناية بعائلتها وعدم قدرتها على ترك منزلها لتسكن مع الزوج، أو أن تكون الزوجة مصابة بإعاقة تجعل من الصعب الإنتقال بها إلى منزل الزوج، بالإضافة إلى ذلك يمكن لبعض ظروف الزوج مثل سفره باستمرار لبلد معينة وخوفه على نفسه من الوقوع في ما يُغضب الله، وغيرها من الأسباب المتعلقة بذلك، فيكون زواج المسيار الحل الشرعي المناسب لهم ضمن جميع الضوابط الشرعية.(1)

الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة

قام البعض بالخلط بين زواج المسيار وزواج المتعة، ومع أن هناك العديد من الفروقات بينهم، ويعني زواج المتعة أن يتزوج الرجل من امرأة مع اعطائها شيء من المال ولكن لفترة محددة، ولا يتم توثيقه بعقد شرعي ولذلك لا طلاق فيه، ولا نفقة ولا ورثة، وبذلك فهو يختلف تمامًا عن زواج المسيار الذي يتضمن شروط النكاح كاملة.

زواج المتعة محرم تحريمًا تامًا باتفاق العلماء، وفيما يلي الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة بالتفصيل: 

  • زواج المتعة لا طلاق فيه، على العكس من زواج المسيار إذا لجأ الزوجين لأي سبب إلى الطلاق يمكنهم القيام بذلك بطريقة شرعية.
  • تحصل الزوجة في زواج المسيار على الورثة، بينما لا يحدث ذلك في زواج المتعة.
  • يحتاج زواج المسيار إلى وجود الولي والشهود، بينما لا يتضمن زواج المتعة ذلك.
  • زواج المسيار يتضمن التقيد فقط بأربع زوجات كما يقر الدين الإسلامي، ولكن في زواج المتعة وذلك لعدم وجود عقد شرعي فلا حدود في ذلك.

وبذلك فزواج المتعة لا يتضمن شروط الزواج الشرعي.(3)

الفرق بين زواج المسيار والزواج العرفي

يتضمن الزواج العرفي نوعان، الأول يتم كتابة ورقتين من عقد الزواج، أحداهما مع الزوج والأخرى مع الزوجة، وهو باطل لأنه سري ولا يتضمن وجود الولي، والنوع الثاني هو زواج شرعي بكافة ضوابطه ولكن لا يتم تسجيله في المراكز المختصة، وهو جائز ولكن يحرمه بعض العلماء للمشاكل المترتبة على عدم تسجيل عقد الزواج في الحكومات المختصة.
يتشابه الزواج العرفي من النوع الثاني مع زواج المسيار بأن كلاهما يتضمن شروط الزواج الشرعي، وتحصل الزوجة على الورثة والنسب، ولكن يختلفان في كون المرأة في الزواج العرفي تحصل على نفقة وسكن، بينما في زواج المسيار لا تحصل على ذلك، وأن زواج المسيار مسجل في المحكمة ولكن الزواج العرفي لا يُسجل في المحكمة.

المراجع:

  1. الإسلام سؤال وجواب – زواج المسيار ، تعريفه ، وحكمه.
  2. الإسلام سؤال وجواب – ملخّص مهم في أركان النّكاح وشروطه وشروط الوليّ.
  3. http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/74.htm
  4. https://www.islamweb.net/ar/fatwa/1802/
‫0 تعليق