ما هي الكبائر في الإسلام

ما هي الكبائر في الإسلام
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هي الكبائر في الإسلام

يعتبر الدين الإسلامي من أعظم النعم التي أنعم الله عز وجل بها على البشرية كلها، حيث سعى بكل مبادئه وقيمه إلى الشمول في كل التعاليم التي تسهل الحياة البشرية وتجعلها بأحسن صورة.

من المهم جدًا أن نتعلم ونتوسع في تعاليم ديننا لما لها من أثر كبير ومهم في تقدم وازدهار المجتمعات حيث تعتبر قواعد أخلاقية عامة تسهم في نهضة البشرية.

حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على ترسيخ هذه التعاليم والعقائد بين الناس لكي تقوم ببث الكثير من الرحمة والمودة بين الناس وزرع الاحترام المتبادل بين البشر على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن الكبائر في الدين الإسلامي ونشرح مفهومها.

ما هو مفهوم الكبائر في الدين الإسلامي؟

إن الكبيرة وفق تعريف العلماء هي المعصية العظيمة التي يحصل مرتكبها على عقوبة دنيوية حيث تكون حرامًا محضًا مثل القتل والسرقة والزنا، إضافة إلى عقوبة الآخرة.

وكما قال الإمام الماوردي:

” إنّ الكبيرة هي التي توجبُ الحدّ، كما جاء عن الإمامِ أحمد أنّ الكبيرة ما أوجبت حدّاً في الدُّنيا، ومن هذه الكبائر الزّنا “.

كما أن الكبيرة هي المعصية التي عليها وعيد كبير في الآخرة مثل الذنوب والمعاصي التي وعد فيها الله عذاب كبير أو لعنة من الله ورسوله وذلك ورد في الكتاب والسنة.

قال الغزالي أن الكبيرة هي معصية كبيرة يفعلها الإنسان بدون أن يشعر بالخوف أو حتى الندم حيث يكون متهاون بهذه المعصية ويشعر بالكثير من الجرأة أثناء ارتكابها.

بالنسبة للواحدي كانت الكبائر لا تنتهي عند حد معين أو معلوم حيث أن الله تعالى أخفاها عن عباده لحكمة وهي لكيلا يتجرأ أحد على معصيته.

بالنسبة للعدد اختلف العلماء كثيرًا في تحديد عدد الكبائر، وفضل بعضهم أن لا يتم حصرها بعدد معين، مع التأكيد على أن فاعلها يتوجب عليه الحد في الدنيا والعذاب الكبير في الآخرة.

قال ابن حجر أن الكبائر التي تم ذكرها في نص القرآن الكريم هي أربعة : أكل لحم الخنزير، أكل مال اليتيم، التولي من المعركة وأكل لحم الميتة.

وحسب قول النبي صلى الله عليه وسلم فإن الكبائر هي سبعة يطلق عليه اسم السبعة الموبقات:

“اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ.”

وبعض العلماء يقولون أن الكبائر ثمانية مع إضافة عقوق الوالدين وقال ابن مسعود أنها عشرة.

ما هي أنواع الكبائر؟

سنعدد الكبائر التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف وهي:

الشرك بالله:

وهي أولى الكبائر وأعظمها حيث أن الشرك بالله له عدة أشكال مثل أن تعبد دون الله إله آخر أو الرياء في الأعمال والاعتقاد بعدم وجود الله.

الشرك الأكبر هو الاعتقاد بوجود إله غير الله وهو لا يغتفر.

السحر:

إن اتخاذ الجن طريقة للوصول للغايات وأيضًا ممارسة أعمال الشيطان بدلًا من اللجوء لله تعالى ودعائه والتقرب إليه هو كبيرة من الكبائر التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم.

من يلجأ إلى السحر فإن الجنة تحرم عليه ولا يدخلها أبدا لأن هذا نوع من أنواع الشرك بالله تعالى.

القتل بغير حق:

القتل أيضًا يعد من الكبائر ومن مرتبة الشرك بالله لأنها تدخل إنساني بغير حق في قبض روح إنسان بريء وعقابها كبير وهو الدخول إلى النار والخلود فيها.

يقول الله تعالى في سورة المائدة:

مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ

الربا:

لعن الله آكل الربا وأيضًا موكله وذلك وفق حديث شريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضًا قال الله تعالى في سورة البقرة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)

أكل مال اليتيم:

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل ووصفه بالكثير من الأثم، كما أوصى بمعاملة اليتيم برفق ولين وإعطائه حقه على أكمل وجه.

قال الله تعالى في سورة الأنعام:

وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ

كماوذكر أيضاُ في سورة النساء 

إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)

إذًا وعد الله تعالى كل آكل مال يتيم بدخول النار والخلود فيها.

كبيرة الزنا:

حرم الله الزنا ووعد مرتكبه بالكثير من العذاب وبالدخول إلى النار حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

إذا زنا الرجلُ خرج منه الإيمانُ ، فكان عليه كالظُّلَّةِ ، فإذا أقلعَ رجع إليه الإيمانُ

كبيرة الفخر والعجب:

قال الله تعالى بأنه لا يحب المستكبرين على الأرض سواء بمال أو جاه ومهما كان الأمر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ.

وذلك لأن التكبر من صفات إبليس عندما تكبر على سيدنا آدم وعلى الله تعالى.

شهادة الزور:

وهي من الكبائر العظيمة جدًا والتي ينال مرتكبها الكثير من العذاب والإثم في الدنيا والآخرة، حيث قال الرسول في حديثه الشريف:

أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ.

السرقة:

السرقة حرمت لأنها عبارة عن فعل مشين ينشر الخوف ويذهب الطمأنينة ولمرتكبها عقوبة كبيرة في الدنيا غير عقوبة الآخرة وهي قطع اليد التي ارتكب السرقة بها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 أن قريشًا أهمهم شأنُ المخزوميَّةِ التي سرقت فقالوا من يُكلِّمُ فيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم قالوا ومن يجترئُ عليه إلا أسامةُ بنُ زيدٍ حِبُّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم فكلَّمَه أسامةُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم أتشفعُ في حدٍّ من حدودِ اللهِ. ثم قام فخطب، فقال: إنما هلك الذين قبلَكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهمُ الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وأيمُ اللهِ لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها.

إقرأ أيضًا: ما هو حد الحرابة في الإسلام

‫0 تعليق