السوشال ميديا (بالإنجليزية: Social media) أو وسائل التواصل الاجتماعي هي تقنية حديثة تستند على أجهزة الحواسيب والهواتف الذكية، وتُساهم في تسهيل مشاركة الأفكار والمعلومات من خلال مجموعة من الشبكات والمجتمعات الافتراضية على شبكة الإنترنت.
تختلف السوشال ميديا في تصميمها، ولكنها جميعها تعتمد على شبكة الإنترنت، وتجعل مستخدميها على معرفة بأجدد أشكال المحتوى، بما يتضمن المعلومات الشخصية، المستندات، مقاطع الفيديو والصور.
يستخدم العديد من الأشخاص حول العالم السوشال ميديا من خلال أجهزة الحواسيب، الأجهزة اللوحية أو الأجهزة الذكية باستخدام برامج أو تطبيقات يمكن تنصيبها من الإنترنت.
تتصدر الدول الآسيوية وخصوصًا إندونيسيا قائمة مستخدمي السوشال ميديا، وعمومًا فأكثر من 3.8 مليار شخص حول العالم يستخدمون السوشال ميديا في مختلف نواحي حياتهم ولمختلف الأهداف.
تاريخ السوشال ميديا
في البداية تم إنشاء السوشال ميديا بغرض التفاعل مع الأصدقاء والعائلة، ولكن فيما بعد تعددت استخداماتها حتى تبنتها الشركات والمؤسسات لابتكار طريقة للوصول إلى العملاء.
تكمن قوة السوشال ميديا في القدرة على الاتصال بأي شخص على وجه الكرة الأرضية ومشاركة المعلومات معه أو مع مجموعة من الأشخاص حول العالم في الوقت ذاته.
الآن، أصبح عدد مستخدمي السوشال ميديا حول العالم أكثر من 3.8 مليار شخص، ومن الجدير بالذكر أن منصات السوشال ميديا متغيرة ومتجددة باستمرار، ويمكن أن تظهر العديد من التطبيقات الجديدة مثل تطبيق التيك توك (بالإنجليزية: TIKTOK) وغيره من التطبيقات.
تتضمن أيضًا السوشال ميديا مجموعة من التطبيقات المعروفة مثل الفيسبوك (بالإنجليزية: Facebook)، الإنستقرام (بالإنجليزية: Instagram)، تويتر (بالإنجليزية: Twitter) واليوتيوب (بالإنجليزية: YouTube).
من المتوقع أن يزداد عدد مستخدمي السوشال ميديا بحلول عام 2023 في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى ما يُقارب 257 مليون شخص.
أجرى مركز بيو للأبحاث مجموعة من الدراسات المتعلقة بالسوشال ميديا، وأظهرت مجموعة من هذه الدراسات أن معظم مستخدمي السوشال ميديا صغار السن، على وجه التحديد 90% منهم تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 29 عامًا.
ليس هذا فحسب، بل أظهرت بعض الدراسات أيضًا أن مستخدمي السوشال ميديا في هذه الأعمار يمكن أن يكونوا أكثر تعليمًا وأكثر ثراء مقارنة مع غير المستخدمين، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يكسب معظمهم حوالي 75000 دولار سنويًا.
ويصل متوسط استخدام الأفراد اليومي للسوشال ميديا في جميع أنحاء العالم حوالي 145 دقيقة يوميًا.
أنواع السوشال ميديا
تختلف أنواع السوشال ميديا، حيث لكل تطبيق خصائصه المميزة التي تمنح للمستخدمين بالقيام بالعديد من الأنشطة الافتراضية، مثل مشاركة الصور، الألعاب الاجتماعية، مقاطع الفيديو، المجموعات الافتراضية، شبكات الأعمال، العوالم الافتراضية، المراجعات والمدونات والعديد من النشاطات الأخرى.
عمومًا، يمكن تقسيم السوشال ميديا إلى ستة أنواع وهي الشبكات الإجتماعية، الأخبار الاجتماعية، مشاركة الوسائط، الإشارات المرجعية، المدونات الصغيرة والمنتديات الكبيرة على الإنترنت.
في الحقيقة حتى الحكومات والسياسيين يستخدمون السوشال ميديا للتواصل مع الآخرين، الانتخابات والعديد من الأهداف الأخرى التي تسهلها عليهم السوشال ميديا.
بالنسبة للأفراد، فإن أهم أهداف السوشال ميديا تتمثل في البقاء على اتصال مع مختلف أفراد العائلة والأصدقاء في مختلف مواقعهم حول العالم.
يمكن أيضًا أن يستعين العديد من الأشخاص بالسوشال ميديا للبحث عن الفرص الوظيفية المتاحة، التقديم لها ونشرها.
يمكن أيضًا الاستفادة من السوشال ميديا للعثور على مجموعات من الأشخاص لديهم اهتمامات متشابهة أو أفكار مشتركة، ويمكنهم باستخدام السوشال ميديا مشاركة أفكارهم، مشاعرهم، تجاربهم، آرائهم وعواطفهم، وبذلك فهم يصنعون شبكة اجتماعية افتراضية تتحدى حدود الزمان والمكان.
