أفضل أنواع الصدقات هي كل ما يُبذل في سبيل إرضاء الله من غير أن يشوبه الرياء أو الكذب، والهدف من الصدقة كسب محبة الله، والفوز بالدنيا والآخرة، قال الله تعالى في سورة الحديد: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضًا حسنًا يُضاعف لهم ولهم أجر كريم). نقدم في مقالنا ما هي أفضل الصدقات عند الله.
الصدقات عند الله
كثيرة هي أنواع الصدقات عند الله تعالى، ولها فضل كبير كما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، فهي أفضل وسيلة لمحو الذنوب والسيئات، فضلًا عن كونها من أكثر الأعمال الصالحة التي يحتاجها الميت في قبره، وتختلف أفضلية الصدقات وفقًا لاعتبارات كثيرة تتعلق فيما يلي:
- حالة المتصدق: فعندما يكون المتصدق فقيرًا فإن صدقته أفضل من المتصدق الغني، كما أن صدقة الشخص الذي لا يعاني من مرض ما أفضل من صدقة الشخص المريض.
- حالة المتصدق عليه: فالشخص المحتاج تحق له الصدقة أكثر من غيره، كما أن الصدقة على الأقرباء أفضل من الصدقة على الغرباء.
- ماهية الصدقة: حيث تختلف ماهية الصدقة بحسب حاجة الشخص المحتاج، فقد تكون بتزويده بالعلم، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علمًا، ثمّ يعلمه أخاه المسلم)، وقد تكون بإطعام محتاج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة أن تُشبع كبدًا جائعًا)، كما يمكن أن تكون بسقي الماء، وغيرها من أنواع الصدقة.
“اقرأ أيضًا: ما هي معنى الزكاة“
أفضل الصدقات عند الله
لا تقتصر الصدقات على المال، بل يوجد الكثير من أنواع الصدقات التي ذُكرت في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وفي جميع الأحوال فإن الصدقات تعود بالنفع على كل من المتصدق، والمحتاج، ولذلك سنستعرض لكم 6 من أفضل أنواع الصدقات عند الله تعالى:
الصدقة في الخفاء
تعتبر الصدقة في الخفاء من أفضل أنواع الصدقات عند الله، وذلك لما لها من فضل عظيم على المتصدق، فقد وعده الله تعالى أن يظله يوم القيامة في ظله، وقد دعا الله تعالى إليها في قوله: (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ)، سورة البقرة، آية رقم 271.
الصدقة على القريب
تزيد الصدقة على القريب من أواصر المحبة بين الأقارب، وتوطد العلاقات الاجتماعية بينهم، ويشمل ذلك الإخوة، والأقرباء من جهة الأب كالأعمام والعمات، والأقرباء من جهة الأم كالأخوال والخالات، ولذلك تعتبر من أفضل الصدقات عند الله، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصدقة على القريب بقوله: (الصَّدقة على المسكين صدقةٌ، وعلى ذي الرَّحم اثنتان صدقةٌ وصلّةٌ).
الصدقة في حال الصحة
فعندما يتصدق الإنسان الصحيح الذي لا يعاني من مرض، فإن صدقته أعظم عند الله من الإنسان المريض على فراش الموت لأنه على الرغم من صحته وقوته لم ينسَ حاجة الفقراء والمحتاجين، وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام فضل هذه الصدقة في قوله: (أنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأْمُلُ الغِنَى، وتَخْشَى الفَقْرَ، ولَا تُمْهِلْ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا، وقدْ كانَ لِفُلَانٍ).
الصدقة في الجهاد
وهي صدقة واجبة بحسب رأي الكثير من الفقهاء، فهي الإنفاق في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، والجهاد في سبيله، وتعتبر الصدقة في الجهاد من أفضل الصدقات عند الله، وقد بين الله تعالى فضل الصدقة في الجهاد بقوله تعالى: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَأَحْسِنُوا، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، سورة البقرة، آية رقم 195.
الصدقة الجارية على الميت
الصدقة الجارية هي الصدقة التي لا ينقطع ثوابها حتى بعد موت صاحبها، ولها أنواع كثيرة، فقد تكون بكفالة يتيم، أو سبيل ماء للعابرين، أو زرع شجرة يستفيد الناس من ثمارها، أو بناء بيت من بيوت الله، وغيرها من الأنواع، وقد أظهر الرسول الكريم فضل هذه الصدقة بقوله: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ).
الصدقة بإنفاق ما يحب الإنسان
تعتبر هذه الصدقة من أفضل أنواع الصدقات عند الله، وذلك لأن من يتصدق بما يحب له عظيم الأجر عند الله، وهي من صفات التقوى، وذلك لقوله تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، سورة آل عمران، آية رقم 92.
“قد يهمك أيضًا: أفضل الأدعية للميت“
فضل الصدقات عند الله
إن للصدقات فضائل كثيرة تعود على صاحبها بالخير والرزق في الدنيا والآخرة، وقد بين القرآن الكريم هذه الفضائل، ومن فضل الصدقات عند الله تعالى:
- زيادة البركة في الرزق والمال، فالصدقة من المال تزيده ولا تنقصه، وذلك لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ).
- تُظل الصدقة صاحبها يوم القيامة، وتقيه من نار جهنم، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: (كُلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِه، حتى يُفْصَلَ بينَ الناسِ).
- تُكسب الصدقة صاحبها الأجر والثواب، وتمحو عنه السيئات والذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).
- من فضل الصدقة على صاحبها أنه تُكسبه دعاء الملائكة له، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).
- تساعد الصدقة في مساعدة الفقير في تلبية احتياجاته الضرورية، وتغنيه عن السؤال والمذلة.
- تدل الصدقة على قوة إيمان المرء، وحسن ظنه بالله تعالى.
- تزيد من كرم الشخص الغني، وتُبعده عن حب جمع المال والاحتفاظ به.
في الختام نجد أن أفضل الصدقات عند الله هي كل ما يتم تقديمه للمحتاجين والفقراء سسواء كانت أشياء مادية أو معنوية، وللصدقات فوائد عظيمة تعود على صاحبها، ولعل من أهمها كسب مرضاة الله تعالى والتقرب منه، ولذلك قدمنا من خلال مقالنا ما هي أفضل الصدقات عند الله، وما هو فضلها في الدنيا والآخرة.