يجب على جميع الأشخاص معرفة ما هو مرض الانتان؛ فالانتان هو حالة طبية قد تهدد الحياة، وتحدث عندما تصبح استجابة الجسم للعدوى غير خاضعة للسيطرة وتسبب التهابًا واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم نتيجة انتشار البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات في الجسم. يمكن أن تؤدي هذه الاستجابة إلى تلف أعضاء مختلفة في الجسم وتهديد حياة الشخص المصاب. سنسلط الضور من خلال مقالنا عن موضوع ما هو مرض الانتان، وأهم أعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو مرض الانتان
الانتان أو تعفن الدم هو حالة قد تكون مهددة للحياة وتحدث كرد فعل لعدوى في الجسم. يتميز باستجابة مناعية غير منتظمة للعدوى، مما يؤدي إلى انتشار الالتهاب واختلال وظائف الأعضاء. يمكن أن يصيب الانتان الأشخاص من جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال وكبار السن، ويمكن أن ينشأ عن أنواع مختلفة من العدوى، مثل البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية.
عند حدوث عدوى، يطلق جهاز المناعة في الجسم مواد كيميائية في مجرى الدم لمكافحة العدوى، تؤدي هذه المواد إلى حدوث الالتهاب وتعطل في وظائف الجسم. يجب معرفة ما هو مرض الانتان لتلافي أسبابه، ومضاعفاته الخطيرة على الجسم، كما يجب علاجه على الفور بالتوجه إلى الطبيب المختص لأخذ العلاج المناسب، والحد من تطور المرض.
قد يتطور الانتان في الحالات الشديدة فيتحول إلى صدمة انتانية، تحدث عند انخفاض ضغط الدم الحاد، مما يؤثر على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والكبد مسببًا تلف الأعضاء. تعد صدمة الانتان حالة طارئة تهدد حياة المريض.
“اقرأ أيضًا: ما هي حساسية الدم“
أعراض مرض الانتان
تؤدي الإصابة بمرض الانتان إلى ظهور بعض الأعراض التي تساعد في التشخيص، وتختلف الأعراض من شخص لآخر، وتبعًا لعمر المريض. فيما يلي أهم أعراض مرض الانتان:
- حمى عالية.
- ضعف عام وتعب شديد.
- صعوبة في التنفس وزيادة معدل التنفس.
- نقص في ضغط الدم.
- زيادة في معدل ضربات القلب.
- تغير في الوعي أو الارتباك الشديد.
- احمرار أو التورم في المناطق المصابة.
أعراض الصدمة الإنتانية
تعتبر الصدمة الانتانية من أخطر مراحل الإصابة بمرض الانتان، وقد تؤدي إلى وفاة المريض. تشمل أعراض الصدمة الانتانية ما يلي:
- اختلال وظائف الدماغ والإدراك.
- اخفاض حاد في ضغط الدم.
- الوهن الشديد.
- النوم لساعات طويلة.
- تسارع دقات القلب.
- الحمى الشديدة والارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة.
- الصداع الحاد والدوار.
- العرق الشديد.
- الشعور بالقلق والتوتر والخوف.
“شاهد أيضًا: نقص الصفائح الدموية“
أسباب مرض الانتان
يحدث الانتان عادةً بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية تدخل مجرى الدم. يمكن أن تنشأ العدوى من مصادر مختلفة داخل الجسم. فيما يلي 8 من أهم أسباب مرض الانتان ما يلي:
- الالتهاب الرئوي: يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي الجرثومي أو الفيروسي إلى تعفن الدم إذا انتشرت العدوى من الرئتين إلى مجرى الدم.
- التهابات المسالك البولية: يمكن أن تكون التهابات المسالك البولية الشديدة من أبرز أسباب مرض الانتان، خاصةً تلك التي تشمل الكلى أو القسطرة البولية، فهي تؤدي إلى تعفن الدم.
- التهابات البطن: قد تؤدي التهابات الجهاز الهضمي، مثل التهاب الزائدة الدودية، أو جرح البطن المصاب إلى الإصابة بإنتان الدم.
- عدوى الجلد والأنسجة الرخوة: يمكن أن تسبب التهابات الجلد الخطيرة، مثل التهاب النسيج الخلوي أو الخراجات أو الجروح الجراحية المصابة، الإصابة بتعفن الدم.
- عدوى مجرى الدم البكتيرية: يمكن للبكتيريا أن تدخل مجرى الدم من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك الخطوط الوريدية، أو الجروح المصابة، أو العدوى في أجزاء أخرى من الجسم.
- التهاب السحايا: التهاب السحايا الجرثومي أو الفطري، وهو عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي، يمكن أن يتطور إلى تعفن الدم.
- التهابات العظام أو المفاصل: يمكن أن تؤدي العدوى الشديدة في العظام أو المفاصل، مثل التهاب العظم والنقي أو التهاب المفاصل الإنتاني، إلى تعفن الدم.
- العدوى لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أو الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، أو الذين يتلقون الأدوية المثبطة للمناعة، هم أكثر عرضة للعدوى التي يمكن أن تتطور إلى تعفن الدم.
