ما هي عدوى المشاعر؟ وكيف تتجنبها؟
هل شعرتَ بأنَ أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك مُصابون بالزكام أو أمراض البرد مثل {السعال، الرشح، التهاب الحلق} وبدأتَ بالابتعاد عنهم شيئاً فشيئاً من حيث تجنب الاختلاط بهم أو الجلوس بجانبهم كي لا تُنقل العدوى إليك وتُصاب بها؟ بالتأكيد،، جميعنا نبتعد عن الأفراد المريضين والقريبين منّا كي نحمي أنفسنا وخاصةً عندما يبدؤون بالسعال أو العطاس دونَ وضع أيديهم على أفواههم فتلقائياً نبتعد بوجهنا إلى الجهة الأخرى للحماية.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الأمراض الجسدية منَ المعروف انتقالها عن طريق العدوى، ولكن هل يُمكن أن تنتقل المشاعر والأحاسيس من فردٍ لآخر أيضاً؟ الجواب هوَ نعم فالإنسان ينجذب للأفراد من حوله، فعندما تشعر بأنَ والديك أشخاص بائسين منعزلين عن المحيط الخارجي ستكبر على الخوف وتغمرك مشاعر الإحباط والسوداوية، وإذا كانَ صديقك المقرب يُعاني من اكتئابٍ شديد ويُحاول التقرّب منك، ستجد نفسكَ أنَ مزاجك تغيّرَ ببساطة منَ الحالة الطبيعية إلى حالةٍ شبيهة بأعراض الاكتئاب التي نقلها إليكَ بسبب جلوسه الدائم معك طوالَ الوقت، ولذلك ما هيَ عدوى المشاعر؟ وكيفَ تتجنبها؟
ما المقصود بعدوى المشاعر؟
يُقصد بهذا النوع منَ العدوى هوَ انتقال المشاعر من شخصٍ لآخر وجذبها إليه، فعندما يكون الإنسان في قمّة سعادته وأوّج نشاطه وراضٍ بما قسمهُ الله لهُ ويُحاول جاهداً السعي وراءَ النجاح والبحث عن فرصته في هذه الحياة والمكافحة من أجل الحصول على وظيفةٍ مرموقة تلقائياً الفرد الآخر الذي يعيش معه داخل الغرفة سينجذب إلى أفكاره ومشاعره وأحاسيسه ويُحاول الخروج من حالة السكون والثبات الذي يعيش بهِ إلى حالةٍ مليئة بالطاقة والشغف.
وعلى العكس من ذلك، فإذا كانَ أفراد الأسرة يعيشون في انعزالٍ تام ولا يختلطون بالآخرين وحياتهم مليئة بالمشاكل والصراعات الزوجية، سيتوّلد لدى الأبناء مشاعر سوداوية وفشل وإحباط بسبب المحيط الذي يعيشون بهِ ويتأثرون من أفراده.
ونوّد الإشارة، أنَ المحيط الذي تعيش بهِ سواءً من أفراد أسرتك أو أصدقائك أو شريكة حياتك جميعهم لهم دور فعّال في التأثير على حالتك النفسية من حيث الإيجابية أو السلبية، فالكثير منَ الأشخاص أُصيبوا باضطراباتٍ نفسية بالرغم من أنهم أصحاء وحالتهم طبيعية ولكن الأفراد المحيطين بهم ساهموا في انتقال هذه العدوى إليهم وتغيير حالتهم رأساً على عقب.
والسؤال الأكثر تداولاً في رأس أغلب الأفراد الذينَ يقرؤون هذا المقال، هل الاضطرابات والأمراض النفسية يُمكن الإصابة بها عن طريق العدوى مثل الأمراض الجسدية؟ الجواب: نعم، فجذب الأفكار والمشاعر والكلمات الناتجة عن مرضٍ نفسي هوَ أمر يحدث بكثرة ويُصاب بهِ أغلب الأشخاص.
قد يهمك: هل يجب عليك الثقة بمشاعر أمعائك؟
كيفَ يُمكن تجنب الإصابة بعدوى المشاعر؟
في البداية علينا القول أنهُ إذا كانَ محيطك إيجابي ويتمتّع بأفرادٍ ناجحون في حياتهم، فعليكَ الاختلاط بهم والجلوس معهم يومياً لمعرفة أفكارهم وخططهم الناجحة وجذبها إليك، ولكن إذا كنتَ تعيش في محيطٍ يُسبب لكَ اليأس والحزن وانتقال المشاعر السلبية، ما عليك إلّا باتباع هذه الخطوات الآتية للحفاظ على صحتّك النفسية:
الابتعاد عن الأفراد البائسين:
توجد مقولة تُشير إلى {قل لي من أصدقائك،، أقول لك من أنت} بمعنى أنَ كل فردٍ منّا يمتلك العديد منَ الأصدقاء وعلى الأقل صديق واحد يثق بهِ، ولكن هذا الصديق قد يكون مصدر لشعورنا يالإحباط والفشل واليأس، فعندما يتمتّع بشخصيةٍ سوداوية وكئيبة ويُحاول إفشال كل أمر أو خطة تُفكّر بها أنت، فمنَ المؤكد أنهُ سيُؤثر على حياتك في المستقبل وعلى حالتك النفسية أيضاً، ومنَ الضروري الابتعاد عنه أو تجنب الاختلاط بهِ كثيراً.
