المقدمة
تحتوي العديد من الأطعمة على السكر بشكل طبيعي، كالفواكه والحبوب الكاملة.
وهذه السكريات تمنح الجسم الطاقة التي يحتاجها ولفترة طويلة من الزمن.
في المقابل، تعتمد العديد من شركات الصناعات الغذائية أو حتى ربات البيوت في المنازل على السكر المضاف أو ما يُطلق عليه اسم سكر المائدة.
وغالبًا ما يُستخدم سكر المائدة لتحلية المشروبات والحلويات المختلفة.
في الحقيقة، يُمكن لسكر المائدة التسبب بالعديد من المشاكل الصحية عند استهلاكه على المدى الطويل.
حيث يزيد سكر المائدة من خطر الإصابة بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري والالتهابات.
لهذا السبب كان من الضروري البحث عن بديل لتحلية الوجبات التي نحبها.
ما هو سكر ستيفيا؟
سكر ستيفيا هو سكر يُستخرج من نبات Stevia rebaudiana، وهو نبات عُشبي موطنه الأصلي في أمريكا الجنوبية.
يمكن استخدام محليات ستيفيا لتميزها بخلوها من السعرات الحرارية، مما يجعلها بديلًا ممتازًا للسكريات المضافة مع الاستمتاع بالطعم الحلو.
كما يُمكن لسكر ستيفيا منحك طعم أكثر حلاوة من 200 إلى 350 مرة مقارنة بالسكر المضاف.
نتيجة لذلك لجأت العديد من شركات الصناعات الغذائية إلى إضافة سكر ستيفيا إلى صناعاتها الخاصة بإنقاص الوزن، وهذا لأن سكر ستيفيا خالي من السعرات الحرارية.
يُنتج سكر ستيفيا من خلال استخراج مركب يُطلق عليه اسم جليكوسيدات ستيفيول من نبات الستيفيا.
ثم يقوم الخبراء بتصفية هذا المركب لإزالة أي جزيئات مرة موجودة في مستخلصه الخام.
كما يُمكن القيام ببعض عمليات التخمير والتحويل الحيوي بغرض التخلص من أي مكونات مرة بشكل كامل.
مجموعة من فوائد سكر ستيفيا
لجأت العديد من شركات الصناعات الغذائية إلى إضافة سكر ستيفيا إلى الأغذية التي تنتجها، وهذا نتيجة لمجموعة من فوائد سكر ستيفيا والتي تتضمن:
- خلو سكريات ستيفيا من السعرات الحرارية.
- سكر ستيفيا آمن على الأطفال، ولا يُسبب لهم تسوس الأسنان.
- سكر ستيفيا آمن على مرضى السكري ولا يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.
- سكر ستيفيا خالٍ من المواد الكيميائية الضارة، وبالتالي لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، كما يُمكنه منع نمو الخلايا السرطانية ومكافحتها، وهذا وفق دراسة نُشرت عام 2013.
- لم تثبت أي دراسة حتى الآن أن لسكر ستيفيا دور في زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة. مقارنة مع سكر المائدة.
- يُمكن أن يستفيد الجسم من سكر ستيفيا في إنتاج الطاقة بنسبة بسيطة للغاية.
- آمن على الحوامل أو المرضعات، وهذا ما أثبتته عدة دراسات أجريت على الحيوانات.
- تقليل الالتهابات عن طريق التدخل في مسار بعض المؤشرات الالتهابية مثل إنترلوكين 6.
- تقليل نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، وهذا وفق دراسة أجريت في عام 2009.
أجريت الدراسة على مجموعة أشخاص عشوائين تناولوا يوميًا 20 مليلتر من ستيفيا، وأظهرت النتائج انخفاصًا ملحوظًا في نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
سكر ستيفا لإنقاص الوزن
يُمكن أن يُساعد سكر ستيفيا في عملية إنقاص الوزن، ويعود السبب في ذلك إلى عدم احتوائه على أي سعرات حرارية.
أجريت دراسة استقصائية على 434 عضو في المجلس الوطني للمرأة، واستطاع 78٪ من الأعضاء استخدام سكر ستيفيا في نظامهم الغذائي منخفض السعرات الحرارية، وأظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في برنامجهم لإنقاص الوزن.
كما أجرى المجلس الوطني دراسة على مجموعة من الأشخاص الذين فقدوا ما لا يقل عن 13 كيلو جرام باستبدالهم سكر المائدة بسكر ستيفيا للتحلية.
