أهم شروط الزواج هو أمر يجب أن يطلع عليه الجميع، حيث أن للزواج شروط وأسس وقواعد يبنى عليها وليس مجرد عقد عادي، بل هناك مبادئ معينة يجب أخذها بعين الاعتبار ليكون زواج ناجح وغير باطل.
قبل الخوض في شروط الزواج يجب أن نتعرف على مفهوم الشرط وهو الاصطلاح في العقود، ولغة التشريع هنا هي الشيء الذي لا بد من وجوده لكي يكون العقد صحيحًا. كما نقول بالإسلام الوضوء شرط لصحة الصلاة، هناك 7 شروط لعقد الزواج سنوردها في هذا المقال بيانًا وتفصيلًا.
أهم شروط الزواج
تقدم الفقرات التالية أهم شروط الزواج وهي:
شرط التراضي من شروط الزواج
إن عقد الزواج هو أمر اختياري يمنع فيه الإكراه بأي وجه من الوجوه، وذلك لأنه يتعلق بحياة الزوجين ومستقبلهما كاملًا، لذلك يمنع أن يدخل طرف من طرفي العقد هذا الزواج مكرها ومجبورًا بأي شكل كان.
الأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها.
أيضًا في رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: [أن تسكت] رواه الجماعة.
أيضًا ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله: تستأمر النساء في أبضاعهن، قال: [نعم]، قلت: إن البكر تستأذن وتستحي. قال: [إذنها صماتها]. (رواه البخاري ومسلم).
في الحقيقة خالف هذا الحكم بعض الفقهاء بالاستدلال على زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة وهي ابنة الست سنوات ولا تعي مثل هذا الأذن، ولكنه يعتبر دليل على الاختصاص الذي منحه الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالزواج.
كل ما سبق يعتبر من الأدلة الصحيحة الواضحة التي تدلنا على أنه لا يجوز الإجبار بأي شكل من الأشكال في الزواج وخاصة مع الفتاة اليتيمة، حيث قال الله تعالى: وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع.
“قد يهمك أيضًا: الفرق بين الحب المشروط والغير مشروط“
شرط وجود الولي
إن ولاية المرأة بنفسها على عقد الزواج يعتبر أمر غير شرعي، حيث اشترط الشرع على عقد النكاح وجود ولي الأمر وهو الأب أو الأخ والأقرب فالأقرب.
الأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا نكاح إلا بولي] وقوله: [أيما امرأة نكحت (أي تزوجت) بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له].
شرط وجود الشاهدان
لكي يكون العقد صحيح من المهم أن يشهد عليه شاهدان عادلان، وقد جاء هذا الأمر في أحاديث لا يخلو واحد منها بكل مقال.
هذا القول ضروري جدًا لحفظ الحقوق بالنسبة للمرأة والرجل وأيضًا لضبط العقود، وكل ما وقع بغير شهود يعتبر مدعاة للتلاعب والفساد ولضياع الحقوق، ولذلك أصبح وكأنه شرط أساسي ولا يجب أن يخالف هذا الشرط أحد من أهل العلم.
“اطلع أيضًا: طريقة صلاة الوتر بالتفصيل، وقتها، شروطها والأدعية“
وجود الصداق (المهر)
لقد اشترط الشرع لوجوب صحة عقد النكاح أن يكون هناك مهر مقدم من قبل الرجل لزوجته ولا يعنينا أمر البحث في فلسفة المهر وعن كونه عوض لشيء ما ولكن يمكن القول أنه هدية للمرأة ليطيب خاطرها.
من هذا المبدأ يعتبر المهر ملك للمرأة ويجوز لها أن تتنازل عنه كله أو عن قسم منه لزوجها، حيث قال الله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً} فكانت هذه الآية جامعة لأحكام الصداق.
يعتبر النظر إلى المهر على هذا الأساس أكرم وأفضل من النظر إليه على أنه ثمن للمرأة، حيث لا يعتبر الزواج في الإسلام بمجرد عملية بيع وشراء، بل هو رباط مقدس لتستمر الحياة والمنافع والرحمة والحب.
الإحصان من شروط الزواج
اشترط أيضًا الله تعالى على المسلم أن لا يتزوج إلا المرأة العفيفة المسلمة الشريفة، وكما قال في كتابه الكريم: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}.
النكاح أتى هنا بمعنى الزواج بدليل الحديث التالي:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن مرتد بن أبي مرتد الغنوي كان يحمل الأساري بمكة (أي يفر بهم إلى المدينة) وكان بمكة بغي يقال لها عتاق، وكانت صديقته (أي في الجاهلية) قال: فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عتاقاً؟ قال: فسكت عني فنزلت {والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} فدعاني فقرأها علي وقال: [لا تنكحها].
رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه.
كذلك الأمر نفسه بالنسبة للكتابية اليهودية والنصرانية، وكما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}..
نصت الآية السابقة على أنه لا يجوز الزواج إلا من المحصنة المؤمنة أو المحصنة الكتابية، وهي تعني المرأة العفيفة المحصنة بحماية كبيرة بينها وبين ارتكاب الفاحشة.
لا يجوز للمسلم الزواج بالمرأة المشهور عنها ارتكاب الفاحشة أو حتى الدعوة إليها وذلك على أمل أن تهتدي إلى الطريق الصحيح، والأمر نفسه يجب على المسلمة عند زواجها من أي رجل كان.
وجود الكفاءة من شروط الزواج
إن الكفاءة والتساوي بين الزوجين هو شرط أساسي لصحة الزوج والمعيار الأول والأساسي هو وجود الشرك بالله حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه}
استثنى الله تعالى من هذا الحكم زواج الرجل المسلم باليهودية أو النصرانية واعتبره جائزًا بقوله: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن}.
وجود الكفاءة من شروط الزواج حيث لا يجوز للعبد أن يتزوج إلا أمة مثله وكذلك الحر لا يتزوج إلا حرة، وأيضًا استثني من هذا الأمر زواج الأمة المسلمة وهذا شرط بالحر المسلم عندما يخشى العنت على نفسه حيث قال تعالى: {ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فأنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان} ثم قال تعالى في آخر هذه الآية: {ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم}.
وجود الصيغة
تعتبر الصيغة شرط وفق العديد من العلماء ليكون الزواج صحيحًا، ومعنى الإيجاب هنا هو طلب الزوج من المرأة أو وكيلها، أما معنى القبول فهو رضا الزوجة على الزواج الذي يتم.
اشترط بعض العلماء على أن الصيغة يجب أن تكون باللغة العربية ولكن يمكن القول أن أي لفظ يدل على الزواج يعتبر شرعي ومقبول.
هكذا نكون وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات شاملة وكافية عن شروط الزواج وأحكام عقود الزواج.