ما هي العصور التاريخية؟

ما هي العصور التاريخية؟

التاريخ هو الفرع الذي يدرس التسلسل الزمني للأحداث التي امتلكت تأثيرات معينة وحاسمة على شعب أو أمة بناء على فحص نقدي لمصادر معلومات عديدة بعدها يتم تقدير تفسير لكل الأحداث.

كما يعرف بأنه دراسة للماضي وفق وثائق رسمية قديمة بكونها أساس ثابت يقف عليه المؤرخون، وعرفه العالم جون جي أندرسون بكونه سرد للأحداث التي وقعت بين البشر في الماضي وأيضًا صعود وسقوط الأمم.

يلعب علم التاريخ دور أساسي ومهم في تقديم الفكر الإنساني لأنه يبحث في مفاهيم القوة البشرية والظروف المادية والاختيارات الكبرى التي أوصلت إلى الوضع الذي نحن عليه اليوم.

اهتم الإنسان منذ وقت طويل بهذا العلم وبحث في تقسيماته وتصنيفه، وهناك مصطلح يطلق عليه اسم العصور التاريخية يتضمن تقسيم واضح لكل الفترات الزمنية القديمة.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن هذا المفهوم وسنناقش فتراتها الزمنية وأبرز ما تميزت به كل فترة.

تعريف العصور التاريخية

يمكن أن نقوم بتعريف العصور التاريخية على أنها الفترات الزمنية التي شهدت اكتشاف الإنسان القديم للكتابة ومنها بدأ بتدوين الأحداث والأفكار الحضارية بالفترات الزمنية التي ظهرت بها مظاهر الحضارة الإنسانية الأولى.

هناك تقسيمات متعددة لهذه العصور، ومن أشهرها نظام العصور الثلاث الذي قسم الفترات الزمنية كلها إلى ثلاث فترات رئيسية تم تصنيف التطورات الاجتماعية والاقتصادية فيها مع ترتيب التطور التقني الحاصل.

يقدم تصنيف العصور التاريخية تقسيم لفترات زمنية تبدأ وتنتهي بوقت محدد ولكن بطريقة مقربة وليس بدقة، وهو ما يدعى بالتحقيب أي تقسيم عصور التاريخ إلى حقب لها أسماء معينة.

قام العلماء بترتيب العصور بدءًا من العصر الحجري والبرونزي وأيضًا العصر الحديدي وبعدها تأتي العصور الوسطى وهكذا.

لا يعد هذا التقسم دقيق بشكل كبير ولكن لا يوجد مفر من الالتزام به في الدراسات التاريخية لأنه جاء بعد سنوات طويلة من البحث العلمي.

سنوضح الآن الترتيب الذي قام العلماء بوضعه وفق عصور متتالية ومحددة.

عصور ما قبل التاريخ

عصر بدء الخليقة

وفق ابن الدمشقي في كتاب البداية والنهاية فإن الله عز وجل قد قام بخلق الكون كله في ستة أيام وقبلها قام بخلق العرش والكرسي والسموات والأرض وكانت السماء قبل الأرض.

وكما قال الله تعالى في سورة الأنبياء:

” أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ “.

أما علماء الغرب فقالوا أن الكون كان عبارة عن كتلة غازية متماسكة وكثيفة انفجرت وصارت كما هو عليه الكون اليوم بالطبع مع بعض التغييرات التي حدثت حتى يومنا هذا.

تحدث العالم ستيفن هوكينغ عن الانفجار العظيم فقال:

” لو أنّ مُعدّل التّمدّد بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم كان أقلّ ولو بجزء واحد من مئة ألف مليون مليون جزء إذًا لعاد الكون وتقوَّضَ قبل أن يصل إلى حجمه الحالي “.

اختلف العلماء والمفسرين الإسلامين في كون الإنسان أول من سكن الأرض، حيث قال بعضهم أن آدم كان أول من سكن الأرض، وقال بعضهم الآخر أن الجن كان أول من سكن الأرض. إلا أن بعض المؤرخين ذكروا وجود أقوام أخرى قبل الجن والإنس وهذا القول لا يصح على أغلب أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين.

بعدها خلق آدم عليه السلام من قبضة قام بقبضها من التراب، وأمر الملائكة والجن أن يسجدوا ولكن أبليس امتنع عن السجود.

من ذلك الحين بدأت حياة الإنسان على الأرض وكان آدم عليه السلام أول إنسان عليها واستمرت حتى يومنا هذا.