أصبحت السوشال ميديا أدوات لا غنى عنها بالنسبة للشركات، حيث تستعين الشركات بوسائل التواصل الاجتماعي للعثور على العملاء، التفاعل معهم، زيادة المبيعات، استهداف العملاء، الإعلان، الترويج، معرفة آراء العملاء، رغباتهم وشكاويهم وحتى دعم العملاء وخدمات ما بعد البيع.
نتيجة لذلك تم ابتكار مفهوم جديد وبدأت المنشآت التعليمية بتدريسه وتوضيح أساسياته وهو مفهوم التجارة الإلكترونية، وهو التواصل مع العملاء، جمع المعلومات، التسويق والبحث في شؤون السوق من خلال السوشال ميديا.
وتتيح السوشال ميديا أيضًا للشركات القدرة على ترويج منتجاتها وخدماتها، توصيل هذه المنتجات للعملاء والعثور على العملاء المحتملين، بالإضافة إلى دورها الجوهري في تعزيز التواصل بين الشركات والعملاء.
إيجابيات السوشال ميديا
في الحقيقة، ساهمت السوشال ميديا في تغيير الطريقة التي نتفاعل بها جميعًا معًا، فأعطتنا القدرة على اكتشاف ما يحدث في مختلف بقاع الأرض لحظة بلحظة، وسهلت التواصل مع الأصدقاء والأقارب الذين يقطنون في مواقع بعيدة جغرافيًا.
علاوة على ما سبق، تتيح السوشال ميديا الوصول إلى مجموعة ضخمة من المعلومات بسهولة وسرعة، وهذا ما قدم الكثير من الدعم للطلاب والباحثين.
ساهمت السوشال ميديا أيضًا في تعزيز التواصل مع أشخاص يشاركوننا الاهتمامات ذاتها، وهذا يعني عمومًا جعل العالم أكثر سهولة وسلاسة بقدر الإمكان.
وفقًا لدراسة مسحية قام بها مركز بيو للأبحاث، وُجِد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز العديد من الصداقات، حيث التقى 57% من المراهقين بصديق لهم قد تعرفوا عليه على الإنترنت، وتحولت صداقاتهم الافتراضية إلى صداقات على أرض الواقع.
ساهمت السوشال ميديا أيضًا في تطوير مجال التسويق بابتكار ما يعرف بالتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم هي استهداف العملاء مباشرة على هواتفهم وفي منازلهم.
كما تم ابتكار مفهوم التسويق الشخصي، والذي يسمح حتى للأشخاص الأصغر سنًا باستخدام لغاتهم وشخصياتهم للترويج لمهاراتهم وأعمالهم.
سلبيات السوشال ميديا
على الرغم من الجانب الإيجابي والواضح للسوشال ميديا، ولكن يتضمن استخدامها العديد من السلبيات أهمها هو إدمان السوشال ميديا والناتج عن الإفراط في استخدامها.
كما لاحظ المركز الوطني لتكنولوجيا المعلومات الحيوية أن الاستخدام المفرط للسوشال ميديا يرتبط بزيادة معدلات الإصابة بالاكتئاب، الكسل، التوتر والعصبية.
علاوة على ما سبق يمكن أن تعتبر السوشال ميديا موطنًا للمعلومات والإشاعات الكاذبة والمضللة.
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي السماح لأي شخص بالوصول إلى ملايين الأشخاص وتقديم محتوى مضلل أو كاذب لهم من دون أن يتعرض للتحقيق أو الرقابة.
أمثلة على السوشال ميديا
أشهر وسائل التواصل الاجتماعي موقع وتطبيق فيسبوك، والذي يعد أكبر منصة في السوشال ميديا، وفيما يلي معظم مواقع السوشال ميديا مع عدد مستخدميهم بحسب آخر الاحصائيات:
- موقع فيسبوك: 2.74 مليار مستخدم.
- موقع اليوتيوب: 2.29 مليار مستخدم.
- تطبيق واتساب: 2 مليار مستخدم.
- الانستغرام: 1.22 مليار مستخدم.
- التيك توك: 689 مليون مستخدم.
التحديات التي تواجه السوشال ميديا
في الحقيقة تتعرض وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من المعارضات للعديد من الأسباب منها:
- أسباب صحية: وهذا لتسبب وسائل التواصل الاجتماعي بالإرهاق، الإدمان أو الاكتئاب.
- نشر المعلومات المضللة: مما أدى إلى انتشار عبارة “لا تُصدق ما يُنشر على شبكة الإنترنت”، وهذا لسهولة انتشار المعلومات المضللة من خلاله.
- التنمر: حيث سهلت وسائل التواصل الاجتماعي على المتنمرين الوصول إلى ضحاياهم بسهولة، وزادت من إهاناتهم للآخرين نتيجة عدم وجود رقيب عليهم.
- سياسات الأمان: حيث يمكن أن تتعرض المعلومات الشخصية للعديد من الانتهاكات نتيجة العديد من الأسباب.
- تقليل انتاجية الموظفين: نتيجة انشغالهم في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا في أوقات عملهم.
المراجع: