ما هي التكية في الحضارة الإسلامية

ما هي التكية في الحضارة الإسلامية
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هي التكية في الحضارة الإسلامية

تعتبر التكية من المنشآت الدينية التي يرجع أصلها إلى العصر العثماني، وتم إنشاؤها في الولايات التابعة للدولة العثمانية لإقامة المتصوفين المنقطعين للعبادة ولمساعدة عابري السبيل، حيث حلت مكان الخانقاوات في عصر السلاجقة.

تعني كلمة التكية الاتكاء على الشيء، والاستناد عليه للاسترخاء، وتعني أيضًا المأوى الذي يضم المسافرين والفقراء والمعتكفين، ويبقى فيه المصابين بأمراض مزمنة لحين وفاتهم، حيث تقدم لهم الرعاية الصحية من قبل منظمات دينية.

كانت التكايا في بداياتها عبارة عن مبانٍ بسيطة خالية من الفنون المعمارية، وكانت فقط لتوفير الأماكن المناسبة لنزول الفقراء وعابري السبيل وغيرهم من الرواد، وتأمين ما يلزمهم من طعام ومصاريف أخرى، مع وجود من يخدم هؤلاء الرواد.

مع تطور فن العمارة بدأت التكايا تأخذ شكلًا معماريًا مختلفًا لدرجة أن ما تبقى منها حتى يومنا هذا تحول إلى معالم سياحية يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.

أشهر التكايا في الحضارة الإسلامية

من أشهر التكايا العثمانية في مصر:

  • التكية السليمانية في السروجية عام 950هـ، وسميت كذلك نسبة إلى السلطان سليمان القانوني، وبنيت على الطراز العثماني، وتميزت بقبابها المتعددة، ولها مئذنتان نحيلتان.
  • التكية الرفاعية في بولاق عام 1188 هـ.
  • ومن التكايا التي ما زالت مستخدمة إلى يومنا هذا تكية الدراويش المولوية بحي السيدة زينب، وهي تابعة لقطاع المسرح في وزارة الثقافة المصرية.
  • التكية البكتاشية التي كانت مقرًا للطريقة العباسية.

من أشهر التكايا في تركيا:

  • تكية (خان المولوية) في مدينة إسطنبول في تركيا عام 1914م.
  • تكية (التربة خانة).
  • التكية السليمانية في إسطنبول.
  • التكية السليمية في إديرنة.

من أشهر التكايا في سوريا:

  • في دمشق التكية السليمانية.
  • تكية بابا بيرم.
  • تكية الإخلاصية الرفاعية.
  • تكية القلقر في محلة شاهين.
  • تكية الملخانة.

من أشهر التكايا في فلسطين

  • التكية المولوية.
  • التكية الداوودية.
  • التكية الفخرية.

دور التكية في الحضارة الإسلامية

قامت التكية في العصر الإسلامي بدور الخنقاوات التي كانت مخصصة لإقامة المعتكفين للعبادة من المتصوفة، وكان لها دور آخر فقد ألغت دور البيمارستانات في العصر الأيوبي في علاج المرضى، وقامت التكايا بهذا الدور في العصر العثماني.

بعد ذلك اتخذت التكية دور آخر، وأصبحت مكانًا للناس العاطلين عن العمل الذين هاجروا بحثًا عن العمل إلى مصر والشام، ولرعاية المسنين والعجزة وغير القادرين على كسب رزقهم بأنفسهم والنساء الأرامل، وكان الأمراء العثمانيون والتجار والأغنياء ينفقون لهؤلاء الناس مرتباتهم الشهرية، ويصرفون على تلك المباني كمظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي، ولذلك سميت بالتكية لأن من فيها يتكلون ويعتمدون في أرزاقهم على مرتباتهم في التكية.