وإذا كانَ أحد أفراد أسرتك مثل أحد والديك أو أشقائك بائسين أو مكتئبين فيُفضّل أن تُقدّم لهم يدَ العون وتخرجهم إلى حالتك الطبيعية، لا أن تسمح لهم أن يأخذوا بيدك إلى عالمهم المظلم الذي يُحوّل نفسيتك إلى الكآبة والوحدة.
التركيز على تطوير الذات:
إنَ الأفراد المُصابين بالاضطرابات النفسية ستكون جميع أحاديثهم عن الظلم والحياة القاسية والحظ السيء، ولذلك لا تستمع إليهم وركزّ على نفسك أولاً، وذلكَ عن طريق الجلوس معَ ذاتك ومحاولة التفكير بأشياء تحبها وتستمتع بها، ومن ثمَ تبدأ بتطوير مهارتك بها من خلال الدورات التدريبية وإشغال وقتك بالأشياء المفيدة التي تُحقق لكَ السعادة والدخل المادي الرائع.
زيادة الثقة بالنفس:
لاتكن إنساناً ضعيفاً عندما تقترب من أي شخص يُؤثر عليكَ بكلامه وأفكاره عن الحياة، فعندما تتأثر بسرعة وتشعر بالكآبة بعدَ الحديث معَ أي فردٍ مكتئب، أنتَ إنسان ضعيف وغير مؤمن بقدراتك، ولذلك يجب عليكَ حضور الكثير منَ الدورات التي تهتم بكاريزما الشخصية وزيادة ثقة الإنسان بنفسه وكيفية التركيز على قراراته وأفكاره فقط والتعايش معَ الواقع، فعليكَ تقبل فكرة أنهُ مثلما يوجد أشخاص ناجحين بالمقابل العالم مليء بالأسخاص المكتئبين، وثقتك بنفسك ستُساعدك في تجنب الإصابة بأي عدوىً تنتقل إليكَ عن طريق الأحاسيس والمشاعر.
التدريب العقلي:
يومياً قبلَ النوم عليكَ تخصيص نصف ساعة تقريباً من أجل تدريب عقلك على جذب القرارات التي تُساعدك على النجاح وجذب الطاقة الإيجابية إليك، على سبيل المثال رددّ هذه العبارات بشكلٍ يومي معَ إغماض عينيك وأخذ شهيق ومن ثمَ زفير {أنا إنسان ناجح، لن يستطيع أي أحد إبعادي عن حلمي، أنا إنسان واثق من نفسي، الله دائماً بجانبي، الله دائماً سيختار لي الخير، الحياة جميلة وتستحق التجربة} فهذا التدريب سيُزيل عنكَ السلبية التي انجذبت إليك خلالَ النهار بسبب الاختلاط بأشخاصٍ مختلفين.
السفر:
حاول أن تخوض الكثير منَ التجارب الممتعة وخاصةً بعدَ جائحة الوباء العالمية التي اضطرَ فيها الكثير منَ الأشخاص الانعزال في منازلهم معَ الأفراد المكتئبين أو المُصابين باضطراباتٍ نفسية، فالسفر سيُغيّر من نفسيتك ويُساعدك في التعرّف على أشخاص جدد والتحدث معهم واكتشاف أماكن جديدة تُزيل عنكَ السلبية التي حاوطتك طيلة ذلكَ الوقت أثناءَ الحجر المنزلي.
عليكَ ترسيخ فكرة داخل عقلك أنَ كل إنسان معرّض للإصابة بالاكتئاب ويحتاج للوحدة من وقتٍ لآخر، ولكن عليكَ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبذل طاقتك في هذه الحياة من أجل الوصول إلى النجاح وتجنب هدر عمرك في أشياء ليسَ لها أي معنىً أو فائدة أو تكاد أن تكون وهمية.
وحاول أن تبتعد عن أي فردٍ مشاعره وأحاسيسه مضطربة إن لم تستطع مساعدته على تجاوزها، لأنكَ أنتَ الخاسر في هذه المرحلة فمنَ الصعب أن تُسيطر على مشاعرك إن لم تكن إنساناً قوياً وتُحاول الخروج من دائرتك الكئيبة.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.