العصر الحجري

وهو أول مرحلة من مراحل العصور التاريخية، ويقال بأنه بدأ منذ حوالي 3.3 مليون سنة، وسمي بهذا الاسم لأن جميع أدوات الإنسان التي كان يستخدمها في حياته اليومية صنعت من الحجر.

من أهم هذه الأدوات المطرقة الحجرية التي استعملها الإنسان لتغيير شكل الحجار وجعلها حادة ومصقولة، وبالتالي يستطيع استخدامها في مهام عديدة مثل قطع الفواكه ذات القشرة الصلبة أو الصيد.

بداية العصر الحجري لا تعني بداية رحلة الإنسان على الأرض بل بداية استخدامه للحجارة في تسهيل أمور حياته المختلفة.

يقسم العصر الحجري إلى العصر الحجري القديم والمتوسط والحديث ويقال أن أحدث نهاية لهذا العصر كانت في سنة 3300 قبل الميلاد.

بالنسبة للغة التواصل فالإنسان في ذلك الوقت لم يكن قادر على التواصل، ولكن بالنسبة لدين الإسلام فإن سيدنا آدم كان باستطاعته الكلام حين هبط على الأرض حيث قال الله تعالى في سورة البقرة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا).

العصر البرونزي

بعد العصر الحجري يأتي دور العصر البرونزي أو ما يسمى بالعصر الحجري النحاسي حسب بعض المراجع التاريخية.

سمي بهذا الاسم لأن الإنسان قد استخدم في تلك الفترة النحاس النقي وأدخل إليه القصدير لكي يصنع البرونز إي نجد أن المعادن قد دخلت إلى حياة الإنسان اليومية بشكل كبير وبدأ في عام 3000 قبل الميلاد.

تأخرت بداية هذا العصر في بعض المناطق مثل بريطانيا، ولكن ظهر في وقت جيد في بعض المناطق مثل بلاد الرافدين وأوروبا، بل نجد ازدهار في الصناعات في تلك الفترة.

استمر هذا العصر نحو ما يقارب ال1500 عام وبعدها ظهر العصر الحديدي.

العصر الحديدي

وهو آخر عصر من عصور ما قبل التاريخ وبدأ بين عامي 1000- 1500 قبل الميلاد في دول عديدة مثل اليونان والشرق الأوسط.

يمتلك هذا العصر ثلاث أقسام أولها العصر الحديدي الأول وهو امتد من القرن الثاني عشر قبل الميلاد وإلى القرن العاشر.

بعدها العصر الحديدي الثاني منذ القرن التاسع قبل الميلاد وحتى السادس قبل الميلاد وأخيرًا العصر الحديدي الثالث وهي آخر فترة من عصور ما قبل التاريخ.

العصور التاريخية

العصور القديمة

وهي تسجيل للتاريخ الإنساني في هذه الحقبة وتمتد إلى بداية العصور الوسطى، وتبدأ منذ اختراع الكتابة، وكانت أول كتابة مخترعة هي الكتابة المسمارية في وادي الرافدين.

شهدت هذه الفترة نشوء حضارات ودول وأيضًا نزول الديانات السماوية اليهودية والنصرانية وأيضًا ظهور بعض الفلاسفة مثل سقراط وأرسطو.

العصور الوسطى

اختلفت بداية العصور الوسطى بحسب المنطقة التي بدأت فيها، ولكن عمومًا هي الفترة بين سقوط الإمبراطورية اليونانية وقيام عصر النهضة في أوروبا.

تتسم العصور الوسطى عمومًا بسيطرة الكنسية وحجب اللغة اللاتينية لكونها اللغة التي كتب بها الفكر والفلسفة بحجة كونها مجرد عقائد وثنية.

بالنسبة للدول الإسلامية فإنها توحدت تحت راية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكانت الحياة الاقتصادية والاجتماعية في أوجها.

العصور الحديثة

اختلف العلماء بتحديد بدايتها حيث منهم من رأى أنها بدأت منذ فتح القسطنطينية، وآخرون رأوا أنها بدأت باكتشاف أمريكا.

بعد الثورة الفرنسية تم تقسيم العصور الحديثة إلى عصور حديثة مبكرة وعصور حديثة متأخرة وخصوصًا بعد الهزات العنيفة التي حدثت في أوروبا.

ما تزال آثار هذا العصر قائمة حتى يومنا هذا ولكن بالطبع مع وجود بعض التغييرات الطفيفة عليه.