ما هي قصة العالم جريجور مندل؟

جريجور مندل
Share this post with friends!

ما هي قصة العالم جريجور مندل؟

يعتبر العالم جريجور مندل مؤسس علم الوراثة، حيث قام بمجموعة من التجارب في حديقة منزله، وسجل مجموعة من الملاحظات ساهمت بوضع أساسيات علم الوراثة.

من هو جريجور مندل

ولد العالم جريجور يوهان مندل أب علم الوراثة الحديث في النمسا في عام 1822، وعلى الرغم من أنه في البداية كان مجرد راهب نمساوي، ولكنه استطاع وضع أساسيات علم الوراثة.

قام العالم مندل بإجراء تجاربه في حديقة الدير، ولاحظ أن وراثة الصفات في نبات البازلاء تتبع نمطًا معينًا، وعندما درس هذا النمط وضع أساس علم الوراثة.

حياة جريجور مندل المبكرة

ولد جريجور يوهان مندل في العشرين من مايو في عام 1822، ووالداه هما أنطون مندل وروزين مندل، وكان مسقط رأسه تحديدًا في هينزندورف في النمسا.

عاش مندل طفولته في بيئة ريفية في مزرعة عائلته حتى أصبح عمره 11 عامًا، حيث أوصى به مدير مدرسته المحلية، وأُعجب بشغفه في العلم فطلب إرساله إلى مدرسة ثانوية في تروبو.

في الحقيقة كانت هذه الخطوة صعبة على عائلة مندل البسيطة من الناحية المادية، وكان هذا الأمر صعبًا على مندل، لكنه على الرغم من ذلك تميز في دراسته، وتخرج من المدرسة في عام 1840 بمرتبة الشرف.

بعد تخرجه من المدرسة، التحق مندل ببرنامج في المعهد الفلسفي بجامعة أولموتز لمدرة عامين، وأظهر مجددًا تميزًا منقطع النظير في الفيزياء والرياضيات.

كان مندل يُعطي الدروس في أوقات فراغه لتغطية نفقاته، وعلى الرغم من إصابته بنوبة إكتئاب حادة جعلته يترك دراسته بشكل مؤقت أكثر من مرة، لكنه تخرج من هذا البرنامج في عام 1843.

بعد تخرج مندل من البرنامج توقع والده منه العودة لتولي إدارة المزرعة، ولكن مندل في هذه اللحظة عارض والديه وبدأ الدراسة ليُصبح راهبًا.

في العام نفسه انضم مندل إلى الرهبنة الأوغسطينية، والتي سُميت بذلك نسبة إلى القديس أوغسطين، وتضم جماعتين من الرهبان الأولى كاثوليكية والأخرى أنجليكانية.

وبذلك بدأ مندل حياته كراهب في دير القديس توماس في منطقة برنو، وأُطلق على مندل اسم جريجور.

كان هذا الدير مركزًا ثقافيًا للمنطقة، وركز مندل فيه على أبحاثه وعلى تدريس الأعضاء فيه، كما استطاع الولوج إلى مكتبة الدير الواسعة والاستفادة من الكتب التي فيها، بالإضافة إلى الاستفادة من المرافق التجريبية.

في عام 1849 شعر مندل بالإنهاك من عمله لدرجة مرضه، وبذلك تم إرساله لشغل منصب تدريسي مؤقت في زنايم.

مع ذلك رسب مندل في امتحان شهادة التدريس هناك، وفي عام 1851 أُرسل مندل إلى فيينا على نفقة الدير، وبدأ بمواصلة دراسته للعلوم، وتعلم علم النبات وبرع فيه عندما درسه تحت إشراف كريتسان دوبلز، وبدأ حينها في استخدام المجهر في دراساته.

كان مندل من دعاة ما قبل الداروينية، وهذا يعني أنه لم يكن يتفق مع نظرية التطور التي وضعها تشارلز داروين.

وصولًا إلى عام 1853، انتهى مندل من دراسته في جامعة فيينا، وعاد إلى الدير في برنو، وحصل هناك على منصب تدريسي في مدرسة ثانوية، وقرر البقاء هناك لأكثر من عقد من الزمان، وخلال هذا الوقت بدأ التجارب التي اشتهر بها على الفاصولياء.

تجارب العالم جريجور مندل

في عام 1854 تقريبًا، بدأ مندل التركيز على البحث عن كيفية انتقال الصفات الوراثية في النباتات المهجنة.

في ذلك الوقت، كانت الحقيقة المقبولة الوحيدة في أن الصفات الوراثية للمخلوقات الحية عبارة عن مزيج من صفات الأب مع صفات الأم.

وبشكل عام كان الجميع في المجتمع العلمي يرون أنه مع تعاقب الأجيال سيعود الهجين إلى شكله الأصلي، وهذا يعني ضمنيًا أن الهجين غير قادر على ولادة حيوانات جديدة.

غالبًا ما كانت نتائج الدراسات المتعلقة بهذه المعلومات غير واضحة، وهذا لأن معظم هذه الدراسات حدثت في فترة قصيرة نسبيًا.