كما نبهت المراجعة المنهجية لعام 2019 من الاعتماد فقط على سكر ستيفيا لإنقاص الوزن.
وهذا لأن إنقاص الوزن يتطلب نظامًا غذائيًا شاملًا ومنخفض السعرات الحرارية، وسكر ستيفيا هو عامل مساعد في هذا النظام الغذائي، ولا يعتبر الخطوة الوحيدة.
ينبه خبراء التغذية على مراعاة حاجة الجسم عند اتباع النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية، وهذا يعني أهمية تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية منخفضة السعرات الحرارية في الوقت ذاته.
علامة على ذلك، أجريت تجربة عشوائية في عام 2020 على مجموعة من البالغين الذين يتمتعون بصحة جيدة.
في هذه التجربة استخدم نصف المشاركين سكر ستيفيا للتحلية، بينما لم يتم منح المجموعة الثانية أي ملاحظات محددة.
أظهرت النتائج في نهاية الدراسة أن المجموعة التي استخدمت سكر ستيفيا استطاعت المحافظة على وزنها دون أي تغيير، بينما ازداد وزن المشاركين في المجموعة الثانية.
نُلاحظ هنا أن عملية فقدان الوزن تتطلب العديد من التغيرات منها استخدام محلي ستيفيا بدلًا من سكر المائدة، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تحسين جودة النوم وتناول الطعام الصحي.
وبهذا فسكر ستيفيا وحده لا يُنقص الوزن.
كما أظهرت بعض الملاحظات أن عدم تناول الأشخاص الذين ينوون إنقاص وزنهم للسكر يُمكن أن يقودهم إلى تناول المزيد من الطعام.
وهذا لأن الجسم اعتاد على نسبة محددة من السكر، وقطع هذه النسبة تمامًا بسكر ستسفيا يُمكن أن يكون له آثاره العكسية.
كما أن القيمة الغذائية لسكر ستيفيا منخفضة للغاية فهو لا يحتوي على أي فيتامينات، ولكن قد يحتوي على نسبة ضئيلة من مضادات الأكسدة.
لذلك ينصح خبراء التغذية لإنقاص الوزن بالبحث عن بعض البدائل ذات القيمة الغذائية الأعلى مثل البدائل الآتية:
- الزبيب.
- شراب القيقب.
- التمر.
- البطاطا الحلوة.
- الفواكه الطازجة أو المجففة.
هل ستيفيا صحي؟ المخاطر والآثار الجانبية
منحت إدارة الغذاء والدواء سكر ستيفيا الموافقة في عام 2008، ووضحت أن الجرعة اليومية المسموح بها منه هي 4 ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
تتضمن المخاطر المحتملة لسكر ستيفيا على المدى الطويل ما يلي:
- اضطراب الهرمونات، وهذا لأنه يحتوي على الستيرويد الذي يُمكن أن يتدخل في عمل الغدد الصماء، على سبيل المثال يمكن أن يؤدي إلى رفع مستوى هرمون البروجستيرون لدى الرجال.
- حدوث بعض الطفرات في الأحماض النووية.
- حدوث مشاكل في توازن بكتيريا الأمعاء.
لكن لا تزال هذه المخاطر بحاجة لمزيد من البحث لدراسة سببها وتحديد شدتها.
أما الآثار الجانبية لسكر ستيفيا والتي يُمكن أن يشعر بها بعض الأشخاص فتتضمن الآتي:
- اضطرابات هضمية كالانتفاخ والغثيان، وهذا بسبب كحول السكر الموجودة في ستيفيا أيضًا.
- الدوار.
- ألم في العضلات.
- إنخفاض غير آمن في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يستهلكون أدوية خفض ضغط الدم، وهذا لأن لسكر ستيفيا دور في توسيع الأوعية الدموية.
- ردات فعل حساسية لدى بعض الأشخاص المصابين بحساسية النباتات، ولكنها نادرة للغاية.
- إنخفاض غير طبيعي في مستوى السكر في الدم على المدى الطويل.
لا يعود السبب في معظم هذه الآثار الجانبية أو المخاطر إلى سكر ستيفيا بحد ذاته.
بل يعود السبب في ذلك إلى التعديلات التجارية التي تطرأ عليه لأغراض التعبئة أو زيادة الأرباح.
إقرأ أيضًا: سكر ستيفيا وتصريحات الدكتور جابر القحطاني بشأنه
كما تقوم بعض الشركات بإضافة مواد كيميائية أخرى كالمواد الحافظة، وهي التي تزيد من الآثار الجانبية لمحلي ستيفيا.