ظهرت التكية للمرة الأولى في مكة والمدينة وجدة عام 1811م بأمر من محمد علي باشا لرعاية الفقراء واللاجئين في الحرم المكي من جميع الشعوب، وخصوصًا في شهر رمضان ومواسم الحج، حيث كان عدد سكان التكية يزداد في هذه المواسم، وكانت تقدم لهم المسكن والطعام، ولكنها ألغيت عام 1983م بأمر من السلطات السعودية.

أوجه الاختلاف بين التكية والخانقاه

تعتبر التكية في العصر العثماني امتدادًا لفكرة الخانقاه التي أقيمت في العصر الأيوبي والمملوكي، فكلاهما عبارة عن مبنى تقدم فيه الدروس الدينية للمعتكفين من المتصوفة، إلا أن هناك بعض الفروق بينهما من حيث الدور، ومن حيث الناحية المعمارية، والتي تتجسد فيما يلي:

الخانقاه

في الخانقاه يقوم كبار المشايخ والعلماء بتزويد المتصوفين بالدروس الدينية، وكانت الدراسة فيها إجبارية، ويتم منح الشهادات العلمية فيها للمتفوقين.

من الناحية المعمارية

تخدم الخانقاه في تصميمها المعماري عدة نواحي فهي تضم مدرسة وجامع وخانقاه في نفس الوقت، وفيها فناء مكشوف مربع، يحيط به إيوانات متعامدة على الفناء يقام فيها المحاضرات والدروس، وتتوزع في أركان الفناء الحجرات والغرف الخاصة بالسكن، وتتكون الخانقاه من عدة طوابق قد تصل لأربع طوابق، ويوجد في أعلى الخانقاه على مئذنة أو منبر.

التكية

في التكية تعقد المحاضرات والدروس الدينية، إلا أنها غير منتظمة ولا تقام في أوقات محددة، ولا يفرض على المقيمين فيها الالتزام بهذه الدروس، وهي لا تمنح الإجازات العلمية، وبالتالي فالدراسة فيها غير إجبارية.

من الناحية المعمارية

التكية من الناحية المعمارية هي مبنى مستقل بذاته، ويحتوي على فناء مربع مكشوف يحيط به من جوانبه الأربعة ظلات، تتكون كل ظلة من رواق واحد، تتوضع الحجرات السكنية وراء هذه الأروقة التي تتكون من طابق أرضي واحد على عكس الخانقاه، ويتواجد في التكية حجرة صغيرة باتجاه القبلة بها محراب لإقامة الصلاة، وعقد حلقات الذكر، ولا يوجد في التكية مئذنة.

البناء الهندسي للتكية

يتألف مبنى التكية من عدة أقسام، لها أسقف متفاوتة في الارتفاع، ولكن تصميمها العام كان يلبي احتياجات الحياة التقليدية اليومية، وهذه الأقسام هي:

  • فناء مربع مكشوف يسمى بالصحن.
  • غرفة للدراسة وعقد المحاضرات تتميز بسقف عالي على شكل قبة كبيرة.
  • قاعة السمعخانة التي تستخدم للصلاة والرقص الصوفي الدائري (المولوية).
  • غرف السكن الخاصة بالمعتكفين للعبادة وعابري السبيل، ويكون السقف فيها أقل ارتفاعًا من سقف غرفة الدرس.
  • غرفة كبيرة لاستقبال الناس.
  • مطبخ يطهى فيه الطعام لسكان التكية، وقاعة طعام كبيرة، وغرف مؤن.
  • قسم مخصص للنساء والعائلات.
  • مكتبة كبيرة تضم الكتب الدينية، وتستخدم للقراءة والمطالعة.
  • مدفن ملحق بالمبنى لدفن الأموات من الدراويش.
  • حمام ودورة مياه وسبل مياه.

وهكذا نجد أن التكية كانت البذرة الأولى لفكرة الفنادق المنتشرة في حياتنا اليوم من حيث الهدف من إنشائها، والخدمات التي تقدمها، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم في مقالنا هذا ما هي التكية في الحضارة الإسلامية، وما هو دورها.

‫0 تعليق