تشخيص مرض الانتان
مرض الانتان يُعتبر حالة طبية خطيرة ومميتة في بعض الحالات، لذا فإن الوقاية والكشف المبكر عن العدوى المحتملة والعلاج السريع ضروريان للحد من خطر الانتان وتجنب مضاعفاته. فيما طرق تشخيص مرض الانتان:
- تقييم العلامات والأعراض السريرية: سيقوم الطبيب المختص بتقييم التاريخ الطبي للمريض، ومراجعة الأعراض وإجراء فحص جسدي شامل. يمكن الكشف بشكل مبدئي عن مرض الانتان من خلال الأعراض الظاهرة على المريض.
- الاختبارات المختبرية: تساعد عينات الاختبارات المختبرية في معرفة مصدر العدوى، حيث يمكن فحص عينات من البول، أو السوائل في حالة الإصابة بالجروح، أما في حالة الإصابة بالمجرى التنفسي، فيمكن أخذ عينة من المخاط واللعاب لفحصها في المختبر.
- الفحوص التصويرية: اعتمادًا على مصدر العدوى المشتبه به، يمكن إجراء دراسات التصوير لتحديد موقع الإصابة أو أي مضاعفات. قد يشمل ذلك تصوير الصدر بالأشعة السينية للكشف عن حالات عدوى الرئة، أو التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن حالات عدوى الكبد أو البنكرياس، أو الموجات فوق الصوتية للكشف عن حالات عدوى المرارة والكلى، أو التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يساعد في الكشف عن العدوى في أنسجة العظام.
- فحوص الدم: تُجمع عينات الدم عادةً لإجراء الاختبارات المعملية للمساعدة في تشخيص وتقييم الإنتان، حيث تساعد للكشف عن وجود العدوى من خلال تعداد خلايا الدم، وعدد خلايا الدم البيضاء، أو من خلال اختلال توازن الكهارل (electrolyte)، أو للكشف عن وظائف الأعضاء غير الطبيعية، أو انخفاض في مستويات الأوكسجين في الجسم، أو وجود مشكلات تخثر الدم.
“اطلع أيضًا: مرض فقر الدم ANEMIA“
علاج مرض الانتان
يعتبر التعرف المبكر والبدء السريع في العلاج والمراقبة الدقيقة أمرًا حيويًا في تحسين النتائج للأفراد المصابين بالانتان. يمكن للعناية الطبية في الوقت المناسب والإدارة المناسبة أن تقلل بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات وتحسين فرص الشفاء. فيما يلي طرق علاج مرض الانتان:
- المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفطريات: غالبًا ما يحدث الإنتان بسبب عدوى بكتيرية أو فطرية، لذا فإن إعطاء المضادات الحيوية المناسبة أو الأدوية المضادة للفطريات هو جزء مهم من علاج مرض الانتان. تستخدم المضادات الحيوية واسعة الطيف مبدئيًا حتى يتم تحديد العامل المسبب المحدد، وعندها يمكن استبدال المضاد الحيوي بمضاد حيوي آخر مناسب لعلاج مسبب العدوى.
- السوائل الوريدية: يمكن أن يتسبب الإنتان في انخفاض ضغط الدم وعدم كفاية تدفق الدم إلى الأعضاء. في هذه الحالة يتم إعطاء السوائل الوريدية لاستعادة توازن السوائل، وتحسين ضغط الدم.
- أدوية تضييق الأوعية الدموية: في الحالات التي يستمر فيها انخفاض ضغط الدم مع إعطاء السوائل الوريدية، يمكن استخدام أدوية تضييق الأوعية لرفع ضغط الدم وتحسين تروية الأعضاء.
- التدخلات الجراحية: إذا كان من الممكن تحديد مصدر العدوى (على سبيل المثال، خراج أو قسطرة مصابة أو موقع جراحي مصاب)، يتم اتخاذ إجراء الجراحة. قد يشمل علاج مرض الانتان بالجراحة تصريف الخراجات أو إزالة الأجهزة المصابة أو إجراء تدخلات جراحية للسيطرة على العدوى.
- الرعاية الداعمة: غالبًا ما يحتاج المرضى المصابون بالانتان إلى مراقبة دقيقة ورعاية داعمة. قد يشمل ذلك تدابير مثل الأكسجين الإضافي لدعم الجهاز التنفسي، والعلاج الكلوي البديل (غسيل الكلى) لضعف الكلى.
- علاج الحالات الأساسية: إن تحديد وإدارة أي حالات كامنة أو أمراض مصاحبة تساهم في تعفن الدم أمر بالغ الأهمية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد علاج الالتهاب الرئوي أو التهابات المسالك البولية أو غيرها من الالتهابات الموضعية على الفور في منع التقدم إلى تعفن الدم.
- المراقبة والتعديلات المستمرة: المراقبة المنتظمة للعلامات الحيوية والقيم المختبرية ووظيفة الأعضاء ضرورية لتقييم الاستجابة للعلاج. يمكن إجراء تعديلات في الأدوية والتدخلات بناءً على الحالة السريرية للمريض ونتائج الاختبار.
في الختام، نجد أنه من المهم معرفة ما هو مرض الانتان، فهو حالة قد تكون مهددة للحياة، وتحدث عندما تسبب استجابة الجسم للعدوى التهابًا واسع النطاق. إذا تُركت دون علاج أو لم تتم إدارتها على الفور، يمكن أن يؤدي الانتان إلى مضاعفات مختلفة، يمكن أن يكون بعضها شديدًا ويؤدي إلى الوفاة.