بالنسبة لأبحاث جريجور مندل فقد استغرقت ثمانية سنوات، بدءًا من عام 1856 وصولًا إلى عام 1863، وشملت أبحاثه عشرات آلاف النباتات الفردية.

اختار العالم مندل نبات البازيلاء في أشهر دراساته، وهذا لمجموعة من الأسباب منها:

  • تنوع أصناف وصفات البازيلاء، بدءًا من لون الزهرة، لون الثمرة، لون البذرة، وصولًا إلى حجم الثمرة وملمسها، والعديد من الصفات المختلفة الأخرى.
  • القدرة على إكثار وإنتاج الأنواع الجديدة بسرعة وسهولة، فلا يستغرق نمو نبات البازيلاء وقتًا طويلًا.

وقام مندل بتخصيب نباتات البازيلاء التي لها صفات معاكسة بوضوح مثل:

  • لون البذرة: فاستخدم مندل البذور الصفراء والخضراء.
  • لون الزهرة: سواء كان بنفسجي أو أبيض.
  • لون الثمرة: سواء كانت الثمرة باللون الأخضر أو الأصفر.
  • شكل الثمرة: هل الثمرة منتفخة أو متخصرة.
  • شكل البذرة: فاستخدم مندل البذور الملساء مع المجعدة.
  • طول النبات: خصب مندل النبات الطويل مع القصير.
  • موقع الزهرة: سواء كان محوري أو قصير.

بعد هذه التجارب وتسجيل الملاحظات على الجيل الأول الذي ينمو بعد التخصيب مباشرة أو الجيل الثاني وصل مندل إلى اثنين من أهم استنتاجاته في علم الوراثة.

أثبت مندل أن هناك صفات سائدة تظهر في الجيل الأول بشكل أساسي، وهناك صفات متنحية تنتقل بشكل عشوائي من الآباء وتظهر على الأبناء.

كما استنتج مندل قانونًا ثانيًا وهو أن كل صفة تنتقل من الآباء إلى الأبناء بشكل منفرد بغض النظر عن الصفات الأخرى.

كما لاحظ مندل أن قوانين الوراثة تتفق مع القوانين الأساسية في علم الإحصاء، وساعدته مهارته في الرياضيات مع أبحاثه على دمج أبحاثه على علم النبات مع القوانين الرياضية والإحصائية.

في عام 1865، قام مندل بإلقاء محاضرتين في جمعية العلوم الطبيعية في برنو، وطرح فيهما النتائج التي توصل لها.

نُشرت نتائج دراسته في مجلة جمعية العلوم الطبيعية في العام التالي تحت عنوان “تجارب على النباتات الهجينة“، ولم يقم مندل بجهد كبير للتروج لأبحاثه.

على الرغم من ذلك، أساء الكثيرين فهم أبحاث مندل واستنتاجاته في تلك الفترة الزمنية، وهذا لانتشار اعتقاد أن المخلوقات الحية الهجينة لا تلبث إلا أن تعود إلى شكلها الأصلي.

وبذلك تجاهل الكثير الاختلافات التي لاحظها مندل وآثارها التطويرية، وتم النظر إلى النتائج التي نشرها على أنها غير قابلة للتطبيق.

في الحقيقة حتى مندل نفسه لم يكن يعتقد في ذلك الوقت أن نتائجه تنطبق على جميع المخلوقات الحية، حيث كان يرى أنها تتحقق فقط في بعض الأنواع وعلى صفات محددة.

في النهاية، وفي وقتنا الحالي تم إثبات أن ملاحظات مندل تنطبق على جميع المخلوقات الحية، وأصبحت تُدرس الآن كأساس في علم الأحياء.

موت جريجور مندل

في عام 1868 تم انتخاب مندل رئيسًا للمدرسة التي كان يُدرس فيها لمدة 14 عامًا، ولكن واجباته الإدارية وضعف بصره التدريجي شكل عوائق منعت من استمرار بحثه العلمي.

سافر مندل بعد ذلك وانعزل أكثر نتيجة معارضته قانون الضرائب الذي أُقر في عام 1874، والذي زاد الضرائب على الأديرة.

بعد ذلك فارق مندل الحياة في السادس من يناير في عام 1884 وعمره 61 عام، ودُفن في مقبرة الدير، كما حضر جنازته الكثيرين رغم عدم نيله الكثير من الشهرة في ذلك الوقت.

بعد عقود، قام مجموعة من علماء النبات بإجراء أبحاث في الوراثة، وهم هوغو دي فريس، كارل كورنس وإيريك فون تشيرماك.

كانت نتائج العلماء مشابهة لنتائج مندل، وعندما نشروا نتائجهم لم يكن لديهم علم بأبحاث مندل، ولكنهم عثروا عليها ونسبو كل الفضل في أعمالهم له.

ومنذ ذلك الحين تم اعتبار مندل أب علم الوراثة، مع أن دراساته لم تنشهر إلى بعد وفاته بعقود.

إقرأ أيضًا: من هو نيكولا تسلا

المرجع:

0 thoughts